في دورة 2009 لمعرض "سول" الدولي بكوريا كشفت "كيا" عن نموذجها الإخباري KND-5 والذي كشف بدوره عن رؤية الصانع الكوري المستقبلية لفئة سيدان الحجم الكبير .. وقد ظهر النموذج بخطوط عصرية ورياضية وشرسة وطابع أوروبي للتصميم لا تخطئه العين بأي من الأشكال .. وبالطبع يرجع كل الفضل لمصمم "أودي" السابق Peter Schreyer التي استطاعت الشركة الكورية ضمه ليقود "كيا" لبُعد جديد في لغة التصميم بمجموعة من الطرازات الثورية التي استطاعت بحداثة تصميماتها أن تنال إعجاب الجميع .. وفي بداية 2010 كشفت "كيا" عن النسخة التسويقية للسيارة وأطلقتها في كوريا باسم K7 لتنطلق السيارة في جميع أسواق العالم تحت اسم Cadenza وتدخل في منافسة شرسة جدا مع أبرز سيارات فئتها "سيدان الحجم الكبير" .. من ناحيتنا كان علي تغطية أكثر من 400 كم داخل "الإمارات العربية المتحدة" في واحد من أكثر التجارب إثارة فقد كان علي الانطلاق من "دبي" إلي مدينة "حتا" التي تقع علي الحدود الإماراتية العمانية .. كانت مسافة رائعة لاكتشاف Cadenza الجديدة التي تقرر أن تحل محل السيارة Opirus والتي تطلقها "كيا" في المنطقة بآمال وطموحات كبيرة .. هل تستطيع سيارة كيا الجديدة أن تخوض تلك المنافسة الشرسة مع أسماء فرضت سيطرتها علي هذا القطاع من سيارات الركوب لسنوات طويلة مثل هوندا و فورد وتويوتا ونيسان ؟! .. هذا ما اكتشفنا حقيقته في الإمارات .. في البداية يجب أن نتحدث عن تصميم السيارة وطابعها الأوربي فمن الأمام تشبه السيارة طرازات Saab ومن الجانبين شيء ما بين ألفا روميو و BMW ومن الخلف وبخطوط صريحة جدا "أودي" حتي اسم السيارة Cadenza فهو تعبير موسيقي إيطالي بمعني "الإيقاع الموسيقي" وفي النهاية تخرج السيارة في تصميم رياضي يجسد بشكل رائع رؤية "كيا" للصالون الرياضي ولكن ليس هذا تحديدا ما أقصده فالسيارة لا تجسد فقط رؤية "كيا" بل تجسد لغة التصميم وطابع سيارات "كيا" التي سوف نشاهدها في المستقبل وهذا ما يبرع فيه حاليا المصمم لألماني اللامع الذي فاجأنا الفترة الأخيرة بمجموعة من الطرازات الرائعة والتي كانت ضرورية للخروج بلغة التصميم الجديدة التي سوف تعتمدها "كيا" في المستقبل والتي بدأت فعلا في اعتمادها مع طراز Cerato . عبقرية "كيا" تصميم السيارة يبهرك بحداثته وبخطوطه الرياضية فرغم أنها سيارة من الحجم الكبير إلا أنك سوف تحب أن يشاهدك من حولك داخلها فبالعلاوة علي التصميم الرياضي والانسيابي الذي حقق بدورة نتائج جيدة لمعدل السحب داخل نفق الهواء . 29 وهي نتيجة رائعة بالنسبة للسيارات المنافسة تجد من الناجية الأخري العديد من العناصر التي تجذب العين بقوة مثل المصابيح الأمامية والخلفية المميزة بخطوط إنارة داخلية LED والاستخدام الراقي للكروم في مقدمة السيارة والسقف البانورامي والعجلات الرياضية الكبيرة التي تأتي قياس 17 بوصة والتصميم المميز لطارد عادم السيارة المزدوج .. وهي سيارة فعلا كبيرة يبلغ طولها 4,96 م وعرضها 1,85 متر وارتفاعها 1,47 متر إلا أن تصميمها الرياضي يؤكد قدراتها الرياضية ويدفعك لقيادها واكتشافها علي الطريق ويدل هذا فعلا علي عبقرية "كيا" في إخراج سيارة سيدان من الحجم الكبير تستحق أن توصف بالرياضية. طابع رياضي بناء السيارة كان علي قاعدة عجلات طويلة في فئتها 2,84 م وهي تتفوق من خلالها علي عدد من سيارات الفئة وتؤثر قاعدة العجلات الطويلة بشكل رائع علي مساحات مقصورة السيارة التي تحتفظ أيضا بطابعها الرياضي ولكن في تصميم يتميز بالرحابة ويكفل الراحة لخمسة أشخاص بالغين، خلف عجلة القيادة انطلقت