خالد أبو بكر: لو طلع قرار "العدل الدولية" ضد إسرائيل مين هينفذه؟    رقص ماجد المصري وتامر حسني في زفاف ريم سامي | فيديو    طبيب حالات حرجة: لا مانع من التبرع بالأعضاء مثل القرنية والكلية وفصوص الكبد    رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    جيش الاحتلال يُقر بمقتل رقيب من لواء المظليين في معارك بقطاع غزة    زيلينسكي: الهجوم على خاركيف يعد بمثابة الموجة الأولى من الهجوم الروسي واسع النطاق    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    أكسيوس: محاثات أمريكية إيرانية غير مباشرة لتجنب التصعيد بالمنطقة    إنجاز تاريخي لكريستيانو رونالدو بالدوري السعودي    نصائح طارق يحيى للاعبي الزمالك وجوميز قبل مواجهة نهضة بركان    الأول منذ 8 أعوام.. نهائي مصري في بطولة العالم للإسكواش لمنافسات السيدات    مواعيد مباريات اليوم السبت والقنوات الناقلة، أبرزها الأهلي والترجي في النهائي الإفريقي    التشكيل المتوقع للأهلي أمام الترجي في نهائي أفريقيا    موعد مباراة الأهلي والترجي في نهائي دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    حلاق الإسماعيلية: كاميرات المراقبة جابت لي حقي    تدخل لفض مشاجرة داخل «بلايستيشن».. مصرع طالب طعنًا ب«مطواه» في قنا    عاجل - سعر الدولار مباشر الآن The Dollar Price    أحمد السقا يرقص مع ريم سامي في حفل زفافها (فيديو)    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في محافظة البحيرة.. بدء التصحيح    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    "الدنيا دمها تقيل من غيرك".. لبلبة تهنئ الزعيم في عيد ميلاده ال 84    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    فيضانات تجتاح ولاية سارلاند الألمانية بعد هطول أمطار غزيرة    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    الأرصاد تكشف عن موعد انتهاء الموجة الحارة التي تضرب البلاد    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حفلات موسيقى الميتال تثير جدلاً " صاخباً "عودة شبح " عبادة الشيطان "
نشر في بوابة الشباب يوم 26 - 10 - 2012

عاد الجدل من جديد بعد 15 عاماً .. وظهرت مرة أخرى قضية " عبدة الشيطان " من خلال اتهامات طالت " ساقية الصاوي " ومحاولة ربط عبادة الشيطان بحفلات موسيقي الميتال التى تنظمها الساقية وغيرها من المراكز الثقافية بشكل دائم ، وبعيداً عن عشرات التحقيقات والحوارات الصحفية التى عشنا معها طوال الأيام الماضية ، والتى حاولت الربط بين فرق وجمهور موسيقي الميتال وطقوس ما تعرف ب " عبادة الشيطان " .. فقد ظل السؤال الرئيسى بلا إجابة وهو : هل يوجد فى مصر فعلاً
تحقيق : وليد فاروق محمد - محمد شعبان
شباب يعبدون الشيطان ؟
لماذا يعبدون الشيطان ؟
قضية " عبدة الشيطان " ظهرت في مصر لأول مرة عام 1997 .. وقتها قيل عبر وسائل الإعلام الرسمية أنه تم القبض علي نحو 90 شاباً وفتاة أعمارهم تتراوح بين 16 و 25 عاماً ومعظمهم من خريجي المدارس الأجنبية وينتمون لعائلات ثرية ، وأفاضت الصحف في ذكر أوصافهم وطقوسهم ومصادر ثقافتهم ، وكانت بالفعل قضية الموسم وشغلت الرأى العام لعدة أشهر حتى جاء حادث الأقصر الإرهابي فى نوفمبر من العام نفسه ، وكالعادة .. انشغل الناس بموضوع آخر، وحتى نحاول الوصول لإجابة عن السؤال الرئيسى" هل فعلاً يوجد شباب يعبدون الشيطان ؟ " ، لابد من العودة إلى جذور القضية لنتتبعها حتى يومنا هذا ، وحسبما قالت الصحف المصرية وقت تفجر القضية فإن " عبدة الشيطان " كتابهم الديني الرئيسي هو " الشيطان " من تأليف الأمريكي اليهودي أنطوني ليفي مؤسس كنيسة الشيطان بسان فرانسيسكو ، وهم كانوا يعتبرون عبادة الشيطان موضة التسعينيات مثلما كانت الوجودية موضة الخمسينيات والهيبيز موضة السبعينيات ، وفى جلساتهم كانوا يستمعون للموسيقى الصاخبة ثم يمارسون الفحشاء بشكل جماعي ويتعاطون المخدرات ، والغريب أنهم رفضوا وصفهم ب " المنحرفين " وقالوا: إنهم يمارسون الحياة من غير قيود الأخلاقيين الذين – حسب اعترافاتهم - أفسدوا الحياة ، وشعارهم الرئيسي هو " أطلق العنان لأهوائك وانغمس في اللذة واتبع الشيطان فهو لن يأمرك إلا بما يؤكد ذاتك " ، كما أشار بعضهم لممارسات غريبة جداً منها نبش القبور ، فقد كانوا يذهبون نهاراً إلى المقابر - خاصة مقابر الكومنولث بمصر الجديدة - ويقومون بالنبش والبحث عن جثث الموتى ليتراقصوا حولها ، كما يذبحون القطط باعتبار نفوسها من الشيطان كما يقال في الفولكلور المصري ويشربون من دمائها ويلطخون أجسادهم ووجوههم بها ، ثم يذهبون إلى الصحراء ليعيشوا فيها أياما لا يضيئون شمعة وإنما يحيون في الظلام ، وعلامتهم بينهم رفع أصبعين رمزاً للشيطان ، وتلك الإشارة هي السلام فيما بينهم .
اعترافات " أتباع إبليس "
القضية لم تنفجر من خلال محاضر الشرطة .. لكن البداية من تحقيق صحفى فى مجلة روزاليوسف بعنوان " نادى عبادة الشيطان فى مصر الجديدة " ثم تحولت التحقيقات لنيابة أمن الدولة العليا .. فقد أرسل شاب مجهول من الإسكندرية بخطاب صحفى للكاتب عادل حمودة ، وهو الخطاب الذى تم إرساله للعديد من الصحف الأخرى ، وهو لم يكن نادياً بالشكل المتعارف عليه .. وإنما هو تجمع ضم عددا من مستمعى موسيقى " البلاك ميتال " فى مصر الجديدة ، وبدأت التحقيقات لعدة أشهر وبعدها خرج وزير الداخلية وقتها اللواء حسن الألفي ليقول: إن موضوع عبادة الشيطان أخذ أكبر من حجمه لأن الحكاية كلها كانت " مجرد ممارسات فردية منحرفة " ، خاصة وأن الدليل المادى الوحيد هو أن كلمات أغاني " البلاك ميتال " تحرض على عبادة الشيطان والكفر بكل ما هو مقدس ، لكن هذا لا يعني دليلاً عملياً على كون مستمعيها بالضرورة من " عبدة الشيطان " ، لكن ربما تضخم الأمر بسبب ملابسهم الغريبة وإقامة حفلاتهم فى أماكن نائية وغامضة مثل قصر البارون فى مصر الجديدة ، وبالعودة لأقوال بعض الشباب الذين قبضت عليهم الشرطة فى هذه القضية ، نجد أن قلة منهم اعترفوا بأنهم يقيمون حفلات موسيقية يشعلون خلالها الشموع السوداء ثم يرتلون كلمات غريبة من كلمات أغانى الميتال ، وقالوا: إن أصحاب هذه " الموضة " منتشرون فى مصر الجديدة ، وكانوا يقفون دائما أمام أحد مطاعم الوجبات السريعة فى شارع الميرغنى ، واشتهروا بأنهم يطيلون شعورهم ويرتدون فانلات سوداء مكتوب عليها أسماء وصور غريبة وعلامتهم المميزة هى الوشم على الأذرع والرقبة ، وكان شاطيء العصلة فى دهب البؤرة الأولي التى خرجت منها حكايات عبادة الشيطان .. وفى التحقيقات التى أجريت مع عدد من الشباب الذين قبض عليهم ثبت أن معظمهم ثقافتهم الدينية ضعيفة جداً ومولوعون بتقليد كل ما يرونه من سلوكيات وممارسات يأتي بها السياح الأجانب وخاصة الاسرائيليين منهم ، ويوحي مظهرهم بهذا لأن أغلبهم كانوا يدقون الوشم علي أجسادهم، وكانوا يطلقون شعورهم قبل انفجار قضية عبدة الشيطان .. لكن بعد القبض علي بعضهم أصبحوا يحلقون شعورهم تماماً ، كما تنتشر رسوم غريبة علي ملابسهم ، وهم يقلدون السياح في تدخين البانجو وشرب الخمور والاستماع للموسيقي الصاخبة ، لكن جميعهم أنكروا تماماً مشاركتهم فى طقوس عبادة الشيطان .
