ما لكم كيف تحكمون؟!، علي رؤوس الأشهاد لا تتوقف الفوضي عن التدفق حول القاهرة، من كل صوب وحدب اتفق صُناعها علي أن يكون اللقاء في القاهرة.. أبدا لم تغفل قاهرة المعز عن كبريائها.. عن أمنها القومي.. عن حق شعبها في السلام. انظر إلي الجنوب.. إلي السودان حيث قاعدة ارتكاز الأمن القومي المصري الراسخة علي المصير المشترك لشعبي وادي النيل.. في الوقت الذي تحاول أطراف أن تستخدم السودان أداة اقليمية لمكايدة مصر وبث البغضاء بين الشعوب فإن مصر تترفع عن الاستدراج نحو ضغينة ليس لها محل من الإعراب السياسي في العلاقات المصرية السودانية. من واقع مسئوليتها التاريخية والإنسانية فإن سلوك والتزام مصر نحو السودان محدد بالثوابت التالية: - استقرار السودان خيار استراتيجي لمنظومة الأمن القومي لمصر ومحيطها الإقليمي. - دعم خيارات الشعب السوداني. - عدم التدخل في شئون السودان. - مساندة الجهود الدولية لمساعدة السودان علي تجاوز أزمته. حول هذه المنظومة تلتف ثوابت القيم المصرية التي لا تخضع أبدا لأي محاولات استفزازية لدفع الدبلوماسية المصرية للانخراط في حالة جدل مع بعض المظاهر علي الأرض السودانية والتي تحاول اقحام مصر في تفاصيل داخلية يتم تضخيمها بفعل منابر إعلام الشر. اتجه غربا نحو ليبيا وإياك أن تغفل عن تفاصيل خطة إنهاك القاهرة ومحاولات إحاطتها بنيران الإرهاب الذي لا يكل عن أهدافه للتمركز علي حدود الدولة المصرية واحتلال أعماق أمنها القومي بعد محاولات انتحال صفات رسمية علي الأرض الليبية لتوريط مصر في خطيئة التدخل في الشأن الليبي الداخلي أو خرق الشرعية الدولية. لكن سياسة مصر نحو ليبيا تظل ملتزمة بثوابتها الأخلاقية القائمة علي العمل المشترك والمصالح الثنائية ومن واقع رؤية محددة بالأطر التالية: - العمليات العسكرية للجيش الوطني الليبي هي استكمال لجهود إقليمية لمكافحة الإرهاب واستجابة لنداء مصري يحارب الإرهاب نيابة عن الإنسانية. - مكافحة الإرهاب هي السبيل الوحيد من أجل تمكين الشعب الليبي سياسيا وتنفيذ إرادته. - ضرورة استعادة الدولة الليبية والحفاظ علي وحدتها وإنهاء نفوذ الميليشيات. - كشف حقيقة الدورين القطري والتركي في التوحد مع حالة الإرهاب والدعم الكامل لحركة انتقال المقاتلين إلي الأراضي الليبية، فإذا كان السلاح محظورا علي الجيش الليبي فمن الأولي أن تحظر أدوات القتل علي تجار الدماء. عموم المشهد يزداد تعقيدا بفعل مشعل النيران الإقليمية الذي لا يكف عن محاولات فتح جبهات متعددة في وجه مصر واختبار قوة ثباتها الانفعالي إقليميا ودوليا، فتجده يفتح جبهة ثالثة في اليمن وهو يعلم علم اليقين بأن مصر لن تتخلي عن مسئوليتها في حماية أمن الخليج، لكن التزام مصر بعدم الانجراف إلي مغامرات غير محسوبة.. يجعل سلوكها ملتزما بالثوابت التالية: مساندة الجهود الأممية والدولية لحل الأزمة سياسيا وفقا لما توصلت إليه مشاورات السويد. - تمسك مصر بالحفاظ علي وحدة السودان شمالا وجنوبا. - دعم الجيوش الوطنية. - مكافحة التنظيمات الإرهابية في اليمن. - حماية حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر. - رفع المعاناة عن الشعب اليمني وتسهيل إقامته