حالة من الاستنفار الأمني والحشد تشهدها سيناء اليوم.. فقد وصلت صباح اليوم حشود كبيرة من قوات الجيش الثاني الميداني عقب الهجوم المسلح في رفح المصرية أمس الأحد.. وقال شهود عيان أنهم شاهدوا قوات كبيرة من الجيش وبرفقتها المدرعات والمجنزرات وهى تعبر قناة السويس وهى في طريقها إلى العريش ورفح وذلك على الطريق الدولي القنطرة- العريش. وقامت قوات كبيرة من الجيش المصري والشرطة المتواجدة في سيناء بالانتشار على جميع الطرق الرئيسية على مداخل ومخارج سيناء، وتم غلق سيناء نهائيا وذلك فى كوبرى السلام فوق قناة السويس الذي يربط سيناء بالوادي، ونفق الشهيد أحمد حمدي ومداخل سيناء في رفح المصرية وفى القطاع الأوسط. وقالت مصادر أمنية أنه جرى الاتصال مع الأجهزة الأمنية في غزة وحكومة حماس للعمل على غلق الأنفاق نهائيا ومنع دخول أي أشخاص من الجانب الفلسطيني وأضافت المصادر أن حماس تسيطر تماما على الأنفاق من الجانب الفلسطيني وهناك تنسيق لضبط أي عناصر تحاول الدخول إلى مصر، وكذلك تم إبلاغ حماس بقرار مصر بغلق معبر رفح البري مع غزة من اليوم وحتى إشعار آخر ولأجل غير مسمى. وعقد اللواء أحمد يوسف، قائد قوات حرس الحدود المصرية، اجتماعا بالمنطقة الحدودية فى رفح المحاذية لقطاع غزة داخل أحد المقار الأمنية، وشارك فى اللقاء المغلق اللواء عبد الوهاب مبروك، محافظ شمال سيناء، وقيادات الجيش الثانى الميدانى، و قيادات من سلاح المهندسين المصريين، وجاء الاجتماع بعد جولة تفقديه قام بها الفريق الأمنى عند موقع استهداف أفراد الجيش المصرى جنوب معبر رفح البرى بمنطقة الحرية، وتسربت معلومات حول طبيعة الاجتماع المغلق الذى يقوم به قائد قوات حرس الحدود، حيث أفادت مصادر مطلعة أن سلاح المهندسين وقيادات أمنيه أخرى من حرس الحدود ستتولى عمليات تدمير الأنفاق بشكل تام، بما لا يسمح بإعادة إنشائها مرة أخرى. وأعلن اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، أن الأمن لن يسمح بتسلل عناصر تخريبية، مؤكدا أن حدودنا مؤمنة جيدا، و توجد العديد من الأكمنة الثابته والمتحركة على طول الطرق الدولية، خاصة الطريق الأوسط المعروف باسم طابا – النقب، حيث شدد فودة على أن الأمن فى المحافظة قام بعمل خطط أمنية محكمة للسيطرة على الموقف، ومنع دخول أى تخريبيين غرضهم القيام بعمليات تخريبية ضد السياح. وأوضح أن منفذ طابا يعمل بصورة طبيعية ولم يتم غلقه، مشيرا إلى أن مطار شرم الشيخ الدولى استقبل أمس الأحد 100 رحلة جوية بإجمالى 30 ألف سائح من مختلف الجنسيات. وانتشرت صباح اليوم أخبار تؤكد أن أهالي سيناء يقومون بالهجوم على محلات فلسطينيين برفح والعريش، وتحدثنا مع د. سامح عطا من أهالي سيناء والذي نفي هذا الكلام قائلا: ليس صحيح كل ما يقال، فنحن نتعامل مع الفلسطينيين بشكل طبيعي تماما، وحتى هم مستاءون مما حدث، ولم يتعرض أي من الأهالي لهم في أي شئ. أما ما يحدث الآن فقال: الجيش منتشر في كل مكان في رفح والعريش، وهناك تمشيط للمناطق الجبلية و الصحراوية بجانب الشريط الحدودى مع إسرائيل، إلى جانب تمشيط المناطق الصحراوية بوسط سيناء بالاشتراك مع القوات المسلحة و قوات خاصة من الشرطة لمطاردة المجربين، وتم إغلاق جميع المنافذ، كما حدث هجوم آخر على كمين ريسة الساعة 2 صباحا، وكلنا على استعداد لأن نتعاون مع القوات المسلحة في أي شئ حتى يتم تطهير سيناء من المجرمين. وكرد فعل على اتهامات الفلسطينيين بالتورط في هجوم أمس قال إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إن غزة ليست متورطة في الهجوم الدامي على موقع لحرس الحدود المصري برفح شمال شرقي سيناء مساء أمس ، ورفض الزج باسم غزة في الحدث دون التحقق ومعرفة المتسبب الأصلي، مشيرا إلى أن الحادث يدفع في الوقت الحالي إلى الإسراع في التعاون الأمني المشترك بين مصر وقطاع غزة. كما أعلن اللواء جمال الجراح قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني التابعة لحكومة حماس اليوم عن "استنفار الأمن الوطني لكافة قواته بنسبة 100% للحفاظ على الأمن المشترك بين مصر وقطاع غزة"، وأكد الجراح ان هناك تعاونا ميدانيا بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية ونظيرتها المصرية لحفظ الحدود الجنوبية لقطاع غزة ومنع دخول أي من العابثين للقطاع عبر الحدود. وقال الجراح أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول بث إشاعاته وتحميل غزة مسؤولية الهجوم وسبق وأن سيقت مثل هذه الادعاءات لتوتير العلاقات المتبادلة بين الشعبين الفلسطيني والمصري لكننا نؤكد أننا نعمل على مدار الساعة لحفظ الأمن المشترك. ومن جانبها، اتهمت وزارة الداخلية التابعة لحماس على موقعها الالكتروني "الاحتلال الصهيوني بارتكاب جريمة الاعتداء وقتل جنود مصريين في نقطة للجيش المصري تبعد عن معبر كرم أبو سالم الحدودي قرابة 3 كيلومترات"، من دون اي توضيحات. وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي مقتل خمسة من أعضاء المجموعة الإرهابية التي هاجمت أمس مركزا حدوديا بين مصر وإسرائيل قبل أن تدخل الأراضي الإسرائيلية في آلية مدرعة، وقال المتحدث "عثر الجيش الإسرائيلي على جثث المسلحين الخمسة" بدون كشف أي تفاصيل أخرى. وذكر راديو إسرائيل أن جانتس التقى بالضباط والجنود الذين شاركوا في عملية التصدي للارهابيين.