اليوم يمر ذكري عيد الإعلاميين السنوى والذى يوافق انطلاق الإذاعة المصرية فى 31 مايو 193، وقد احتفل به الاعلاميون تحت شعار" يوم كل الاعلاميين " .. وأكدت نقابة الإعلاميين ولجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب أن تلك الذكرى عزيزة على كل الإعلاميين.. معربة عن أملها فى غد أفضل لمصر الغالية. قالت النقابة - فى بيان الخميس- إن هذا الاحتفال جاء ليجسد شعار (الإعلام من الشعب وإلى الشعب) بعد أن أضافت إبداعات الشعب المصرى زادا متجددا من التفاعل الديمقراطى فى ظل ثورة 25 يناير التى توجت حرية الرأى والتعبير فى مكانة عالية تؤدى إلى تفاعل إنسانى إبداعى راق ينطلق بالمجتمع نحو آفاق أرحب وأكثر عدالة وتضامن لتحقيق مطالب الشعب فى حياة كريمة مستقلة. وأضافت النقابة - فى بيانها - أن تلك المعانى تعد مسئوليات جديدة على كل إعلامى يحترم إرادة المواطنين ويسعى إلى استقلال الفكر والإبداع ويدعم الحفاظ على استقلالية الوطن والمواطن..مشددا على قبول الإعلاميين المصريين بتلك المسئوليات الجديدة بوعى وتفهم وحرص على الديمقراطيات والحريات العامة والخاصة. وأشارت النقابة إلى أنه لازالت قضايا استقلال الإعلام وتعبيره الصادق والمتكامل عن الشعب ترواح مكانها منذ إصدار النقابة "وثيقة الشريفين" لحرية الإعلام والتى صدرت فى ذات اليوم من العام الماضى خلال أول احتفال شعبى بعيد الإعلاميين والذى أقامته نقابة الإعلاميين. عقد الاحتفال بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر وذلك بمشاركة كوكبة من الاعلاميين بقطاع الاذاعة والتليفزيون والهيئة العامة للاستعلامات والاكاديميين ورجال الاعلام الخاص، كما شارك فى الاحتفال رئيس لجنة الثقافة والاعلام بمجلس الشعب محمد الصاوى ووكيل المجلس محسن راضى ورئيس لجنة القوى العاملة بالمجلس يسرى بيومى. وتعد مسيرة الإعلام المصري .. مسيرة طويلة ومُمتدة عبر أكثر من مائتي عام حين كانت مصر أول دولة في محيطها تعرف الإعلام في صوره ووسائله الحديثة.. حيث عرفت الصحافة المكتوبة وكانت رائدة في هذا المجال كما هو الحال في كل من الإذاعة المسموعة والمرئية .. وعلى مدار التاريخ مر الإعلام المصري بمراحل عديدة ومتباينة فمع قيام ثورة يوليو وما صاحبها من تحولات، برزت أهمية الإعلام ومدى فعالية دوره .. فكانت مصر آنذاك أول دولة تنشئ نظاماً للاستعلامات تحت اسم "مصلحة الاستعلامات" عام 1954، كما كانت أول دولة تنشئ وكالة وطنية للأنباء وهى وكالة "أنباء الشرق الأوسط" عام 1956. في نوفمبر 1952 أنشئت "وزارة الإرشاد القومي" كأول وزارة للإعلام في تاريخ مصر، وتم تغير اسمها إلى "وزارة الثقافة والإرشاد القومي"، ومرة أخرى عادت لتحمل اسم "وزارة الإرشاد القومي" حتى عام 1970، حيث تم ضم قطاعي الثقافة والإعلام مرة أخرى في سياق المتغيرات التي سادت تلك الفترة، إلى أن صدر القرار الجمهوري رقم 43 لسنة 1982 فأصبح للإعلام وزارة مستقلة تحت مسمى "وزارة الدولة للإعلام"، وفى عام 1986 أصبحت وزارة كاملة لتستقر أوضاع وزارة الإعلام من النواحي الإدارية والقانونية والتشريعية، وهو الأمر الذي ساهم في تشكيل منظومة إعلامية مصرية متكاملة ترتكز على بنية أساسية إعلامية هائلة وتستثمر في الوقت نفسه مناخ الحرية والديمقراطية في مصر عبر تطوير وتحديث الرسالة الإعلامية شكلاً ومضموناً بما يواكب ملامح العصر الجديد ومعطياته ويسهم في دفع حركة الإبداع والفكر المستنير. وتعد مصر هي أول بلد عربي عرف الصحافة عام 1828 حين صدر بها أول صحيفة رسمية تحت اسم "الوقائع المصرية" ثم خرجت الصحف الشعبية فيما بعد إلى حيز الوجود حين صدرت أول صحيفة شعبية في. مصر عام 1867 تحت اسم "وادي النيل"، وأصبح معها تعدد للصحف الصادرة في مصر ما بين قومية وحزبية ومستقلة، تتنوع فيها الأفكار ويتحاور من خلالها الرأي والرأي الأخر. فتاريخ الصحافة المصرية حافل، منذ صدر أول تشريع للمطبوعات في 14 يناير 1799 مروراً بقانون تنظيم الصحافة رقم "156 لسنة 1960"، ثم القانون "رقم 48 لسنة 1980"، والذي ينص على أن الصحافة سلطة شعبية مستقلة تمارس رسالتها بحرية في خدمة المجتمع تعبيراً عن اتجاهات الرأي العام وفى إطار المقومات الأساسية للمجتمع ووصولاً إلى القانون "رقم 96 لسنة 1996" بشأن تنظيم الصحافة. ففي إطار من الحرية والديمقراطية تمارس الصحافة رسالتها الوطنية مُعبرة عن كافة الأفكار والاتجاهات في إطار مناخ يحمى الحريات ويصونها، ومن هنا توالى صدور الصحف المختلفة شيئاً فشيئاً لتكون انعكاساً للأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية السائدة عبر كل مرحلة من مراحل تاريخ مصر، فبعد أن كانت ملكية الصحف في مصر قاصرة على الملكية العامة خلال إحدى المراحل، انتشرت الصحف الحزبية والمستقلة، ورفع الدستور المصري من شأن الصحافة، كما وافق المجلس الأعلى للصحافة في 26 مارس 1998 على صدور ميثاق الشرف الصحفي، كذلك شهد عام 2006 إلغاء العقوبات السالبة للحرية في العديد من جرائم النشر حيث تم إجراء تعديل هام في بعض مواد قانون العقوبات بما يضمن حرية الصحافة ويحفظ استقلالها. وفى ظل هذا المناخ، ازدهرت الصحف وتنوعت في اختصاصاتها واتجاهاتها حتى وصل عددها عام 2006 إلى نحو 532 صحيفة، كما زاد عدد الصحفيين حتى أصبح عدد الأعضاء المقيدين بنقابة الصحفيين 4858 من المشتغلين و49 من الصحفيين المنتسبين و1233 تحت التمرين. ثم جاءت الإذاعة المصرية كدعامة رئيسية من دعائم الإعلام المصري في الداخل والخارج ولتصبح صوت مصر المسموع عبر الأثير، فقد بدأ إرسال الإذاعة المصرية مساء الخميس 31 مايو 1934 واستمر لمدة 6 ساعات، فقد كان دور "محطة الحكومة المصرية للإذاعة اللاسلكية" هو إذاعة الأخبار والنشرات وتقديم برامج تعليمية وإذاعة القرآن الكريم والأحاديث الدينية والأدبية والعلمية والسياسية وأيضاً تقديم الأغاني والموسيقي. وفي عام 1959 صدر قرار بإنشاء مؤسسة عامة تحمل اسم "إذاعة الجمهورية العربية المتحدة" تابعة لرئاسة الجمهورية، وفي 12 أغسطس 1970 تأسس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ويتبع وزارة الإعلام. وقد لعبت الإذاعة المصرية على مدار تاريخها الطويل دوراً كبيراً في التعليم والتثقيف في حياة المصريين وتواصلهم مع الأمة العربية، كما وثقت على مدار أكثر من سبعين عاماً مضت لمعظم الإحداث ومن ثم أصبحت سجلاً تاريخياً يضم مجموعة نادرة من الوثائق الشاهدة على العصر. يضم قطاع الإذاعة 9 شبكات رئيسية ساهمت في تحقيق العديد من الإنجازات حيث بلغ إجمالي عدد ساعات البث لجميع الشبكات الإذاعية خلال عام 2005/2006 حوالي 189669 ساعة بمتوسط يومي 527 ساعة، كما بلغ إجمالي عدد محطات الإرسال المسموع 303 محطة بقدرة إجمالية 13900 ك.