جوجل عملاق البحث فى العالم والرائدة فى تقديم حلول للمحتوى بكل اللغات توجد فى مصر والمنطقة منذ عدة سنوات، وخلال تلك السنوات القليلة قامت جوجل بتعريب العديد من خدماتها وإطلاق العديد من المواقع المحلية، ما أسهم فى إثراء المحتوى العربى على الإنترنت الذى يواجه قصورا كبيرا بالفعل. «عالم رقمى» حاورت المهندس وائل الفخرانى مدير جوجل فى مصر وشمال أفريقيا للتعرف على المزيد حول إسهامات وخطط جوجل للوصول إلى مستخدم الإنترنت فى مصر والعالم العربى: الشروق: أولا، ما تقييمك لوضع المحتوى العربى على الإنترنت الآن مقارنة بالأعوام السابقة، وما توقعاتك لنموه وطبيعة هذا النمو فى الأعوام القادمة؟ وائل: نرى فى جوجل أن هناك الآن إقبالا أكثر وأكثر على الولوج لشبكة الإنترنت فى المنطقة العربية، ما يحفزنا أكثر لمساعدة المستخدم العربى بإثراء المحتوى العربى على الشبكة الذى يمثل للأسف نسبة لا تتعدى 1% من المحتوى الكلى للغات الأخرى، ما يشكل عائقا كبيرا للمستخدم العربى فى الوصول إلى المعلومات على شبكة الإنترنت. ونحن نؤمن بأن مساعدة المستخدمين فى الحصول على المعلومات عن طريق شبكة الإنترنت أمر ضرورى وحيوى بالنسبة للحياة اليومية، ما يعطى المستخدمين حرية أكثر واختيارات أكثر تشعبا، وتحكما بشكل كبير فى حياتهم اليومية. الشروق: إن كان المحتوى العربى فى مشكلة بالفعل، فأين تكمن أسباب المشكلة وكيف تسهم جوجل فى حلها الآن ومستقبلا؟ وائل: فى الماضى كانت هناك بعض المعوقات التى كانت تعيق انتشار المحتوى العربى على شبكة الإنترنت منها عدم قدرة المستخدم على استعمال لوحة المفاتيح باللغة العربية أو عدم وجود أدوات كثيرة تمكنه من إيجاد وكتابة محتوى عربى على الشبكة. وعلى الرغم من ذلك فقد أخذت جوجل فى التركيز أكثر على هذه المعوقات والعمل على إتاحة المعلومات لكل المستخدمين عن طريق تزويدهم بأدوات وآليات يستطيعون من خلالها إيجاد محتوى عربى سليم على الشبكة. لذلك فقد قمنا بعمل شيئين مهمين للغاية هما تعريب منتجات جوجل وإتاحتها باللغة العربية مثل خدمات البحث والأخبار والصور وغيرها، بالإضافة إلى تطوير أدوات الترجمة لمساعدة المستخدم العربى على الوصول للمواقع والمعلومات المكتوبة بلغات أخرى. فعندما نتكلم عن تعريب المنتجات يجب أن نضع فى الاعتبار أن جوجل ليست شركة مسئولة عن إيجاد المحتوى وإنما نحن نعمل دائما على توفير وتطوير المنتجات التى قد تساعد على إيجاد هذا المحتوى باللغة العربية. على سبيل المثال Knol أو «نول» وحدة المعرفة، وهى أداة تساعد المستخدم على كتابة المقالات ونشرها عن الموضوعات والتخصصات التى يعرف عنها الكثير وكانت اللغة العربية هى اللغة الثانية التى تم إطلاق هذا المنتج بها بعد اللغة الإنجليزية. بلوجر Blogger أيضا وهى خدمة المدونات من جوجل وهى أداة تساعد المستخدم على مشاركة آرائه الشخصية وتجاربه اليومية وأفكاره وأحاسيسه وخبراته على الشبكة. ولكن بينما نحن نطور ونوجد منتجات تساعد على كتابة وإثراء محتوى عربى على الإنترنت، فكرنا أن نتيح أيضا من بين تلك الأدوات آليات وأدوات أخرى تساعد على ترجمة المحتوى الموجود بلغات أخرى إلى العربية مثل آلة الترجمة Translation Machine وهى تساعد المستخدم العربى على قراءة المحتوى المكتوب بلغات أخرى باللغة العربية والعكس عن طريق الترجمة. وخدمة «تعريب» Ta3reeb وهى أداة تساعد المستخدم العربى على كتابة الكلمات باللغة الانجليزية مثلا والحصول على تعريبها مكتوبا باللغة العربية. الشروق: تسهم جوجل اليوم فى محاولات حل أزمة الصحف الكبرى فى أوروبا وأمريكا لتأثرها بلجوء القراء إلى الإنترنت وانخفاض عوائد الإعلانات، إلخ.. هل تجد أن الصحف فى مصر والمنطقة تعانى أو ستعانى قريبا من هذه المشكلات، وما هى رؤيتك كخبير للوضع ساعتها مع مراعاة الفروق الكبيرة بين السوق هنا والسوق هناك؟ كما هو واضح الصحف الآن تمر بأوقات صعبة. جوجل يعد شريكا رئيسيا لمواقع الأخبار وتركيزنا الأكبر على مساعدة المستخدمين للبحث و الوصول إلى ما يريدون، لا لإيجاد محتوى. جوجل يعرض عناوين النص، و معلومات قليلة كافية لجعل المستخدم يريد قراءة الخبر أو القصة كاملة، كما أنه يوفر روابط للموقع. أخبار جوجل ترسل ما يتجاوز مئات الملايين من النقرات كل شهر وتساعد بذلك الناشرين على كسب قارئ دائم للموقع وكسب المزيد من المال. الشروق:هل تعتقد أن مزيدا من التمكين لمستخدمى الإنترنت فى مصر والعالم العربى من أدوات ويب 2.0 مثل التدوين وتشارك الملفات والشبكات الاجتماعية يساعد فى تحسين الظروف المجتمعية والوعى السياسى وغيرها؟ نؤمن فى جوجل بأن المزيد من المعلومات يعنى المزيد من الخيارات والحرية وتزداد معه فى النهاية سلطة الفرد. منتجاتنا مصممة خصيصا لمساعدة الناس على التواصل ولتبادل المعلومات والآراء فى جميع أنحاء العالم. المستخدمون فى مصر ينبغى أن يكونوا قادرين على استخدام الإنترنت للحصول على المعلومات التى يحتاجونها ويبحثون عنها فى أسرع وقت مثل المستخدمين من أى مكان آخر فى العالم، خاصة مع زيادة عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط.
