بعد انخفاضها.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الإثنين 13 مايو 2024    مناقشة آليات تطبيق رسوم النظافة بمنظومة التخلص الآمن من المخلفات بالإسماعيلية    ارتفاع عدد القتلى إلى 14 شخصا جراء قصف قوات كييف مبنى سكني في بيلجورود    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    اليوم| محاكمة متهمي قضية اللجان النوعية    مؤلفة مسلسل «مليحة»: استخدمنا قوة مصر الناعمة لدعم أشقائنا الفلسطينيين    الإثنين 13 مايو.. توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية    ارتفاع «حديد عز».. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 13 مايو 2024    مقتل وإصابة 15 شخصا في إطلاق نار خلال حفل بولاية ألاباما الأمريكية    هل يجوز التوسل بالرسول عند الدعاء.. الإفتاء تجيب    جيجي حديد وبرادلي كوبر يرقصان في حفل تايلور سويفت (فيديو)    وزير التعليم: طلاب المدارس الفنية محجوزين للعمل قبل التخرج    بعد بيلوسوف.. أبرز تغييرات بوتين في القيادة العسكرية الروسية    رسميا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 13 مايو بعد انخفاضه في 7 بنوك    قرار عاجل من اتحاد الكرة بسبب أزمة الشحات والشيبي    بطولة العالم للاسكواش 2024.. مصر تشارك بسبع لاعبين في الدور الثالث    «اللاعبين كانوا مخضوضين».. أول تعليق من حسين لبيب على خسارة الزمالك أمام نهضة بركان    تدريبات خاصة للاعبي الزمالك البدلاء والمستبعدين أمام نهضة بركان    خطأين للحكم.. أول تعليق من «كاف» على ركلة جزاء نهضة بركان أمام الزمالك    بالصور.. نائب القاهرة للمنطقة الجنوبية تكشف تفاصيل تطوير مسجد السيدة زينب    بعد تعيينها بقرار جمهوري.. تفاصيل توجيهات رئيس جامعة القاهرة لعميدة التمريض    حدث ليلا| زيادة كبيرة في أراضي الاستصلاح الزراعي.. وتشغيل مترو جامعة القاهرة قبل افتتاحه    تشديد عاجل من "التعليم" بشأن امتحانات الشهادة الإعدادية (تفاصيل)    أزهري يرد على تصريحات إسلام بحيري: أي دين يتحدثون عنه؟    وزير التعليم: هناك آلية لدى الوزارة لتعيين المعلمين الجدد    الأزهر عن اعتزام مصر دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»: تليق بمكانتها وتاريخها    افتتاح مسجد السيدة زينب.. لحظة تاريخية تجسد التراث الديني والثقافي في مصر    بالفيديو.. كواليس تدريب تامر حسني ل بسمة بوسيل على غناء "البدايات"    وكيل «خارجية الشيوخ»: مصر داعية للسلام وعنصر متوازن في النزاعات الإقليمية    لا أستطيع الوفاء بالنذر.. ماذا أفعل؟.. الإفتاء توضح الكفارة    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك أن تستجيب دعواتنا وتحقق رغباتنا وتقضي حوائجنا    «من حقك تعرف».. هل المطلقة لها الحق في نفقة العدة قبل الدخول بها؟    منها تخفيف الغازات والانتفاخ.. فوائد مذهلة لمضغ القرنفل (تعرف عليها)    سر قرمشة ولون السمك الذهبي.. «هتعمليه زي المحلات»    قوات الاحتلال الإسرائيلي تداهم عددا من المنازل في بلدة عزون شرق قلقيلية    كاميرون: نشر القوات البريطانية في غزة من أجل توزيع المساعدات ليس خطوة جيدة    مسلسل لعبة حب الحلقة 24، فريدة تعلن انتهاء اتفاقها مع سما    قصواء الخلالي تدق ناقوس الخطر: ملف اللاجئين أصبح قضية وطن    العدو يحرق جباليا بالتزامن مع اجتياج رفح .. وتصد بعمليات نوعية للمقاومة    «الإفتاء» تستعد لإعلان موعد عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات قريبًا    الأمن يحل لغز العثور على جثة شاب أمام وحدة إسعاف في قنا    بسبب سرقة الكابلات النحاسية، تعطل حركة القطارات في برشلونة    أمير عزمي: نهضة بركان سيلجأ للدفاع بقوة أمام الزمالك في الإياب    استثمار الذكاء الاصطناعي.. تحول العالم نحو المستقبل    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد مستشفى الحميات وتوجِّة باستكمال العيادات (صور)    أربع سيدات يطلقن أعيرة نارية على أفراد أسرة بقنا    رئيس مجلس الأعمال المصري الماليزي: مصر بها فرص واعدة للاستثمار    