بادرة طيبة أن يقرر فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إنشاء مجلس لتطوير التعليم الأزهري قبل الجامعي، من داخل الأزهر ومن خارجه بهدف إعادة التعليم الأزهري »لأمجاده»، وأن يواكب في ذلك أحدث الأساليب التعليمية والتربوية في العالم. فهل فعلا آن الأوان لأن يعيد هذا المجلس أمجاد التعليم الأزهري التي اندثرت نتيجة خلط التعليم الديني واللغوي بمناهج التعليم العام في الستينيات، بهدف التطوير أيضا(!!) وامتداد هذا النهج للتعليم الجامعي الأزهري لتخريج (أئمة) من الأطباء والمهندسين والصيادلة والزراعيين والتجاريين، يغزون ويسدون احتياج الدول الإسلامية في أفريقيا وآسيا بهذا النموذج الديني والدنيوي الفريد، لكن النتيجة في الواقع أننا لا طلنا عنب اليمن ولا بلح الشام من هذه الخطة، لأن التعليم المدمج هذا كان قشورا من هنا وهناك بديلا عن التعليم الديني واللغوي المركز الذي تميز به الأزهر منذ إنشائه(!!). طبعاً العودة للماضي الذي اندثر أصبح أمراً صعباً يحتاج لتغيير سياسة دولة(!!) لكن الأمل كل الأمل في (تحسين) الوضع القائم الحالي، بحيث نخرج طلبة من ثانوية الأزهر حافظين (فعلا) للقرآن الكريم.. ودارسين (جيدا) للأحاديث النبوية الشريفة.. ولقواعد النحو والصرف والتعبير اللغوي السليم.. ليتميزوا عن أقرانهم في التعليم العام الذين يعجز أغلبهم الآن عن كتابة خطاب بلغة سليمة بدون أخطاء إملائية ونحوية فادحة!.. فإذا نجح هذا المجلس المنتظر في تطوير والنهوض بالتعليم الأزهري قبل الجامعي، ليمد الكليات الأزهرية بطلبة علي مستوي جيد وليس ضعيفا كما هو الآن حتي إنهم لا يجيدون حفظ القرآن(!!) فسوف ينعكس ذلك علي التعليم الأزهري الجامعي، ويخرج لنا مستويات (مقبولة) ولا أقول متميزة.. لأن اللي فات مات! وأبسط نتيجة لذلك أن نجد خطباء مساجد لا يخطئون في قواعد اللغة.. ولا أحلم طبعا بخطباء علي مستوي الشيخ كشك والدكاترة مختار جمعة، والأزهري، ومجدي عاشور.. لأني أدرك أن الخطابة موهبة تصقلها الثقافة الدينية والدنيوية.. وسنرضي بقليلنا إذا نجح هذا المجلس الجديد يا فضيلة الإمام الأكبر.. مع رجاء أن يكون أعضاؤه متطوعين ومتبرعين وليسوا طامعين وقابضين!