وات. وعلى جانب آخر شهدت الإذاعة المصرية تطورًا هائلاً من حيث التقنية، فقد لعبت دورًا هامًا في نشر إرسال الإذاعة المصرية بمختلف شبكاتها إلى أوروبا وأمريكا وآسيا عن طريق استخدام الأقمار الصناعية في البث الإذاعي "النايل سات" و"اليوتل سات" إضافة إلى الإذاعات الموجهة إلى جميع أنحاء العالم ب 38 لغة من بينها اللغة الصينية واليابانية والأسبانية والبرتغالية. وفي مواصلة مواكبة التطور التكنولوجي افتتحت ثماني إذاعات متخصصة جديدة تبث عبر موجة FM في كل من القاهرةوالإسكندرية والغردقة، كما تم إنشاء موجة FM جديدة في مدينة العريش لبث البرنامج العبري "كول كاهير" وهو برنامج موجه للشعب الإسرائيلي للتعريف بعدالة القضية الفلسطينية، هذا إلى جانب إنشاء إذاعتين تجاريتين كمشروع مشترك بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون وشركة CNE . وشهد التليفزيون المصري أحداث شتى ومتلاحقة منذ افتتاحه في 21 يوليو عام 1960، وحتى أصبح اليوم احد الركائز الأساسية في منظومة الإعلام الوطني في ظل إطار تقني جديد من تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. ويضم التليفزيون القنوات التالية: القنوات المركزية وتشمل: القناة الأولى: وهي القناة الرئيسية يغطى إرسالها جميع الأراضي المصريةة. القناة الثانية: وهي قناة ثقافية بالدرجة الأولي .. جسراً وشرياناً حيوياً للمعرفة. القنوات الإقليمية وخدمة التنمية المحلية وتتكون من: ست قنوات إقليمية تقدم الخدمة الإعلامية المتخصصة في مجال التنمية وخدمة البيئة المحلية حيث تغطي هذه القنوات جميع محافظات مصر كالتاليي: - القناة الثالثة انطلقت عام 1985 لتغطي القاهرة الكبرى. - القناة الرابعة انطلقت عام 1988 لتغطي مدن القناةة. - القناة الخامسة انطلقت عام 1990 لتغطي مدينة الإسكندرية وما حولها. - القناة السادسة انطلقت عام 1994 لتغطي وسط الدلتا، وفي نفس العام انطلقت القناة السابعة لتغطي شمال الصعيد ثم لحقت بها القناة الثامنة لتغطي جنوب الصعيد. القنوات الفضائية .. تحقيق للتواجد المصري في الخارج وتشمل: 1 القناة الفضائية المصرية: تعكس للعالم حضارة مصر وثقافتها، ويغطى إرسالها جميع الدول العربية ومعظم الدول الأفريقية والأوروبية والآسيوية، كما يتم مشاهدتها أيضا في فرنسا.. تبث إرسالها لمدة 24 ساعة يومياً. 2 قناة النيل الدولية: تُعد أول قناة دولية مصرية تذيع برامجها باللغتين الانجليزية والفرنسية، ومنذ يناير 2002 أضيفت إليها اللغة العبرية، تبث القناة إرسالها لمدة حوالي 20 ساعة يوميا ليستقبلها المشاهد المصري والأجنبي داخل مصر، كما يصل إرسالها إلى جميع الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط ونصف إفريقيا الشمالي والولايات المتحدةالأمريكية وجميع الدول الأوروبية. القنوات المتخصصة.. إنعكاس لعصر الإعلام المتخصص: بدأ البث الفعلي لقنوات النيل المتخصصة في أكتوبر 1998 علي أقمار "النايل سات" و "أنتلسات" و "آسيا سات" و "بنما