تجاربهم الفاشلة في كلياتهم دفعتهم الي مساعدة طلبة الثانوية العامة في اختيار الكلية المناسبة لهم خاصة أن التنسيق غالبا ما يأتي بما لا تشتهي الأنفس وفي السطور القادمة نعرض لكم مبادرة تأهيل طلبة الثانوية العامة لاختيار مكانهم المناسب فإذا كنت واحدا منهم فاحرص علي قراءة عيوب ومميزات كل كلية قبل أن تلتحق بها .. (المشكلة الرئيسية هي أننا آخذون فكرة خطأ تماما عن الكليات، وهذه هي المشكلة الرئيسية التي تسبب رسوب نسبة كبيرة من طلبة السنة الأولي في معظم الكليات ) بهذه الجملة بدأ المهندس اسلام السعدني صاحب الفكرة حديثه معنا وشرح أن تجربته الشخصية في الالتحاق بكلية الهندسة لأنه حاصل علي مجموع كبير في الثانوية العامة دون معرفة تفاصيل عن الكلية ولا شكل الدراسة بها ولا طبيعة المواد أدي الي رسوبي في العام الأول ، ولكن بعد أن عرفت طبيعة الدراسة في الكلية أدركت أن كل مفهومي وتصوري أن كلية الهندسة عبارة عن مسطرة حرف تي وكمبيوتر، ولكن مع الدراسة اختلف الموقف تماما وعرفت أن سوق العمل متطلباته مختلفة عما ندرسه في الكلية، إضافة إلى أن الدراسة معقدة وتحتاج الي مجهود ، وبعد الثورة فكرت في أني أنصح الطلبة وأقدم لهم ورشة عمل صغيرة عن كلية الهندسة لمن يريد أن يلتحق بها ومميزاتها وعيوبها والشروط التي يجب أن تتوافر في طالب الهندسة ، وبالفعل بدأت ذلك مع مجموعة من أصدقائي في دعوة طلبة الثانوية العامة لحضور الورشة لمن يرغب في الالتحاق بكلية الهندسة، وذلك من خلال صفحة علي الفيس بوك ووجدت طلبات كثيرة من طلاب الأدبي والعلمي علوم يطلبون محاضرين أو طلبة خريجي الكليات الأخرى خاصة الكليات العملية للتعرف عليها قبل كتابة رغباتهم في التنسيق الالكتروني ، وبالفعل قدمنا علي مدار ستة أيام مجموعة من المحاضرات لطلبة الثانوية العامة وحضرها أكثر من 500 طالب وكان سعر المحاضرة عشر جنيهات للطالب ، وقدمنا فيها تعريف لكل كلية وعيوبها ومميزاتها وهذا العام نكرر نفس التجربة مع اضافة يوم عن كيفية كتابة الرغبات من خلال موقع المجلس الأعلي للجامعات ، حيث إن معظم الطلبة يستنفذون رغباتهم من خلال كتابة نفس الكلية في كل محافظات الجمهورية بالرغم من أن هذا خطأ كبير لأن الكلية ان لم تأت للطالب من الخمس محافظات الأقرب الي محل سكنه فلا تأتي له من الأساس؛ لأن وزارة التعليم العالي تقلل الاغتراب وتحاول قدر الامكان إبعاد الطلبة عن الالتحاق بكليات خارج أماكن إقامتهم، فبالتالي الطالب يهدر رغبات من الممكن أن تعطي له فرصة في كلية أفضل بكتابة نفس الكلية في محافظات مختلفة؛ لذا فإن في اليوم الافتتاحي لدورة تأهيل الطالب لاختيار الكلية المناسبة فإننا نعطيه فكرة عامة عن كيفية كتابة رغباته من الشعب والتخصصات المختلفة، فمثلا طلبة شعبة العلمي علوم طلاب المرحلة الأولي يبدأون في كتابة خمس كليات طب بحسب ترتيب الأقرب لمحل سكنهم، ثم خمس كليات صيدلة ، ثم خمس كليات طب أسنان ، ثم خمس كليات طب بيطري ، ثم كليات العلوم، وهذا حسب رغبة الطالب واختياره ، ولكن المهم ألا يهدرالطالب رغباته في كتابة كلية الطب في كل محافظات الجمهورية ، وهو يعلم أن مجموعه لن يؤهله لها ويضيّع عليه فرصة اضافة الي أن التنسيق الإلكتروني لا يقبل المحافظات البعيدة عن محل سكن الطالب، ويكتب له أن هذا لا يتناسب مع التوزيع الجغرافي ، وبالرغم من ذلك يصر الطلبة فيحذف البرنامج رغبته من الأساس، وهذا خطأ يقع فيه معظم الطلبة، وأضاف أن هذا العام ينضم الي المبادرة والورش مجموعة من الطلبة كانوا قد حضروا معنا العام الماضي واستفادوا من الدورة في السنة الأولي في الجامعة وأرادوا نقل خبرتهم الي الطلبة.
