بحق قال عنه الشاعر اللبناني جبران خليل جبران : »أنت أيها الجبار المصلوب، الناظر من أعالي الجلجثة إلي مواكب الأجيال، السامع ضجيج الأمم.. أنت علي خشبة الصليب المضرّجة بالدماء أكثر من ألف ملك علي ألف عرش في ألف مملكة. بل أنت بين النزع والموت أشدّ هولاً وبطشاً من ألف قائد في ألف معركة». وعبر الأزمان كان للأقباط تأملات في دراما حدث القيامة : أمس كان الكتبة يستهزئون به، واليوم دحرج الملائكة الحجر ووقفوا علي الباب.. أمس الرمح والخل والمر والصليب، واليوم التمجيد والملائكة تسبح رب الأرباب. أمس وضع نفسه في يدي أبيه، واليوم أخذها بسلطان كسيد مهاب.. أمس أنكره سمعان واليوم أسرع لينظر قبره وقيامته في دهشة وإعجاب. قالوا له أحيي نفسك فنؤمن بك وهاهم سمعوا أنه حي ولم يزالوا في ارتياب. قالوا إن كنت أنت ابن الله أنزل عن الصليب واليوم قام من القبر وتخطي الأعتاب. جاءت مريم حيث الظلام ونظرت الحجر مدحرجاً والقبر مفتوح الباب. أسرعت إلي التلاميذ قائلة أخذوا سيدي ولا أعلم أين وضعوه وها هي الثياب. أيتها الطوباوية من يستطيع أن يسرق النور ومن يستر البحر العباب ؟ من يسرق الشمس في حضنه ولا ينظره أحد، ومن يحمل اللهب ويختفي وراء الحجاب. نظروا اللفائف بين الأموات لأنها لم تعد بعد القيامة صالحة للاستعمال. فقد لبس المجد داخل القبر وترك عنه أثواب الأموات.