مستقبل وطن بأشمون يكرم العمال في عيدهم | صور    الكشف على 1328 شخصاً في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    نقابة الصحفيين: قرار منع تصوير الجنازات مخالف للدستور.. والشخصية العامة ملك للمجتمع    وقوع حادث تصادم بين سيارتين ملاكي وأخرى ربع نقل بميدان الحصري في 6 أكتوبر    ليس الوداع الأفضل.. مبابي يسجل ويخسر مع باريس في آخر ليلة بحديقة الأمراء    وفاة أول رجل خضع لعملية زراعة كلية من خنزير    عمرو أديب يعلن مناظرة بين إسلام البحيري وعبدالله رشدي (فيديو)    وزيرة الهجرة تبحث استعدادات المؤتمرالخامس للمصريين بالخارج    رئيس جامعة المنوفية يعقد لقاءً مفتوحاً مع أعضاء هيئة التدريس    الأعلى للصوفية: اهتمام الرئيس بمساجد آل البيت رسالة بأن مصر دولة وسطية    منها إطلاق مبادرة المدرب الوطني.. أجندة مزدحمة على طاولة «رياضة الشيوخ» اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تستعد لقيادة القارة علي طريق التنمية خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي عام 2019
السيسي يبدأ مرحلة جديدة في محطات العلاقات المصرية الأفريقية
نشر في أخبار السيارات يوم 27 - 01 - 2019

القاهرة تحمل هموم وأحلام دول القارة السمراء إقليمياً ودولياً
رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019 من أهم محطات علاقة القاهرة بدول القارة، فهي بالتأكيد ليست نقطة انطلاق، لأن الانطلاقة حدثت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي شئون الحكم، واتباعه سياسة خارجية منفتحة علي القارة السمراء، ليصلح ما أفسدته عهود سابقة، شهدت تجاهلاً أو تعالياً علي الدول الأفريقية، لينجح الرئيس السيسي في استعادة دور مصر في القارة الأفريقية وبناء علاقات جيدة للغاية وجسور من الثقة المتبادلة مع رؤساء دول القارة الأفريقية لتبدأ مصر في عهده مرحلة جديدة من العلاقات مع أفريقيا لتستعيد مكانتها بين دولها.. وتأتي رئاسة الاتحاد لتشهد المزيد من التفعيل لدورنا في التنمية الإقليمية، انطلاقاً من قناعة راسخة لدي القيادة السياسية بأن التكامل يمنح الجميع فرصاً لمستقبل أكثر ازدهاراً.
ونظرًا لثقل مصر في محيطها الإقليمي والدولي يرتفع سقف التوقعات، بما يمكن أن تحققه خلال فترة الرئاسة القادمة للاتحاد الافريقي وما يمكن ان تقدمه لدول القارة، خاصة مع جسامة التحديات التي تواجهها القارة وشعوبها من تحديات الفقر والإرهاب وقلة فرص العمل للشباب وتدهور البنية التحتية لدول كثيرة بها وأزمات كثيرة أخري، رغم إمكانياتها وثرواتها التي لم تُستغل بالشكل الأمثل بعد.. وفي هذا الملف يطرح الخبراء رؤيتهم حول أهم الملفات التي ستحظي بالاهتمام خلال رئاسة مصر وملامح الطريق الذي يجب أن تبدأ منه مصر لتحقيق مصالح القارة في كافة المجالات، حيث أكدوا أن الرئاسة المصرية للاتحاد ستمضي في اتجاهات عديدة، فبينما تحاول تحقيق تقدم ملموس في حل النزاعات المزمنة داخلياً وخارجياً، سيكون لأجندة أفريقيا 2063 حظ كبير من العناية والاهتمام من مصر.
الخبراء يحددون ملامح الطريق المصري لتنفيذ أجندة أفريقيا 2063
برامج تعليمية تدعم هوية القارة.. ومبادرات الصحة تجربة تستحق التعميم
مواجهة الإرهاب لتحقيق الاستقرار.. وجداول زمنية لحل المشكلات المزمنة
تطرح أجندة أفريقيا 2063 رؤية مستقبلية للقارة والغد الذي ينشده أبناؤها، بتطلعهم نحو قارة قوية متكاملة، متعلمة تتمتع بالصحة، مزدهرة يسودها السلام ولها تأثير قوي علي الساحة العالمية، تهتم بتعزيز كل فئاتها خاصة الشباب والنساء، بما يضمن لدولها السير في خطوات التنمية المستدامة بإيقاع متسارع، في هذا التحقيق يضع الدبلوماسيون والمتخصصون ملامح الروشتة المصرية لعلاج المشكلات التي تسعي الأجندة لحلها، ويتحدثون عن أهم الملفات التي سوف يتم التركيز عليها لاستكمال مسيرة التنمية.
ومن جانبه يؤكد السفير إبراهيم الشويمي مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية أن مصر تملك رؤية وأفكاراً في مختلف المجالات تتيح لها تحقيق تقدم كبير في أجندة 2063.
