واضح أن الثورة تجتاح تركيا.. فتشهد لليوم السابع على التوالي احتجاجات شعبية منددة بسياسات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، تقابلها قوات الشرطة بالقمع.. وخرج المحتجون إلى الشوارع في العاصمة أنقرة وأجزاء أخرى من اسطنبول وإقليم هاتاي في جنوب البلاد الذي لاقى الشاب احمد آتاكان حتفه فيه... وقامت قوات الشرطة بقمع التحركات الشعبية مستخدمة الطلقات المطاطية وقنابل الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه، ورد المحتجون باستخدام الألعاب النارية للتعبير عن تحديهم ورفضهم للإجراءات والحلول الأمني. وكانت قد اندلعت احتجاجات عارمة منذ أيام عديدة احتجاجًا على مقتل المتظاهر الشاب أحمد أتاكان (22 عامًا) فى مدينة أنطاكية بمحافظة هاتاى على يد قوات الأمن إثر تفريق مسيرة احتجاجية، فى الوقت الذى تصر الشرطة فيه أن الشاب توفى نتيجة سقوطه من فوق سطح عمارة، وأن الشرطة لم تقتله. وخرج مساء أول من أمس الآلاف فى مدن أسطنبول والعاصمة أنقرة وإزمير، ومدن أنطاليا وأنطاكية وغيرها من المدن فى محافظة هاتاى جنوب البلاد. وتركزت الاحتجاجات التى احتشد فيها عشرات الآلاف فى منطقة «كاديكوى» فى الجانب الآسيوى من أسطنبول، حيث مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، والوجه الآخر من جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، والذى يترأسه أردوغان. ولكن تصدت لهم كالعادة قوات الأمن بخراطيم المياه وبقنابل الغاز والرصاص المطاطى للمحافظة على مقر «إخوان تركيا»، ودافعت عنه بشراسة، واعتقلت العشرات فى أسطنبول وما يصل إلى ألف متظاهر من كل المدن. واستمرت طوال الليل حالة من الكر والفر بين قوات الأمن والمتظاهرين، وهو ما اضطر «شرطة أردوغان» لأن تستعين بالسيارات المصفحة، التى طاردت الشباب حتى تمكنت من تفريق التظاهرة، وتمكنت القوات من إزالة حواجز المعتصمين المؤقتة من القمامة والأنقاض. أما رد فعل أردوغان فقد اتهم حزب الشعب الجمهوري المعارض بإثارة القلاقل في جميع أنحاء البلاد، لاسيما من خلال إثارة التوتر الطائفي، وقال أردوغان خلال حفل جماهيري عند افتتاح مطار جديد في محافظة أديامان بشرقي البلاد أمس: "أناشد إخواننا العلويين على وجه الخصوص... هناك محاولات لتكرار سيناريو قذر يتضمن المعارضة الرئيسية ... هناك محاولات لإضرام النار في الشوارع.. هناك يد قذرة تستغل المعارضة الرئيسية كأداة لخلق الاضطرابات"، حسبما نقلت عنه صحيفة "حريت" التركية على موقعها الإلكتروني. وأضاف: "العلويون والسنة واحد على هذه الأرض.. لن نقع في حبائل المحرضين "الذين يتم التلاعب بهم" من قبل أعداء تركيا". وأشار أردوغان إلى أن هناك محاولات للقيام بأحداث مشابهة لمجازر قهرمان مرعش وشوروم - اشتباكات طائفية دامية وقعت في عام 1978 و1980 على الترتيب. وتابع قائلا: "حزب الشعب الجمهوري لم يقدم كشف حساب لمذبحة درسيم.. لسوء الحظ إنهم يحاولون الآن إثارة القلاقل في كل من محافظاتنا"، مشيرا إلى أن حزب الشعب الجمهوري يريد انقلابا جديدا ضد حكومة حزب العدالة والتنمية. وأردف: "أوجه الدعوة للشباب الذين يتجولون وهم يحملون قنابل مولوتوف في أيديهم ونواب حزب الشعب الجمهوري الذين يقفون وراءهم قائلا لهم إذا كان لديكم ثقة في أنفسكم فصندوق الاقتراع هو شرف النظام في الديمقراطيات". واختتم حديثه قائلا: "تركيا ليست مصر ولا سوريا".