مديرية العمل بأسوان تنظم ورشة حول حقوق العمال وواجباتهم وفقًا للقانون    ضوابط دخول امتحانات نهاية العام بجامعة الأزهر 2024 (قصة الشبشب)    وكيل الرياضة بالدقهلية تعقد اجتماعا موسعا مع مديري الإدارات الداخلية والفرعية    «المركزي»: البنوك إجازة يومي الأحد والاثنين بمناسبة عيد العمال وشم النسيم    كيف تحصل على دعم صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ؟    رئيس الوزراء يستقبل نظيره البيلاروسي في مطار القاهرة    محلل سياسي: نتنياهو لا يذهب إلى عملية سلام بل يريد إبقاء السيطرة على غزة    الأمم المتحدة: تطهير غزة من الذخائر غير المنفجرة قد يستغرق 14 عامًا    السفارة الروسية: الدبابات الأمريكية والغربية تتحول «كومة خردة» على أيدي مقاتلينا    جلسة تحفيزية للاعبي الإسماعيلي قبل انطلاق المران استعدادا لمواجهة الأهلي    أنشيلوتي: ماضينا أمام البايرن جيد وقيمة ريال مدريد معروفة لدى الجميع    موعد مباراة الهلال والاتحاد والقنوات الناقلة لمباراة نهائي كأس الملك السعودي 2024    بسبب أولمبياد باريس.. مصر تشارك بمنتخب الناشئين في بطولة إفريقيا للسباحة للكبار    هل ستتأثر القاهرة بمنخفض السودان الموسمي؟.. يسبب أمطارا وعواصف ترابية    موعد تشغيل قطارات مطروح 2024.. تعرف على جدول التشغيل    وزيرة الثقافة: اختيار مصر ضيف شرف معرض أبو ظبي للكتاب يؤكد عمق الروابط بين البلدين    عبقرية شعب.. لماذا أصبح شم النسيم اليوم التالى لعيد القيامة؟    المحرصاوي يوجه الشكر لمؤسسة أبو العينين الخيرية لرعايتها مسابقة القرآن الكريم    تعرف على أفضل الأدعية والأعمال المستحبة خلال شهر شوال    جامعة قناة السويس تُطلق قافلة طبية لحي الجناين بمحافظة السويس    أحلى فطائر تقدميها لأطفالك.. البريوش الطري محشي بالشكولاتة    الهند.. مخاوف من انهيار جليدي جراء هطول أمطار غزيرة    العرض العالمي الأول ل فيلم 1420 في مسابقة مهرجان أفلام السعودية    إيرادات الأحد.. فيلم شقو يتصدر شباك التذاكر ب807 آلاف جنيه.. وفاصل من اللحظات اللذيذة ثانيا    مظاهرة لطلبة موريتانيا رفضا للعدوان الإسرائيلي على غزة    وكيل تعليم بني سويف يناقش الاستعداد لعقد امتحانات النقل والشهادة الإعدادية    الشيخ خالد الجندي: هذه أكبر نعمة يقابلها العبد من رحمة الله    خالد الجندى: "اللى بيصلى ويقرأ قرآن بيبان فى وجهه" (فيديو)    مصري بالكويت يعيد حقيبة بها مليون ونصف جنيه لصاحبها: «أمانة في رقبتي»    بشرى سارة ل الهلال قبل مواجهة الاتحاد في كأس خادم الحرمين الشريفين    رئيس «هيئة ضمان جودة التعليم»: ثقافة الجودة ليست موجودة ونحتاج آلية لتحديث المناهج    الاقتصاد العالمى.. و«شيخوخة» ألمانيا واليابان    بالتعاون مع المدارس.. ملتقى لتوظيف الخريجين ب تربية بنها في القليوبية (صور)    وزير الشباب يبحث مع سفير إسبانيا سُبل إنهاء إجراءات سفر لاعبي المشروعات القومية    انطلاق القافلة «السَّابعة» لبيت الزكاة والصدقات لإغاثة