وأشار إلي أنه علي الجانب الاقتصادي علينا دفع التجارة البينية ليعتمد الأفارقة علي أنفسهم، ويري أن الصحة من أهم الملفات التي يجب التركيز عليها، لأن خبراتنا في هذا المجال ستفيد الدول الأفريقية بشكل واضح، خاصة بعد نجاح عدد من المبادرات مثل القضاء علي فيروس سي و100 مليون صحة، ويشير إلي تنظيم جامعة طنطا لمؤتمر يناقش الصحة في أفريقيا، يعد الأول الذي تعقده إحدي جامعات القارة، لبحث الوجه العلمي والاجتماعي للأمراض التي تعاني منها القارة السمراء، بجانب إطلاق وزارة الصحة مبادرة لعلاج الأشقاء الأفارقة من فيروس سي، تبدأ بدول حوض النيل.
وأشار إلي أن لجان الاتحاد الأفريقي تناقش كل هذه الأمور بالفعل، لكن مصر ستعمل علي تنشيطها وإعداد جداول زمنية لحل المشاكل المهملة في توقيتات محددة.
وتري السفيرة نميرة نجم المستشار القانوني للاتحاد الأفريقي أنه لدي مصر مبادرات عديدة للشباب والمرأة مع الشؤون الاجتماعية نستطيع أن نفيد بها القارة، بما يساهم في تطبيق أجندة 2063، كما أن لدينا فرص تعليم وخبرات جيدة وتجارب كثيرة في مختلف المجالات يمكن نقلها لتحقق خطوات ملموسة في تطبيق الأجندة، وتضيف: من جانب آخر مطلوب من شبابنا معرفة فرص العمل الجيدة في أفريقيا، كما يمكننا الاستفادة من تجارب دول القارة فيما يخص دور المرأة، لأن بعض دول أفريقيا حققت نجاحات مهمة في هذا المجال، وعلي سبيل المثال تعد رواندا أكبر دولة في العالم لديها سيدات في البرلمان، كما أصبحت نصف حكومة إثيوبيا من النساء، ورئيس المحكمة العليا بها سيدة، بجانب أن هناك تجارب لرئاسة السيدات بعض الدول مثل رئيسة ليبيريا السابقة ورئيسة إثيوبيا الحالية.
وفي مجال الصحة شددت علي أهمية نقل تجربة فيروس »‬سي» للدول الأفريقية، لأننا القارة الأولي في العالم التي ينتشر فيها الفيروس، كما يمكن أن تتبني مصر بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقي مشروعاً لمكافحة الملاريا علي مستوي القارة، خاصة أن لدينا شركة مصرية تضم أساتذة جامعة قاموا بعمل أبحاث بهذا الشأن، ولديهم منتج يقضي علي يرقة الناموس الحامل للملاريا، تم تطبيقه بالفعل في بعض الدول الأفريقية.
ويري السفير وائل عادل مساعد وزير الخارجية السابق للشئون الأفريقية أن أهم ملفين يجب التركيز عليهما في تطبيق الأجندة هما التعليم والصحة وتجنب أي قضايا تتعارض مع المعتقدات الأفريقية، ونشر مفهوم أن الإنسان المتعلم وليست لديه الصحة يصبح عديم القيمة والعكس كذلك، ويقول: نحتاج لوضع برامج تعليم حديثة تخرج أجيالا لديها المهارات والخبرات التي تواكب التطور وتساهم في تعميق الترابط بين دول القارة.
ويؤكد د.إبراهيم نصر الدين أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات والبحوث الأفريقية علي ضرورة الاهتمام بمواجهة الإرهاب، خاصة أن مصر تتعاون مع دول الساحل والصحراء في هذا الشأن، مما يحقق الاستقرار في دول القارة وهو أحد أهداف أجندة 2063.. هذا بجانب حتمية التركيز علي التعليم والثقافة والهوية واللغة حتي تستطيع الأجيال الجديدة الاتصال بدينهم وقراءة تاريخهم.