بسيارة "كيا" الجديدة تاركا "دبي" خلفي متجها إلي "حتا" والجدير بالذكر أن البيئة التي توفرها لوحتي التحكم والقياس لقائد السيارة رائعة فجميع عناصر التحكم تتميز بسهولة الاستخدام وسهولة الوصول إليها ومن التجهيزات الرائعة التي توفرها "كيا" في سياراتها الجديدة نظام التدفئة والتبريد لمقعد السائق والراكب الأمامي هذا بالعلاوة علي إنهاء المقصورة بالجلد الأنيق والتصميم الرياضية الذي تحظي به لوحتي التحكم والقياس وعجلة القيادة المتعددة الاستخدامات التي يمكن تعديل وضعيتها في أربعة اتجاهات كهربائنا والتحكم الكهربائي بالمقاعد الأمامية ونظام استشعار العوائق المزود بكاميرا خلفية. Lambda II وكما ذكرت مسبقا وبالرغم من حجم السيارة الكبير فإن جميع تلك العناصر التي تحدث عنها ربما تحفزك لقيادة رياضية ولكن من المؤكد أن محرك السيارة Lambda II الذي تبلغ سعته 3500 سي سي والمكون من ستة اسطوانات V6 كفيل بتحفيزك لقيادة تلك السيارة بعنف .. العنصر الوحيد الذي أري أنه ينقص تلك السيارة هو نظام تبديل السرعات اليدوي المزود بعجلة القيادة فناقل الحركة أوتوماتيكي من ستة سرعات مزود بنمط تبديل السرعات اليدوي لذلك فمع المحرك القوي كان لابد من إضافة أزرع تبديل السرعات علي عجلة القيادة وفعلا ناقشت مديري "كيا" خلال الاختبار وأكدوا لي أنهم فضلوا عدم تزويد السيارة بهذا النظام واستغلال تكلفته في العناصر الأخري التي تحدثت عنها مسبقا .. المثير جدا حول أداء Cadenza أن محركها يجسد بدقة هو الأخر فكرتها الرياضية فأداءه جاء ممتاز حيث ينتج قوة قدرها 290 حصان عند 6600 د.ق ويبغ عزمه 34,5 كجم .متر عند 5000 د.ق ويسجل من خلال ناقل الحركة ذو السرعات الستة 7,2 ثانية للتسارع من الثبات إلي 100 كم /س وتبلغ سرعته القصوي 230 كم/س. "حتا" الطريق إلي "حتا" اتسم بكثرة المنعطفات السريعة ومتوسطة السرعة أيضا استعنت خلالها بنمط تبديل السرعات اليدوي ومرة أخري رغم حجم السيارة الكبير جاء أداءها علي المنعطفات أكثر من رائع فعزم المحرك والنظام الثبات الديناميكي وعجلات السيارة الكبيرة المزودة بإطارات للأداء الرياضي جميع تلك العناصر تتكاتف لإبقاء السيارة في مسارها الصحيح في حالة الضغط عليها بقوة وفي طريق العودة قمنا باختيار الطريق السريع واختبرت خلال رحلة العودة القيادة الهادئة فما أن تضع ناقل الحركة علي النمط الأوتوماتيكي ليقوم نظام توزيع العزم باختيار أعلي نقله ممكنه لتوفير قيادة هادئة ومريحة وقد تم تجهيز السيارة بنظام تثبيت للسرعة ذو كفاءة عالية واستجابة فائقة ومن ناحية الآمان تم تزيد السيارة بجميع الأنظمة القياسية مثل باقة الفرامل وأحزمة الآمان النشطة وثمانية وسائد هوائية وإضاءة مستترة للمقصورة تقوم بتنبيه السائق في حالات الخطر. دائرة المنافسة باندراجها تحت فئة صالون الحجم الكبير سوف تواجه Cadenza خمسة سيارات هم أقوي وأبرز سيارات الفئة وهم هوندا Accord وفورد Taurus ونيسان Maxima وتويوتا Avalon وCamry وفي الواقع فإن بعد تلك التجربة يجب علينا أن نؤكد أن السيارتين Accord و Avalon هما اللتان ترتقيان لمنافسة سيارة كيا الجديدة وتتفوق بسهولة علي الثلاث سيارات الأخري .. وقد تمثل Accord المنافس الأبرز لتصميمها العصري واحتفاظها بشخصيتها الرياضية الشهيرة وهذا هو التحدي الكبير الذي علي Cadenza أن تخوضه ويبقي لنا في النهاية أن نؤكد أن سيارة كيا الجديدة تستحق فعلا لقب صالون رياضي كما تستحق كيا أن نرفع لها القبعة لأن Cadenza فعلا سيارة رائعة سواء علي مستوي التصميم أو الأداء أو التجهيز.