وأضاف محمد السيد- 20سنة – طالب في كلية التجارة قسم اللغة الانجليزية أنه حصل علي الورشة العام الماضي ولكنه لاحظ أن الطلبة يحضرون يوم ورشة الكلية التي يرغبون في الالتحاق بها، وفي الغالب مجموعهم لا يسمح لهم بذلك، مثل ما حدث معي لأني كنت أرغب في الالتحاق بكلية الهندسة ومجموعي ألحقني بكلية تجارة قسم لغة انجليزية ، وهو ما لم أكن مستعد له علي الاطلاق، فالمواد جديدة علينا وطريقة المذاكرة تختلف عن مذاكرة الثانوية العامة لأنها كانت تعتمد علي الحفظ والتسميع، لكن الكلية الوضع فيها مختلف؛ لأن الطلبة يعتقدون أن طريقة شراء المذكرات قبل الامتحان بأسبوعين وحفظها هي الطريقة المناسبة في الوقت الذي تعتبر معظم المواد تراكمية، فمثلا المحاسبة لابد أن يفهم الطالب المادة في السنة الأولي حتي يستطيع فهمها في باقي السنوات الدراسية وأيضا يساعده علي تقرير القسم المناسب له ، ولهذا فإن الدورة تعطي فرصة لطلبة الثانوية العامة لمعرفة أقسام الكليات المختلفة ،وفرص العمل التي يوفرها كل قسم، وخاصة أن الطلبة غالبا لديهم تصورات خاطئة عن فرص العمل فمثلا الذين يريدون الالتحاق بكلية الهندسة يظنون أن فرص العمل متساوية من كل الأقسام، ولكن الحقيقة أن هناك أقسام فرصها في العمل في مصر نادرة جدا، مثل قسم الهندسة النووية وأقسام الدواجن في كلية الزراعة، والفلك في كلية العلوم،والعبري واليوناني في كلية الآداب، وغيرها من الأقسام التي يواجه خريجوها مشكلة في الحصول علي فرص عمل في مصر؛ ولهذا يجب أن يفكر الطلبة جيدا قبل أن يختاروا الكلية التي يختارونها ، وأيضا لا يتعاملوا بمبدأ استخسار المجموع ، فمثلا طالب حاصل علي مجموع كبير في علمي علوم ويؤهله الي كلية الطب ، ولكن هو لا يصلح كطبيب وكلية الطب لا تحقق له طموحاته ، فيعتقد الطلبة أن خريجي كليات الطب مرتباتهم عشرة آلاف جنيه بالرغم أن مرتبات الأطباء ضعيفة، وهو ما يصدم الكثيرين من خريجي كلية الطب اضافة الي أن هناك أقسام في كلية الطب لا يقبل عليها الطلبة بالرغم من أنها توفر فرص عمل كثيرة، مثل قسم التجميل وهذا العام سوف نقسم الطلبة حسب الشعبة ، وبالتالي سوف يستطيعون الحصول علي كل المعلومات عن الكليات المختلفة التي يمكن أن يلتحقوا بها من شعبهم، ولا يفاجئون بكلية يفرضها عليهم التنسيق .
وأضاف حسن علي - أحد القائمين علي الدورة-: أنها تقدم أيضا للطلبة معلومات عن المدينة الجامعية وكيفية التكيف فيها خاصة مع الكليات التي لا يوجد بدائل لها مثل كلية الاعلام وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ودار العلوم فيواجه الطلبة المغتربون مشاكل كثيرة في المدن الجامعية؛ لذا لابد أن يعرفوها ويتكيفوا علي الحياة فيها، فمثلا الحياة في المدن الجامعية تتطلب تقبل الطلبة لطباع زملائهم المختلفة وأوقات المذاكرة ، وأيضا البعد عن أهليهم ،فمثلا الفتيات المرتبطات بوالدتهن يواجهن مشكلات كبيرة في المدينة الجامعية، وأيضا التعود علي الحياة في القاهرة والزحام، فلابد أن يتوقع الطالب الضغط من أكثر من اتجاه ، ويكون مستعدا لتحمله ويعتبر نفسه في فترة تجنيد ويقضيها وفقا للظروف المتاحة، إضافة إلي أن معظم الكليات الآن تعمل بنظام الساعات المعتمدة ، وهو نظام له تفاصيل كثيرة ،ولابد أن يحرص الطالب علي حضور عدد محاضرات معينة والالتزام بالتكيلفات التي يطلبها أستاذ المادة وإلا سيواجه مشكلة كبيرة في النتيجة لأن الحضور والتكيلفات لها درجات كبيرة في الدرجة النهائية ،وخاصة أن معظم الطلبة يتخرجون من الثانوية العامة لديهم حالة تشبع من المذاكرة ، ويظنون أنهم سوف يستريحون في الجامعة ،وهذا لا يحدث في الكليات العملية أبدا ، فإذا كنت ترغب في الراحة وعدم المذاكرة ابتعد تماما عن الكليات العملية ، واختر كليات التجارة والحقوق والآداب وهي تعطي فرصة للطالب للعمل مع الدراسة ، إضافة إلي أن هناك كليات لا ينصح بعض الطلبة من ذوى الدخول المحدودة بدخولها لارتفاع نفقاتها، مثل الفنون الجميلة والتجارة قسم اللغة الانجليزية والآداب قسم اللغة الانجليزية والفرنسية والحقوق قسم اللغة الانجليزية والفرنسية؛ لأن الطالب فيها لابد أن يحصل علي كورسات في مواد معينة ليستطيع النجاح فيها، وأيضا نحرص في الكورس علي توضيح العلاقة بين مواد الثانوية العامة والمواد الدراسية بالكليات ،فمثلا إذا كنت تحب مادة التاريخ فاختر الكليات النظرية وأقسام التاريخ فيها وهكذا.