تستعد الحكومة البريطانية للإعلان عن تعويضات للكينيين الذين تعرضوا لاعتداءات خلال التمرد ضد الحكم الاستعماري في الخمسينات من القرن الماضي. ومن المقرر أن يعلن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، عن التفاصيل في مجلس العموم في وقت لاحق من الخميس. ويقول عدة الآلاف من الكينيين المسنين إنهم تعرضوا للضرب والاعتداءات الجنسية على أيدي الضباط الذين عملوا لصالح الإدارة البريطانية بهدف قمع تمرد ال"ماو ماو"، الذي قامت خلاله جماعات من الكينيين بمهاجمة المسؤولين البريطانيين والمزارعين البيض الذين استقروا في معظم الأراضي الكينية الخصبة. وتأتي هذه التسويات بعد أن قضت المحكمة بريطانيا العليا في أكتوبر الماضي بأن ثلاثة كينيين يمكنهم التقاضي للمطالبة بالتعويض. وأعرب محامي الكينيين، مارتن داي، عن أمله في أن يكون بيان هيغ "الحل النهائي لهذه المعركة القانونية والتي بدأت منذ عدة سنوات". والسؤال الآن .. هل يمكن لمصريين أن ينتهجوا نفس الأسلوب ؟! خاصة وأن بريطانيا علي مدي نحو 70 عاماً احتلت خلالهم مصر ارتكبت مذابح كثيرة .. .. يقول المستشار محمد حامد الجمل، الرئيس الأسبق لمجلس الدولة، من مسلمات القانون الدولى العام هى الاتفاقيات الثنائية، أو المعاهدات الجماعية، واقرار مبدأ سيادة واستقلال جميع الدول، وعدم تدخل دولة فى شئون دولة أخرى أو الإعتداء على سيادة أراضيها. ويضيف الجمل، اذا قررت بريطانيا دفع تعويضات لكينيا نظير فترة استعمارها لها وانتهاك سيادتها واستغلال اراضيها وثرواتها فهذا سوف يكون أمر طبيعى وشرعى تعويضا عن العمل غير الشرعى التى قامت به بريطانيا تجاه كينيا وهو الاستعمار. وأوضح رئيس مجلس الدولة الأسبق، أن مصر يحق لها أن تطالب بريطانيا بتعويض عن فترة استعمارها لها، وأن ذلك يجب أن يتم باتفاقية ثنائية بين الطرفين على المبلغ الذى سيتم دفعه كتعويض، وطريقة سداده والعملة التى سيتم بها دفع التعويض، ههذا حسبما يقر مبادئ القانون الدولى. ويؤكد الجمل، أنه فى حال رفض بريطانيا دفع تعويضات لمصر عن فترة استعمرها فليس امام مصر غير الذهاب الى التحكيم والقضاء الدولى، ولكن هذا لن يتم ايضا إلا بموافقة بريطانيا، فلكى تلجاء دولتين الى التحكيم الدولى يجب أن يكون الجانبان موافقان على ذلك، ومايعزز موقف مصر واحراج بريطانيا امام المجتمع الدولى، هو دفع تعويضات لكينيا، لأن فى ذلك الوقت ستكون بريطانيا أقرت مبدأ، والمبدأ لايتجزاء وسيكون واجباً على بريطانيا دفع تعويضات لجميع الدول التى قامت باحتلالها فى القرون السابقة. وهذا يمكن أن تفعله بريطانيا مع ألمانيا وتطالبها بتعويض عن الألغام التى زرعتها فى الصحراء الغربية اثناء الحرب العالمية الثانية، لأن مصر وقع عليها ضرر وهى عدم استطاعتها استغلال جزء من أراضيها بسبب هذه الألغام، ومبدأ التعويضات اقرته ألمانيا عندما وافقت على دفع تعويضات لليهود بسبب المحارق التى أقامها هتلر لهم. ..