تشهد أسواق النشر الأنجلوفونية مؤخرًا ظاهرة نجاح لافتة لرواية أولي لكاتبتها، حيث بيع منها، حتي الرابع من مارس الماضي، مليون نسخة، قبل أن يبلغ مليون ونصف المليون نسخة مبيعة (ورقيًا وصوتيًا وإلكترونيًا). الرواية هي »حيث يغني جراد البحر» لديليا أوينز، وكانت قد صدرت يوم 14 أغسطس، وبعد وقت قليل علي صدورها اختارتها الممثلة الأمريكية ريز ويزرسبون ككتاب شهر سبتمبر 2019 لنادي الكتاب الذي تشرف عليه. تحدثت ويزرسبون بحماس عن الرواية وقالت إنها أحبت كل صفحة فيها، وأنها عاجزة عن التعبير عن مدي حبها للعمل، حتي إنها تمنت ألّا ينتهي. كانت هذه الإشادة تميمة الحظ لنجاح الكتاب، حيث وصل إلي المرتبة التاسعة في قائمة النيويورك تايمز لأفضل الكتب مبيعًا بعد شهر علي صدوره، وبدلًا من أن يظل في القائمة لبعض الوقت ثم ينزوي الاهتمام به، واصل صعوده ليتربع علي قمة القائمة من 20 يناير الماضي حتي الآن، وفقًا لما ذكرته جريدة نيويورك تايمز في تقرير نُشِر قبل أيام تحت عنوان »الرواية الأولي التي سيطرت علي قائمة الأعلي مبيعًا»! وعلي الرغم من أن رأي الممثلة الشهيرة كان السبب الأول في الارتفاع الصاروخي لمبيعات »حيث يغني جراد البحر»، إلّا أن آراء القراء الآخرين الإيجابية وتناقل الانطباعات المعجبة بالعمل من شخص لآخر، ساهم بدوره في استمرارها في بؤرة الضوء. ديليا أوينز في الأساس عالمة متخصصة في الحياة البرية، وقد استفادت من تخصصها هذا في كتابة الرواية التي يتجلي فيها الولع بالطبيعة ودورها في حياة البطلة الصغيرة كايا، كما جاء في النيويورك تايمز، التي أشارت إلي أن الرواية يمكن أن تُصنَّف كرواية غموض وجريمة أو رواية تتناول البلوغ والانتقال من مرحلة الطفولة إلي مرحلة النضج. إلّا أنها بالأساس عن الوحدة كما تري مؤلفتها. ظاهرة النجاح اللافتة هذه تعيدنا من جديد إلي الدور الذي يمكن للمشاهير (من ممثلين ورياضيين ومطربين) أن يلعبوه في الترويج للكتب في المجتمعات القارئة، وإلي أسواق النشر التي تلعب فيها دور النشر دورًا كبيرًا في الترويج للكتب التي تنشرها وتتسم بالشفافية فيما يخص أرقام المبيعات. أما الكلام عن مدي جودة الرواية من عدمه فمؤجل حتي تُقَرأ.