ويشير إلي ضرورة تقسيم القارة إلي قطاعات، لأن التعامل مع غرب أفريقيا يختلف عن الشرق والجنوب، فلابد أن يتم التركيز علي النواحي الثقافية والحضارية أكثر من العسكرية في غرب أفريقيا، لأن دولة تشعر بالمرارة لعدم الاعتراف بدورها في الحضارة الإسلامية، فلم نجد أي كتاب عن فقيه أو مجاهد من هذه المنطقة رغم أن كتبهم موجودة ومن السهل تحقيقها ونشرها، وفي حالة القيام بذلك سنجعل القائمين عليها يشعرون أنهم شركاء وليسوا مستبعدين. ويقول : كانت لي تجربة حينما قمت بنشر كتاب عن أحد الشيوخ في غرب أفريقيا وتم بيع 50 ألف نسخة منه في أسبوع وكان له تأثير كبير.. فالثقافة أهم شئ، ولابد من إعلان الراية الثقافية الحضارية. أما شرق أفريقيا فيضم مسيحيين ومسلمين ومعتقدات أخري ومصر هي التي نشرت المسيحية الأرثوذكسية في أثيوبيا وإريتريا، لهذا يمكن حث الكنيسة والأزهر بالعمل مع بعضهما في مشروعات تخدم الناس بعيداً عن الدعوة.. أما بالنسبة للجنوب فقد ساعدنا هذه المنطقة في حركات التحرير بالكفاح المسلح في أنجولا وموزمبيق وزيمبابوي وناميبيا وجنوب أفريقيا، وشملت مساعداتنا الجانبين العسكري والدبلوماسي إلي أن وصلت هذه الحركات للسلطة، كان ذلك في الحقبة الناصرية، لكن هذا الدور تراجع في حقب تالية بل وصل أحيانا إلي اتجاه مناقض، مما أدي إلي فجوة يمكن القضاء عليها في ظل التوجهات الحالية للقيادة السياسية، لذا فمن الممكن إخراج وثائق هذه الحركات التي توضح هذا التاريخ، ونقوم بترجمتها للعربية والإنجليزية والفرنسية ليعرف الجيل الجديد في هذه الدول دور مصر وتصحيح الصورة الذهنيه لديهم، ويتأكد أبناؤه أن الفترة الحالية تتشابه مع فترة حكم عبد الناصر من حيث الرغبة في الانخراط مع القارة السمراء.. ومن الممكن إنتاج فيلم يعد وصفة عامة لتعميق التعاون الثقافي مع دول القارة، ويتناول مثلا ما توصل إليه العالم السنغالي »‬أنتي جوب» بأن الحضارة الأفريقية أصلها مصري، وقام بدراسات في مختلف المجالات تؤكد هذا، وسيكون لذلك العمل تأثير كبير علي مستوي أفريقيا بالكامل.
ويضيف السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مصر تحاول توسيع وجودها في أفريقيا وأصبحت بالفعل متواجدة أكثر من أي دولة في العالم ولا ينقصها إلا التمويل لذا يمكن أن نحاول تعزيز التعاون بوجود طرف ممول، سواء دولة عربية أو أوروبية أو أمريكا بهدف تنفيذ مشروعات تخدم الاقتصاد وأجندة 2063.. خاصة أن اجتماع مجلس المشاركة المصرية الأوروبية الذي حضره سامح شكري وزير الخارجية في بروكسل مؤخرًا يعد دليلاً علي أن أوروبا مستعدة لتمويل مشروعات مصرية أفريقية مشتركة، كما أن حضور الرئيس السيسي في القمة الأوروبية الأفريقية التي عقدت في النمسا أحد العلامات النشطة للدبلوماسية المصرية.
القاهرة تقود دول القارة بالدبلوماسية الوقائية وعلاج جذور المشكلات
خبراء: السيسي أعاد اكتشاف مصر في أفريقيا وحرص علي استعادة دورها الريادي والتاريخي
علي مدار سنوات شهدت القارة السمراء نزاعات داخلية وأخري بين دولها، اتسم بعضها بالدموية التي وصمت أفريقيا بسمة العنف، ورغم انتهاء بعضها، إلا أن هناك نزاعات لا تزال قائمة، يري الخبراء أن مصر يمكن أن تلعب دوراً مؤثراً في حلها، عبر علاج جذورها التي ظلت عقوداً طويلة دون حل، فضلاً عن تجنب أية نزاعات أخري متوقعة، بتبني الدبلوماسية الوقائية، التي تطفئ نيران أي خلاف في مهدها.
ومن جانبه يري السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن جزءاً كبيراً من وظيفة الدبلوماسية يتمثل في تفادي حدوث مخاطر، بأن تفسح الطريق أمام شرح السياسة الخارجية للدول، لأن السياسة ليست أسراراً بل تبادل مصالح، والوقاية هي أن ننشر ونطلع شركاءنا في أي مجال بسياستنا وما ننوي فعله مبكرا لكي لا يقدم طرف علي اتخاذ خطوات قد لا تتماشي مع ما يتبناه الطرف الآخر في المستقبل، وبالتالي يكون جزء كبير من اللقاءات الدبلوماسية عبارة عن شرح كل طرف موقفه للآخر من مختلف القضايا مسبقاً، وهذا الأمر يعد من أساسيات عمل وزارات الخارجية في كل مكان.
وأضاف بيومي أنه من هنا ظهر مصطلح الدبلوماسية الوقائية، والتي تبنتها مصر بدرجة قوية في الستينيات، أثناء حركات الاستقلال في أفريقيا، فشرحت موقفها لكل الأطراف، وشكلت جبهات لتستبق الأحداث وتوضيح ما تنوي عليه للدول الأفريقية الصديقة.
ويشير السفير جمال بيومي إلي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتبني الأسلوب ذاته حاليا، حيث يركز علي إحاطة الأطراف كلها بالرؤية التي يتبناها والنصائح ووجهات النظر، لأن هذه الأمور تنعكس علي سلوك الدول الأخري.
