محمد الحديدي اسم تكرر كثيراً خلال الأيام الماضية فهو مؤسس حركة "صيحة إخوانية" التي تضم مجموعة من شباب الإخوان تلك الحركة التي نظمت أول وقفة في تاريخ الجماعة ضد قيادتها وذلك اعتراضا علي ترشح خيرت الشاطر ومن بعده الدكتور محمد مرسي للرئاسة وهو في نفس الوقت زوج ابنة خيرت الشاطر. الحديدي يتحدث في أول حوار له عن "صيحة إخوانية" وعن السمع والطاعة داخل الجماعة وعن الفرق بين المرشد الحالي محمد بديع وبين المرشدين السابقين مصطفي مشهور و مهدي عاكف مؤكداً أن هذا العهد هو الأسوأ في تاريخ الإخوان رغم النجاح الكبير الذي حصدته الجماعة سياسياً . من هو الدكتور محمد الحديدي ؟ أنا مهندس معماري لدي مكتب استشاري و أدرس في الجامعة كأستاذ مساعد انضممت لجماعة الإخوان المسلمين بحكم أن والدي كان قياديا بالجماعة وكبرت داخل الجماعة وتدرجت من مسئول شباب في هندسة القاهرة لأحد أعضاء لجنة البحوث والدراسات بحزب الحرية والعدالة تربيت علي يد كبار قيادات جماعة الإخوان المسلمين فمنذ نعومة أظفاري وأنا أتعامل مع القيادات الأبرز في الجماعة وهذا لحسن حظي فكان مصطفي مشهور ومهدي عاكف يحضران معنا بشكل منتظم في أحد المساجد في مصر الجديدة وعلي الرغم من حجم أشغال مصطفي مشهور المرشد العام للإخوان المسلمين وقتها إلا انه دوما كان حريصا علي التواصل معنا ، أمنت ومازلت بجماعه الإخوان المسلمين وفي دورها العظيم وانضممت للحزب في بدايته وعملت في لجنة البحوث والدراسات لفترة طويلة إلي أن أعلنت الجماعة أنها سترشح المهندس خيرت الشاطر للرئاسة وقتها قررت أن أعيد حساباتي مرة أخري ولست وحدي بل أنا ومجموعة من شباب الإخوان فلقد شعرنا في الفترة الأخيرة تغير صورة جماعة الإخوان المسلمين في أعين الشعب المصري الذي أصبح يري الجماعة تغير مواقفها من حين لآخر وأخذ علينا الكثير من المواقف السياسية هذا غير أن الشارع أصبح يرانا نحن أعضاء الجماعة منساقين و ليس لدينا رأي فقط ننفذ ما يميله علينا قياداتها وهذا غير صحيح. وما هي مجموعة صيحة إخوانية وما الهدف منها ؟ نحن مجموعة من شباب الإخوان قررنا أن نكون هذه الحركة لتغيير الصورة السلبية التي أخذت عن شباب الإخوان ، فهدف صيحة إخوانية أن نؤكد أننا لسنا منساقين ولا أشخاصاً بلا رأي ينجرفون وراء أي شيء تقوله الجماعة، أردنا أن نثبت العكس ،فالجماعة تضم كثيرا من الشباب الواعي الناضج الذي يهدف لتغيير الاتهامات القاسية التي تواجهنا الآن من أننا كاذبون ومن أننا متقلبون ، نحن نسعي للحفاظ علي الصورة التي لها سنوات طويلة محفورة لدي الشعب المصري للإخوانجي المحترم فنحن لم نترب علي الخوف والخنوع كما يتصور البعض ، حتي لو المناخ الآن هكذا فهذا لا يعني أن تلك هي جماعه الإخوان المسلمين و أقول للقيادات التي فصلت واستبعدت وأحالت للتحقيقات كل شاب إخواني أراد أن يعبر عن رأيه :إن الإسلام بريء من هذا التعصب فلعل قيادات الجماعة تعي قصة الأعرابي الذي قال لعمر بن الخطاب الحاكم العادل "والله لو اعوججت لقومناك بسيوفنا "وكان رد الفاروق "الحمد لله الذى جعل فى أمة محمد من يقوم عمر بسيفه" ولم تقم الدنيا كما حدث معنا . نحن كنا نواجه السيد مهدي عاكف ونناقشه ويستمع إلينا ويحاورنا وأحيانا كثيرا كان يستجيب لرأي الأغلبية من الشباب ولا أتذكر انه فرض علينا وقتما كان هو أو المرشد العام الأسبق الرجل العظيم الأقوي في تاريخ الجماعة مصطفي مشهور في منصب المرشد العام أي إجبار أو قهر علي أي مواقف بالعكس كان هناك تفاهم ونقاش وجدال ولم يكن هناك فصل وتحقيقات وتجميد عضوية كما يحدث الآن وإن كان حدث فكان حالة وبعد مئة إنذار و مئة تحقيق . وماذا عن السمع والطاعة التي كثيرا ما سمعنا أنها السمة السائدة داخل جماعة الإخوان المسلمين ؟ ليس كما يصور البعض أو يتخيل فقاعدة السمع و الطاعة ليست كما يصورها البعض بأننا نقول نعم علي أي شيء وعلي كل شيء فالطاعة عندنا طاعة في الخير وليست طاعة في المطلق و حتي الطاعة نفسها تأتي في أركان البيعة التي أقرها الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ونقسم عليها أول ما ننضم إلي الجماعة كسادس ركن أي أنها تأتي بعد الفهم و الإخلاص والعمل والجهاد والتضحية ثم تأتي الطاعة لو أن السمع والطمع هي الأساس في جماعة الإخوان المسلمين ما كانت وضعت في ترتيب البيعة في سادس ركن ، ونحن نسير علي أركان البيعة التي هي أساس الجماعة مهما نسي أو تجاوز البعض تلك البيعة فيحزنني أن أقول إن هناك من هو في جماعة الإخوان المسلمين من لا يعرف البيعة ولم يقرأها ولم يستوعبها، فأول قاعدة بايعنا عليها الإمام حسن البنا هي الفهم علينا أن نفهم ونستوعب ونعي جيدا ما نفعله وما نقوله هذا غير أنه بعد أن نفهم ونقتنع نعمل ونخلص في عملنا و في تأدية رسالتنا . ولكن رغم كلامك عن أن الطاعة هي رقم 6 بين أركان البيعة إلا أن الواقع غير ذلك فيما يخص الحشد أو التنظيم وما يعكس فكرة الطاعة المطلقة ؟ أنا أشرح القواعد التي تربينا عليها والأصول التي قامت عليها الجماعة وغير مسئول عن أن هناك قيادات حادت عن الطريق و شباب وأعضاء نسوا أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والصورة التي أخذت عنا سببها بعض من أساءوا للجماعة والإعلام الذي شوه صورتنا وأعتقد أن هذا لم يكن موجودا من قبل نحن تربينا داخل الجماعة بطريقة مختلفة عن هذه الصورة التي برزت مؤخرا. ولمن تحمل مسئولية هذه الصورة ؟ صعب أن احدد أسماء لكن في النهاية لم يكن الحال هكذا تماما في أيام المرشد الكبير القوي الصلب مصطفي مشهور ولا مع مرشدنا الجليل مهدي عاكف لم يكن هناك هذا الكم الكبير من الفصل من الجماعة ولا التحقيقات ولا الاستبعاد فأتذكر أن أبو العلا ماضي فصل بعد عام كامل من المحاولات معه عن العدول عن فكرة إنشاء حزب الوسط رغم تشدد وصعوبة وقوة شخصية المرشد مصطفي مشهور ولا أعتقد انه كانت هناك حالات أخري وقضية الوسط هذه كانت قضية كبري ومع ذلك تمهل في الفصل عاما كاملا, هذا غير أننا هذه الأيام نسمع كثيرا من قيادات الجماعة في الفضائيات والصحف أن هذا ليس من الجماعة وهذا ليس إخوانيا , فنحن لا نحمل كارنيه جماعة الإخوان المسلمين وعيب أن يقول بعض القيادات هذا الكلام علي شخصيات كبيرة ومحترمة مثل الدكتور محمد حبيب و الدكتور كمال الهلباوي . متي قررت إنشاء حركة أو مجموعة " صيحة اخوانية" وما الضغوط التي تعرضتم لها بعد أن نظمتم أول وقفة احتجاجية في تاريخ الجماعة ؟ أنشأنا "صيحة إخوانية" عندما أعلنت الجماعة ترشيح المهندس خيرت الشاطر للرئاسة وكان وجه اعتراضنا ليس علي شخص المهندس خيرت فله في قلوبنا جميعا كل التقدير والاحترام لكن الجماعة أعلنت فيما سبق أنها لن ترشح أحدا من أعضائها للرئاسة فلماذا يتراجعون الآن لذا فمطالبنا واضحة دون التعرض لأي شخصية ، وهى التزام الجماعة بتعهداتها أمام الشعب، بعدم ترشيح أى من أعضائها فى انتخابات رئاسة الجمهورية، ونحن لنا خصوصية لأننا إخوان، ومصريون فى نفس الوقت، ونحن نرفض قرار فصل أعضاء الجماعة أو التهديد به، ويجب التفريق بين الالتزام الحزبى والجماعة، فالإخوان ليست حزباً وهى أكبر منه، والإمام حسن البنا، مؤسس الجماعة، أكد ذلك حرفياً فنحن نطالب بفصل العمل الدعوي عن العمل الحزبي السياسي فنحن مع تأسيس حزب أو أكثر للجماعة لكننا نرفض مصطلح الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين لان هذا تصريح ميليشياتي والمطلب الثالث الذي قامت عليه هذه الحركة هو إعلان الاعتراض والرفض لفصل أي من قيادات الجماعة أو شبابها لأنهم يؤيدون مرشحا أخر وبصراحة أكبر الذين أعلنوا تأييد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح. هل أنشئت صيحة اخوانية لدعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ؟ لا الحركة ليست قائمة علي فكرة دعم أبو الفتوح نهائيا فالفكرة في حرية أي عضو أن يختار ما يريده وهذا لا يتعارض مع فكرة الطاعة أو الثقة لأننا عندما سألنا مشايخنا الكبار مثل الشيخ القرضاوي حول موقفنا من أن ندعم مرشحا أخر غير الذي أعلنت الجماعة أنها ستؤيده هل هنا نحن نخالف أركان البيعة التي اقسمنا عليها وقت دخولنا جماعه الإخوان المسلمين وركن أساسي بها هو الطاعة فأجاب علينا الشيخ القرضاوي قائلاً إن التصويت لمرشح الرئاسة هي أمانة وشهادة حق مؤكداً أن الشهادة لله أما البيعة فللبشر ولا يجوز لعهد بشر أن يسقط شهادة الله . وما الضغوط أو المضايقات التي تعرضتم لها ؟ معظمنا أحيل للتحقيق ولم تعلن نتيجته إلي الآن. هل فكرتم في التراجع ؟ نهائيا ولن نترك أخوتنا ممن جمدت عضويتهم أو فصلوا نحن نسعي لأن يعودوا للجماعة . هل تنون بصيحة اخوانية أن تنفصلوا عن الجماعة ؟ لا نهائيا فكرة صيحة اخوانية هي فكرة مجموعة تريد أن تعبر عن رأيها وعن مواقفها مع احتفاظنا وحرصنا علي استمرارنا في الجماعة فنحن لا نريد الانفصال عنها بل نريد إصلاح بعض الأمور التي شوهت صورتها أمام الشعب المصري الذي وثق بها ذلك الشعب المصري الذي منحنا أصواته في انتخابات مجلس الشعب لا يجوز لنا خداعه واعتقد أن جزءا من أزمة الجماعة الآن أن هناك من يتصور من قيادات الجماعة أن الإنجازات التي تحققت الآن من وصول الإخوان للأغلبية في البرلمان وما يقال حول تشكيلهم الحكومة آو حتي فكرة ترشحهم للرئاسة هي إنجاز للقيادة الحالية وهذه فكرة خطاً تماما فما يحصده الإخوان اليوم هو نتاج 80 عاما منذ أن انشأ الأمام حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين هذا الإنجاز الذي تحقق اليوم هو معاناة سنوات طويلة لشباب الجماعة في السجون من اعتقالات وتعذيب واضطهاد هذا ليس إنجاز شخص بعينه. وماذا عن علاقتك الشخصية بالمهندس خيرت الشاطر وهل حقيقي أنك تعرضت لضغوط كبيرة حتي تتراجع كونك زوج ابنته ؟ أحترم المهندس خيرت الشاطر لكن هذا موقفي واتخذته وأنا أعرف جيدا حساسية موقفي لكنه لم يكن بوسعي أن أتراجع أو أتخاذل عن دوري وموقفي لوجود نسب بيني وبين المهندس خيرت الشاطر ولكن دوما يكون الإنسان الواقع أمام اختبار حقيقي عليه أن يختار ويعرف أن سيخسر بعض الأشياء المهم ألا يخسر نفسه. وإلي أين وصلت التحقيقات معك ؟ إلي الآن لم تعلن لكني متفائل أن تتراجع الجماعة عن فصل بعضنا وتجميد عضوية الباقين فليس هذا هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع شبابها.