خرج تنظيم الإخوان المسلمين أمس ببيان اعتذار إلى الشعب المصرى عن أخطاء كثيرة ارتكبتها الجماعة، الموصومة بالإرهاب، فى أثناء وجودها فى الحكم، ورغم أن البيان لا يتضمن عبارات اعتذار واضحة إلا أنه ألمح إلى وجود أخطاء عديدة، وأن الجماعة - حسب هذا البيان - أدركت أنه لا مجال للإقصاء وأن الوطن للجميع .. يأتى هذا قبل ساعات من انطلاق ما وصفته ب "موجة استرداد الثورة" والتى من المفترض أن تنطلق غدا الجمعة من خلال مسيرات هذا التنظيم التى عادة ما تنقلب لموجات عنف واشتباكات يتساقط فيها القتلى .. وعلى الرغم مما تضمنه البيان من رسائل غير مباشرة للاعتذار، إلا أن الجماعة الموصومة بالإرهاب، واصلت تصعيدها المستمر فقد ذكر بيان الإخوان أنه " في الفترة الانتقالية التي امتدت ثلاث سنوات حتى الآن وقعت أحداث جسام، أسفرت عن وقوع "انقلاب عسكري فاشي دموي"، يحكم الآن بالإرهاب والنار، ويقبض على مفاصل الدولة ومؤسساتها بقبضة من حديد، وأعاد البلاد لحالة أسوأ وأبشع مما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير 2011 وأشار البيان إلى جملة الأخطاء التى ارتكبتها الجماعة، حيث أضاف أنه " نتيجة لمؤامرات دولية وإقليمية ومحلية استغلت الأخطاء التي وقعنا فيها نحن جموع ثوار يناير، حينما حدث ابتعاد عن روحها العظيمة المتمثلة في الوحدة وإنكار الذات، ووقع التنازع والتعادي فيما بيننا، وإذا كان الجميع قد أخطأوا فلا نبرئ أنفسنا من الخطأ الذي وقعنا فيه، حينما أحسنا الظن بالمجلس العسكري، حيث لم يرد على خاطرنا أنه من الممكن أن يكون هناك مصري وطني لديه استعداد لحرق وطنه وقتل أهله من أجل تحقيق حلمه وإشباع طمعه في الوصول إلى السلطة، كما أننا أحسنا الظن في عدالة القضاء وأنه سيقتص للشهداء ويقضي على الفساد، حتى لا نقع نحن في ظلم أحد، ولا نتلوث بدم حرام". وزعم البيان أن جموع الشعب تساند تحركات التنظيم بقوله " لقد أثبت الشعب العظيم على مدي سبعة أشهر من الثورة المستمرة أنه لن ينكسر بإذن الله، وأنه لا بد أن تكون له السيادة على أرضه". ودعا البيان كافة القوى الأخرى للعمل المشترك وهو ما أثار حفيظة الحركات والأحزاب السياسية التى وصفت البيان بالمؤامرة أو المناورة السياسية، وذلك عندما قال البيان "نحن نستقبل الذكرى الثالثة لثورتنا العظيمة في 25 يناير؛ فإننا ندعو الجميع - وفاءً لها ولقوافل شهدائها الأبرار الذين صعدوا ولا يزالون إلى ربهم - أن نستعيد روحها في الوحدة وإنكار الذات، والتعاهد مع الله أولا، ومع بعضنا، أن نستمر في ثورتنا، حتى نحقق أهدافنا في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، بعد كسر الانقلاب ودحره، وألا ننخدع مرة أخرى بمحاولات العسكر إيقاع الفرقة والتنازع بين صفوف الثوار". واعترفت الجماعة الموصومة بالإرهاب بأخطاءها التى عاندت من أجلها من قبل ودفعت ثمن عنادها غاليا .. وتلخصت هذه الأخطاء وفق رؤيتها فى الآتى: - اقتنعنا بحكمة أن الوطن للشعب كله بكل أفراده وفصائله وقواه. - نديره عبر مشاركة حقيقية من كل أطيافه - لا تستثني أحدا - لا تقصي أحد - لا تحتكر الحقيقة - ولا تتحكم في توزيع صكوك الوطنية بالهوى من جانبه دعا ما يسمى بتحالف دعم الشرعية إلى ما وصفها بموجة ثورية تستمر 18 يوما بداية من غد الجمعة، وزعم التحالف أنه يسعى لاسترداد الثورة عبر عدة أهداف: أولا : توحيد الصف الوطني الحر لاسترداد ثورة 25 يناير ، والعمل على استكمالها وتحقيق أهدافها ، وتمكين مكتسباتها ، وإسقاط نظام مبارك بعد أن أسقطنا رأسه. ثانيا : انهاء حكم العسكر الذي ارتكب معظم إن لم يكن كل الجرائم النكراء والمخزية منذ 25 يناير 2011 والتي بلغت ذروتها في الانقلاب العسكري علي الشرعية الدستورية ، حيث يتحمل مسئولية كل الدم المصري المراق منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن . ثالثا : القصاص لدماء الشهداء منذ 25 يناير وحتى الآن وإطلاق سراح كافة المعتقلين لاستعادة الحرية والكرامة الإنسانية لشعبنا الأبي. رابعا : تمكين شباب الثورة من إدارة الدولة وبناء مستقبل مصر وفق أهداف ومبادئ ثورة 25 يناير المجيدة . خامسا : تطهير مؤسسات الدولة الإعلامية والأمنية والعسكرية والتنفيذية والقضائية، وتحقيق استقلال حقيقي للقضاء وإعلاء مبادئ النزاهة والشفافية وسيادة القانون. سادسا : إنهاء الارتباط بين الثروة والسلطة واجتثاث الفساد من جذوره لتحقيق العدالة الاجتماعية وإنقاذ الفقراء من جشع رأس المال الذي لا يرحم. سابعا : اقرار الاستقلال الوطني والتخلص من تبعية الصهاينة والأمريكان والتأكيد على أن أمن مصر القومي يمتد ليشمل كافة أجزاء أمتنا العربية وأن الانكفاء على الذات يغيب مصر ويزيد أمتنا العربية تشرذما. ثامنا : تصحيح مسار المؤسسات الدينية وتحقيق استقلال الأزهر الشريف ووقف حملات الفتنة والوقيعة ، ورفض أن تتواجد في مصر دولة داخل الدولة أو فوق الدولة فالمصريون جميعا سواء. وقد واجهت الأحزاب والحركات السياسية دعوات تحالف دعم الإخوان بالرفض القاطع مؤكدة إنها تساند خارطة الطريق ومكتسبات ثورة 30 يونيو وأن اعتذار الإخوان وأنصارهم جاء بعد "فوات الأوان" .