الكل متهم حتى تثبت براءته !
حسبما قالت تحريات نيابة أمن الدولة فى هذه قضية عام 1997 فإنهم تعاملوا مع عبدة الشيطان باعتبارهم " تنظيم " يضم خالد وهو " خادم الشيطان " وعماد شكمان زعيم التنظيم واحمد عمرو عضو رئيسي والعشرات الآخرين .. وهناك معلومات تقول: إن القضية عرفت طريقها إلى وزارة الداخلية من خلال فرع مباحث الآداب فى مديرية أمن القاهرة بعد تسجيل فيديو لأحد الحفلات الموسيقية لم تكن به طقوس لعبدة الشيطان ، ثم انتقلت القضية من مباحث الآداب إلى المباحث العامة ثم تحولت لقضية أمن دولة ، لكن اللافت هنا تصريح لوزير الداخلية حسن الألفى للأهرام بعد القبض على هؤلاء الشباب قال فيه: لقد كانوا- حين نلقى القبض على المتطرفين الإسلاميين- يقولون :إننا ضد الإسلام .. فهل سوف يقولون الآن أننا ضد الشيطان بعد أن ألقينا القبض على عبدة الشيطان ؟! وردت بعض صحف المعارضة وقتها بأن الدافع لتغطية اضطهاد أمن الدولة للإسلاميين كان تفجير قضية ملفقة لشباب بتهمة " عبادة الشيطان " ! كما أن والدة " عماد شكمان " زعيم ما وصف ب " التنظيم " قالت: إنه قبل القبض على ابنها ضمن مجموعة عبدة الشيطان كان يذهب لأمن الدولة مرات عديدة لكى يترجم لهم كلمات أغانى الروك ، وقالت إن ابنها يصلى وينتمى لأسرة متدينة ، كما قيل وقتها أن المسألة لم تكن تتعلق بعبادة الشيطان بقدر ارتباطها بالسحر والخرافة والدجل .. فقد اعترف بعض الشباب أنهم حضروا حفلات موسيقية ليتعلموا السحر الأسود ، وفي لقاء أجرته مجلة " الشباب " بالعدد رقم 237 الصادر في أبريل 1997 مع المستشار هشام سرايا والذي قام بالتحقيق في قضية " عبدة الشيطان " ، قال : البلاغ الذي تلقيناه في البداية جاء من مباحث أمن الدولة، وأشار إلى أن هناك مجموعة من الشباب يعبدون الشيطان ولهم مبادئ وطقوس خاصة بهم، ثم حصل رجال المباحث على إذن بتسجيل اجتماعاتهم ومراقبتهم، وتم تجديد الإذن مرتين حتى تم ضبط المتهمين الذين يبلغ عددهم 90 شخصا أجريت التحقيقات معهم جميعا ، والآن وبعد انتهاء التحقيقات يمكننى أن أقول :إن ما فعلوه هو مجرد تقليد لمظاهر أجنبية، وخاصة أن كل ما ضبطناه لديهم عبارة عن أشرطة كاسيت لأغان تحتوى على كلمات بعيدة تماما عن مجتمعنا وعادتنا، وإذا كان أغلب هؤلاء الشباب بلا وعى ديني وبلا تربية ، فإنني أستطيع أن أقول: برغم ذلك إنه لا توجد عبادة شيطان في مصر، وإنما هناك لا مبالاة وسوء تربية وتقليد أعمى وجهل، وحتى الآن لا توجد تهمة يعاقبهم عليها القانون.. فلا عقاب على فكر،وأحب أن أوضح أن حبسهم احتياطيا لم يكن عقوبة، وإنما هو إجراء يساهم في استكمال التحقيقات.
