اتهموهم بالتخريب وإثارة البلبلة وتعطيل مصالح الدولة والمواطنيين، لذلك تعرضوا للضرب بالرصاص الحى وتوفي بعضهم .. وعاش من كتب الله فى عمره بقيه ، بوابة الشباب حاولت التعرف على مصابي أحداث مجلس الوزراء الذين يتقلوا العلاج حالياً بمستشفى الهلال. فى الغرفة 744 بالطابق السابع بمستشفى الهلال يرقد طالب الثانوى باحدى المدارس الفرنسية مهند سمير مصيلحى ، وبالسرير المجاور له يرقد نبيل مليجى عبد المقصود 40 عاماً ويعمل بائع شاى ، بعد دخولنا الغرفة أستقبلتنا سيدتان هما أم وجدة مهند سمير.## بدأنا الحديث مع والدة مهند والتى قالت : الحمد الله أن ابنى مازال حياً ، فلا تتخيلوا الحالة التى كنت أعيشها قبل أن أستدل على طريقه، المأساة بدأت يوم السبت الماضى ، فبعد ضرب المعتصمين فجر الجمعة وجدت مهند أبنى يوم السبت يستاذنى فى النزول إلى الميدان للإنضمام لصفوف المتظاهرين لأنه مؤمن بالثورة وكان واحد من ضمن الذين شاركوا بها فى بدايتها يوم 25 يناير الماضى، وبعد أن أستاذنى وافقت على مضض ، فكل مرة ينزل فيها إلى التحرير أشعر أنه لن يعود مرة أخرى ، وفى هذه المرة كان قلبى يشعر بخوف شديد عليه ، ولكن ماباليد حيله .. فإذا منعته سوف يذهب بدون علمى ، وعلى فكرة هذا حال الكثير من الشباب المتواجدين بالتحرير ، المهم .. بعد نزوله للميدان يوم السبت وإشتعال الأحداث حاولت الإتصال به لكن كان تليفونه كان مغلقاً فأصابني الجنون ، ومازاد من قلقى هو ما كتب على تويتر والفيس بوك أن هناك شاباً تمت إصابته بطلق نارى اسمه مهند ، وبعد قليل كتب على نفس الموقعين أن مهند قتل ، فوجدت نفسى اهرول إلى ميدان التحرير باحثة عن مهند فى كل مكان ، فسألت أطباء المستشفى الميدانى ففقالوا لى أذهبى إلى مشرحة زينهم ، فتوجهت إلى هناك فلم أجد أسمه مقيداً بالدفاتر ، فعدت إلى الميدان فوجدت مجموعة من أصدقائة يحملون المصابين والجثث فسألتهم عليه فقالوا أنه أصيب بطلق نارى حى بقدميه وتم نقله إلى مستشفى الهلال ، فأسرعت إلى هناك لاجد إستقبال المستشفى فى هذا اليوم عبارة عن بحيرة من الدم ، والذى أريد السؤال عنه : ما ذنب أبنى حتى يضرب بالرصاص فى قدمه وتهتك شرايينه ؟!، انا ضد حمام الدم الذى يسال من الجانبين ولكن بتصرفاتهم هذه سيجعلون الشباب والأطفال أعداء لهم ولسياساتهم ، كل ما اتمناه الأن أن يخرج مهند بالسلامة مع أنى خائفه من خروجه من جديد للميدان ، فهو لن ينسي صديقه الشهيد محمد مصطفى الذى توفى أمس بنفس المستشفى.## وبعد أن انتهينا من حديثنا مع والدة مهند اتجهنا إلي شخص آخر يرقد على السرير المجاور واسمه نبيل مليجى ، هو مصاب برصاص حى تحت القلب مباشرة ، ولكن قبل أن نسمع له قال جملة مغلفة بنبرة حزن " هتسمعونى وهتكتبوا إلى هقوله.. ولا انا فى نظركم لا أساوى أى شئ زي ما أنا فى نظر الحكومة" ، وبدأ يسرد حكايته ، قال : ولدت لأسرة فقيرة ، الوالد على باب الله وليس له مصدر رزق ثابت ، وبالتالى لم أدخل مدارس أو أتعلم ، فكان مستقبلى لايفرق أى شئ عن والدى ، والشئ الوحيد الذى تعلمته منه هو أن أى عمل ليس عيب طالما كان حلالاً ، فخرجت للدنيا أبحث عن رزقى وعملت فى أكثر من مهنة حتى أستقر بى الحال للعمل فى مقهي ، وسمعت أن ميدان التحرير به مصدر للرزق فذهبت هناك قبل أحداث مجلس الوزراء بأسبوعين ، وكنت أجلس فى حالى وأسمع كلام الشباب المعتصم ، فعندما يقولوا لى " قف على جنب " أسمع الكلام ، وفى هذين الأسبوعين تعلمت وشاهدت أشياء كثيرة كنت لا أعلمها ، بصراحة كانت فكرتى أن هؤلاء الشباب أنهم يريدون تخريب مصر وأنهم مخربون ، ولكن بعد أن عشت وسطهم وجدت شباب "طيب جدا " وكل مايريدنه أن نكون أحسن بلد فى العالم ، وما يحزنني أنهم يصفون البائعين بالميدان ب " البلطجية " .. صحيح أنه يوجد منهم بلطجية ، لكن يوجد الكثير الذى يسعى للرزق ليس أكثر ، وقبل أن تحاسبونا حاسبوا الذى جعلنا بدون عمل وتعليم وجعل منا "بصمجية"، وفروا لنا العمل ونحن نترك الوقفة فى الشارع " مفيش حد بيحب البهدلة والمرمطة ". ##