غزة تحت رعاية شيخ الأزهر    ردود أفعال واسعة بعد فوزه بالبوكر العربية.. باسم خندقجي: حين تكسر الكتابة قيود الأسر    فرقة ثقافة المحمودية تقدم عرض بنت القمر بمسرح النادي الاجتماعي    الإصابة قد تظهر بعد سنوات.. طبيب يكشف علاقة كورونا بالقاتل الثاني على مستوى العالم (فيديو)    لتطوير المترو.. «الوزير» يبحث إنشاء مصنعين في برج العرب    تأجيل محاكمة مضيفة طيران تونسية قتلت ابنتها بالتجمع    وزيرة الصحة يبحث مع نظيرته القطرية الجهود المشتركة لدعم الأشقاء الفلسطنيين    صحتك تهمنا .. حملة توعية ب جامعة عين شمس    وزير المالية: نتطلع لقيام بنك ستاندرد تشارترد بجذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر    وزير التجارة : خطة لزيادة صادرات قطاع الرخام والجرانيت إلى مليار دولار سنوياً    بعد أنباء عن ارتباطها ومصطفى شعبان.. ما لا تعرفه عن هدى الناظر    رئيس جامعة أسيوط يعقد اجتماعا لمتابعة الخطة الإستراتيجية للجامعة 20242029    رئيس الوزراء الإسباني يعلن الاستمرار في منصبه    أمير الكويت يزور مصر غدًا.. والغانم: العلاقات بين البلدين نموذج يحتذي به    بشرى سارة لمرضى سرطان الكبد.. «الصحة» تعلن توافر علاجات جديدة الفترة المقبلة    إصابة عامل بطلق ناري في قنا.. وتكثيف أمني لكشف ملابسات الواقعة    515 دار نشر تشارك في معرض الدوحة الدولى للكتاب 33    فانتازي يلا كورة.. دي بروين على رأس 5 لاعبين ارتفعت أسعارهم    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتفقد وحدات "سكن لكل المصريين" ومشروعات المرافق    إصابة 3 أطفال في حادث انقلاب تروسيكل بأسيوط    مصطفى مدبولي: مصر قدمت أكثر من 85% من المساعدات لقطاع غزة    تراجع أسعار الذهب عالميا وسط تبدد أمال خفض الفائدة    حالة وفاة و16 مصاباً. أسماء ضحايا حادث تصادم سيارتين بصحراوي المنيا    شبانة: لهذه الأسباب.. الزمالك يحتاج للتتويج بالكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكل تبرأ منهم .. فمن يقف رواءهم ؟!
نشر في بوابة الشباب يوم 05 - 04 - 2013

قديماً كان الإرهاب غالباً يأتى من رواء الأقنعة .. كان توصيفه واضحاً وأشخاصه معروفين، لكنه الآن يتخفى وراء الطابع الثورى والأفكار المتمردة ويقف خلفه من يمكن وصفهم ب " مجهولى الهوية "، وقد تحولت المظاهرات إلى مشهد استعراضى للملثمين ، بل وتسابقت بعض وسائل الإعلام فى الاحتفاء بهم وكأنهم البطل الغامض الذى جاء من المجهول لتحقيق أهداف الثورة الضائعة، وذلك رغم بيان النائب العام، الذى صدر منذ أيام وأكد أن البلاك بلوك جماعة منظمة تمارس أعمالا إرهابية يندرج تشكيلها وعناصرها ومن ينضم إليها من عناصر تحت طائلة العقاب وفق قانون العقوبات، بل وتطور الأمر مؤخراً لحرب الألوان .. فبعد " البلاك بلوك " أصبح لدينا " الوايت بلوك " ثم " ريد بلوك "، وما بين هؤلاء وأصحاب قناع " فانديتا " وأتباع " انيمنوس " والمجرمين الملثمين أصبحنا وكأننا أمام كتائب للكتلة السوداء .
