العجوز المناضل الذي كان من أوائل الذين قالوا لمبارك وحكمه ورجال نظامه "كفاية" ولا للتوريث ، ظل يصرخ بهذا الهتاف لسنوات عديدة ولكن لم يسمعه أحد ولم يفقد إيمانه بقضيته رغم أتهامه بالجنون والعمالة وتلقى تمويل أجنبى وغيرها من الإتهامات التى لا أساس لها من الصحة.. عندما تشاهده وهو يتحدث عن الإسلام والمسلميين والدور الذى من المفترض أن يلعبه الأزهر الشريف فى التوعية والفتوى تظن أنه مسلم متعصب، لكن سرعان ما تفاجأ بأنه مسيحى بعد أن تعلم أن اسمه جورج اسحق، بوابة الشباب اتصلت به لتهنئته بعيد الميلاد المجيد ، فقال: بداية أوجه تهنئة للشعب المصرى بعيد الميلاد وإقتراب الذكرى الأولى لثورة 25 يناير والتى أعتبرها العيد الحقيقى الذى يحتفل فيه المصريون جميعا بمختلف عقائدهم وإنتماءاتهم السياسية والفكرية، وعيد الميلاد هذا العام مختلف تماما عن أى عام مضى، فهذه المرة هو بنكهة الحرية والوحدة، وكان أكبر دليل على ذلك هو مظاهر الإحتفال بليلة رأس السنة وكل ما أتمناه أن يظل يوم 7 يناير عيداً حقيقياً تعطل فيه المصالح ويكون عطلة رسمية من الدولة ولا يلغى هذا القرار فى الفترة القادمة. ويضيف جورج اسحق: الأحداث الدامية التى حدثت للمسيحيين على مدار العام الماضى من أحداث كنيسة إمبابة وماسبيرو وغيرها كانت مؤسفة، وما حدث كان نتيجة لفكر متطرف من الجانبين مسلمين ومسيحيين ولكى يتم علاج هذا الإحتقان يجب مخاطبة العقول وأن تقوم المؤسسات الدينية بلعب الدور الأكبر فى هذا، لأن الفكر المتطرف لايعالج بالعنف وإنما بالحوار فالعنف يولد عنف، ومن خلالكم أناشد مؤسسة الأزهر الشريف بأن تعود وتظهر على الساحة وتلعب دورها فى الفتوى ، فمشكلتنا الأن هى كثرة الفتاوى المتطرفة الآتية عبر البحر الأحمر وهذه خطرها أكبر من خطر الرصاصة، وأطالب الكنيسة بأن ترعى شبابها بالداخل وتطهر العقول المتطرفة من تطرفها. وعن الذى مازال يؤلمه بعد مرور إقتراب مرور عام على الثورة هو مظهر ميدان التحرير الأن الذى يصفه بالخرابة ، التى إذا مر عليها أى شخص يكره الثورة والثوار ويصف أيضا العام الماضى بأنه عام الحزن لأنه حتى الآن لم يتم التوصل والكشف عن الجناة الحقيقيين فى أحداث كنيسة القديسين. ويعلق إسحق على تخوف بعض المسيحيين من وصول التيارات الإسلامية للحكم قائلاً : التخوف ليس نابعاً من فراغ بل نتيجة لبعض التصريحات التافهة من بعض الجهلاء مثل الذى قال "لا توجهوا التهنئة للمسيحيين فى أعيادهم" طبعا هو كلام غير مسئول والناس تهنيء بعضها كما أعتدنا طوال عمرنا ، لكن هذه التصريحات لاشك تثير القلق والبلبلة.