كشفت الأحداث التى تلت عملية اختطاف الجنود المصريين، عن ملفات متشابكة ومعقدة حول علاقة الجماعات الجهادية المتطرفة بسيناء بالجماعات الإسلامية المعروفة.. حيث أصبح "حمادة أبو شيتة" الذي يطالب مختطفو الجنود بالإفراج عنه من سجن طرة بمثابة كلمة السر التى ستكشف عن عمق المؤامرة التى تحاك بالأمن القومى المصرى فى سيناء الآن.. ينتمى حمادة أبو شيتة لتنظيم التوحيد والجهاد وهو من أخطر التنظيمات الإرهابية فى سيناء، وبدأ اسمه يظهر على السطح بصورة واضحة فى الأول من سبتمبر الماضى عندما ألقت قوات الأمن المصرى القبض عليه فى حي أبو زرعى بقرية الطويلة بالشيخ زويد، وكان مطلوبا لتنفيذ حكم الإعدام الصادر ضد ضمن نحو 25 متهما فى قضية التوحيد والجهاد الشهيرة بعد قيامهم بتنفيذ هجوم مسلح على قسم ثان العريش وبنك الإسكندرية مما أسفر عن مقتل ضابطين وعدد من جنود الشرطة والجيش وبعض المواطنين فى موقع الحادث. وفور القبض عليه أودع أبو شيته فى سجن طره.. وظل لشهور حتى فقد بصره منذ عدة أسابيع. محامى حزب النور يتولى الدفاع عن أبو شيتة ! كان حادث فقد البصر هو الشرارة التى أشعلت فتيل الأزمة وكشفت عن جوانب خفية تربط قيادات سلفية معروفة بالسلفية الجهادية فى سيناء حيث قام محمد خطاب، محامى حزب النور، بتقديم بلاغ للنائب العام برقم 7639 لسنة 2013 للتحقيق فى تعرض موكله أحمد عبد الله حمدان الشهير ب "حمادة أبو شيتة" للتعذيب والضرب المبرح مما تسبب فى إصابته بالعمى. ففى 15 مايو الماضى نشرت بعض الصحف تقريرا يقول أن محمد خطاب محامى حزب النور السلفى، وكيلاً عن هانى عبد الله حمدان، شقيق أحد أبناء سيناء الجهاديين المحبوسين، تقدم ببلاغ للنائب العام المستشار طلعت إبراهيم عبد الله، ضد كل من اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، ومدير سجن استقبال طره، الرائد أشرف خفاجة، رئيس مباحث استئناف طره، يتهمهم بالتسبب فى فقد شقيق موكله حاسة البصر جراء التعذيب والتنكيل الذى يتعرض له من قبل الشرطة داخل محبسه. وذكر البلاغ رقم 7639 لسنة 2013 عرائض النائب العام، أن الرائد أشرف خفاجة رئيس مباحث استئناف سجن طرة قام بتعذيب السجين وإهانته والاعتداء عليه بالضرب حتى أفقده حاسة البصر بتاريخ 27 أبريل الماضى بديوان السجن. وطالب محامى حزب النور فى نهاية بلاغه النائب العام باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه كل من ارتكب الواقعة، وتكليف فريق من النيابة العامة بالانتقال إلى السجن لبحث الوضع حيث أضرب المجنى عليه عن الطعام، وتوقيع الكشف الطبى عليه لإعداد تقرير حول الإصابات التى لحقت به جراء عمليات التعذيب المنظمة واتخاذ التدابير اللازمة لعلاجه. .. أبو إسماعيل صديق أبو شيتة ! وفى السياق ذاته فإن هناك علاقة وثيقة تربط الشيخ هانى أبو شيتة شقيق حمادة بالشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل حيث تداول نشطاء على الفيس بوك فيديو يثبت مشاركة الشيخ هانى فى حفل افتتاح مقر حملة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل فى العريش فى 2012، وأثنى الشيخ هانى على جهود أبو إسماعيل وتلى آيات من الذكر الحكيم فى افتتاح المقر كما هو واضح من الفيديو الموجود على اليوتيوب بعنوان " افتتاح مقر الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل فى العريش" . ومن ناحية أخرى فقد بدأت تتكشف علاقة من نوع مريب بين تنظيم