حالة من القلق والترقب يعانيها منتجو السينما المصرية بعد قرارالحكومة مدّ العمل بقانون الطوارئ شهرين آخرين في ظل البحث عن فرصة جديدة للعرض السينمائي في موسم عيد الأضحى المقبل. وأكثرما يتخوف منه العاملين بالمجال السينمائي أن يلحق موسم عيد الأضحى بموسم عيد الفطر والذي نجم عنه خسائر فادحة للكثير من الأفلام حتى ان بعض المنتجين قاموا بسحب أفلامهم من دور العرض في عيد الفطر لتكون ضيفا على المشاهد في عيد الأضحى محاولين تعويض خساراتهم مثل فيلمي "قلب الاسد" لمحمد رمضان و "كلبى دليلى". واستمراراً لحالة التخبط التي تشهدها دورالعرض السينمائية في مصر وقبل أقل من ايام على حلول عيد الأضحى المبارك أعلن عدد محدود من صناع السينما عن طرح أعماله في الموسم السينمائي الذي كان يستقبل في الأوقات الطبيعية عدداً لا بأس به من الأعمال غير أن حالة حظر التجوال المفروضة والمزاج العام للجمهورالمصري حرم كثيرا من الأعمال من المشاركة في الموسم. أوضحت الناقدة ماجدة خيرالله لأخبار مصر أن كل فيلم من أفلام عيد الأضحى يقدم فكرة تختلف عن الأخرى حيث لم يصادف وجود أي تشابه في الأفلام وإن كان لا يزال جميعها ينحصر بين الأفلام الكوميدية والاجتماعية فقط قائلة لم يفاجئنا المنتجون هذا الموسم بأفلام تاريخية أو أفلام جريئة أو أفلام الخيال العلمي التي أصبحنا نفتقدها منذ فترة طويلة فالسينما المصرية أصبحت تلف وتدور في نوعيات محدودة جداً من الأفلام. وترى ماجدة خير الله أن انحصار أفلام عيد الأضحى هذا العام في نوعيات محددة ليست له علاقة بذوق الجمهور أو باختياراته. وقالت: "الدليل على ذلك أنه عندما يتم عرض فيلم جديد أجنبي تذهب الجماهير لمشاهدته وتحجز التذاكر مبينة ان الجمهور ليس السبب وراء ذلك ونصحت ماجدة خيرالله المنتجين بأن يقدموا أفلاماً جيدة وستحظى بإقبال جماهيرى كبير. وقالت خيرالله " إنها لم تتعجب من تحقيق فيلم " قلب الاسد " أعلى إيرادات هذا الموسم لأنه ليس جديدا على المصريين أن يحبوا متابعة الأفلام التي يكون بطلها شخصية شعبية فقديما حققت أفلام فريد شوقي نجاحا كبيراً عندما قدم الشخصية الشعبية هو وغيره من الذين حققوا رواجا وقتها وبالتالي فهذه النوعية من الأفلام ليست جديدة على السينما المصرية " وقال الناقد السينمائى نادر عدلى إن فيلم " القشاش " يعتبر الفيلم الوحيد الذي يعكس الواقع حيث تدوراحداثه فى اطار شعبى فى منطقه شعبيه حول شاب ولد فيها واتهم فى قضيه قتل وهرب من العداله ويلتقى بحوريه فرغلى التى تقوم بدور راقصه شعبيه تساعده فى الهروب لذلك فإنه أفضل ما سيقدم مؤخراً. ويرى انه بإستثناء الفيلم الكوميدي لسامح حسين فان البقية لا يجوز وصفها باسم الفيلم من الأساس وانما هي حالة من الأغاني والرقص والافيهات يتم عرضها لأن الجمهور يحب مشاهدتها ولكن لا يمكن تصنيفها ضمن قائمة الأفلام السينمائية الغنائية. ويقول عدلي: "أن تلك النوعية تنتشر فى العيد لأن الجمهور في العيد لا ينتقي الأفلام وإنما يذهب للسينما كعادة درج عليها منذ القدم.. فالمصريون اعتادوا على صرف عيدية العيد في السينما سواء كانوا كباراً أو أطفالا". وترى الناقدة خيرية البشلاوى ان افلام عيد الاضحى تنحصر مستوياتها بين المتوسط والرديء كما فى فيلم "عش البلبل" بطوله سعد الصغير، دينا، كريم محمود عبد العزيز ومى سليم واخرج حسام الجوهرى. وقالت إلى " أن الأغاني الشعبية التي تستمد كلماتها من المجتمع ليست ظاهرة جديدة فهي موجودة في الأفلام منذ زمن قديم فقد غنى محمود عبدالعزيز ' الكيمي كا ' وأحمد زكي " كابوريا " وعدوية ' السح الدح أمبو' وكانت أغاني شعبية غريبة عن المجتمع وقتها ". وقالت البشلاوى إنها تتوقع ان يحقق فيلم "عش