في 14 أكتوبر 2011 سوف نشهد أول انتخابات في نقابة الصحفيين بعد الثورة.. وذلك بعد أن أصبح الصحفيون بلا نقيب منذ استقالة النقيب السابق مكرم محمد أحمد.. تصوير: أميرة عبد المنعم ولأننا سنشهد في الفترة القادمة واحدة من أشهر آليات الديموقراطية والانتخابات وهي المناظرات التليفزيونية ، فقد قررنا عمل مناظرة بين 3 مرشحين على منصب النقيب وهم ممدوح الولي، ويحيي قلاش، ومؤنس الزهيري.. يا تري مين يقنعك أكثر بكلامه؟َ!... رؤية * يحيي قلاش: هذه الانتخابات أعتبرها استثنائية، وخصوصا أنها أول انتخابات بعد الثورة التي لم نشعر بها في النقابة، وكما قلت من قبل أن الثورة لم تمر على شارع عبد الخالق ثروت، وهذا يضعنا أمام مهمة كبيرة، لأن التغيير الذي تشهده مصر يجب أن يشمل نقابة الصحفيين والعمل الصحفي، ولن يتحقق التغيير ولن نحصل على الحرية إلا عن طريق تحرر الإعلام والصحافة، وأرى أنها ما زالت تحكم بقوانين مبارك، وفلسفتها قائمة على القيود، فهي صحف السلطة أو صحف القارئ الواحد، ولا نقبل بذلك بعد ثورة كان بها تضحيات وشهداء. * مؤنس الزهيري: لست مقتنعا بما يقال بأن الثورة لم تمر على شارع عبد الخالق ثروت، لأن نقابة الصحفيين طول عمرها في حالة ثورة، فما حدث لعبد الحليم قنديل من ضرب وخطف وما تعرض له جمال بدوي من ضرب أمام منزله، وما وجده إبراهيم عيسي كل ذلك دليل على أن الثورة موجودة في النقابة، أما عن العمل النقابي فهو يأتي من النقابيين، ولكن تعبير الثورة أصبح يستخدم كثيرا وأخشى أن نفقد قيمته مثلما حدث مع المليونيات، ونقابة الصحفيين هي نقابة الدفاع عن حريات الوطن، وأول الحريات حرية النقابة و حرية النقابيين التي يجب أن تكون هدف النقابة القادمة ، وهدفي هو نحو نقابة تهتم بالمهنة و أبناءها بعيدة عن التيار السياسي والتلون الحزبي والفكر العقائدي. * ممدوح الولي: أرى أن الوضع في هذه الانتخابات والصورة بشكل عام مختلفة، فما نسمعه من المرشحين من قبل كان كلاماً مكرراً في كل البرامج من حرية الصحفيين وحرية تبادل المعلومات ورفع مستوى الصحفي والأجور، ولكن لم يكن هناك أمل في تنفيذ أي شئ، ولكن الوضع تغير تماما الآن، كما أنه هناك أملاً في تغيير قانون الصحافة وإلغاء الحبس والحصول على مكاسب كبيرة. المنافسة * يحيي قلاش: اختيار النقيب في هذه الانتخابات مختلف، لأنه سيكون اختياراً له رسالة للمجتمع وسيقول هل النقابة ستكون محافظة على استقلالها بعيدا عن أي تدخل من نظام سياسي أو حزبي أم ستكون مدخلاً لتيار أو حزب ؟!، ونقول ذلك رغم أن الأفق السياسي والحزبي متسع وبالتالي مساحة العمل النقابي، فلابد أن نعيد ونحفظ استقلال النقابة لأنها منذ نشأتها ترسخ هذا المفهوم، وأتمنى أن تظل النقابة ترسخ هذا المفهوم ونبعث برسالة تقول فيها هذا المعني الإيجابي الذي توارثناه ونحن أحوج ما نكون لذلك، أما عن شكل المنافسة فكلنا نتنافس وكلنا أعضاء نقابة ولنا تجارب نقابية ولكن في النهاية أتمنى أن تكون منافسة شريفة ولابد لكل طرف أن يحترم خصمه، بجانب ذلك كان هناك كلام عن تنازل ضياء رشوان لي، فهو تنازل من قبل أن أترشح، وهو صديق عمري ، وعندما أبدينا رغبة للترشح في الانتخابات اتفقنا أننا لن نكون في منافسة أو مواجهة في انتخابات واحدة، وأنا كنت بجواره من قبل في معركته في الانتخابات الماضية، وهذه المرة قررت الترشح وتنازل هو . * مؤنس الزهيري: بالنسبة للمنافسة من وجهة نظري أرى أن كل المرشحين أفاضل وكل واحد عنده رؤيته ولديه مؤيديه، ولكن ما تغير هذه المرة أنه لا يوجد مرشح من قبل الحكومة، فكان مرشح الحكومة يقف أمام باب وزارة المالية ليحصل على الدعم كرشوة، فهذا ما كان يحدث في كل الانتخابات السابقة، ولكن الوضع اختلف تماما بعد ثورة 25 يناير، وأصبح الشعب هو الذي يسيطر وله كلمته، وأثق جدا في هذه الانتخابات. * ممدوح الولي: أحترم كل الزملاء وكل الصحفيين، ولا أريد أن أقول أن فلاناً أقرب لي في المنافسة حتى لا أقلل من أي مرشح آخر، وهناك من يقول أن المنافسة مشتعلة بيني وبين يحيي قلاش، ولكن هذا لأننا كنا مع بعض 8 سنوات في التواجد النقابي، ويمكن برامجنا وحركتنا قريبة، ونحن نمثل مؤسسات قومية ولكن في