التوحيد والجهاد وبين حركة حماس الفلسطينية، حيث ترتبط هذه التنظيمات بمنهج فكرى متقارب للغاية ويحلمون بإقامة إمارة سيناء الإسلامية والجهاد ضد العدو الصهيونى من أرض سيناء ويرون أن مصر دولة كافرة وأن الحاكم طاغوت يجب أن يرحل فقد أصدر تنظيم التوحيد والجهاد اليوم بيانا حاد اللهجة أكد فيه أن من يدخل الجيش المصرى كافر ولو وكان إمام مسجد وأن مصر دولة علمانية كافرة لا تحكم بشرع الله وإنما تحكم بما تحكم به دول الغرب الكافرة على حد وصف البيان . .. عبد الرحيم على : ممتاز دغمش حليف أبو شيتا! هذا ويرتبط تنظيم التوحيد والجهاد بعلاقات تعاون بتنظيم شديد الخطورة هو تنظيم جيش الإسلام بقيادة "ممتاز دغمش" الذى عمل لحساب حركة حماس ويتبنى منهج "الخطف" كوسيلة من وسائل الردع والاستفزاز .. ويؤكد عبد الرحيم على أن هذا التنظيم يسعى لتهريب الجنود المصريين المختطفين عبر أنفاق غزة لاستغلالهم كورقة ضغط على الجيش المصرى لتنفيذ مطالبهم. وهذا ما دفع حركة حماس اليوم لإعلان إغلاق جميع المعابر والأنفاق حيث قال مصدر بهيئة الحدود، التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة بقطاع غزة، صباح الإثنين، إن الهيئة أغلقت أنفاق التهريب ونقل البضائع القطاع ومصر، معلنة أن منطقة الحدود هي "منطقة عسكرية مغلقة". وأعادت قضية اختطاف الجنود المصريين ملف حادث مقتل جنود رفح للأذهان مرة أخرى حيث تشير العديد من التقرير الصحفية أن تنظيم جيش الإسلام الفسطينى هو الذى قام بتنفيذ هذا الحادث .. حيث كشف حمادة أبو شيتة فى التحقيقات التى أجريت معه عقب القبض عليه أن إثنين من الفلسطينيين شاركوا فى هذا الحادث وأنهما أقاما عنده ليلة الحادث ثم رحلا لكنه لم يكن يعلم بنيتهما فى الهجوم على الجنود وقتلهم وذلك حسب اعترافاته وتذكر الكثير من المصادر أن الاستخبارات الإيرانية كانت على علم دقيق وموثق بما حصل للجنود المصريين فى رفح من خلال كتائب القسام التى تتعاون مع تنظيم جيش الإسلام الذي يعمل لحساب حركة حماس وإن بدا مختلفا معها منشقا عنها وهذا ما يزعج جماعة الإخوان المسلمين .. حيث يؤكد عبد الرحيم على، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية ومدير المركز العربى للدراسات السياسية، أن ممتاز دغمش مطلوب على ذمة 7 قضايا إرهابية منها تفجير كنيسة القديسيين فى مطلع عام 2011 وأنه هو رجل حماس الأول وساعد فى عملية اختطاف الجندى الإسرائيلي جلعاد شاليط وقبض ثمنه وشارك فى خطف آلان جونسون الصحفى البريطانى وتقاضى أجره من حماس. ويذكر عبد الرحيم أن أى تهديد للحكم الإسلامى فى مصر يدفع الجماعات الإسلامية كلها على بكرة أبيها للانتفاض سواء كانوا جهاديين أو سلفيين أو حماسويين، بل أن الظواهرى نفسه قال أنهم سيواجهون أى حكم مدنى ليبرالى فى مصر بالسلاح .. ويضيف أن ممتاز دغمش نفسه هو حليف تنظيم التوحيد والجهاد فى سيناء وهو رجل حماس الأول .. فهم كلهم شبكة واحدة هدفها إلهاء الجيش المصرى عن الشأن الداخلى بمخططات شيطانية قبل يوم 30 يونيو الذى ستخرج فيه الجماهير للشارع .. إذن الهدف أن يبقى ظهر الجيش المصرى عاريا فى سيناء حتى يبقى مشتتا بل وهناك احتمالات بارتكاب حادث إرهابى قبل هذا اليوم. وهكذا يفتح حادث اختطاف الجنود السبعة المصريين ملفات شائكة وعلاقات مريبة تربط بين الجماعات الإسلامية المتشددة والمعتدلة .. وربما ندرك فى النهاية أننا أمام تيار كامل مرتبط المصالح .