تحقيق : وليد فاروق محمد – محمد شعبان
ما يصعب مهمة البحث وراء جماعات الملثمين على اختلاف ميولهم أنهم يتعرضون لانتقادات من كل المسئولين والأحزاب والسياسيين المعارضين، فالأمن يطاردهم .. وقانون التظاهر الذى تعده وزارة العدل حاليًا يجرّم ارتداء الأقنعة، كما يوجد مشروع قانون وافق على مناقشته مجلس الشورى بخصوص تغليظ العقوبات على الملثمين فى اى مظاهرة ومن يرتكبون أعمال العنف، واستند القانون إلى واقعة حبس أحد المتظاهرين الملثمين فى كندا 10 سنوات، لعدم كشف وجه اثناء مظاهرة، والحركات الطلابية داخل الجامعات ترفض فكرة وجودهم، والأولتراس ينفى أنتماء أفراده إليهم ، والكنيسة نفت معرفتها بهم وهاجمتهم .. والأزهر طالب بالتصدى لأى مجموعات تنتهج العنف، ومعظم رموز المعارضة يرفضون تماماً اللجوء للعنف، وهنا السؤال : إذا كان الكل يدينهم .. فمن يقف رواءهم ؟! .
وكان من السهل علينا وضع كل " الملثمين " فى خانة واحدة تحت مصطلح " البلاك بلوك " .. لكن فى البداية لابد من التفرقة بين عدة جماعات وجوه أفرادها مختفية وراء أقنعة .. رغم أنه لا شيء واضح يجمع بينها إلا التمرد على النظام، وخلف هذا القناع الأسود توجد أفكار وصراعات وهواجس وأيديولوجيات ..وفى هذه السطور نسعى فقط لكشف القناع عن هذه المجموعات، ورغم صعوبة التجربة بسبب صمتهم الدائم إلا اننا حاولنا .. فقد نزلنا المسيرات وتتبعانهم وزرنا الصفحات الخاصة بهم
البداية
المجموعات الثورية السوداء حول العالم تعتبر نوعا من أنواع الاحتجاج عن طريق التظاهر بشكل مختلف، حيث تعتمد على تكتلات صغيرة لا تعرف بعضها ولا توجد بينها صلة، تلتقى فى نقاط تجمع محددة، وتهدف تظاهراتها إلى تدابير هجومية على الممتلكات الرأسمالية والشركات الاقتصادية الكبرى، مثل البنوك ومنافذ الشركات متعددة الجنسيات ومحطات البنزين وكاميرات فيديو المراقبة فى الشارع، وعالمياً نشأت هذه المجموعات منتصف الثمانينيات فى ألمانيا بغرض التصدى لمحاولات الإخلاء المتكررة من قبل الشرطة الألمانية للسكان واضعى اليد لعدد من أحياء برلين وهامبورج من أجل إنشاء محطة للطاقة النووية، حيث قامت الشرطة آنذاك باستخدام العنف المفرط ضد متظاهرى بلدية بروك دورف الألمانية، واتخذت مجموعات القناع الأسود لنفسها علامات مميزة تعرف من خلالها فى أى مكان، حيث يرتدى شبابها الأقنعة السوداء على وجوههم و"تى شيرتات" سوداء، كما وضعوا لأنفسهم لغة من الإشارات يتواصلون بها مع بعضهم، وعقب ذلك