سات"، ويبلغ عدد هذه القنوات 12 قناة علي النحو التالي: - قناة النيل للأخبار. - قناة النيل للدراما. - قناة النيل الرياضية. - قناة النيل للمعلومات. - قناة النيل الثقافية. - قناة النيل للأسرة والطفل. - قناة النيل للمنوعات. - قنوات النيل التعليمية (7 قنوات): ابتدائي إعدادي ثانوي فني لغات. - قناة المعرفة ومحو الأمية. - قناة المنارة للبحث العلمي. - قناة التعليم العالي. - قناة التنوير. ومنذ أغسطس عام 2005 بدأ بث القنوات المتخصصة "تليفزيون النيل" "بدون تشفير علي الإرسال الأرضي، بحيث تلتقطها جميع أجهزة التليفزيون بدون استخدام الدش وخلال عام 2005/2006 بلغ عدد ساعات الإرسال للقنوات المركزية والمحلية 51495.16 ساعة وللقنوات الفضائية 24462 ساعة وللقنوات المتخصصة 47548.68 ساعة كما بلغ عدد محطات بث الإرسال المرئي 294 محطة. ويُعد القمر الصناعي المصري (نايل سات 101) و(نايل سات 102).. نتاج جهد طويل ومتواصل منذ نهاية الستينيات وأوائل السبعينيات حين حملت مصر لواء الدعوة إلى إطلاق قمر صناعي لتوفير خدمات البث الإذاعي والتليفزيوني المباشر للمنطقة، وفي مايو 1995 تم التوقيع على الوثيقة التاريخية لبدء تصنيع وإطلاق أول قمر صناعي مصري (نايل سات) فكان القمر الأول عام 1998 تلاه القمر الثاني عام 2000. يقدم القمران نايل سات 101 ونايل سات 102، خدمة قومية وإستراتيجية كبرى لمصر سواء على المستوى الداخلي أو على المستوى العالمي تتمثل في: توصيل الخدمات الإعلامية لكافة المناطق العمرانية في مصر بدءاً من شمال سيناء حتى توشكي والعوينات والوادي الجديد بالإضافة إلى دوره الهام في تأمين الخدمات الإعلامية لكافة الشبكات الأرضية. مساندة خطة الدولة للتنمية الشاملة عبر توفير القنوات اللازمة لبث البرامج التعليمية والثقافية بكافة أنواعها. وسيلة فعالة لمواجهة التدفق الفكري والثقافي والإعلامي الوافد إلى المنطقة عبر الأقمار الصناعية من خلال دوره كبديل محلى جيد يعبر عن المجتمع المصري ويلبى احتياجاته. نقل وتوطين خبرة إنشاء وتشغيل الشبكات الفضائية وتقنية تصنيع بعض مكوناتها. أما على المستوى العالمي، فالقمران يقدمان تواجداً وانفتاحاً إعلامياً أضافا الكثير للساحة الإعلامية المصرية والعربية، حيث ساهما في تعميق التفاعل مع الثقافات الأخرى ونقل صورة من الحضارة المصرية لجميع أنحاء العالم في إطار احترام الهوية والخصوصية المصرية. يبث كل من القمر الأول والثاني معًا 24 قناة فضائية قمرية مضغوطة تبث أكثر من 180 قناة تليفزيونية و800 محطة إذاعية مصرية وعربية ودولية، وقد أصبح على القمرين الصناعيين أكثر من262 قناة منها قنوات للمشاهدة وثلاث قنوات للتسويق العقاري و14 قناة أغاني والبقية للنقل، بخلاف استخدامات الإذاعة والانترنت حيث يستقبلها مئات الملايين من المشاهدين. وللمرة الأولى في الشرق الأوسط دخلت مصر عصر النظم والخدمات التفاعلية من خلال أحدث خدمات النايل سات المتمثلة في البث التفاعلي أو خدمة "المشاهدة حسب الطلب" والتي بدأت في فبراير 2002 عن طريق بث عشر قنوات فضائية جديدة بالاشتراك مع مجموعة "الشوتايم" العالمية. جدير بالذكر إن النايل سات قد حصلت على شهادة أفضل مشاهدة أقمار صناعية إقليمية خلال عام2004.