القاهرة 2012 .. شائعات فقط !
والآن .. عاد الحديث من جديد عن " عبدة الشيطان " عقب حفل لموسيقي الميتال فى ساقية الصاوي منذ أيام ، ورغم نفي الساقية والفريق الموسيقي هذه الاتهامات .. لكن على الأقل عادت القضية للسطح من جديد ومازال السؤال الرئيسي يطرح نفسه : هل يوجد فى مصر شباب يعبدون الشيطان ؟ والحقيقة أن الإجابة ليست سهلة وخاصة أن كل المتهمين فى القضايا السابقة كانوا ينفون تماماً اعتناقهم لهذه الأفكار الشاذة ويؤكدون أنهم مجرد " مستمعون " لموسيقي و " مقلدون " لتقاليع ، وحتى نجيب على السؤال الذى طرحناه فى مقدمة الموضوع ، كان يجب أن نلتقط أطراف الخيط من بدايته فذهبنا للأماكن " سيئة السمعة " التى كانت تشهد تجمعات لعبدة الشيطان أثناء القضية الأولى .. ذهبنا إلى مطعم وجبات سريعة شهير فى الميرغنى بمصر الجديدة وقصر البارون ، كما تجولنا في عدة كافيهات فى الزمالك واندمجنا مع هذه التجمعات الشبابية ، وكانت الحقيقة أنه لا توجد تجمعات لعبدة الشيطان كما كان فى الماضى وأن الظاهرة بهذا الشكل التقليدى قد اختفت ، لكننا اكتشفنا أن الظاهرة أخذت أشكالا أخرى .. فلم يعد الميتال كله كفر وإلحاد واستدعاء للشيطان ، فهذه الأشياء تمثل نسبة 10% فقط ، أما فيما عدا ذلك فالميتال فن موسيقى وعالم خاص ، ولم تعد مجرد موسيقى جنائزية يتبعها بعض " المهوسون " لاستحضار الشيطان ، وإنما اتسع نطاقها وأصبح لها نجوم وعشرات الفرق التى تضم مطربين محترفين ، وتقوم هذه الفرق بإصدار ألبومات لعرض أغنياتها المتنوعة التى تناقش مختلف القضايا الإنسانية بطريقة خاصة جدا .. وفى الوقت نفسه هناك حفلات تقام فى الصحراء تمارس فيها أعمال السحر الأسود حسب تأكيد عدد من جمهور الميتال لنا ! مكان واحد فقط هو الذى يشهد تنظيم حفلات الميتال هو ساقية الصاوى وتخضع حفلات الساقية لضوابط أمنية منها أنه ممنوع اصطحاب الخمور أو تدخين السجائر وممنوع التصوير.. ومن خلال وجودنا فى هذه الحفلات كان التأكيد المتكرر من عدد كبير من جمهور الميتال بأنهم " ليسوا عبدة شيطان " وأنهم فقط يعشقون هذا اللون من الموسيقى.. الشيء الطريف أيضا أن الميتال المتهم بعبادة الشيطان أصبح يدعو لله سواء فى الدين المسيحى أو الإسلامى .. حيث أن هناك فرق للميتال تغنى أغنيات كنسية وهناك فريق ميتال صوفى يقدم أناشيد صوفية فى التقرب إلى الله عن طريق موسيقى الميتال ، وأدخلت بعض فرق الميتال اللون الشرقى أو المصرى على هذا الموسيقى ، فهناك فرق تستعين بالعود والكمان مع الجيتار الكهربائى والدرامز مما يعطى لونا شرقيا للميتال، وعرفنا أيضا أن الأمن يمنع إقامة حفلات الميتال فى الأماكن العامة لأنها ترتبط بأفعال منافية للآداب أحيانا.
