كانت آية طالبة الثانوي وفتاة قرية الطوناب التي تقع جنوب مدينة إدفو بأسوان هي الأمل الذي يعيش عليه أبو الحسن, فقد كانت كل أمانيه أن يجمعهما سقف واحد بالحلال, فكلما مرت أمام محله الذي يعمل فيه منجدا بالقرية كانت تدغدغ مشاعره فيكاد قلبه يقفز من جوفه ليحدثها عن حبه ورغبته في الارتباط بها. لم يتخيل العاشق الولهان أن يعيش لحظة واحدة بدون محبوبته بعد أن سيطر حبه الشديد لها علي قلبه وعقله, ولكن فتاة السابعة عشرة عاما التي لم تكن تلتفت إليه علي الإطلاق ضربت المثل في الأدب والاحترام النابع من حرص والدها رجب علي تربية أسرته الصغيرة التي تعيش حياة هادئة بلا مشاكل تربية سليمة لاتعرف إلا التمسك بالدين والأخلاق, حتي ظهر هذا الشاب الذي لم يتعد سنه الثالثة والعشرين من العمر محاولا خطب ودها لينصحه أصدقاؤه بالتقدم لخطبتها وطرق باب والدها الذي رفض هذا العرض شكلا وموضوعا, ومع هذا مرت الأيام الواحد تلو الآخر وأبو الحسن لايزال يتمسك بالأمل لعل وعسي أن يفلح في طرق قلب الفتاة للضغط علي أسرتها بالموافقة علي زواجه منها وفي كل مرة كانت آية تصده, فهي لم تكن تفكر إلا في مستقبلها وتجاوز عقبة الثانوية العامة والالتحاق بالجامعة. ومع يأسه وتجاهل آية لمشاعره, تحول الشاب إلي شيطان كل همه هو الانتقام من والدها الذي رفض زواجه من ابنته فقتل الأمل الذي كان يعيش من أجله ولكن لم يكن أحد يتخيل أن انتقامه سيكون بهذه البشاعة. كان كل شيء هادئا في القرية الصغيرة, خرج الأب رجب إلي عمله صباحا تاركا ابنته وابنه بمفردهما في المنزل المكون من طابقين, دون أن يدري أن العريس المرفوض يتحين هذه الفرصة ليخلو له الجو لتنفيذ جريمته, وبعد ساعة من خروجه عاد الأب مهرولا باكيا وهو يري بعينيه بيته وهو يحترق وأهالي القرية يحاولون إطفاء النيران ومساعدة رجال الحماية المدنية الذين انتقلوا إلي القرية بناء علي بلاغ تلقاه مركز شرطة إدفو, حيث نتج عن الحريق وفاة كل من الفتاة أية وشقيقها إسلام14 عاما وجدتيهما أم محمد محمد65 عاما متأثرين جميعا بإصابتهم بحروق من الدرجة الاولي بجميع انحاء الجسم بعد نقلهم إلي مستشفي إدفو المركزي, بالإضافة إلي احتراق الأثاث والأجهزة الكهربائية, ليسقط الأب المكلوم مغشيا عليه, وبعد أن فاق من الصدمة وطبقا لبيان مديرية أمن أسوان أتهم أبو الحسن.ب.ع بقيامه بإضرام النيران بمنزله معللا ذلك بسبب رفضه طلبه الزواج من نجلته. وعلي الفور تمكن ضباط مباحث المركز من ضبط المتهم,وبمواجهته أقر بارتكابه الواقعة لذات السبب و تولت النيابة العامة التحقيق تقرر حجز كل من المتهم ووالدته انتظارا لتحريات المباحث, كما قررت ندب الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية لجثث المتوفين لبيان ما بهم من إصابات, وكذا تحديد سبب وكيفية حدوث الوفاة وبيان عما إذا كان هناك شبهة جنائية من عدمه وإعداد تقرير مفصل بذلك,علي أن يصرح بدفن الجثامين عقب تنفيذ ماقررته النيابة العامة.