الوقت نفسه أحترم كل الزملاء وأراها منافسة شريفة. الإصلاح * يحيي قلاش: لا يمكن أن نفصل بين الأمان المهني والأمان الاقتصادي للصحفي، فالصحفي الذي لا يكفي احتياجاته الأساسية أعتبر أن حريته منقوصة، وبغض النظر عن البرامج الخاصة بالمرشحين، فنحن مهنة ونقابة مشاكلها معروفة للجميع ولا تحتاج للاجتهاد، ولكنها تحتاج رؤية ومصداقية من يحملها، ومدى فهمه لدور الجمعية العمومية في أنها تساهم في تنفيذ ما نتمناه للمهنة في الفترة القادمة، من لائحة الأجور وزيادة موارد النقابة، وإنقاذ مشروعات وملفات وضعت في الأدراج من سنوات، وأهم شئ بالنسبة لي أن يكون المجلس القادم يمثل نقابة رأي، وتكون النقابة شريكة في وضع ملامح المستقبل في مصر، وخصوصا وضع الدستور. * مؤنس الزهيري: أنا بدأت التغيير والإصلاح من نفسي، فعندما ذهبت لأتقدم بالترشيح سلمت ثلاثة ورقات وهي برنامج العمل في نقاط محددة، وورقة أعلن فيها اعتذاري عن الاستمرار في المهمة في حالة فوزي، وذلك إذا لم أحقق 25% على الأقل من برنامجي في خلال أربع شهور، والورقة الثالثة إقرار ذمة مالية حتى لا أتهم بالتربح أو استغلال موقعي، أما عن أهم النقاط في برنامجي فهي نقابة يقوم عليها نقيب متفرغ لهموم النقابة، و المشاركة العامة من كل أعضاء الجمعية العمومية لوضع قانون جديد للنقابة يتناسب مع كل المستجدات، وعدم اتخاذ اي قرارات مصيرية إلا بعد الرجوع إلي أعضاء الجمعية، والتنسيق مع كافة المؤسسات الصحفية لوضع حد ادني لأجور الصحفيين تضمن لهم حياة كريمة، وغيرها من النقاط التي تهم الصحفيين. * ممدوح الولي: يجب أن أتحرك على محور المهنة نفسها وقيمها التي قد تكون تراجعت، فيجب أن نعيد ثقة المجتمع للمهنة، ونقرب من قضايا المجتمع، والمهم أيضا الأجور، وأيضا مسألة الموارد لأني أري الصورة قاتمة جدا ونحتاج إلي دعم كبير، كما أريد أن أهتم المعاشات والأنشطة، بجانب الخدمات والتي أعتبرها أسهل ملف، لأن السوق به ركود وعندى ميزة إني أشتري جملة في أي شئ ونحصل على نسبة خصم عالية، كما أريد أن أهتم بأصحاب المعاشات وأرامل الصحفيين فيجب أن يحصلوا على حقهم وأتصور لجنة اسمها التواصل الاجتماعي ونشرك أولادهم في بعض الأنشطة، بجانب ذلك أري أن من أهم الأشياء أو السلبيات التي كانت موجودة من قبل ويجب أن نركز عليها هي أن الجمعية العمومية كانت تصحي أيام الانتخابات وتنام باقي السنة، فنحن من يضعف العمل النقابي، ولذلك أقترح لجنة اسمها الشفافية ، ونحمي عضو النقابة ونعيد الثقة، كما أن مشكلتنا في مصر عدم وجود برنامج عمل فنعيش الإدارة بالأزمة فلو حدثت حريق في قطار الدولة كلها تجري عليها ولو حدث إضراب نترك كل شئ ونركز معهم، فهذا ارتباك ونحن جزء منه، فالقضايا الجزئية تحصل على الاهتمام، مثلما يهتم البعض بحكاية الإشراف القضائي وما يحدث أراه أنه يضعف صورتنا أمام المجتمع مع إنه كان مطلباً شعبياً من زمان. الإخوان * يحيي قلاش: هناك من يتخوف من سيطرة الإخوان على النقابة، وأرى أن أسباب التخوف أننا فوجئنا بنزول بعض الزملاء وقالوا أنهم تابعين عن الإخوان، وهذا غير مضبوط، لأن من رشح نفسه من قبل وهو تابع للحزب الوطني لم يكن يذكر ذلك، ولازم كل واحد يرشح نفسه بصفته المهنية ومن هنا جاء التخوف، ولكني أرى أنه لا يوجد مبرر لأن يكون العمل النقابي تنفيس للنشاط السياسي وذلك بسبب اتساع الأفق السياسي، فرسالتهم جاءت في توقيت غير منتظر، وأدى إلي تخوف البعض. * مؤنس الزهيري: أنا أرفع شعار " لا لتيار سياسي أو انتماء حزبي أو فكر عقائدي " ، فأنا تياري نقابي، وأنتمي إلي حزب الصحفيين، ومن ينجح يجب أن يكون عنده هذا الشعار، ولا يكون هناك انتماء لتيار أو نظام معين، والإخوان جزء من المجتمع والصحفيين. * ممدوح الولي: أشارك البعض تخوفهم من وجود الأخوان، وبالفعل لا نريد لأي تيار أن يستحوذ على النقابة، لأن هذا يفسد العمل النقابي، لأنه سيحاول أن يوجه الأنشطة والخدمات إلي أنصاره، فيعمل بذلك تفرقة، فيجب على كل مرشح أن يخلع رداء حزبه أو تياره، ولكني أري أن الصحفيين أذكي من أن يستحوذ عليهم أي تيار ، كما أننا نحتاج إلي التنوع ، والفرصة قائمة لأن يكون هناك ممثلون عن الجميع.