مشهد بعيد كل البعد عن الآدمية.. هذا المشهد الذي رأيناه أمس وبطله مواطن كل ذنبه أنه نزل أمام الاتحادية ليطالب بحقوقه.. ولكن الشرطة لم تكتف بالقبض عليه.. بل تجردت من كل مشاعر الإنسانية وجردته من ملابسه وسحلته مع ضربه بالأحذية... حمادة صابر محمد علي- 48 سنة- مبيض محارة.. هذا هو الرجل الذي كشف جبروت الداخلية الذي لم ينته بعد، وبعد أن شاهده الملايين على القنوات الفضائية تحركت الداخلية لحفظ ماء وجهها، وتم نقله لمستشفى الشرطة والنيابة العامة تباشر التحقيقات في الواقعة. وأكد رضا محمد صابر، نجل شقيق المواطن المسحول، أن عمه أجرى مكالمة هاتفية معه وأن أجهزة الأمن نقلته وبرفقته زوجته "فتحية عطية عميرة" إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر، وأكد رضا أن عمه أجهش بالبكاء أثناء حديثه معه وطلب منه الانصراف وبصحبته الأسرة من محيط قصر الاتحادية، وقال له وهو يبكى" أنا كويس وروحوا أنتوا". وأبدى رضا استياءه من تهديدات أجهزة الأمن لعمه، مشيرا إلى أن الأسرة ستنتقل إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر للاطمئنان على صحته. وأكدت السيدة فتحية صابر زوجة حمادة صابر أن صحة زوجها تحسنت كثيراً بعد أن قام بعض الشرفاء من رجال الأمن المركزي بنقله إلى المستشفى، وذكرت فتحية أن قوات الأمن قامت بنقل زوجها إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر، مشيرة إلى أنها يتلقى الرعاية الكاملة بعد أن قام مساعد وزير الداخلية لحقوق الإنسان بزيارته والاطمئنان عليه. من ناحيته، صرح أحد أقارب المواطن المسحول أن صابر والذي يعمل مبيض نقاش كان متجه هو وزوجته وأولاده للانضمام إلى المظاهرات السلمية غير أنهم فوجئا بقوات الأمن تلقي وابل هائل من قنابل الغاز الأمر الذي دفعهم إلى الابتعاد. وأضاف أن صابر الذي يبلغ من العمر 48 سنة لم يستطع أن يبتعد عن مجرى الأحداث لكبر سنه الأمر الذي دفع بقوات الأمن إلى الاندفاع حوله والتعدي عليه وتعريته وضربه. وكرد فعل على ما حدث أعلنت حركة "الثوار الأحرار" عن تنظيمها لوقفة احتجاجية عصر اليوم السبت، أمام قصر الاتحادية، اعتراضا على سحل الأمن لمتظاهر أمس الجمعة وتجريده من ملابسه. ومن جانبه فقد أدان عصام على - عضو المكتب الجماهيرى فى الحركة فى بيان لها -، الطريقة التى تعاملت بها قوات الأمن مع المتظاهر أمس الجمعة، مؤكدًا أن الحركة ستستمر فى نضالها لحين تحقيق أهداف الثورة من القصاص العادل للشهداء والحرية والكرامة والعدالة الإنسانية. وأشار عصام إلى إن المتظاهرين سيتجردون من ملابسهم اليوم فى هذه الوقفة تضامنا مع المواطن الذى تم سحله أمس أمام قصر الاتحادية من قبل قوات الأمن المركزى. وأعلنت مجموعات "بلاك بلوك" عن إشعال الشغب فى جميع أنحاء الجمهورية إلى أن تسقط هى والنظام، بحسب تعبيرها، ردا على استهداف الشهيد محمد قرنى الشهير بكريستى وسحل وتعرية أحد المتظاهرين أمام الاتحادية واستخدام الداخلية العنف مع المتظاهرين. وأضاف البيان الذى تم تبادله على مواقع التواصل الاجتماعي: "وسوف يطهر شعب الثورة أى نظام فاسد حاكم لا يعلم حكم الله ويدعى الدين والشرف ونعلمكم أن شباب البلاك بلوك، سوف يضحون بأنفسهم من أجل الوطن.. لا نخاف إلا الله والله المستعان". ووصفت تلك المجموعات هذا البيان بكونه "إعلان الحرب الرسمية على النظام"، على حد قولها. ووجهت المجموعة رسالة إلى المتظاهر الذى تم سحله وتعريته أمس قالت فيها: "رسالة إلي سيد الرجال.. أنت فخر لكل المصريين، وما حدث لك من تعرية وذل سيكونان سببا في تغيير مصير هذه الأمة الغافلة.. نقسم بالله أنه لن يكفينا خلع وإعدام مرسي.. كرد لحقك وكرامتك التي تم سلبها منك، وستذكر لأولادك ذات يوم أنك تعريت فغطي الغضب شوارع مصر لأجلك". ويقول حافظ أبو سعدة- رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان-: أدين تلك الممارسات بشدة، وتعد انتهاكا لحقوق الإنسان، وأغرب شئ من يبرر الاعتداء على المواطنين وسحلهم وتعذيبهم أو حتى قتلهم هؤلاء لا يمكن أن يكون عندهم دم أو كرامة، ولن نترك حق هذا المواطن الذي تم سحله، ففى البلدان المحترمة الإنسان هو الأهم من المباني والقصور ومصر فقدت أكثر من 60 شهيدًا فى أسبوع ولم نر أي أسف أو بيان يدين القتل.