الكلمات السابقة توضح نهج القيادة السياسية في مواجهة الأزمات، وهو الأمر الذي سيزداد وضوحا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، عبر الرؤية الاستباقية، لكن ماذا عن النزاعات القائمة بالفعل؟ سؤال يرد عليه د.محمد نوفل عميد كلية الدراسات والبحوث الأفريقية، الذي يشدد علي ضرورة بحث أسباب النزاعات أولا لمعرفة سبل العلاج، فعندما دخل الاستعمار أفريقيا الجميع تكالب علي ثرواتها المتنوعة وقسّمها إلي شمال وجنوب لكي يستطيع عزل دولها، ونجح في فعل هذا ويؤكد أنه آن الأوان لحل هذه المشكلة.. ويقول: أري أن تولي الرئيس السيسي لرئاسة الاتحاد الأفريقي سيكون له دور كبير في ذلك، لأن مصر كان لها دور كبير في أفريقيا في مواجهة الاستعمار، وبناء تكتلات اقتصادية قوية ليكون لها ظهير قوي، ونجحنا في ذلك أيام الرئيس الراحل عبد الناصر.. لكن الشعوب الأفريقية عاطفية بطبيعتها تحب من يُشعرها أنها جزء منه، لذا فعندما بعدنا عن القارة بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق مبارك في أديس أبابا استغلت بعض القوي العظمي هذه الفجوة لنهب ثروات أفريقيا الطبيعية، واستطاعت التأثير علي الأفارقة، ثم جاءت فترة الإخوان لتسوء العلاقات بصورة أكبر، إلي أن جاء الرئيس السيسي وحرص علي استعادة مصر دورها الريادي والتاريخي في أفريقيا، وهذه هي الدبلوماسية الوقائية التي يحرص عليها الرئيس، مما يساعد في تفادي أي خلافات أو نزاعات مستقبلية، خاصة مع حرص الرئيس السيسي علي حضور كل القمم الأفريقية وما يخص القارة من قمم دولية وتحرك كجزء من دول القارة خلال تولينا العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، وحصلت مصر علي رئاسة الاتحاد الأفريقي نتيجة هذه المجهودات، خاصة أن آخر مرة حصلت عليها إحدي دول شمال أفريقيا كانت منذ 10 سنوات.
وتضيف السفيرة نميرة نجم المستشار القانوني للاتحاد الأفريقي أنه بالرغم من أن المكون الأفريقي صعب جدا في النزاعات إلا أن الدبلوماسية الوقائية يمكن أن تلعب دوراً في تفادي بعضها، وأشارت إلي أنه يجب أن تركز مصر علي هذا الأمر خلال رئاسة الاتحاد، خاصة أننا مشاركون بقوات حفظ السلام في العديد من الدول، كما أن بعض القضايا تحتاج أحياناً إلي تحدث الرؤساء مع بعضهم لتقريب وجهات النظر ومنع تفاقم الأزمات وإحلال السلام، وعن أبرز الأمثلة التي لعبت فيها الدبلوماسية الوقائية دوراً مهماً تشير إلي رفض يحيي جامع ترك حكم زامبيا بعد الانتخابات، وهو الأمر الذي كان سيسبب نشوب نزاع مسلح بين الفيالق، لكن تدخل دول الإيكواس مع دعم الاتحاد الأفريقي جعله يترك الحكم وتم تفادي هذا النزاع، وهذا بجانب دور الاتحاد الأفريقي الكبير الذي قام به مؤخرا في جنوب السودان لتطبيق الاتفاق المجدد للسلام بالإضافة إلي الدور الذي يلعبه مجلس السلم والأمن أو رئيس المفوضية في هذا الشأن.
وتري السفيرة مني عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، أنه ينبغي بحث الجذور الحقيقية لنشوب النزاعات، سواء كانت أسباباً قبلية أو دينية أو اقتصادية، ومحاولة إيجاد حلول لها، ورفع مستوي معيشة الشعوب بصفة عامة، لأن الأسباب الاقتصادية من أهم الأسباب التي تساعد علي نشوب النزاعات، بجانب محاولة تطبيق الحوكمة والديمقراطية لأنها تعطي الفرصة للتعبير عن الآراء وتحقيق المساواة، وبالتالي لن تتواجد أي نزاعات علي السلطة لأن الاختيار سيكون بالنظام الديمقراطي، كما أن العدالة الاجتماعية مهمة جداً لمنع الصراعات أما النزاعات الدولية فيمكن تفاديها من خلال التقسيم الواضح للحدود.
وتؤكد السفيرة مني عمر علي أهمية ذلك، خاصة بعد فشل الدبلوماسية الوقائية في تفادي بعض الأزمات، كالمذابح التي حدثت في رواندا والإجراءات التي اتخذها الرئيس كاجامي لمنع تكرار المشاكل بين قبيلتي الهوتو والتوتسي، لدرجة أن بطاقات الهوية أصبحت مجردة من أي بيانات عن الانتماء ورغم كل هذا إلا أن النزاعات والممارسات العنيفة مازالت قائمة بين الروانديين الذين هاجروا لمنطقة شرق الكونغو، وكذلك لم تنجح الدبلوماسية الوقائية في مناطق أخري بالعالم.
