السودانيون يجتمعون علي مائدة الإفطار يستعد السودانيون لرمضان قبله بشهر من تجديد التوبة وتجهيز المتطلبات الاقتصادية ويحتفظون بخصوصية في محافظتهم علي عادة الإفطار الجماعي خارج المنازل، حيث يخرج عدد من الأشخاص يحمل كل منهم مائدته إلي مساحة خالية وسط الحي أو إلي الطرق أو المساجد بغرض دعوة عابري السبيل والمساكين والفقراء والأصدقاء والجيران.. يصف آدم يونس رئيس برلمان الوافدين السابق بالأزهر تجمعات الافطار الرمضاني التي تضم في العادة الرجال والصبية من أهل البيوت المتجاورة علي جانبي الشارع وقبل مغيب الشمس يقوم الشباب بتجهيز المكان المعد للإفطار، وقبيل أذان المغرب يجلس الرجال فوق هذه المفارش، بينما ينهمك الشبان في احضار الأواني التي تحمل طعام الإفطار وتأتي كل عائلة بطعام إفطارها جاهزًا مجهزًا، وتضعه علي تلك المفروشات حيث يشكل تناول الإفطار عادة اجتماعية أصيلة فيها الكثير من قيم التعاون، فلا يوجد في السودان من يفطر داخل منزله، فنحن ننتظر رمضان عاما بعد آخر لممارسة هذه العادة الاجتماعية التي ورثناها من آبائنا واجدادنا .. ويؤكد أن المائدة الرمضانية السودانية تذخر بصنوف من الأطعمة التي تشارك فيها الموائد العربية والإسلامية الأخري وأشهرها مشروب الأبريه وهو من أشهر المشروبات الشعبية التي يتناولها الناس حيث يصنع من دقيق الذرة وهو قريب من مشروب قمر الدين إضافة إلي التمور وعصائر الفاكهة واللحوم والأرز وغيرها من المكسرات والحلويات، فلايزال الشهر يتميز بروح الجماعة التي تسود فيه وذلك بتبادل الأطعمة بين الجيران إلي جانب حلقات السمر التي يلتف حولها صبية الحي كما يُقبل الناس علي القرآن الكريم بطريقة تستحق الإعجاب والتقدير، حيث تعقد الحلقات في المساجد من بعد صلاة العصر حتي قبيل المغرب بقليل، أما صلاة التراويح فإن الناس في السودان يهتمون بها جدًا، كما هو الحال عند باقي المسلمين؛ وتُقام هناك صلاة التراويح في المساجد أو في الخلاوي والزوايا التي تجمع بعض أهل الحي فيصلون التراويح، ويسمعون المواعظ التي تتخلل صلاة التراويح وتشهد صلاة التراويح إقبالاً ملحوظًا، وحضورًا مشهودًا. • حسام شاكر مدرس مساعد بجامعة الأزهر