وصلت حركة الكتلة السوداء إلى أماكن عديدة فى العالم، أبرزها لندن، حيث تظاهروا عام 2000 ضد سياسة التقشف، وفى يونيو 2007 خلال مؤتمر لدول الثمانى الكبرى، بنوا متاريس، وأشعلوا النيران فى السيارات وهجموا على الشرطة مما أدى إلى إصابة 400 من الشرطة و500 من المتظاهرين والنشطاء السياسين.. وكانت تلك الحادثة نقطة تحول فى تاريخ الحركة، وظهرت حركة بلاك بلوك بشكل يعتبر هو الاعنف من نوعه فى لندن عام 2011 فى احتجاجات ضد غلاء الاسعار واجتاحوا الكثير من المحلات ومنافذ البيع وحدثت الكثير من عمليات التخريب، ووصلت أفكار هذه الجماعات إلى مصر عقب ثورة 25 يناير ، حيث تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحات وبيانات كان أهمها "فيديو" نشر بعنوان: "البيان الأول" للحركة التى ارتدى العشرات من أعضائها زى واقنعه حاملين أعلاما سوداء، إلى جانب علم مصر. والذى تم تصويره على كوبرى ستانلى بالإسكندرية، وشهدت مصر خلال الفترة الماضية أحداثاً ملتهبة من قبل هذة المجموعة من قطع طرق ومواجهات ساخنة وأحداث شغب على كافة المستويات , وظهروا ليس فقط فى القاهرة سواء فى ميدان التحرير أو أمام قصر الإتحادية .. بل قاموا بقطع الطرق والسكك الحديدية وإشعال النيران بإطارات السيارات ومهاجمة جنود الامن المركزى وحصار مقار الدولة الرسمية فى الشرقية ودمياط والإسماعيلية والمنوفية وغيرها .
" البلاك " و" الوايت " و" الريد " بلوك
أبرز مجموعات " الأقنعة السوداء " هى المعروفة إعلامياً ب " البلاك بلوك " أو الكتلة السوداء، ومن الصعب اختراقهم لأنهم عبارة عن مجموعات صغيرة تعرف بعضها، ولكل مجموعة قائد يكون مسئولا عن عدم دخول عنصر غريب من الخارج، ورغم ذلك فقد علمنا أنه كانت هناك محاولات من الشرطة لاختراق هذه المجموعة .. ويقول ( أ –م) أحد عناصر البلاك البلوك "ربما تكون هناك مجموعات غير أصيلة، بمعنى أنه ليس كل من ارتدى القناع الأسود يكون منتميا بالضرورة للمجموعة، فهناك مجموعات متحمسة تشترى القناع وترتديه فى مظاهرات ميدان التحرير وغيرها، وهؤلاء قد لا يمارسون أعمالا "فوضوية"، أيضا هناك صفحات كثيرة على الفيس بوك لأشخاص مجهولين لا ينتمون للبلاك بلوك وإن كانوا معجبين بالفكرة، وأكثر المخاطر التى يتعرض لها البلاك بلوك هى اختراق الأمن لهم وهذا حدث فى دول أوروبية عديدة لدرجة أن الشرطة استطاعت تكوين فرق بلاك بلوك واخترقت التنظيمات الرئيسية للكشف عن طريقة تنظيمها والأهداف المعلن عنها.