نائب وزير الخارجية ل »‬الأخبار»: مبادرات مصرية خلال رئاسة القاهرة وسنعمل علي تحقيق السلام والنمو الاقتصادي
كتب حسام عبدالعليم:
أكد السفير حمدي لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية أن الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي هذا العام تتطلب جهداً ومبادرات ومتابعة من جانب مختلف الوزارات، إضافة إلي منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وأشار لوزا في تصريح ل»الأخبار»، إلي أن وزارة الخارجية حريصة في هذه المرحلة علي عقد اجتماعات دورية لتنسيق كافة هذه الجهود لكي تساهم في نجاح الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، والمساهمة في تحقيق الإستقرار والسلام والنمو الاقتصادي والاجتماعي والتكامل الإقليمي بين الدول الأفريقية.
وأوضح نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية أن سنة الرئاسة المصرية للاتحاد سوف تشهد عدة مبادرات حصرية في هذا الإطار جاري الإعداد لها.
وأضاف إن الرئاسة المصرية تأتي في وقت تلمس فيه وزارة الخارجية اهتمام متزايد من جانب الشركات المصرية ورجال الأعمال لتكثيف التعاون مع الدول الأفريقية ويشهد فيه اهتماماً واضحاً من جانب شركات بالقارة الأفريقية، سواء من جانب الاتحاد الأوروبي أو الصين أو اليابان لزيادة العلاقات مع الدول الأفريقية، والتعاون مع هذه الدول من خلال مصر لتحقيق الاستقرار والتنمية والسلام في القارة الأفريقية.
اتفاقية التجارة الحرة حلم للشعوب تتبناه القاهرة لتفعيله
الخبراء: تصديق القاهرة علي الاتفاقية سيعطيها دفعة ووزناً وثقلاً كبيراً
تعتبر اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية واحدة من أهم الاتفاقيات في تاريخ القارة السمراء، والتي تهدف إلي خلق سوق حرة بين 54 عاصمة من »‬كيب تاون» في أدني الجنوب إلي القاهرة في أقصي الشمال.. مما يمثل إضافة كبيرة لجميع شعوب القارة، بتأسيس أكبر تكتل تجاري من حيث عدد الدول، يعد من أهم خطوات الاندماج الاقتصادي المنشود.
وقد وقعت 49 دولة علي الاتفاقية، بعضها قام بالتصديق والبعض اقترب من ذلك لكي يتم تفعيلها وتنفيذها علي أرض الواقع، ويرسم الدبلوماسيون والخبراء خريطة لأهم الملامح والخطوات التي يجب أن تتبعها مصر، لتحقيق أحد الإنجازات الأساسية، خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي.
ويؤكد السفير وائل عادل مساعد وزير الخارجية السابق للشئون الأفريقية علي أهمية وجود برنامج تكامل اقتصادي بين دول القارة ويعتبر الاتفاقية التي ضمت أكبر 3 تكتلات اقتصادية أفريقية لها، خطوة مهمة ومفيدة جدا كان ينبغي تنفيذها منذ وقت طويل، خاصة مع وجود حالة شبه تنافسية بين »‬السادك» و»الكوميسا» جعلت دول كلا التكتلين الاقتصاديين عاجزة عن دخول منتجاتها للأخري، ويؤكد أنه بعد هذه الاتفاقية أصبح تحقيق التكامل بين كل هذه الدول ممكنا، ليبدأ تبادل منتجاتها هو الأساس بدلا من استيرادها من الخارج بتكاليف باهظة، خاصة أن الغرب يستورد المنتجات من أفريقيا ويعيد تصديرها مرة أخري لدول أخري في القارة نفسها بأسعار أعلي، ومن الممكن أن نقوم بهذا الدور بين دولنا خاصة أنه لايزال لدي القارة السمراء الكثير لكي تعطيه.. ويجب علي مصر بذل جميع الجهود الممكنة لتنفيذ الاتفاقية علي أرض الواقع.. ويشير إلي أحد الخطوات التي يجب اتخاذها، وهي الدفع بمبادرة النيباد لإنشاء الطريق البري الذي يربط بين مصر وجنوب أفريقيا، لأن هناك دولا كثيرة انتهت من تنفيذ الطريق داخل حدودها، وأخري يتبقي للانتهاء منه مسافات بسيطة، ويؤكد أن هذا الطريق سيفيد الاقتصاد الأفريقي بصفة عامة لأنه يمر بمعظم الدول. هذا بجانب مشروع لطريق بري آخر، يربط شرق القارة بغربها، ويوضح: إذا تم الدفع بهذه الأمور بقوة وبدء تفعيلها ستؤثر إيجابيا علي القارة، التي تعتبر البنية التحتية مشكلتها الأولي.
وتري السفيرة نميرة نجم المستشار القانوني للاتحاد الأفريقي أن أهم ما يمكن أن تقوم به مصر في البداية لتفعيل الاتفاقية أن تُصدق عليها، لأنها وقعت ولم تصدق، خاصة أن تصديق دولة بحجم مصر سيعطي الاتفاقية دفعة كبيرة، وهو ما جعل القاعة تضج بالتصفيق بمجرد توقيع المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة السابق عليها في تيجالي، ورغم أن دور مصر في التوقيع جاء في توقيت متأخر بالجلسة طبقا للبروتوكول، حيث قام الرؤساء الحاضرون بالتوقيع أولا قبل أن يأتي الدور علي الوزراء، ويرجع هذا الترحيب لأن مصر تعد أحد الاقتصاديات الكبيرة في القارة وتوقيعها يعطي الاتفاقية وزنا وثقلا.
وتشير إلي ضرورة مساهمة مصر في الانتهاء مما تبقي من إجراءات واجتماعات لتفعيل الاتفاقية بجانب دعوة بقية الدول للتصديق لكي تدخل حيز النفاذ، وهو الأمر الذي سيعود علي مصر بالفائدة، لأن اقتصادها منتج، مما يعني أن الاتفاقية تضمن دخول بضائعنا بدون جمارك إلي أسواق دول القارة، وتمنحها قدرة تنافسية كبيرة، فعلي سبيل المثال نستطيع استيراد مواد خام وغذائية من دول كثيرة في القارة تفيدنا في التصنيع، ثم إعادة تصديرها كمنتجات بقدرة تنافسية عالية، ولن يقتصر الأمر علي المنتجات الكبيرة التي يتم تصديرها لأوروبا وأمريكا بل ستشمل المنتجات المتوسطة والصغيرة.
ويضيف د. إبراهيم نصر الدين، أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة: إن أهم الخطوات نحو تفعيل الاتفاقية تتمثل في إنشاء خطوط ملاحية تدعم التبادل التجاري، مثل التي كانت متواجدة في عهد عبد الناصر، بجانب الرجوع لأهل الخبرة وإنشاء مجلس لتنسيق فرص الاستثمار، يقوم بإعداد دراسات جدوي سياسية واقتصادية واجتماعية.
ويري د.محمد نوفل عميد كلية الدراسات الأفريقية أن تفعيل الاتفاقية يحتاج إلي الاهتمام بالبنية التحتية، مثل الطرق التي ستؤدي إلي زيادة التبادل التجاري، خاصة أن القارة بحاجة إلي سوق مشتركة لمواجهة النمو السكاني وارتفاع معدل البطالة بها، وأشار إلي أن مصر تقوم بالفعل بمجهود كبير في البنية التحتية في أفريقيا، حيث ساعدت في إنشاء سد تنزانيا والسكك الحديدية ببعض الدول، كما أن شركات المقاولون العرب والسويدي تعمل في هذه المجالات في أكثر من دولة.
ويشدد علي ضرورة التكامل، عبر الاستفادة من مؤسساتنا العلمية التي تضم نخبة من المتميزين في مختلف المجالات في الشؤون الأفريقية، وتساهم في تخريج كوادر علي قدر عالٍ من الكفاءة، بالإضافة إلي العديد من الأبحاث والرسائل العلمية التي تؤكد علي عمق العلاقات الثقافية مع دول أفريقيا، وأشار إلي أن الكلية تمد الجهات المعنية في مصر بأبرز وأهم الأبحاث في مختلف المجالات، كما شهدت إنشاء وحدة الدراسات المستقبلية لتقديم كل ما تصبو إليه القيادة السياسية في نظرتها للوضع المستقبلي في القارة علي كافة المستويات، والعمل علي تعزيز الهوية الأفريقية.
مصر تنقل تجاربها لتمكين الشباب
أسوان عاصمة للشباب الأفريقي 2019.. وتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل
تتبني القيادة السياسية قناعة بأن الشباب نقطة انطلاق أساسية نحو المستقبل، لا علي المستوي الوطني فقط بل في أفريقيا بصفة عامة.
وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة مرات أن الاهتمام بالشباب يعد ركيزة أساسية في خطة الدولة واستراتيجيتها لبناء الإنسان، وسوف تحتل هذه الرؤية بلا شك أولوية علي أجندة الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، خاصة أن الاهتمام بالشباب أحد البنود الرئيسية في أجندة 2063، ونظرا لاهتمام الرئيس الواضح بقضايا القارة السمراء فقد حرص علي دمج الشباب المصري بالأفريقي ودعم وعيهم الثقافي في أكثر من مؤتمر للشباب، وكان آخرهم النسخة الثانية لمنتدي شباب العالم والذي شارك فيه أكثر من 5000 شاب بينهم أعداد كبيرة من الشباب الأفارقة، حيث أعلن الرئيس في التوصيات الختامية للمنتدي أن محافظة أسوان هي عاصمة الشباب الأفريقي والعربي للعام الحالي، والتي سوف تستضيف خلال الشهور القادمة ملتقي الشباب العربي والأفريقي، لبحث أبرز التحديات والقضايا التي تواجه أبناء هذه الفئة العمرية، كما قرر الرئيس تكليف الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب بتدريب الشباب العربي والأفريقي في مختلف المجالات السياسية.. ومن هذا المنطلق استطلعت »‬الأخبار» عدداً من آراء الدبلوماسيين والخبراء والذين أكدوا علي أهمية رؤية الرئيس السيسي وأشادوا باهتمامه بالشباب لأنهم صانعو المستقبل في القارة الافريقية.
