في يوم القيامة التي يحتفل به كل أتباع المسيحية كل أحد علي مدار العام، وقد يسأل في خاطرة وتأمل روحي البعض منا : من هو المقتول الذي فزع قاتلوه فحرسوه في قبره ثلاثة أيام ؟ من حرصهم وضعوا علي باب قبره حجراً عظيماً وختموه بالأختام ؟ ويجيب عن السؤال كاهن رائع منذ أكثر من مائة عام ( قرن من الزمان).. واسمه القمص أيوب مسيحة وأستأذن القارئ لعرض بعض خواطره وتأملاته: والحراس حرسوه وكأنه خزانة عظيمة يجب أن يستيقظ حارسها ولا ينام. عند الجلجلة حيث تألم الوحيد لم تنزل الملائكة لتضع حداً لهذا الإجرام. وفي بيت الحكم لما حاكموه لم تدخل الملائكة ليخرسوا هؤلاء الحكام. وكذلك لم يدخلوا معه عندما أودع قبره وتُرك وحيداً في ذلك الظلام. لما نزل إلي أرض الموتي استقبله الأموات كملك أحياهم بعد الحمام. و لما تألم حجب آلامه عنهم ليتمم عمله حتي النهاية والختام. السواعي التي اقترضها النهار من الليل أعطاها له لما أشرق في وسطه كاللهيب. نظرنا أنه خرج وها نحن ننظر القبر مختوماً فأيهما نصدق وكل منهما حق عجيب. جلس الملائكة واحد عند الرأس وآخر عند الرجلين ولم يدوسوا مكان الحبيب قامت مريم وتكلم معها الملاك وبشرها بالقيامة بصوت مرتفع وكلام ليس بغريب. لما تكلم الملاك معها التفتت وهذا هو المدهش إذ لماذا الالتفات الممزوج بالنحيب ؟ لماذا تركت مفاوضة الملاك وقطعت كلامه والتفتت ألعلها خالته من الأكاذيب ؟ لعلها استمعت صوت رجليه في البستان فالتفتت لتنظر ما هو ذلك الصوت القريب ؟ وفي سورة آل عمران (3) : آية 55 » إذ قال الله يا عيسي إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ».