هل فكرت يوما في زيارة سوق الحمير؟ وهل تخيلت طبيعة التعاملات فيه والقوانين التي تحكم أفراده؟ هل حاولت معرفة أسعار الحمير؟ عموما نحن قمنا بزيارة لسوق الحمير بالبراجيل ويطلق عليها سوق حامد صالح , وهي تقام كل يوم جمعة وتجولنا فيها لمدة 3 ساعات لننقل لك صورة حية من داخل سوق الحمير ، قبل دخول السوق لاحظنا وجود عدد كبير من سيارات نصف نقل التي تقوم بتحميل الحمير أو إنزالها. والسوق محاطة بأسلاك حيث تمتد علي مساحة فدانين ونصف , ودخول السوق بلا أي رسوم , وأكثر ما يلفت النظر الزحام الشديد والبيع والشراء والأصوات المرتفعة والسماسرة الذين يقومون بالتوفيق بين البائع والمشتري .. في البداية قابلنا المعلم سعيد سعفان 52 عاما أحد تجار السوق الكبار حيث يقول : سوق البراجيل تعقد كل يوم جمعه وتبدأ تقريبا من الساعة 6 صباحا وتنتهي في الثانية بعد الظهر وتستقبل السوق في هذا اليوم تقريبا من 3 إلي 4 آلاف حمار وليس معني وجود حمار في السوق أن يتم بيعه أو شراؤه فقد يأتي صاحب الحمار به إلي السوق أكثر من مرة حتي يتمكن من بيعه وحتي يجد السعر المناسب الذي يرضيه , أما بالنسبة للأسعار فهي ليست ثابتة بل تتغير حسب طبيعة السوق والعرض والطلب وتختلف حسب مواسم الزراعة وكذلك أيضا حسب الشكل العام للحمار وقد تتراوح الأسعار بين 700 و 1500 جنيه مصري , وهناك حمير أسعارها من 10 إلي 50 جنيها وهي الحمير الروبابكيا أو الكهنة وهذه النوعية يتم شراؤها لتباع للسيرك أو لحديقة الحيوان كطعام للأسود وعلي فكرة هذه أيضا هي الحمير التي كانت تشتري ليذبحها بعض الجزارين لأن سعر الحمار السليم مرتفع ولا يجمع نصف ثمنه عند ذبحه ! ## استكملنا الجولة داخل السوق فرأينا مجموعة من الأشخاص يدور بينهم حوار بصوت مرتفع فعلمنا أنهم مختلفون علي ثمن حمار .. يقول محمد رجب وهو سمسار حمير : عملية البيع والشراء داخل سوق الحمير لها أعراف وتقاليد فمثلا أنا كسمسار لي منطقة داخل السوق ولا يحق لأي سمسار آخر أن يتعدي علي حدودي ويعمل في هذه المنطقة فالسمسار في سوق الحمير مثل المأذون فلا يتم البيع أو الشراء إلا من خلاله فأي شخص يريد شراء حمار أو بيعه لابد أن يأتي لي وأقوم بالتوفيق بين الطرفين والاتفاق علي سعر مناسب للحمار وفي النهاية أحصل علي عمولتي من البائع والمشتري . وبعد أن تم الاتفاق علي سعر الحمار وجدنا البائع والمشتري يتوجهان لشخص يرتدي تي شيرت وبنطلونا وفي يده مجموعة أوراق فتوجهنا إليه مباشرة فوجدناه يكتب عقدا لبيع حمار , هذا الشخص اسمه أبوالسعود سامي ومهنته كاتب السوق .. يقول : وظيفتي في السوق هي كتابة المبايعات ضمانا لحق البائع والمشتري حيث يكتب في المبايعة بيانات الطرفين ورقم بطاقة كل منهما ومواصفات الحمار والسعر المتفق عليه ويوقع كل منهما علي ذلك ، وأكون أنا شاهدا عليه وأهمية العقد تكمن في أن البائع قد يكون سرق الحمار فيعرض المشتري لمشاكل بعد ذلك , وكتابة المبايعة ليست إلزامية فهناك أشخاص لا يقومون بها فقد تكون هناك ثقة متبادلة بين الطرفين , أما بالنسبة لي فأحصل علي 5 جنيهات مقابل كتابة المبايعة التي يحتفظ بها البائع . ## استمرت الجولة داخل السوق فلاحظنا وجود بعض الأشخاص يبيعون البرادع ومنهم محمد عيسي الذي يقول : هذه البرادع يتم صناعتها من قش الأرز ويبلغ سعر الواحدة منها 20 جنيها كما أننا نبيع لوازم أخري للحمير مثل اللجام والحدوة . ## الازدحام يزداد دقيقة بعد الأخري والمشادات والأصوات المرتفعة تتزايد من وقت لآخر ومازلنا مستمرين في الجولة حتي وصلنا لنهاية السوق فوجدنا عددا قليلا من الخيول لكنها ليست من خيول السباق أو التي تستخدم في الرقص حيث علمنا من محمد عبداللطيف أن هذه الخيول هي أقل الأنواع فهي تستخدم لجر العربات الكارو الكبيرة وأن أسعارها أرخص بكثير من الخيول الأخري . وبعد أن تركنا مكان الخيول نكون قد اقتربنا من نهاية السوق حيث يوجد عدد كبير من العربات الكارو المعروضة بشكل منظم منها الجديد ومنها المستعمل وقابلنا عبدالناصر صابر أحد صانعي عربات الكارو ويقول : أحضر إلي سوق الحمير للبحث عن العربات الكارو القديمة وأقوم بشرائها بحوالي من 50 إلي 150 جنيها للواحدة وأقوم بتجديدها أما بالنسبة للعربات الجديدة فإن سعر الواحدة منها يبلغ من 700 إلي 800 جنيه علاوة علي أن العربات الكارو أيضا لها سماسرة ويتم توثيق عملية البيع بعقد . ## وبعد أن وصلنا إلي نهاية السوق قمنا بالعودة مرة أخري وعندما وصلنا إلي البوابة اكتشفنا أن الرسوم يتم دفعها أثناء الخروج وتحدثنا مع محصل البوابة واسمه يحيي سامي حيث يقول : الرسوم يتم تحصيلها علي الحمار أثناء خروجه فقط أي علي المشتري وهي تبلغ 3 جنيهات للحمار الواحد أما بالنسبة للعربات الكارو فهي تبلغ 5 جنيهات !! ##