لا تصالح ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام وارْوِ قلبك بالدم واروِ التراب المقدَّس.. واروِ أسلافَكَ الراقدين إلى أن تردَّ عليك العظام الهام رحيم لا تصالح على الدم.. حتى بدم لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟ أعيناه عينا أخيك؟ وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟! لابد أن نتذكر تلك الكلمات الرائعة للشاعر أمل دنقل ونحن نواجه حاليا سيلا من الفقاعات الإعلامية المثيرة للسخرية عن التصالح مع الأخوان الملوثة أيد عدد كبير منهم بدمائنا. تلك الفقاعات أو المبادرات أو التسويات التي يقدمها البعض ممن يطلقون علي أنفسهم نشطاء سياسيين .. تلك المهنة التي صارت سيئة السمعة علي يد بعض المتاجرين بأوطانهم لصالح من يدفع أكثر . يطاردنا الآن بعض ممن نستعيذ بالله من شرور أطماعهم وخططهم علي بلدنا بأحاديث فضائية وبيانات ومقالات عن المصالحة ومبادرات التهدئة والتسوية وكأن دما لم يرق وأرواح لم تزهق وشباب لم يفقد وجنود وظباط لم تدهس جثثهم بأقدام الغدر والخيانة .. يحدثونا عن تصالح مع من استباحوا دمائنا وروعونا في بيوتنا ورفعوا علينا السلاح في الشوارع بلا قلب أو ضمير ..من استعانوا بالغرب علينا في خيانة واضحة لكل معاني الوطنية ورقصوا في مسيراتهم بالمنيا قبل يومين قائلين يوم الجمعة العصر أمريكا هتضرب مصر!!! من رأوا في الجيش الإسرائيلي همة وأخلاق تجعله أفضل من الجيش المصري!!! من يحاولون شل البلد اقتصاديا وتباروا في إطلاق الشائعات الخبيثة عن كوارث اقتصادية غير موجودة وكأن إفلاس بلدنا وانهيارها الاقتصادي وجوع أهلها سيسعدهم!! فهل مثل هؤلاء يمكن أن نتصالح معهم ونتصالح علي ماذا ؟؟ علي أراضينا التي خططوا لبيعها في قناة السويس وسيناء وحلايب وشلاتين ؟؟أم نتصالح علي دم أبنائنا وإبائنا وأخوتنا وأمهاتنا ؟؟ هل نمد لهم أيدينا بالسلام لمن اجتهدوا في توطين الإرهابيين في بلادنا ليجعلوا من المدن المصرية بؤر إرهابية مشتعلة دائما بنيران الغل والحقد علي الدولة والشعب و يجبرونا علي التقاتل يوميا مع البسطاء منهم ممن لا يعرفون خططهم المشبوهة ضد مصر؟؟ هؤلاء البسطاء الذين راحوا ضحية أطماع قادة الأخوان الذين تركوهم وقت الجد في مواجهة الشرطة وهربوا .. وإذا ما ا واجبروا هؤلاء القادة علي المواجهة مع الشرطة يتحولوا لأبطال من ورق ويسلموا أنفسهم بكل هدوء ليحافظوا علي أرواحهم !! أرواحهم غالية أما أرواح من سيطروا علي عقولهم باسم الدين فهي ارخص لديهم من زجاجة المياة المعدنية التي تقدمها لهم الداخلية عند القبض عليهم ؟ هل يريدنا مقدموا هذه المبادرات المشبوهة أن نتصالح مع الموظف الذي يفتح أبواب وزارته أو محافظته أو مؤسسته ليحرقها أفراد أهله وعشيرته أم مع المدرس الذي يروج بين الفقراء لعدم بدء عام دراسي جديد فيثير المزيد من البلبلة والتخبط .. أم نتصالح مع حارقي الكنائس ومن يضعون علامات علي بيوت ومحلات الأقباط في الصعيد لاستهدافها وإرهاب أهلها وغرس بذور فتنة طائفية "فوتو شوب" لا وجود في الواقع لها ..هل يريدون هؤلاء المتصالحون علي أنفسهم أن نتصالح مع مروجي فكرة فصل الصعيد عن مصر وزاعمي تحويل منطقة كرداسة لإمارة إسلامية ؟؟ ..عفوا يا دعاة الانبطاح أمام خيانة الأخوان للوطن سواء كنتم داخل الحكومة المصرية أو خارجها "لا تصالح" مع الإخوان إلا إذا انهوا خيانتهم لهذا الوطن هم وكل ذيولهم وأعوانهم من الطابور الخامس وتم الثأر منهم بالقانون والقانون وحده. ونرجو لا يحدثنا احد عن ماذا نفعل مع الأخوان الأبرياء الذين لم تتلوث أيديهم بالدماء ولم يقدموا علي أي فعل فيه خيانة لهذا الوطن ..لأننا بالفعل لم ولن نفعل معهم شيئا لأنهم أخوة وأشقاء في الوطن جيران وأقارب وزملاء في العمل لم نتخاصم معهم من الأساس لنتصالح..فهم منا ونحن منهم .