وعندما تتبعهم تشعر بأنهم شباب عادى متحمس معجب بفكرة ان يكون مناضلا خلف قناع يخفى وجهه .. فى أحداث الإتحادية يلاحظ انهم يأتون فى مجموعات صغيرة بدون قناع .. ثم يختفون فجأة داخل المظاهرات، ثم يظهرون بالقناع ويعلنون عن ظهورهم بإشعال الألعاب النارية حيث يلتف حولهم المتظاهرون ثم يبدأون فى تنفيذ "المهمة السرية" المطلوبة بارتكاب أحداث شغب، ويذكر ( م – ع) أن البلاك بلوك جزء من الفعاليات التى يتم الإعلان عنها، وهذا نوع من التضليل والخداع الإعلامى للسلطة، بحيث تكون السلطة الممثلة فى الشرطة دائما فى حالة تربص وقلق، فقد تعلن المجموعة عن تنظيم مسيرة للإتحادية بينما يكون المقصود هو ميدان التحرير، وهناك رموز وأسماء وهمية وحركية كثيرة، وبعد ان أمر النائب العام بالتحرى حول المجموعة واتهامها بأنها منظمة إرهابية طورت المجموعة من حركاتها، والبعض يرى أن البلاك بلوك خرجوا من الإشتراكيين الثوريين الذين اختفوا من الساحة فى الفترة الأخيرة فانضم بعضهم للمجموعة .. لكن محمود حسين أحد المنتمين للإشتراكيين الثوريين قال أن البلاك بلوك الأصليين خرجوا من المجموعات الأناركية المنظمة، أى المجموعات التى لا تؤمن بالسلطة وبفكرة الدولة، ولذلك يرفع البلاك بلوك شعار الفوضاوية المعروف وهو عبارة عن حرف "إيه" الإنجليزى داخل دائرة، أو حرف "لا" داخل دائرة باللونين الأحمر والأسود، وهذا هو التطور الطبيعى للأناركية أو للفكر اليسارى العنيف الذى يؤمن بالعنف لتحقيق الثورة .. وهذه التنظيمات "السوداء" تستهدف ضرب المنظمات الحكومية الرأسمالية التى تراها مستغلة وتهدف لأحداث تخريب شكلى بالشركات والمؤسسات الحكومية عن طريق الرسم على الجدران وتكسير النوافذ ومحاولة اقتحام الداخلية أو التهديد باقتحام القصر الجمهوري، وليس الهدف اقتحامه ولكن الهدف زلزلة السلطة والضغط عليها، ولكن هناك مجموعات أخرى ليس شرطا ان تنتمى للفكر الأناركى ولكنها تؤمن بالعنف وكفرت بالسلمية وبعضها أعجب بالفكرة فتكونت مجموعات بلاك بلوك صغيرة فى مختلف المحافظات لتقليد المجموعة الرئيسية.
وسائل حماية
وتستخدم مجموعات البلاك بلوك وسائل حماية تم تهريبها من الولايات المتحدة الأمريكية منها مثلا "أستيك" ماركة بولس أمريكية الصنع وتم صنعها من الصلب المقوى المطلى بالنيكل وطولها قبل أن تنفرد 20 سم ثم يصل طولها إلى 50 سم، وهى قوية جدا ويصل سعرها إلى 125جنيهاً، وهناك أدوات أخرى تتمثل فى قنابل الصوت وقنابل الدخان محلية الصنع هذا إلى جانب الشماريخ والألعاب النارية، كما يرفع البلاك بلوك فى المظاهرات لافتات مكتوباً عليها " القصاص بأيدينا " و" الانتقام " و" دم.. دم " وأعلاماً سوداء مكتوباً عليها " BB Revolution " ، ومجموعة البلاك بلوك تدعى أنها لا تنتمى للأولتراس ويعرفون أنفسهم بأنهم شباب يعبر عن رأيه بطريقة مختلفة وهى العنف لأن الهتاف لن يفيد والسلمية لن تؤتى ثمارها بحسب فكرهم .
ولهذه المجموعة عدة قوانين، القانون الأول نحن لا نخاف منهم هم يخافون منا، القانون الثانى : الخائفون ليسوا منا ولسنا منهم، القانون الثالث دماء الشهداء تجرى فى عروقنا .. الثورات لا تصنع من ماء الورود ..بل من الدماء .. نحن بلاك بلوك جزء من هذا العالم نسعى منذ سنوات لهدم الفساد وإسقاط الطغيان .
