جاءت الخطوة الأولي لمحرك البحث جوجل عندما طور طالبان من جامعة أمريكية تأسيس أسلوب جديد للبحث علي الإنترنت وبالرغم من أن الأمر بدأ في غرفتيهما في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا , إلا أنه انتشر بسرعة إلى باحثي المعلومات حول العالم , يعرف جوجل الآن علي نحو واسع بأنه محرك البحث الأكثر شعبية في العالم وهو خدمة مجانية سهلة الاستعمال تستعرض المعلومات المطلوبة في جزء من الثانية عن منتجات جوجل وأنشطتها في مصر كان هذا الحوار مع المهندس وائل الفخراني رئيس مكتب جوجل في مصر وشمال إفريقيا. كتبت : شيماء ممدوح الكثير من المستخدمين لا يعرفون معني كلمة جوجل التي يستخدمونها بشكل يومي؟ مؤسسو جوجل في الأساس خبراء في علم الرياضيات وكلمة جوجل مشتقة في الأساس من هذا العلم وما لا يعرفه الكثيرون أن الهجاء الصحيح لكلمة جوجل هو googol وهو يعني واحد و مائة صفر بجواره وهو رقم رياضي كبير جدا يعني بلايين البلايين وكان الهدف من وراء هذه التسمية هو توضيح مدي غزارة المعلومات بالعالم وأيضا توضيح أن فهرسة هذه المعلومات تتطلب مئات السنين . في رأيك ما السبب في انتشاره بهذه الدرجة في العالم كله رغم وجود العديد من محركات البحث الأخرى؟ الاهتمام بالمنتج هو سر نجاحنا في العالم كله , فمنذ البداية ونحن حريصون بشكل كبير أن يكون لدينا منتج علي أعلي مستوي بصورة عالية جدا وبلغات كثيرة مما جعلنا نكسب ثقة مليارات المستخدمين حول العالم فاليوم مثلا وصل عدد مستخدمي جوجل في العالم إلي 80% من مستخدمي شبكة الانترنت الذين وصل عددهم إلي مليار وثمانية من عشرة من المليار مستخدم وهذا خير دليل علي النجاح الكبير الذي حققه محرك البحث جوجل . أنشأت جوجل أول مكتب لها في الشرق الأوسط في مصر ثم توالت المكاتب في دول عربية أخري , لماذا مصر أولا؟ عندما فكرنا في إنشاء مكتب بدولة عربية وجدنا أن عدد سكان العرب حوالي 330 مليون عربي منهم 80 مليون مصري فكان وجودنا بمصر هو الاختيار الأمثل لبداية تواجد مكاتب جوجل في العالم العربي بالإضافة طبعا لكون مصر لها ثقل علي المستويات الثقافية والإعلامية والفنية والتاريخية وجوانب عديدة أخري وزخم معلوماتي كبير , وهي دولة لها ثقل سياسي وهذا لا يقلل من اهتمامنا بمكتب جوجل بدبي والحمد لله كان اختيار جوجل لمصر رؤية موفقة جدا ويعد مكتب مصر من أهم مكاتب جوجل علي مستوي العالم تحقيقا للأرباح نظرا لأن عدد مستخدمي جوجل في مصر يزيد بنسبة 45% سنويا وهي نسبة مرضية جدا . ما هو دور الشباب المصري في تطوير منتجات وأدوات جوجل؟ الشباب يقومون بدور هام جدا ونحن كونا فريقا مصريا من المهندسين الذين تدربوا علي يد متخصصين في سويسرا ثم عادوا إلى مصر ليجروا لقاءات مع شباب الجامعات ومسئولي الحكومة ليعرفوا ما هي مشاكل محرك البحث ويعرفوا ما الأدوات التي يحتاجها السوق الآن وهم مهندسون من أمهر ما خرجت الجامعات المصرية ورغم صغر سنهم إلا أنهم في منتهي الموهبة وتخصصاتهم الأساسية هي علوم الكمبيوتر وهندسة الكمبيوتر بدأوا يعربون بعض المنتجات ويبتكرون منتجات جديدة تخرج للعالم باللغة العربية أولا ثم تحول إلى لغات أخرى . بمناسبة حديثنا عن المنتجات كثيرا من الناس لا يعرفون سوي جوجل محرك البحث , فحدثني عن المنتجات الأخرى؟ خرائط Maps: تمكن خرائط جوجل المستخدمين من البحث عن وإيجاد المعلومات المحلية المتصلة بمعلومات عن قائمة الأنشطة الاقتصادية الموجودة في المناطق المجاورة , والخرائط , والتوجيهات وصفحات الانترنت ذات العلاقة بموضوع البحث . أخبار News: تمكن خدمة جوجل الإخبارية المستخدمين من البحث عن الأخبار , ويتم تحديث الموضوعات باستمرار علي مدي اليوم , ولدينا في منطقة الشرق الأوسط ما يزيد علي 500 موقع للأخبار العربية . Google Earth: وهي خدمة تتيح للمستخدمين نموذجا ثلاثي الأبعاد للكرة الأرضية بأكملها علي الانترنت . تطبيقات Google المجانية ومنها : Gmail و Google Calendar و Giigle Talk و Giigle Docs وخدمات Google للترجمة ومدونات جوجل Blogger و Google Book Search والذي لا يعرفه أيضا أحد أن موقع you tube بالأساس ملك لشركة جوجل . وهل تقومون بتعيين شباب مصريين في شركة جوجل العالمية؟ بالطبع يوجد مصريون في جوجل العالمية وعددهم لا يقل عن 40 مصريا يعملون هناك وبالنسبة لمكتب مصر فيقدر عدد المهندسين العاملين بالآلاف . وهل لهؤلاء الشباب إسهامات تحسب لهم عالميا؟ المهندسون المصريون كان لهم ابتكار اسمه جوجل إجابات وهو منتج من خلاله يستطيع المستخدم أن يسأل أي سؤال في أي مجال من خلال لينك www.ejabat.google.com ويبدأ المستخدمون الآخرون في وضع إجاباتهم سواء كانت آراء شخصية أو إجابات من خلال خبراء في المجال المستفسر عنه وهذا الاستفسار يتم في جميع المجالات من خلال إرسال جوجل هذا السؤال لكل مستخدمي خدمة إجابات المجانية وهذا الابتكار جاء من فكرة نقل العلم للناس علي مستوي العالم وأنا كمدير مكتب جوجل بمصر وشمال إفريقيا فخور جدا بهذا الابتكار لأنه من ابتكار شباب بلدي . وما هو نظام العمل في المكتب؟ نظام العمل عادي بالمكتب عبارة عن مكاتب بها فريق العمل , أحيانا يمكن أن يعمل الموظف يوما في الأسبوع من منزله خاصة إذا كان يسكن بعيدا ولكن يشترط أن يكون علي اتصال مباشر ودائم بنا عن طريق الصوت والصورة والإيميل , إلا أننا نفضل أن نكون مع بعض في مقر الشركة لأن فرصة الإبداع والابتكار تكون أكبر بكثير , كما أن جو العمل والمكتب أنسب بكثير من العمل في البيت , وبالنسبة لي بشكل شخصي أفضل العمل مع زملائي في المكتب لأنهم دائما ما يبهرونني بذكائهم وابتكاراتهم رغم صغر سنهم التي لم تتجاوز العشرينيات . بمناسبة حديثنا عن السن كيف وصلت إليى هذا المنصب رغم صغر سنك؟ أنا شاب عادي جدا تخرجت في كلية الهندسة جامعة عين شمس , وبعد التخرج عملت في شركة كمبيوتر كبري لمدة سبع سنوات تدربت خلالها علي أعلي مستوي وبعدها تقلدت عدة مناصب في العديد من الشركات علي مستوي العالم ولكني تعبت كثيرا من الغربة وفضلت العمل في بلدي وبجوار عائلتي حتى حصلت علي فرصتي كمدير لمكتب جوجل في مصر وفي اعتقادي أن وصولي لهذا المنصب كان لحبي وشغفي الشديد بالعلم , وقبل كل ذلك كان هناك توفيق من عند الله وبدعوات أمي .
من أين تربح جوجل؟ الحمد لله تحقق جوجل أرباحا تفوق التوقعات فالعام الماضي حققت جوجل حوالي 21 مليار دولار علي مستوي العالم وبالطبع 98% من الأرباح تحقق من خلال الإعلانات وصميم عملنا يتلخص في كوننا وسيطا أو قاعدة يتقابل عليها ثلاثة أطراف المستخدم الذي يستفيد بالخدمة بشكل مجاني وصاحب الموقع الذي نقوم بشراء مساحات إعلانية علي موقعه ويكون الإعلان حسب تخصص الموقع والطرف الثالث هو المعلن الذي يدفع ثمن هذه الخدمة وهو ما يحقق لنا الأرباح ودور جوجل هنا هو انتقاء الإعلانات المناسبة ووضعها في الموقع المناسب بمقابل مادي . وماذا عن المكاسب المادية التي يحققها المستخدمون في منازلهم من خلال إعلانات جوجل؟ عندما يقوم المستخدمون بإنشاء موقع أو بعمل بلوج مدونة أو منتدى يمكنه أن يترك لنا مساحات إعلانية به من خلال برنامج خاص بجوجل يحدد لنا المستخدم فيه النشاط الأساسي للموقع أو المنتدى ومن خلال ذلك تقوم جوجل بتحديد نوعية الإعلانات التي يهمها أن تتواجد في هذا الموقع , بالطبع محتوي الموقع هو الذي يحدد درجة جاذبية الإعلانات به من خلال قوة محتواها وعندما أستطيع جلب دولار من المعلن للموقع أقوم بتقسيمه بيني وبين صاحب الموقع , وبالفعل حقق شباب لا يملكون في حياتهم سوي كمبيوتر وخط إنترنت وربما يكونون جالسين في منازلهم آلاف الدولارات شهريا بسبب ذكائهم وحبهم للعلم . كيف يمكن لشاب مصري أن يجد فرصة عمل لدي جوجل مصر؟ في موقع جوجل يتم الإعلان عن الوظائف التي يحتاجها المكتب في مصر , وبالفعل يتقدم للوظيفة مئات الشباب , إلا أن إجراءات التعيين في جوجل تأخذ وقتا ومجهودا طويلا لأن المتقدم يخضع للعديد من التدريبات داخل مصر وخارجها ويقابل العديد من المديرين داخل مصر وخارجها , ومن الممكن جدا أن يكلفنا تدريب شخص ستة أشهر مالا كثيرا ويكون بعد كل ذلك دون المستوي المطلوب فنرفض تعينيه ومن هنا يجب أن يعي الشباب أن فرصة العمل الجيدة تأتي من إتقان عمل وإضافة قيمة عليه وهذه الشخصية دائما ما تكون جذابة لمؤسسات العمل الموجودة داخل مصر لذا نحتاج عزم وهمة شباب ليكونوا جزءا من جوجل مصر . المنافس الرئيسي لكم محرك البحث yahoo سوف أطلق مؤخرا خدماته باللغة العربية , كيف تتعاملون مع المنافسين أو المنافسة بشكل عام؟ بالطبع المنافسة تزيد جدا من حماس العمل علي خلق وابتكار أفكار جديدة وكلما زاد عدد محركات البحث وتنوعت هذا يعني الزيادة في استخدام الانترنت وهو ما نتمناه بشكل كبير , ولا يقلقنا أن تظهر محركات بحث أفضل منا حتى تجذب أعدادا كبيرة من المستخدمين وتدفعنا لتطوير أنفسنا لأننا نفكر في عملنا بشكل غير تقليدي . وما رأيك في محركات البحث العربية التي بدأت في الظهور الآن؟ هي محاولات جيدة وجادة في نفس الوقت ومبشرة لشباب عربي واعد , ومن أفضل المحركات العربية التي رأيتها كان محرك بحث جاملي وانكش وعربي وهي تجارب واعدة . ومن خلال خبرتك الكبيرة في هذا المجال ما هي أوجه القصور التي رأيتها في هذه المحركات؟ بالطبع فكرة إنشاء محرك بحث تتطلب بشكل كبير استثمارات ضخمة جدا ويتطلب عمل بحث علي كلمة واحدا حوالي 500 مليون معادلة في أقل من الثانية والمستخدم لا يشعر بهذه المعادلات ولكن القائمين علي هذا العمل يعون ذلك جيدا وأنصحهم بأن يركزوا علي البحث والإتقان في العمل وألا يركزوا في الحصول علي أموال كثيرة في البداية . وهل هناك أنشطة تقوم بها جوجل مصر للشباب أو مع الشباب؟ بالطبع لنا مشاركات عديدة مع الشباب , فمن الأمور التي نهتم بها جدا هي زيارة الجامعات والجلوس مع الشباب المتميزين وأخذ أصحاب المواهب التقنية والفنية العالية للتعاون معنا خاصة وأنهم ليس لديهم ضغوط أو التزامات حياتيه فبالتالي يعملون معنا دون أي ضغوط تؤثر عليهم أو علي عملهم , ذلك فضلا عن تعاوننا مع العديد من المؤسسات الخيرية ومشاركتنا في مناسبات هامة كيوم اليتيم وغيرها من المناسبات وجوجل حريصة جدا علي المشاركة الفعالة مع المجتمع لأنها في النهاية جزء من هذا المجتمع .