في البداية يقترح السفير أحمد حجاج أمين عام منظمة الوحدة الأفريقية الأسبق إنشاء جامعة أفريقية في أسوان، والتي ستتيح فرصة لدمج الشباب المصري بالافريقي، ويشير إلي أهمية تنظيم المهرجانات الشبابية وذكر التاريخ الأفريقي ودور مصر في حصول دول القارة علي الاستقلال، عن طريق مناهج تُدرس بالمدارس الأفريقية، في المقابل يجب أن تهتم وزارة التربية والتعليم المصرية بتدريس الشئون الأفريقية بطريقة مشوقة.
ويشدد علي ضرورة حسن اختيار العالم الذي يسافر لأي دولة أفريقية، سواء كان من الأزهر الشريف أو الأوقاف، بحيث يكون ملماً بلغة أجنبية وحسن المظهر ومدربا تدريباً جيداً علي كيفية التعامل مع الشعوب الأفريقية، خاصة أن أبناءها ينظرون للأزهر نظرة خاصة.
ويطالب حجاج بتطوير المنح الدراسية الدائمة، خاصة أن الهند تفوقت علينا في المنح الدراسية التي تقدمها حتي أصبح الأفارقة يحبون الجامعات الهندية لأن الدراسة فيها باللغة الإنجليزية.
ويضيف حجاج: علينا تعزيز إنشاء المشروعات في القارة، حتي لا يكون الملاذ الوحيد للشباب العاطل هو الهجرة غير الشرعية التي قد تنهي حياتهم في البحر، خاصة أن مصر قامت بدور كبير في تحجيم الهجرة غير الشرعية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، كل هذا سيؤدي إلي زيادة اهتمام الشعب المصري بالإخوة الأفارقة، لأنه ليس مهتما بشكل كاف.
ويشير السفير أحمد حجاج إلي أن مصر عقدت أكثر من منتدي شباب ناجح جدا حضره عدد كبير من الشباب الأفارقة وهو الأمر الذي سيكون له تأثير كبير، لأن نسبة الشباب في أفريقيا كبيرة جدا، وهم الذين سيكون منهم عماد الادارات الافريقية المستقبلية ويخرج من بينهم الحكام وأي تقدم اقتصادي سيقوم علي أياديهم.
وبدوره يؤكد د.محمد نوفل عميد كلية الدراسات والبحوث الأفريقية بجامعة القاهرة أن أحد خطوات تطبيق أجندة 2063 والتي سوف تركز عليها مصر أثناء فترة رئاستها للاتحاد هي الاهتمام بما تحدث عنه الرئيس السيسي في مؤتمر الشباب السادس، الذي عقد بجامعة القاهرة، حيث شدد علي تطوير البحث العلمي وتثقيف الشباب، وتعزيز الوعي الثقافي المشترك بين الشباب المصري والأفريقي والعمل علي دمجهم وهو ما أكد عليه الرئيس مرة أخري عندما أعلن أسوان عاصمة للشباب الأفريقي، ويري نوفل أن هذه الأمور تؤكد علي الهوية خاصة أن تمكين الشباب سيكون المعول الأساسي في ترسيخ مبدأ القوة الناعمة وتفعيل الدبلوماسية المشتركة للنهوض بالقارة في شتي المجالات خاصة أن أكثر من 40٪ من سكان أفريقيا شباب، وهم الذين لديهم القدرة علي جعل قارتهم فريدة وواعدة، كما أن أي دولة تنهض بشبابها لأنهم صناع المستقبل.. ويضيف: قمنا بتجربة جديدة في جامعة القاهرة بتشكيل مكتب لرعاية شئون الطلاب الأفارقة، وهو مهم جداً لتحسين الصورة المصرية لدي شعوب القارة من خلال الشباب الأفريقي الذين ينتمون لدول مختلفة وساهم هذا المكتب في تذليل جميع الصعاب ولاحظنا الترحيب الشديد بالفكرة بعد أن تحدث الطلاب عنها في سفاراتهم.
ويشير نوفل إلي مشروع آخر لإعداد ألف قائد أفريقي، وتقدم إليه حتي الآن أكثر من 5 آلاف طالب، رغم أنه تم الإعلان عنه في بداية يناير الحالي فقط، ويوضح أن الجامعة ستجري مقابلات جماعية عبر لجان متخصصة، لاختيار الألف شاب من بين المتقدمين لتدريبهم بشكل صحيح.. ويقول: هذه هي القوة الناعمة المطلوبة التي تجعل لنا ثقلا في أفريقيا، وتستطيع أن تواجه الدول التي تصدر لنا الارهاب، ويقول: أتصور أنه اذا استمرت هذه المجهودات علي خطي ثابته سيكون اسمنا الولايات المتحدة الأفريقية وتكون لنا عملة واحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.