البلبل" أعلى إيرادات هذا الموسم لأنه ليس جديدا على المصريين أن يحبوا متابعة الأفلام التي يكون بطلها مطرب شعبى والبطلة راقصة فقديما حققت أفلام تحية كاريوكا نجاحا كبيراً عندما قدمت الشخصية الشعبية هى وغيرها من الذين حققوا رواجا وقتها وبالتالي فهذه النوعية من الأفلام ليست جديدة على السينما المصرية. وهذا ما سنشاهده فى فيلم "هاتولي راجل" فهو من بطولة أحمد الفيشاوي وشريف رمزي ويسرا اللوزي وإيمي سمير غانم، وتقرر طرحه في 50 دار عرض، وتدور أحداثه في إطار كوميدي رومانسي حول علاقة النساء بالرجال منذ الطفولة مرورًا بالشباب، وصولاً إلى الشيخوخة. وآخرالأفلام التي تقرر عرضها هو فيلم " 8% " الذي يشهد أول بطولة سينمائية للثنائي أوكا وأورتيجا ويشاركهما البطولة مي كساب وشحتة وكاريكا وتم الانتهاء من تصويرالفيلم خلال الأيام الماضية حيث استغرق تصويره 10 أيام فقط أخراج حسام الجوهري. ويرفع هذا الموسم السينمائي شعار "الصغار يتقدمون.. والكبار يمتنعون" وذلك لأول مرة منذ سنوات طويلة حيث يتغيب عن هذا الموسم معظم نجوم الشباك المعروفين ومنهم محمد هنيدي وأحمد مكي وأحمد السقا وكريم عبد العزيز وعادل إمام وآخرون بينما تصدرت أفلام الموسم أسماء شابة مثل سعد الصغير وأوكا وأورتجيا ومحمد فراج وحورية فرغلي وأحمد الفيشاوي مما يهدد نسبة الإقبال والإيرادات بشكل عام في هذا الموسم. والاستثناء من ذلك فيلم "الفيل الأزرق" الذي يرى الناقد طارق الشناوي انه يعتبر من أفضل الأفلام لأنه لم يعتمد على بطل واحد وانما على حشد من فناني السينما الكبار وهذا يؤكد أن النجم الأوحد لن يكون هو الأسلوب الذي الناجح فقط. والفيلم يقوم ببطولته كريم عبد العزيز وخالد الصاوي ونيللي كريم ومن تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد. ومن جهته يحتج المجلس القومى للمرأة في بيان ارسله لموقع اخبار مصرويعرب عن إدانته واستنكاره الشديدين جراء عرض مجموعة من الأفلام الهابطة والمتدنية أخلاقياً بدور العرض السينمائى خلال فترة عيد الأضحى المبارك والتى تعد من الأيام المباركة التى يسعى خلالها الجميع إلى التقرب من الله. وإذ يعرب المجلس عن استياءه الشديد جراء عرض تلك النوعية من الأفلام خلال عيد الأضحى فإنه يؤكد أن تلك النوعية من الأفلام تؤدى لإزدياد واستفحال معدلات التحرش الجنسى بالشارع المصرى وهى الظاهرة التى نعانى منها جميعاً بصورة تهدد أمن وسلامة المجتمع المصرى، كما يعرب المجلس عن إستنكاره الشديد من الإعلانات التى تبثها بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة للدعاية لتلك الأفلام والتى تسىء للأخلاق والمبادىء والقيم الأصيلة للأسرة المصرية. هذا ويهيب المجلس بالقائمين على صناعة السينما المصرية والأجهزة الرقابية والمسؤلين بالتدخل السريع وإتخاذ قرار حاسم بمنع ووقف عرض تلك الأفلام المسيئة حفاظاً على القيم والمبادىء، وحماية ً للمجتمع من إستفحال ظاهرة التحرش المؤسفة خاصة وأن تلك النوعية من الأفلام لاتتلائم مطلقاً مع الأوضاع والظروف السياسية التى تشهدها البلاد خلال المرحلة الإنتقالية، والتى تستوجب من الجميع العمل الجاد والإلتفاف حول مصلحة الوطن. وما يزال العاملون في صناعة السينما في مصر بانتظار ما يسفر عنه موسم عيد الأضحى فهل سيكون سببا في رفعة السينما المصرية من كبوتها ام تستمر الأزمة خاصة وأن التحدي الأكبر لأفلام العيد الآن إضافة إلى حجمها ومستواها هو استمرار حظر التجول الذي قد يفقد الأفلام الكثيرمن الإيرادات بسبب إلغاء حفلات منتصف الليل وما بعدها حيث تكون آخر حفلة في دور العرض هي حفلة التاسعة وفي أيام الجمعة الذي يعد أهم مورد للإيرادات فستكون حفلة الثالثة ظهرًا هي الأخيرة.