الوايت بلوك
وكرد فعل على ما سبق .. ظهرت " الوايت بلوك " أو الكتلة البيضاء هم مجموعة من الشباب المؤيدين للتيار الاسلامي، وهدفهم الوقوف ضد جماعة البلاك بلوك وهدفهم حماية المنشآت وليس القتال فى الشوارع، وقد نوهت صفحة الوايت بلوك على الفيس بوك - بعد تخوفات شباب التيار الإسلامى من إقتراب ما يشبه الحرب الأهلية بين صفوف الشعب المصرى - بأنهم لن يكون لهم فاعليات فى الشارع إطلاقا وأنهم سوف يتواصلون مع الشباب الذين تواصلوا معهم لأعمال تخدم الوطن بصدق . وإختتموا كلامهم قائلين : " ويعلم الله اننا لا نخشى شيئا الا الله ولم نتوقف الا لوجه الله تعالى "، ويقول إبراهيم على، المتحدث الرسمى لحركة وصفحة الوايت بلوك إن " الحركة أنشئت خصيصا للرد على البلاك بلوك، وما يقومون به من عمليات تخريبية، وإحراق المقرات، وشعار المجموعة هو "معًا ضد التخريب"، والفكرة التى تبنتها المجموعة قامت على تيسير مصالح المواطنين، ورفض كل ما يتعارض مع مصالحهم، والعمل على فض أى تجمع يعطل الطرق أو المواصلات العامة، مثل المترو والقطارات والمصالح الحكومية، لذا كان الهدف من إنشاء الحركة أن لنقول لهؤلاء المخربين، نحن لكم، ليس بالعنف، ولكن بالجدال، لقول الله تعالى "وجادلهم بالتى هى أحسن"، والرد على أى إساءة للشعب، والوقوف بالمرصاد لكل من يريد تخريب الممتلكات " .
وعلى النقيض .. ظهرت مؤخراً حركة أخرى اسمها "ريد بلوك" أو الكتلة الحمراء وأعلنت أنها ستنضم للكتلة السوداء "، وقالوا فى بيان لهم إن "ريد بلوك" مجموعة من شباب اليسار المصرى رافعين شعارات العدالة الاجتماعية، كما أنهم ليست لهم علاقة ب"بلاك بلوك"، لكنهم سيتعاونون معهم فى عمليات أخرى سيعلنون عنها بعد قليل، وأكدوا أنهم يحضرون لمفاجأة !.
قناع فانديتا
كان ظهور فانديتا أسبق من ظهور البلاك بلوك فى أحداث الثورة، وكان البعض يعتقد أنهم مجرد تقليعة، ولكن الحقيقة أنه قناع يخفى أفكاراً يسارية متشددة تصل إلى الفوضوية، وهى الفكرة العامة التى يتحرك بداخلها مجموعات الكتلة السوداء .. لذلك يرى البعض أن فانديتا هو الظهور الهادىء للكتلة السوداء .. وقناع " فانديتا " يرتبط بالفيلم الأميركى «V for Vendetta» وهو يعبر عن شخصية " جاى فوكس " الشهيرة فى التاريخ الإنجليزي، حيث سعى فى عام 1606 لتفجير مبنى البرلمان الإنجليزى بالتعاون مع مجموعة من الثوار، لكن السلطات اكتشفت مخططه قبلها بساعات وقبضت عليه وتم تعذيبه وإعدامه، وتعنى كلمة فانديتا باللاتينية " الانتقام "، وقد أصبح القناع حاضرا فى عدة مظاهرات حول العالم ،
ويقول " أحمد . ص " الذى التقيناه بميدان التحرير خلال مظاهرات جمعة الكرامة : تنظيمات أصحاب الأقنعة عموماً تبدأ من خلال مجموعات عنقودية منفصلة لا ترتبط ببعضها تنظيميا، تتراوح أعدادها بين 10 و100 فرد بحسب مقدرة كل مجموعة على اجتذاب الأشخاص، بشرط ضمان الثقة فى الأعضاء الجدد، وتنتشر تلك المجموعات تحت الهيكل الأساسى الذى يعمل فقط على إدارة تلك المجموعات، من حيث سهولة تمكينها من التواصل مع بعضها البعض، وذلك عن طريق ممثل كل مجموعة، والفكرة قائمة على " عدم التنظيم " بغرض عدم السيطرة عليها أو حلها إذا لحق أى ضرر بالأعضاء المؤسسين، والتخريب بالنسبة لنا هدفه مصلحة البلد، لأننا نحارب نظاماً قمعياً ومستبداً ! .
