بحضور محافظ الاسكندرية اللواء طارق المهدي، والدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية، تم افتتاح مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى بمكتبة الاسكندرية الذي يتميز بعدد من التطبيقات التكنولوجية الحديثة التى طوعت لخدمة الآثار والتراث، وذلك ضمن فاعليات الاحتفالية الدولية، التى ترعاها وتستضفها مكتبة الاسكندرية بعنوان "مفاتيح روما"، وتستقطب 13 دولة تساهم فى تنظيمها في أربعة أماكن مختلفة فى وقت واحد هى متحف فوري إمبريالي بمدينة روما، ومتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، ومتحف ألارد بيرسون بمدينة أمستردام، ومقر مجلس مدينة سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك ، وأكد المهندس محمد فاروق القائم بأعمال مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي إلي أن كل تقنيات الوسائط المتعددة المستخدمة في المعرض هي ثمرة أربعة أعوام من التعاون المشترك بين باحثين ومبرمجين من مشروع V-MUST، بتكلفة بلغت 170 ألف يورو، ويمثل معرض "مفاتيح روما" النتيجة الملموسة لهذه الجهود ، وأوضح فاروق أن في مقدمة التطبيقات التى يطلقها المركز تطبيق المصفوفة Matrix App الذي يعد برنامجا للمتحف الافتراضي يتمكن الزائر بعد تحميله على هاتفه الذكي التنقل بين أروقة المتاحف الأربعة المشتركة في المشروع، ومشاهدة ما تضمه بين جنباتها من المقتنيات الأثرية التي تمثل عصور الحضارة الإنسانية بمختلف تنوعاتها وأماكن ازدهارها ومشاهدة كنوزها الفريدة عبر QR Code ، كما يدشن برامج نيسار NISAR وهو تطبيق التفاعل الطبيعي sensor LEAP الذى يمكن الزائر من توجيه أصابعه من خلال منظومة اليكترونية داخل المتحف نحو القطعة التى يرغب فى التعرف على تفاصيلها ليشاهدها بكافة أوجهها وثناياها ويقوم بمحاولة إعادة بنائها ، وأضاف فاروق أن من أهم التطبيقات برنامج هولوبوكس HOLOBOX، ومن خلاله يتمكن الزائر من رؤية صور مجسمة عالية الوضوح ثلاثية الأبعاد للقطع الأثرية المعروضة في المتاحف الأربعة، كما يُتاح للزائر فرصة التحكم بالقطع الأثرية من خلال استخدام نظام التفاعل الطبيعي sensor LEAP ، وأيضاً من أقوى التطبيقات برنامج أدموتوم ADMOTUM، وهو تطبيق التفاعل الطبيعي sensor KINECT، حيث يستخدم الزائر جسده أمام جهاز يلتقط وجوده، ليتجول في معارض ومتاحف ومعابد أثرية افتراضية تعرض أمامه ثلاثية الأبعاد على شاشة عملاقة، مع أمكانية الإمساك الافتراضي بالقطع الأثرية وتدويرها لمشاهدة جميع جوانبها، كما سيُتاح الشكل الجديد للتفاعل الذي سيربط بين أدموتوم ADMOTUM وهولوبوكس Holobox في بعض مواقع المعرض. ومن جانبه أعرب الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية عن فخره بشباب مصر، الذي استطاع أن يحمي هذا الصرح الثقافي خلال ثورة يناير، واستطاع أن يديره، ويحقق هذا الإنجاز التكنولوجي، مؤكدا أن جميع العاملين في المكتبة من المصريين فقط، وأن الأجانب يقتصر دورهم على تبادل الخبرات مع المصريين، فللمكتبة إسهامات في تطوير التكنولوجيا العالمية وبراءات اختراع وتسجيلات علمية، والمكتبة الرقمية العالمية عبارة عن اتحاد 100 مكتبة من 77 دولة انتخبت مكتبة الاسكندرية رئيسا لها، فالمكتبة بها ملايين الكتب كل اللغات نسخا ورقية ورقمية، و75ألف دورية ومجلة علمية عالمية، وحاسبات موصلة على الانترنت بما يفيد الثقافة والعلم والبحث العلمي ، وأضاف سراج الدين أن المكتبة تتواصل مع الشباب، وتتعاون مع المحافظة، ووزارات الثقافة والاتصالات والآثار، وجامعة الإسكندرية وغيرها، وهناك اتفاق مبدئي مع وزير الآثار لعمل نماذج واقع افتراضي للآثار المصرية يكون مسموحا بمشاهدتها في كل سفارات مصر في الخارج، ترويجا للسياحة المصرية، مشيرا إلى أن هذه المتاحف الافتراضية سيكون لها تطبيقات سياحية مختلفة، وأضاف أن المتاحف الافتراضية تساعد الباحثين على دراسة الآثار حول العالم، وتقليب القطعة الأثرية ورؤية كل وجوهها، ومقارنة القطع ببعضها، وكل ذلك بدون مشقة السفر إلى دول أخرى، كما أنها لن تلغي المتاحف التقليدية لأن الزائر العادي يحب أن يري الآثار الأصلية. واختتم حديثه قائلا: لدينا مليون زائر سنوي للمكتبة، و940 مليون دخول على الموقع الالكتروني لها منهم 44% من داخل مصر، وهو إن دل على شيء يدل على عظمة هذه المنارة الثقافية محليا وعالميا. ..