يقول مهند صالح (24 سنة) ميتال بلاست أو أحد منظمى حفلات الميتال: هذه كانت قضية سياسية وأمن الدولة قام بالقبض على عدد من هواة سماع موسيقى الميتال فى القضية الشهيرة حتى تؤكد أنها لا تضطهد الإسلاميين فقط .. وعام 1997 هو عام النكسة بالنسبة للميتال لأنه فى نفس هذا العام تم إلقاء القبض على نجوم الميتال فى مصر ولبنان والأردن ودول أخرى فى توقيت واحد ولهذا السبب فهذا التاريخ لا يمكن ان ينساه جمهور الميتال .. من ناحية أخرى الاتهام بأن جمهور الميتال عبدة شيطان ليس فى مصر أو فى الشرق الأوسط فقط ولكن هذا الاتهام موجود فى امريكا والصين والحكومات اضطهدت هذا اللون من الفن لأن الميتال كان يقف ضد السياسات البشعة والحروب والإبادة العرقية والإنسانية ولهذا كانوا يحاربونه لاعتبارات سياسية ، ولاينكر مهند صالح أن هناك نسبة من أغنيات الميتال تتضمن كلمات ومعانى تدعو للإلحاد والكفر بالله وتمجيد الشيطان لكن هذا ليس أصل الميتال .. لأن الميتال فى حد ذاته يمكن توظيفه فى أكثر من مجال أو للتعبير عن أى قضية. لكن فى مصر فى حدود وجودى كمنظم لحفلات الميتال لايتم توظيفه فى عبادة الشيطان وإنما هذه الموسيقى أصبحت متطورة للغاية، أيضا الحفلات الخاصة بالميتال لا تقام إلا فى ساقية عبد المنعم الصاوى فقط ؛ لأنها تحتاج لإمكانيات ومعدات صوتية ومكبرات صوت بشكل معين، لكننا لا نقيمها فى أى أماكن أخرى وذلك لأن موسيقى الميتال ليست شعبية . أما جمهور الميتال فى مصر فهو ليس جمهورا عاديا وأغلبه مثقفون وأطباء ومهندسون ، وينفى مهند صالح ما كان يتردد حول وجود نواد لعبادة الشيطان فى مصر حيث يؤكد أن القضية فى الأصل كانت إعلامية وتم تضخيمها ولا توجد نواد ولا تجمعات ولكن أغلب جمهور الميتال يلتقون عادة فى كافيهات المهندسين ووسط البلد وليست لنا أماكن محددة للقاء.
وحول الرموز التى يشتهر بها نجوم هذه الموسيقى يذكر مهند صالح أن عبادة الشيطان أسبق من الميتال حيث إن الدعوة لعبادة الشيطان تعود لعام 1930 وإنشاء ما يسمى بكنيسة الشيطان واللجوء للسحر الأسود وكان من طقوس هذه الديانة النجمة الخماسية التى تعود لديانات إغريقية قديمة والنجمة الخماسية تشير إلى قوى الطبيعة الشمس والمياه والروح والنور، أما علامة اليد التى تسمى قرون الشيطان التى يشير بها الجمهور لمطرب الميتال فهى عبارة عن تعويذة ضد الحسد وابتكرها مطرب ميتال إيطالى اسمه رونى جيمس ديو، وكانت فى الأصل حركة تشير بها جدته لكل من يراه حتى تقيه من الحسد.. ومع ظهور موسيقى الميتال فى الستينيات والسبعينيات قامت بعض الفرق بالربط بين طقوس السحر الأسود وبين هذه الموسيقى وكان ذلك بهدف جذب الانتباه.
ويذكر أحمد فاروق( 23 سنة) أحد هواة سماع موسيقى الميتال أن النظر لهواة الميتال بأنهم عبدة شيطان هى نظرة قاصرة جدا، ولكن لا ننكر أن هناك نسبة 10% من الفرق أو الجمهور يلجأون لبعض الممارسات الشاذة كنوع من أنواع الطقوس فى هذه الموسيقى مثل الذهاب لصحراء وادى دجلة وعمل حفلات فى عمق الصحراء بعيدا عن أعين الأمن ، وهذه الحفلات المفتوحة يذبحون فيها قططا ويجرحون أياديهم ويسيلون الدماء على الأرض ويرسمون النجمة المقلوبة ، وهذه الطقوس ليست لها صلة بسماع الميتال ولكن يتم توظيف الكلمات والموسيقى التى تتضمن معانى الكفر والسب فى الذات الإلهية فى إقامة هذه الطقوس، وغالبا ما يكون فى هذه التجمعات الصغيرة أجانب من دول أخرى، ويكون عندهم أفكار غريبة ينقلونها بين الشباب ، لكن هذه النسبة محدودة جدا ولا يمكن تعميمها على موسيقى الميتال بشكل عام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.