الأناركية
ليس كل الأناركيين يرتدون ملابس سوداء أو يستخدمون المولوتوف أو يخربون المصالح العامة .. لكنهم حركة منظمة ويناهضون الأنظمة الرأسمالية، ولكن غالبا ما تتصدى لهم الحكومات بكل الطرق القمعية، ويلفت الانتباه هنا تقرير نشرته منذ أسابيع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن العنف فى مصر وقالت فيه إن عدسات المصوريين الصحفيين الذين غطوا المظاهرات فى القاهرة جميعها التقطت صورًا للملثمين ، وحاول عدد من الصحفيين التحدث مع هؤلاء الملثمين فى محاولة لمعرفة خلفيتهم، لكنهم فشلوا بسبب رفض الملثمين الحديث مع الصحافة، غير أن الصحفية البريطانية من أصل مصري، سارة كار، قالت إن أحد الملثمين ذكر أمامها كلمة " الأناركية"، وهذا المصطلح يعبر عن فلسفة سياسية تؤمن بأن الدولة كيان غير مرغوب فيه، لا لزوم لها، أو ضارة، وهم أنصار الفوضوية، ويمكن تعريفهم
ب"الفوضويين"، وهم حاملى الدعوة لقيام المجتمعات عديمة الجنسية على أساس الجمعيات التطوعية، ويغلب على هذه التجمعات أفكار انعزالية تفضل إنشاء مؤسسات اجتماعية خاصة بهم على أساس الاشتراكية والانظمة الاجتماعية البديلة للدولة، وهم أيضاً يرتدون ملابس وأقنعة سوداء فى تظاهراتهم .. لكنها ليست الاساس بالنسبة لهم .
انونيموس
أنونيموس أو " المجهولون " هى مجموعة حرة ومستقلة تعمل فى مجال الإنترنت، وهم أيضاً يرتدون أقنعة لكن ليس لإخفاء الهوية بصفة عامة بقدر ماهو لإخفاء هوية الفرد داخل الجماعة ، فعند الإنتماء إلى مجموعة انيموس يفتقد الفرد هويته ويكتسب هوية الجماعة، ورمزهم هو شخص بدون رأس يرتدى بدلة، وهو ما يشير إلى عدم وجود قائد للمجموعة، اضافة إلى التنظيم والسرية، وهم يرتدون نوعية خاصة من الأقنعة تسمى (جاى فوكس)
وقد اخترقوا العديد من المواقع الحكومية الدولية والبنوك العالمية وأهم شركات الحماية، والفوضى حسب مجموعات " انونيموس " تعنى التغيير ، وهذه المجموعة من أكثر المجموعات المؤثرة فى تاريخ القراصنة الحديث ، والبعض يعتقد أنهم مجموعة من " الهاكرز " الخارجين على القانون ، وهذه المجموعات لها تواجد فى مصر وقاموا بمهاجمة عدة مواقع حكومية وأخبارية .
