للتاريخ رجال حفروا أسماءهم بأحرف بارزة في سطور كتاب المجد ،كانوا يمتلكون الرؤية والبصيرة النافذة التي غابت عن معاصريهم وحددوا أهدافهم جيدا وعملوا بكل دأب وإصرار علي تحقيقها. ولم أجد من خلال قراءاتي في تاريخ مصر الحديث حاكم تعرض لأكبر حملة تشويه عندما أراد أن يبني مصر جديدة مثلما تعرض له مؤسس مصر الحديثة محمد علي عندما أراد أن يغير وجه مصر فاتهموه بالزندقة والكفر والخروج عن الملة لكنه كان شجاعا وواصل مسيرته رغم تعرضه لتلك الحملة الظالمة. وقد تحمل وواجه كل الأكاذيب والشائعات بعزيمة ؛إنه محمد علي الرجل الذي مضي في صنع تاريخه غير مكترث بالاتهامات وواجه بشجاعة حتي نفذ رؤيته .إنه محمد علي البطل الذي أصر علي استكمال مشروعه ومضي في طريق تنفيذ حلمه في بناء مصر الحديثة وبفضل محمد علي ما كانت مصر الحديثة. والتاريخ الذي صنعه يشهد بإنجازاته ودفعه لمصر إلي صدارة المشهد علميا وعسكريا ،واستطاع أن يشكل تهديدا مباشرا للغرب وللدولة العثمانية وأن تدق جيوشه أبواب القسطنطينية،وأن يصل أسطوله لأعماق البحر المتوسط ولا تجد الامبراطورية البريطانية وفرنسا والرجل العثماني المريض بداً من التآمر عليه لكسر شوكة مصر.. ومازالت القناطر والسدود التي أقامها في طول مصر وعرضها تشهد له بالعقلية الفذة وكذا المطابع الأميرية والترسانة البحرية تدل إلي أي مدي كان هذا الرجل يمتلك رؤية لتحقيق هدفه،وكم كان مصرا عليه دءوبا علي تنفيذه دقيقا في التخطيط له. محمد علي نموذج للتصميم علي المجد وعدم الالتفات لمن يحاولون تعطيل المسيرة والضرب بيد من حديد لكل من يصنع المعوقات والمشكلات التي تعترض طريق الإنجاز . هي روشتة جديرة بالتنفيذ للسير بقوة في طريق مصر الجديدة.