في مؤتمره الصحفي الذي أقيم اليوم، أكد الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان للرئاسة، أن مؤسسة الرئاسة لن تكون ممثلة في شخص واحد، بل ستكون مؤسسة من جميع الاتجاهات يشارك فيه العديد من التيارات الوطنية فى مصر، ووعد مرسي بتشكيل حكومة ائتلافية، وليس بالضرورة أن يكون رئيسها من حزب الحرية والعدالة. طارق سباق، سكرتير عام حزب الوفد، أكد أن الدكتور محمد مرسي يقول هذا الكلام لأنه يعرف جيدا أن الشارع غير متوافق معه هو أو حزبه، فهو يحاول استقطاب أيا من القوى السياسية لصالحه، ولن ينفذ منها شيء، وهي لمجرد المغازلة السياسية فقط. وأضاف سباق أن الإخوان لم ينفذوا أي وعود، فهم قالوا إنهم لن يقدموا مرشحا للرئاسة، بالعكس قدموا اثنين أحدهما أساسي والآخر احتياطي، قالوا أيضا إنهم لن يترشحوا على كل مقاعد البرلمان، ولم ينفذوا ذلك، وأضاف سباق أن الجماعة لا تلتزم بأي وعود تقطعها على نفسها، وفقدت ثقة الشارع والتيارات السياسية والأحزاب. أما القيادي اليساري، الدكتور عبد الغفار شكر، أن تصريحات الدكتور مرسي حول أن مؤسسة الرئاسة لن تكون ممثلة في شخص واحد، أو أن الحكومة ستكون ائتلافية، يعد نوعا من التطور، ودليل على أن الرأي العام يضغط على مرشحي الرئاسة، وهو ما يجعلهم يستجيبون ويتوجهون للقوى السياسية الموجودة، وطالب الدكتور مرسي بأن يعلن عن الأسماء والسياسيين الذين سيستعين بهم في حال وصوله للرئاسة حتى يكون كل شيء واضحا. وأضاف شكر، أن ما قاله مرسي، يعد جزء من المطالب التي تقدم بها 15 حزبا، والذين سيجتمعون غدا لإطلاق ما يسمى ب"وثيقة العهد"، والتي ستتضمن عدة مطالب من المرشح الرئاسي. وأكد شكر، أنه يستطيع أن يتوقع هل سينفذ مرسي هذا الكلام من عدمه أم لا؟، مؤكدا أن من يترشح لمنصب الرئيس لابد أن يتحلى بالمصداقية. أما الدكتور مجدي أحمد حسين، رئيس حزب العمل الإسلامي، فأشار إلى تصريحات الدكتور مرسي قد تكون صادقة بنسبة كبيرة جدا، لأن نتيجة الانتخابات الرئاسية أثبتت أن شعبية الإخوان في تراجع، وأنهم يحتاجون للشارع ومساندته في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية. واضاف مجدي حسين، أن الإخوان طرحوا فكرة الحكومة الائتلاقية قبل ذلك أثناء مطالبتهم بإقالة حكومة الدكتور كمال الجنزوري، وبالتالي فما طرحه الدكتورمرسي منطقي، وليس في مصلحة التيارات السياسية فقط، بل هو في مصلحة الإخوان أنفسهم، مؤكدا أن الوصول للسلطة سهل، لكن الأصعب تحقيق النجاح وأنت في السلطة، وهذا ما حدث للإخواان في البرلمان، فهم حققوا نسبوا كبيرة من المقاعد، ولكنهم فشلوا في النجاح داخل البرلمان. وأكد، أنه بعيدا عن مصداقية كلام مرسي من عدمها، فإن انتخاب مرسي ضروري، لأن انتخاب الفريق أحمد شفيق معناه انتخاب مبارك، ولكن ننتخب مرسي ثم نتفاهم معه بعد ذلك، مشيرا إلى أن 90% من التيارات السياسية التي تتفاوض مع الإخوان وتضع شروطا، سينتخبون مرسي حتى لو لم يقدم الإخوان تنازلات لأنهم على الأقل مضطرون لذلك. ويقول أحمد ماهر، عضو اتحاد الثورة المصرية، أن تصريحات الدكتور محمد مرسي تدعو للتفاؤل، وبغض النظر عن كون كلامه عن المشاركة في الرئاسة والحكومة مغازلة أم لا، فإنه لابد أن تكون عروضه مضمونة، بمعنى أن تكون هناك مواثيق مكتوبة، أنه في حالة وصول المرشح الإخواني للرئاسة، سيكون هناك مشاركة من كافة التيارات السياسية، وسيكون هناك بوتقة تجمع كل التيارات السياسية.