غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي نيويورك مساء الخميس في ختام زيارة استغرقت خمسة أيام، شارك خلالها في اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة المناخ.. وألقي السيسي كلمتين في الأممالمتحدة، تحدث فيهما عن المناخ والطاقة وفي الكلمة الثانية تحدث عن الإرهاب، وأنهاه بالهتاف تحيا مصر وردد المصريون الحاضرون وراءه الهتاف، كما لاقت كلمته تصفيقا كبيرا .. وقد أجرى الرئيس السيسي خلال الزيارة مباحثات مع نحو 40 من رؤساء الدول والحكومات المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتقى أيضا بوفود من رجال الأعمال الأعضاء في غرفة التجارة العالمية ومجلس الأعمال للتوافق الدولي، وتلقى السيسي دعوتين لزيارة ألمانيا من ميركل، وأخرى لزيارة كوريا الجنوبية، والتقي السيسي تمام سلام، رئيس وزراء لبنان، ثم باك كون هيه، رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية، وميشيل باتشليت، رئيسة جمهورية تشيلي، وديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، وروزين بلفنلفيك، رئيس جمهورية بلغاريا، ثم مع نيكوس أنستاسيادس، رئيس جمهورية قبرص، وتلاه مقابلة مع تيموسلاف نيكوليتش، رئيس جمهورية صربيا، ثم لقاء مع فرنسوا أولاند، رئيس جمهورية فرنسا، بجانب هيلاماريام ديسالين، رئيس وزراء إثيوبيا، فضلًا عن لقاء مع شنزو آبي، رئيس وزراء اليابان، وكذا لقاء مع تيودور أوبيانج نجيما، رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، وإدريس ديبي، رئيس جمهورية تشاد، كما استقبل الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية. .. وعاود رؤساء الدول والحكومات تقديم التهنئة للرئيس على توليه منصبه، متمنين لمصر النجاح في المرحلة المقبلة على كل المستويات لتحقيق آمال وطموحات الشعب، كما تلقى الرئيس دعوات من رؤساء الدول والحكومات الذين التقى بهم اليوم لزيارة دولهم، بحيث تمثل دفعة قوية لتعزيز العلاقات الثنائية. .. وشهدت اللقاءات رغبة رؤساء الدول والحكومات في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر، والإعراب عن الأمل في تدعيم العلاقات في الفترة القادمة، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية في مصر، خاصة في ضوء اعتزام الحكومة المصرية إصدار تشريعات جديدة تهدف إلى إزالة العوائق التي تقف أمام تدفق الاستثمارات الأجنبية بهدف الاستفادة من كبر حجم السوق، والمزايا التصديرية لعدد من الأسواق المجاورة في الدول العربية وأوروبا وأفريقيا، اعتمادًا على انخفاض تكلفة الإنتاج في مصر، والتأكيد على تطلع القاهرة لمساهمة الدول المتقدمة، ومن بينها اليابانوكوريا الجنوبية، في المشروعات الاستثمارية المختلفة التي تستهدف مصر تنفيذها خلال المرحلة المقبلة في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، والبنية التحتية. .. وتطرق اللقاء إلى اهتمام مصر بزيادة معدلات التدفق السياحي إليها، بالإضافة إلى زيادة تواجد الشركات اليابانية والكورية في السوق المصرية، في ضوء تحسن مناخ الأعمال.
وعرضت رئيسة كوريا الجنوبية إنشاء جامعة كورية جنوبية – مصرية في القاهرة، لتدعيم التعاون في مجال التعليم بين البلدين.
وعلى الصعيد الإفريقي، شهد اللقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي تأكيد العلاقات الودية والأخوية التي تجمع بين البلدين، مجددًا التزام بلاده التام بإعلان مالابو الصادر من الجانبين خلال قمة الاتحاد الإفريقي التي استضافتها غينيا الاستوائية في يونيو الماضي، لا سيما فيما يتعلق بعدم الإضرار بمصالح مصر المائية، وتعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين في كل المجالات.
ورحب الجانبان بعقد أول اجتماعات اللجنة الثلاثية حول سد النهضة، وأعربا عن تطلعهما للتوصيات التي ستقدمها.
ولاقت زيارة الرئيس السيسي إلى نيويورك ترحيبا كبيرا من الجالية المصرية والعربية في نيويورك التي احتشدت لتحية الرئيس سواء لدى وصوله إلى مطار كينيدي أو أمام مقر إقامته أو أمام مقر منظمة الأممالمتحدة.
وقد طلب أوباما مقابلة السيسي وهو ما تم أمس ووصف نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكية بن رودس، مباحثات الرئيس باراك أوباما ونظيره المصري ، بالبناءة حيث بحثا فرص تعزيز العلاقات الثنائية. وقال بن رودس – في تصريحات صحفية – إن الرئيس أوباما أكد خلال اللقاء الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وأتفق الرئيسان على تعزيز علاقات التعاون الثنائية والتوسع فيها في مجالات عدة من بينها الاستخبارات العسكرية والجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب. وبحث أوباما مع الرئيس السيسي الخطوات التي اتخذتها مصر لإصلاح منظومة الدعم وهو ما وصفها بأنها خطوة إيجابية للأمام وتعهد بدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر اللازم لجذب الاستثمارات الأجنبية. وأتفق الرئيسان على إجراء حوار استراتيجي على مستوى وزيري خارجية البلدين لتسهيل التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما ناقشا أهمية دعم التحالف الدولي للتصدي لتنظيم “داعش” الإرهابي.