كم مرة أعلنت شركات وبنوك وجهات ومؤسسات عن حاجتها لضم موظفين جدد ومن ضمن الشروط كان حسن المظهر؟، كم مرة وقعت عيناك علي ورقة معلقة علي واجهة محل مطلوب موظف أو موظفة للعمل ويشترط حسن المظهر ؟، كم مرة سمعت عن فلان يتجهز رياضياً ليتأهل لاجتياز اختبارات اللياقة المطلوبة للالتحاق بالكليات العسكرية ومعروف أن بدونها لن يقبل ؟، كم مرة رفضت البنت عريسا تقدم لخطبتها لأن كرشه مدلدل ؟، كم مرة رفض العريس الارتباط بها لأنها تخينة ؟، كم مرة بكت عيون أشخاص بسبب فشلهم في خسارة وزنهم الزائد أيا كان السبب ؟، كم مرة كانت الخيبة التقيلة في خراب بيت اتنين متزوجين بسبب ترهل الجسم بعد الزواج ؟ والأهم.. كم حالة كان الحل الوحيد أمامها لحدوث حمل أو شفاء من مرض هو نزول الوزن ؟؟.. كثير، كثير، كثير.. حتي السينما مؤخراً ناقشت مشكلة السمنة المفرطة من خلال فيلمي إكس لارج للفنان أحمد حلمي وحبيبي نائماً للفنانة مي عز الدين ولمست الوتر الحساس في المشكلة ووصلت الرسالة واضحة بأن زيادة الوزن قد تكون سببا مباشرا في تعطل وصول قطار حياة أحدهم لمحطة معينة ينتظرها بشغف، ورغم أن العقل الجمعي هنا مؤمن تماما بتلك الرسالة، إلا أن ردود الأفعال حول دعوة الرئيس لأن يراعي الناس أوازنهم ويهتموا بمظهرهم من خلال ممارسة الرياضة والمشي جاءت لا تخلو من اللماضة والفذلكة وتحريف الكلم عن مواضعه، ردود الأفعال جاءت غريبة وغير منطقية ومنحازة أكثر لاستمرار سير الواحد منا بين الناس يتدحرج كالأنبوبة، صوروا المطالبة بممارسة الرياضة علي أنها رفاهية لا يستطيع صاحب الدخل المحدود تحمل نفقاتها، المشكلة ليست في صاحب الدخل المحدود لأنه يستطيع لو أراد أن يمشي علي قدميه ساعة مثلا يومياً ولن يكلفه هذا مليما أحمر، المشكلة في عقول تعودت علي تسفيه كل شيء حتي النصيحة السليمة، عقول رفضت لمجرد الرفض وتلامضت لمجرد اللماضة وتناست المقولة الخالدة التي كتبت علي جدران مدارسنا جميعا »العقل السليم في الجسم السليم»، حتي مبادرة 100 مليون صحة التي تعد من أفضل ما قدمته الدولة للناس علي مدار سنين طويلة مضت لم تخل أيضاً من الفذلكة واللماضة، إنما الجميل في تلك التجربة أن الشعب الموجود علي الأرض تفاعل معها بشكل إيجابي جداً وهو شعب مختلف تماماً في فطرته وأيدولوجياته عن شعب السوشيال ميديا والرهان علي وعيه لا يخسر أبداً، ليس ضرورياً أن تكون مليونيرا حتي تحافظ علي وزنك، ضروري فقط ألا تتخيل أن جسمك لن يحاسبك يوما ما علي إهمالك فيه خصوصاً رياضياً، ألا تتخيل أن زيادة وزنك ليست بالأمر المهم، وألا تتخيل أن التقييم الحقيقي لا يخلو من تقييم المظهر، من فضلك تجاهل كلام اللماضة وتذكر دائما، يشترط حسن المظهر.. أيوة يشترط حسن المظهر.. أيوة يشترط حسن المظهر.