في مصر. - كشف المشروع الإخواني التخريبي في اليمن. - خطورة تواجد قوات أجنبية علي أرض اليمن تحت زعم حفظ الأمن. استكمل جولتك الإقليمية واحتكم الي ضميرك وإلي إنسانيتك اتجه الي الجزائر حيث العمق الاستراتيجي لبوابة مصر نحو افريقيا.. انظر كيف تحاول أطراف ان تستخدم الحالة الجزائرية للضغط علي مصر، لكن إياك أن تغفل عن الحقائق التالية: - صمود الجيش الجزائري في حفظ وجود الدولة. - المحاولات الحثيثة للخروج عن الدستور. - محاولات تيار الإسلام السياسي التسلل للمشهد محمولة علي ظهر الفوضي التي يتم تصنيعها. تذكر من الآن محاولات الوقيعة المحمومة بين الشعبين المصري والجزائري لمراكمة رصيد احتقان غير حقيقي ستستغله أطراف لإشعال النيران في المدرجات التي ستجمع الجماهير المقبلة علي مباريات الأمم الإفريقية. من قبل كانت سوريا التي تمثل أهمية استراتيجية للأمن العسكري المصري ضحية الفوضي والعمالة الإخوانية التي لم تترك جريمة واحدة لتدمير الجيش السوري إلا وارتكبتها سرا وعلانية، لتظل سياسة مصر نحو سوريا ملتزمة بثوابت خماسية لم تحد مصر أبدا عنها.. الخماسية المصرية تمثلت فيما يلي : - دعم الجيش الوطني السوري. - وحدة أراضي سوريا. - حق الشعب السوري في تقرير مصيره. - القضاء علي الميليشيات. - إعادة إعمار سوريا. حول هذه الخماسية التفت إنسانية مصر فاحتضنت السوريين في كل بقعة من أرضها الحنونة في مواجهة خطة محمومة لدعوات انفصالية لتفتيت سوريا. مخطط جهنمي يحيط بالقاهرة يحاول خنقها مرتكزا علي قواعد الشر »قطروتركيا». قطر التي تحولت إلي أول حاملة للإرهاب المتنقل حول العالم دعما وتمويلا وإيواء واستخداما سريا ومعلنا، دويلة لا تُري بالعين المجردة فقررت أن تكون صاحبة السبق الدولي في امتلاك قواعد الإرهاب العالمية المشيدة علي جثث الضحايا والمروية بدماء الأبرياء قطر التي تقطر سياستها بمداد الدماء العربية تظن عبثا ان الرباعي العربي في مصر والسعودية والبحرين والإمارات قد يخضع لمماطلاتها او ابتزازاتها. وفِي تركيا يبقي أردوغان أسيرا لأوهام الغزو العثماني فيستخدم تيارات الإسلام السياسي وبإدارة إخوانية استخداما مبتذلا من أجل تفتيت وتفكيك الإقليم ليتحول إلي أشباه دول يسهل السيطرة عليها وانضواؤها قسرا تحت ولاية الامبراطورية العثمانية المزعومة. في العلن تتحول اسطنبول إلي مأوي ومستقر لمجرمي الإخوان الذين يبنون قاعدة مظلوميتهم علي الأرض التركية، بينما سجون كفيلهم التركي مملوءة بالمعارضين وأراضيه أصبحت ممرا آمنا للمقاتلين الأجانب ومحطة لهم ولاستكمال مسيرتهم نحو مستقراتهم الجديدة في ليبيا وسوريا، وتبقي دماء الأكراد عالقة بيد الديكتاتور اردوغان. كل هذا ويزيد يحيط بالقاهرة الآمنة المطمئنة التي لم يتوقف نضالها لحظة واحدة عن حفظ أمنها وأمن الإقليم بالكامل. دفعت من دماء شهدائها أثماناً باهظة وما زالت تصر علي موقفها ولا تحيد عن حقوقها أو مسئولياتها التاريخية في صون مصير الإقليم بالكامل، وحيث تبدو ليالي القاهرة هادئة فان هذا الهدوء دفع ثمنه رجال مخلصون ربما لا نعرفهم ولا نراهم لكن جهودهم المضنية تضيء كل بيت مصري أطعمته مصر من الجوع وأمنته من الخوف.