سأظل صامدة وباقية على مر القرون رغم كل الحروب الجاهلة التى تعرضتُ لها ، فمن يتأمل الماضى البعيد سيتذكر محاولة اغتيالى فى الجزائر وتونس وعهد الاحتلال ومحاولة اللورد كرومر النيل مني .. أما في الحاضر المؤلم فأنا أتعرض لحروب أكثر شراسة وجاهلية من أبنائي ومن التجاهل ومن حرب اللغة العامية إلى الفرنكو أراب " لغة العربلش" . أنا اللغة العربية الذى أتحدث .. فلا ولن أتوقف عن الشكوى من فيروس العامية الذى يتحدث بها أبنائى ، وقد أصاب هذا الفيروس أيضاً الصحف والمجلات والإعلانات وأصبح من يتحدث بى كأنه إنسان قادم من التاريخ أو كأنه "مأذون السينما"الذى يظهر فى معظم الأفلام المصرية بشكل كوميدي مع أنه من الشخصيات السينمائية التى تتحدث العربيه بلغة سليمة ومتقنة . فقدت أول أبنائى حرف " الضاد" وتحول إلى حرف "الدال" رغم أنها صفتي التي أوصف بها .. فأنا لغة الضاد وسبب تميزي على كل لغات العالم كلة وأصبح الشباب يتحدث بلغة ويكتب بلغة أخرى ، وهذا ما جعلهم فى مشقة دائمة لتعلمي من البداية وحتى بعد سنوات الدراسة المتتالية يعجز معظم الشباب عن التعرف على جمالي الداخلي كما وصفني شاعر النيل " حافظ ابراهيم " قائلا : " أنا البحر في أحشائه الدر كامن ... فهل سألوا الغواص عن صدفاتي". وازداد أنينى على فقدان 10 من أبنائها فى جنازة جماعية بعد ظهور لغة العربليزي أو كما يطلقون عليها أهل الشات والموبايل "لغة العربلش" وظهور تلك اللغة يرجع إلى بداية انتشار استخدام الموبايل والإنترنت فلم تكن بها حروف عربية مما أدى إلى ظهور" عربلش" وهي استبدال الحروف العربية بارقام وأحرف تقرأ على شكل اللغة العربية (الهمزة = 2 , ع = 3 , غ =3' , ذ =4 , خ = 5 , ط= 6 ظ = 6' , ح =7 , ق =8 , ص = 9 , ض = 9' ) ويتوهم الشباب بابتكارهم لغة عربلش أنها تتميز بالمرونة والسرعة عن الكتابة بالعربية ..وتناسى الشباب أن قلة استخدام الحروف الأبجدية تعمق من الأخطاء الإملائية لأن عربلش تعطيهم الحرية في الكتابة كما يريدون بدون تحري الدقة والقواعد السليمة في الكتابة أو حتى النظر في جمال الأحرف ال 28 مما يزيد الفجوة بينى وبينكم . وتتوارى خجلاً ......لأنها لا تجد من يساعدها ويقف بجانبها لعودتها على لسان الشباب لتذوق لغتهم العربية التى لا يمكن التخلي عنها وإدراكهم أن تقدمهم ورقيهم لن يتحقق إلا بالرجوع للأصول وإلى لغتهم الأم . فاللغة العربية لغة القرآن ولغة أهل الجنة ولغة العلم و الأدب والسياسة و الحضارة وفي ظل القرآن الكريم أصبحت اللغة العربية لغة عالمية واللغة الأم لبلاد كثيرة... فلا تتركوها .