كتاب الكتلة السوداء
فى بعض الصفحات اليسارية يتكرر كثيراً وجود ما يعرف ب " كتاب الكتلة السوداء "، وغالباً يناشد أصحاب هذه الصفحات قراء الكتاب بنشره بحذر شديد .، ويتضمن تعريفاً بتاريخ الكتلة السوداء ويؤكد على أن قيامها بمهاجمة المنشآت الحكومية وتدميرها هدفه " الدفاع " وليس الهجوم، كما يشير لأهمية ارتداء ملابس وأقنعة سوداء موحدة ونظارة واقية وكوفية و" سويت شيرت " بطاقية للحماية من تأثير الغاز المسيل للدموع وأحذية رياضية لسهولة الجرى والهرب، وعلى عكس التجمعات المنظمة .. فالتكتيك الجماعى - كما يشير الكتاب – لهذه المجموعات يقوم على أن الصفوف الأمامية مهمتها الهتاف وحمل الأعلام .. وإذا ما بدأ الاشتباك تنسحب هذه الصفوف سريعاً لتظهر بعد ذلك الصفوف الخلفية الجاهزة للمعركة، وهناك نصائح فى الكتاب يجب الإلتزام بها وقت الاشتباك منها مثلاً " إذا تعرضت لقذف قنابل الغاز .. لا تقم فقط بإبعادها.. بل قم بإرجاعها على الأمن المركزى " ! .
الفكر اليسارى والأقنعة السوداء
منذ ظهرت مجموعات البلاك بلوك رأى بعض الخبراء أنهم التطور الطبيعى للفكر اليسارى العنيف الذى يؤمن بالعنف والثورة من أجل التغيير والذى لا يؤمن بفكرة السلطة او باختصار الفكر الأناركى .. وكان الدلائل تشير إلى ذلك .. وإلا فلماذا يصر البلاك بلوك ومجموعة البلاك ماسك وفانديتا على رفع شعارات ورموز اليسار المعروفة سواء على ملابسهم أو فى راياتهم ؟!
عصام شعبان القيادى بالحزب الشيوعى ينفى ان تكون هناك صلة بين اليسار وهذه المجموعات، ويقول : أولا هذه المجموعة لا تمثل جماعة سياسية فهم ليس لهم رؤية ولا برنامج وهم لا يرتبطون باليسار باى صلة فهم مجموعة محدودة جدا تقوم على فكرة الردع وليس بالضرورة ان يكون لهم أيديولجية واضحة، لكن الإعلام صنع منها ظاهرة والسلطة نفسها وربما الثورة المضادة استغلت هذه المجموعة لتحقيق أهداف خاصة علاوة على دور الإعلام فى المزايدة .. والسلطة نفسها تستخدم هذه المجموعات فى المتاجرة وتقوم بتضخيمها وأحيانا اتهام المعارضة بها .. مع انهم فى النهاية عبارة عن شباب ثورة متحمس لا ينتمون إلى جبهة ولا يميلون لأى تيار سياسى ..
أما الكاتب اليسارى حسين عبد الرازق القيادى بحزب التجمع فيرى أنه من الصعب الحكم على هذه الكيان الآن لأن أفكارهم ليست واضحة وغير معلنة، وقال : لا أعتقد أن الفكر الفوضوى يمكن أن يكون جزء من اليسار لا فى مصر ولا فى أى بلد فى العالم حتى لو اتخذ هذا الفكر نفس شعارات ورموز الفكر اليسارى، لأنه فكر مناهض لفكرة اليسار والذى جوهره السعى للتغيير بالناس وليس رغم أنف الناس، وفكرة اللجوء للثورة العنيفة وتغيير النظام بالعنف هى فكرة قديمة ولم تعد قائمة وإنما التغيير يجب ان يتم بطريقة ديمقراطية .. وبالتالى لو رفعت هذه المجموعات شعارات إشتراكية او يسارية فهذا لا يعنى انتماءها لليسار.
اما الكاتب اليسارى صلاح عيسى فيرى أن جماعات الكتلة السوداء تسعى لحماية المتظاهرين وظهرت كرد فعل لأحداث العنف الموجه من النظام ضد المتظاهرين وبالتالى فهدفهم تأمين المظاهرات وحماية المتظاهرين والدفاع عن حق التظاهر السلمى .. لكن هم ليست لهم أفكار واضحة ولا نعرف لهم آراء يسارية أو يمينية ..لكن الإعلام يحاول ان يجعل من اليسار فزاعة ويروجون لهذه الأفكار لتشويه صورة المعارضة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.