"هاتلى يا بكره صفحة جديدة حطلى مصر في جملة مفيدة" بهذه الأغنية من أغنيات فرقة إسكندريلا بدأت ندوة ستاند أ.ب مصرى التى قدمها المحاضر محمد جاد. "بطاقة الرقم القومى" كانت هي المدخل الذي استخدمه محمد جاد ليعبر بها عن فكرة "فانتازيا البعد عن الهوية" فقد تحولنا جميعًا إلى أرقام فبطاقة الهوية الخاصة بكل مواطن مصرى مكتوب عليها بطاقة الرقم القومى وهى لا تمثل لمعظمنا أكثر من "الرقم القومى" كذلك توجد صورة للهرم وأبى الهول وهنا نسأل: ما العلاقة؟ هذه ليست هيافات ولسنا نترك مشاكل المجتمع وننظر للأشياء الصغيرة ولكن هذه الأشياء الصغيرة والاهتمام بها هي ما تشكل الوعى عند الإنسان. وكان هذا التساؤل هو باب التساؤل الأكبر والأهم فى الندوة عن ماهية الهوية، وقال جاد أن الهوية قديمة قدم الزمن وهى كتلة واحدة لا تتجزأ فى حين يصر بعض الناس علي تجزئة الهوية ذات الكتلة الواحدة وهذا وضع طبيعى عندما يكون الفرد غير مدرك للمعنى الحقيقى للجمل والمفردات اللغوية التى يتعامل بها وطريقة التعامل نفسها، وذكر مثالاً "كلمة الليبرالى" بطريقة نطق جميل راتب لها في الفيلم كانت توحى بأنها سبة دون أن يعرف معظم الناس المعنى الحقيقى لها وبهذا نحن نكون مفاهيمنا عن الأشياء دون فهم أو وعى أو إدراك.. وتساعد على ذلك أنظمة التعليم التى لا تغرس فينا كيفية إدراك الحقائق ولا السعى وراء المعرفة، ومن أوائل النماذج التى ينتبه لها الطفل مثلا صورة المساجد الموضوعة على الأوراق المالية ومنها مثلاً الجامع المطبوع صورته علي ورقة ال50 جنيه جامع "أبو حريبة" . وطرح جاد تساؤلاً عن كيفية اختيار تلك الصور التى ترسخ فى ذهن الأطفال الذين يتأملون كل ما حولهم فلماذا نطرح المفردات الثقافية المهمشة وهل وضعنا كل مفرداتنا ونماذجنا لنضع بعدها النماذج التى لا يعرف معظم الناس عنها شيئًأ؟!! واشار جاد : فالجهل التعليمى في مصر وما وصل إليه من مستوى جعل كل معلومات إحدى المدرسات عن "بلوتو" أنه "كلب ميكى ماوس" وهذا لا يجعلنا نتعجب من مدرسة التاريخ التى نهرت الطالب الذى قال إن أول رئيس لمصر هو محمد نجيب لمجرد أن التعليم يقول غير ذلك! .. ويضيف جاد أنه لكى يتعلم الطفل الارتباط بالتاريخ وعدم التخلص من هويته مستقبلا لا بد أن يتعلم ما لتاريخه من فضل على الثقافات فلابد أن يعرف مثلا أن أصل أغلب الثقافات مستمد من الفراعنة، فالفراعنة هم أول من اخترعوا الجبر وحساب المثلثات والعديد من العلوم وهناك برديات ونقوش علي المعابد تؤكد هذا الكلام.. والفراعنة لم يكونوا خارقين للطبيعة ولكنهم فقط أدركوا أهمية العلم واحترموا قدراتهم بدليل تسميتهم للمدرسة التى يتعلم فيها الناس "بيت الحياة" لأنهم يتعلمون ليوظفوا العلم فى الحياة، وهذا هو السبب الرئيسى فى تخليد أعمالهم لكل هذه القرون وفى انتشار مقتطفات من أعمالهم فى كل دول العالم.. وأخيرًا يؤكد جاد أن الحل من وجهة نظره يتلخص في التمسك بالهوية هو أساس السلام المجتمعى وتحقيق الذات فالهوية قضية أمن قومى.. .. يذكر أن محمد جاد الله درس علوم اللغات والعلوم الإسلامية مرشدًا سياحيًا لمدة عشرين عامًا كما قدم أبحاثًا عن الهوية المصرية والإنسانية وشارك بمشروع طرحت فكرته في ألمانيا منذ 7 سنوات عن تنيمة الحضارات وتفاعل حضارة الشرق مع الحضارة الغربية.