شهدت دار الأوبرا للمرة الأولى الاحتفال بيوم المسرح المصري بحضور ثلاثة من وزراء الثقافة المصريين ومثقفين ومسرحيين مساء اليوم الأربعاء الذي يوافق الذكرى السنوية السابعة لحريق بمسرح بني سويف أودى بحياة 50 شخصا. وشب الحريق في الخامس من سبتمبر عام 2005 في مسرح قصر الثقافة في مدينة بني سويف أثناء عرض مسرحي. وسجل تقرير رسمي أن الحريق اندلع بسبب تصاعد لهب من شموع استخدمت في ديكور العرض وانتشرت النار في أركان القاعة التي ساعد إغلاقها على زيادة أعداد الضحايا. وكان عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق وافق العام الماضي خلال وقفة احتجاجية لأهالي الضحايا أمام المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة على أن يكون الخامس من سبتمبر سنويا يوما للمسرح المصري "إهداء لأرواح شهداء المحرقة" وعددهم 50 من الممثلين والمخرجين والنقاد إضافة إلى اثنين من جنود الدفاع المدني. ووقف حضور الاحتفال -الذي أقيم في مسرح مركز الهناجر للفنون- دقيقة حدادا على الضحايا ثم عرض الفيلم التسجيلي (خمسة سبتمبر) إخراج أسماء يحيى الطاهر وتضمن مشاهد لضحايا الحريق من عروض مسرحية ومقاطع من مقابلات لنقاد عن أحلامهم لمستقبل المسرح المصري. وحضر الاحتفال أبو غازي ووزير الثقافة السابق شاكر عبد الحميد والحالي محمد صابر عرب وممثلون منهم خالد صالح وسامح الصريطي وأشرف عبد الغفور نقيب الممثلين والروائي إبراهيم عبد المجيد والشاعران زين العابدين فؤاد ويسري حسان رئيس تحرير صحيفة (مسرحنا) المصرية الأسبوعية. وقرأ المخرج المسرحي ناصر عبد المنعم بيان المسرحيين قائلا إن الحريق نتيجة "نظام سياسي بدد إمكانات مصر عبر عقود من الفساد والإهمال والعشوائية... وانعدام الرعاية الحقيقية للمبدعين" في إشارة إلى نظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به احتجاجات شعبية في فبراير شباط من عام 2011. وطالب بيان المسرحيين بإعادة فتح ملفات القضية "واعتبار ضحايا هذه الكارثة شهداء وتسري على أسمائهم وذويهم كافة المزايا والحقوق المترتبة على ذلك" إضافة إلى استكمال علاج المصابين. وحث البيان على اعتبار الخامس من سبتمبر موعدا لافتتاح المهرجان القومي للمسرح المصري سنويا على أن تفتح المسارح مجانا للجمهور في هذا اليوم. وقال الكاتب المسرحي محمد أبو العلا السلاموني "إن المسرح والديمقراطية صنوان وإن نهضة المسرح في بلادنا رهن بنجاح ثورة 25 يناير الديمقراطية" التي تمكنت من خلع مبارك بعد 18 يوما. وأضاف أن النهضة مرتبطة بازدهار المسرح مستشهدا بعصر النهضة في أوروبا الذي شهد نهضة مسرحية على عكس العصور الوسطى الأوروبية حيث "انتشرت أفكار التطرف والتعصب... حين اختفى المسرح." وتابع قائلا إنه في مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات "استشهدت إحدى كتائب المسرح المصري من الكتاب والمخرجين والفنانين والمشاهدين وهي تؤدي دورها على خشبة المسرح." وقبل بدء الاحتفال نظمت وقفة بالشموع في ساحة دار الأوبرا المصرية بحضور أهالي الضحايا الذين طالبوا بإعادة فتح التحقيق في الحادث وعلاج نحو 20 من مصابي الحادث لم يتلقوا العلاج اللازم إلى الآن على حد قولهم. وقالت زوجة ناقد توفي في المسرح إن الحريق جزء من فساد "نظام مبارك. يكفي أن نرى عناوين الجرائد اليوم عن إحالة وزير الثقافة إلى (محكمة) الجنايات" في إشارة إلى وزير الثقافة آنذاك فاروق حسني الذي أحاله جهاز الكسب غير المشروع يوم الثلاثاء إلى محكمة الجنايات وطالبه برد 18 مليون جنيه مصري بتهمة الحصول عليها خلال توليه المنصب دون أن تكون كسبا مشروعا.