رغم ان المسافة من منزلي إلى سينما روكسي لا تستغرق أكثر من عشرين دقيقة سيرا على الأقدام، إلا أنها استغرقت بالأمس أكثر من 14 ساعة قضيت نصفهم فوق السحاب، ففي هذه المرة لم أكن متوجها لسينما روكسي الشهيرة بمصر جديدة، وإنما كنت في طريقي لسينما تحمل نفس الاسم ولكن على بعد أكثر من 5000 كم.. تحديدا في مدينة طنجة المغربية والتي احتضنت افتتاح الدورة العاشرة من مهرجان طنجة الدولي للفيلم القصير. نور الدين صايل مدير المركز السينمائي المغربي قال في كلمته أنهم عندما فكروا في إقامة المهرجان كان هدفهم الرئيسي هو الاهتمام بجمع شباب دول البحر المتوسط في تظاهرة ثقافية، ولذلك اختاروا مجال الفيلم القصير ليكون تخصص المهرجان وذلك لأن هذه النوعية من الأفلام أغلب صناعها من الشباب وتمثل نافذة لهم يطلوا من خلالها على الفن، أما عن اختيارهم لطنجة تحديدا لتكون حاضنة للمهرجان فقال صايل أن وزير الثقافة وقتها وهو محمد الأشعري كان هدفه أن يجعل طنجة مقرا لفكرة ابداعية مختلفة في المنطقة، ولذلك تم اختيارها لتحتضن المهرجان ولم يكونوا يتخيلوا وقتها أنه سيستطيع الاستمرار لعشرة سنوات ويصبح من أهم التظاهرات السينمائية في المنطقة. .. أما الشاعر ووزير الثقافة السابق محمد الأشعري، صاحب فكرة المهرجان والفائز بجائزة البوكر العربية، والذي تم تكريمه واهداؤه الدرع الخاص به فأكد في كلمته على أهمية الاهتمام بالتراكم الثقافي في المغرب والبناء عليه مشددا على إن إقصاء الماضي والدعوة إلى التفكير في معزل عن تجاربه خطأ كبير مشددا على إن " كل إغتيال للتراكم هو إغتيال للتقدم والحداثة". .. الدورة العاشرة للمهرجان افتتحت بعرض فيلم "لا حظ لك سي موح" وهو فيلم أخرجه مؤمن السميحي قبل نحو 42 سنة٬ ويحكي عن مواطن مغاربي "سي موح" سافر لعاصمة النور "باريس" بحثا عن عمل٬ وبعد يوم مرهق قضاه متنقلا بين ورش البناء لعله يعثر على ضالته٬ لم يجد سي موح سوى سلالم المترو ليحتمي بها من ليل باريس البارد. .. تجدر الإشارة إلى أن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان٬ يترأسها المخرج السينمائي المغربي لحسن زينون٬ وتضم في عضويتها كلا من المخرجة إيزابيل بوني كلافري (كوت ديفوار/فرنسا) ومونسيرات كيو فالس رئيسة المهرجان الدولي لهويسكا (إسبانيا)٬ والمخرجة صافيناز بوسبية (الجزائر)٬ والصحفية والناقدة السينمائية أومي ندور (السنغال) إضافة إلى الناقد السينمائي والصحفي علي حجي والإعلامي عمر سليم. كما يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان فيلمين مصريين وهما "حدوتة من صاج" للمخرجة عايدة الكاشف، وفيلم "بحري" للمخرج أحمد الغنيمي وهم ينافسون 55 فيلما من مختلف الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط.