فى واقعة ليست الأولى من نوعها قرر مخرج إيرانى تقديم فيلم سينمائى يحكى السيرة الذاتية لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، و هى ظاهرة ليست جديدة على ايران فقد سبق و قدمت عدة أعمال درامية تتعرض لحياة العديد من الأنبياء منهم سيدنا يوسف عليه السلام و سيدنا موسى و السيدة مريم العذراء. و برغم ان تلك الأعمال واجهت رفضا شديدا من الأزهر إلا انه مازال هناك إصرار لدى صناع السينما الإيرانية على الإستمرار فى تقديم اعمال تجسد فيها شخصيات الرسل. والفيلم الذى بدأت ايران فى تصويره بالفعل يتعرض لحياة سيدنا محمد منذ عام الفيل الذى سمى بهذا الإسم نسبة الى الفيل الذى استعان به أبرهة الحبشى فى هدم الكعبة و هو نفس العام الذى ولد فيه الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم كما يتعرض ايضا لسيرته الذاتية منذ اول يوم فى ولادته و دعوته للإسلام و طبيعة الحياة فى مكة و المدينةالمنورة فى تلك الفترة و منذ ان تم الإعلان عن بدء تصوير الفيلم اعلن الأزهر موقفه الرافض تماما لهذا العمل. و عن سبب الرفض يقول دكتور سالم عبد الجليل وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون الدعوة فى تصريح لبوابة الشباب: لقد سبق و حذرنا و اعلنا موقفنا الواضح من الأعمال الفنية التى تقدمها ايران و تتعرض فيها للسيرة الذاتية للرسل و تجسدهم تجسيد العين فهذا حرام شرعا و من يفعل ذلك فهو آثم و قد اعلن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر رفضه الشديد و رفض كل علماء الأزهر و أهل السنة والجماعة لهذا العمل محذرين من مغبه خروجه للنور و عرضه على المسلمين فى جميع انحاء العالم. و يؤكد دكتور سالم أنه لا يجوز تجسيد الأنبياء تبعا لقاعدة ان النبى معصوم حتى لو كان هذا العمل سيجسد حياة الرسول الكريم دون أى تحريف فالأمر هنا لا يختلف عن الرسوم المسيئة للرسول لأن مثل هذه الأعمال ستفتح بابا للجدل حول شخص الرسول الكريم و هو أمر لا يجوز و قد سبق و حرم الأزهر تحريما قاطعا تجسيد الرسل و الصحابة و العشرة المبشرين بالجنة فى الأعمال الفنية عن طريق مجمع البحوث الإسلامية بموافقة كبار علماء اهل السنة و الجماعة و بناء عليه فإذا اصرت ايران على موقفها و استمرت فى تصوير هذا العمل سنتصدى لها بحكم الشرع و الدين.