موسم عيد الأضحى شهد طرح 6 أفلام تنافس على كعكة إيرادات الأفلام، خلا معظمها من نجوم الصف الأول، وغلب على معظمها الطابع الشعبى، واحتوائها على أغانى المهرجانات من غناء شحتة كاريكا وأوكا وأورتيجا، ومعظمها بطولات جماعية، والملحوظ أن أربعة من الأفلام الستة بتوقيع السبكية سواء محمد أو أحمد السبكى. «الصباح» استطلعت آراء بعض النقاد السينمائيين حول مستوى أفلام عيد الأضحى فى السطور التالية: الناقد الفنى، طارق الشناوى وصف موسم عيد الأضحى هذا العام بأنه الموسم الأردأ منذ فترة كبيرة، حيث يخلو من أمرين مهمين أولهما النجوم، والأمر الثانى أنه يخلو من الإبداع الفنى سواء فى الكتابة أو الصورة الإخراجية.
ويحلل طارق بعضا من الأفلام التى قام بمشاهدتها قائلا: لم أجد أى فيلم يحترم المشاهد ففيلم «مهمة فى فيلم قديم» لفيفى عبدة صورة استهزائية من فيلم قدمه عبدالحليم حافظ فى الستينيات وهو فيلم «شارع الحب»، كما أن فيفى عبده فشلت فى هذا الفيلم وكأن عودتها بعد غياب 10 سنوات لم تكن حميدة كما أنها اعتمدت على الارتجال، وكأنها تقف على خشبة مسرح وهو ما يتنافى مع السينما تماما. أما فيلم «برتيتا» لكندة علوش وعمرو يوسف فأنا أرى أنه يعتبر فيلما جيدا نسبيا ولكن ما لاحظته بعينى أن السيناريست والمخرج فشلا فى تحريك السيناريو فى اتجاه معين وظهر الفيلم كأنه مفكك لا قصة له، أما فيلم «عبده موتة» لمحمد رمضان وحورية فرغلى ودينا فأنا أعتبره الجزء الثانى من فيلم الألمانى، ولكن بتعديل بسيط هو أن محمد رمضان نجح فى جذب نجوم لهم قابلية مع الجمهور وهذا هو سر نجاح الفيلم، وأرى أن توليفة الفيلم ليست من صنع نجم الفيلم محمد رمضان بل من صنع منتج العمل أحمد السبكى الذى استطاع صنع فيلم له قابلية جماهيرية بتوليفة فقيرة.
وعن الظاهرة التى انتشرت مع الأفلام هذا الموسم، وهى اعتماد الأفلام على كم كبير من الأغانى الشعبية، قال الشناوى: إن معظم هذه الأفلام يعتمد على توليفة معينة يرسمها منتج العمل فى فكره ويجذب بها شريحة معينة من الجمهور. وبخصوص ما تم إطلاقه هذا العام من أن السينما المصرية تعرضت للسبكنة لوجود 4 أفلام من إنتاج آل السبكى قال الشناوى: لا يجب أن نقول إن السينما تعرضت للسبكنة ونسىء للسبكى فأنا على الرغم من اختلافى مع نوعية الأفلام التى يقدمها السبكى، فإننى أرى أن السبكى أنعش السينما، فبعد أن خاف المنتجون من ضخ أموالهم فى السينما وجدنا السبكى ينعش السينما حتى لو كانت هذه الأفلام ليست على المستوى المطلوب. أما الناقدة ماجدة موريس، فقالت إنها لم تشعر بوجود أفلام قوية تجذب المشاهد فى هذا الموسم، فكلها أفلام تجارية بحتة تبحث عن جذب إيرادات، ولا تبحث عن أن ترتفع بالذوق العام للمشاهد، ولذلك فإن السينما فقدت زهوتها وبريقها، وأضافت موريس: رغم أننى لم أشاهد معظم أفلام العيد فإننى ألاحظ أن هذا الموسم لا يوجد به فيلم يجذب فكلها توليفات مختلفة هدفها الربح فقط. وشددت موريس على أن الدولة مسئولة عن ذلك ومسئولة عن السينما فلابد أن تكون هناك رقابة قوية على نوعية الأفلام، بالإضافة إلى أن الدولة يعود دورها الإنتاجى مرة أخرى، وأن تعطى الفرص لشباب المخرجين لإظهار الصورة الإبداعية لديهم وأن تكون هناك منح لهذه الأفلام حتى تستطيع مواجهة هذا التيار من الأفلام التى هدمت الذوق العام. أما الناقدة ماجدة خيرالله فقالت إنها لم تشاهد معظم أفلام العيد ولكن هذه الموسم يعتبر ضعيفا فنيا لأن الإبداع الفنى غاب عن السينما، مشيرا إلى أن هناك أفلاما جيدة فى هذا الموسم مثل «الآنسة مامى»، فقد عادت ياسمين عبدالعزيز بفيلم جيد يستهدف شريحة كبيرة من الأطفال، كما أن فيلم «برتيتا» يعتبر فيلما جيدا. وأنا لست مع الهجوم على كل الأفلام، فأنا أرى مشاهد السينما كمن يسير فى طريق وأمامه خمارة ومطعم فعليه أن يختار الصح فى هذا الاتجاه. وعن الهجوم على السبكى بسبب نوعية الأفلام التى يقدمها، واستحواذه على معظم الأفلام، قالت ماجدة: «أنا أرى أن المعترض على أفلام السبكى مايقطعش تذكرة سينما من الأساس، وفى نفس الوقت إذا كان هناك هجوم على وجود 4 أفلام للسبكى فى هذا الموسم فأين بقية المنتجين؟ ولماذا تركوا الساحة السينمائية؟.. السبكى لم يخف على أمواله وضخها فى السينما أم الباقون ففضلوا أن يبتعدوا. وأنا أرى أن السبكية تعاملوا مع السينما بعبقرية فعلى الرغم من تقديمهم أفلاما ليست جيدة فإنهم قدموا لنا فيلما مثل «ساعة ونص»، وهو يعتبر فيلم العيد، وقدموا أيضا «كباريه» و«الفرح»، ويقدمون نوعيات مختلفة واللوم هنا ليس على السبكى، وإنما على الشركات الأخرى التى أفرغت السوق من المنافسة. أما الناقد سمير الجمل فقال إنه لم يشعر بوجود أفلام العيد من الأساس، فكل الأفلام تدور فى إطار واحد ونوعية واحدة، وهى أفلام لا قيمة فنية لها، فهى تعتبر خلطة بلا قصة أو هدف، وغير موجهة لأى فئة، فهى أفلام قليلة التكلفة وفى نفس الوقت تريد تحقيق المعادلة الصعبة بتحقيق هذه الأفلام إيرادات ضخمة وهو ما نجحوا فيه. وعن الطابع العام لهذه الأفلام وغلبة أغانى المهرجانات عليها قال الجمل: إننا لأول مرة نشاهد هذا الكم من الأغانى فى الأفلام، وليتها لها ضرورة درامية وإنما هى أغانى حشو مبتذلة لا قيمة لها. وبخصوص ما تم إطلاقه عن سبكنة السينما قال الجمل أنه لا يستطيع لوم منتج على إنتاجه أفلاما فى السينما، ولكن اللوم يبقى دائما على المنتجين الآخرين، وفى نفس الوقت على الدولة أن تتحرك فى المجال السينمائى، وأن نرى أفلاما قوية من إنتاج الدولة.