ابراهيم الجوجري التصق بخيوط عديدة حاصرته.. لكنه لم يهتم بها. ظن أنه أكبر منها، فابتلعته، رغم انتصاره خلال 15 عاما مضت علي كل خصومه، أيا كانت انتماءاتهم أو توجهاتهم السياسية.. بمن في ذلك منافسون انتموا إلي الحزب الوطني الذي ينتمي إليه. وكانت بداية إبراهيم الجوجري بالمجلس عام 1995 إذ كان مرشحا مستقل، فضل أن يكون رمزه الانتخابي «الزهرة» وفاز علي مرشح الحزب الوطني آنذاك اللواء سعد الشربيني محافظ الدقهلية السابق. وفي عام 2000 أصبح إبراهيم الجوجري مرشح الحزب الوطني ثم فاز في العام 2005 أيضا، رغم وجود العديد من الدعاية المضادة التي طاردته من خصومه بالدائرة. وفي حين شغل الجوجري إلي جانب عضويته بالبرلمان كنائب عن المنصورة، منها موقع وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشعب، التي تعتبر أقوي لجان المجلس، وعضوية لجنة صياغة الدستور وعضوية المجلس الأعلي للسياسات وأمين مساعد التنظيم بالحزب الوطني إلا أن الحملة الأخيرة التي خطط لها منافسوه نجحت في إسقاطه، رغم أنه كان نائبا للدائرة لثلاث دورات متتالية!! فكان أن تحالف - علي حد قوله - كل من نائب الدائرة السابق علي مقعد «العمال» ممدوح فودة، دافعا بشقيقه وحيد علي مقعده «العمال» بعد أن تحالف الاثنان مع محمد البسيوني، خصمه علي مقعد الفئات ونائب الدائرة الحالي الذي فاز بفارق 6 آلاف صوت مع أقرب منافسيه!! الخلافات الطاحنة كانت قد بدأت تنشب بين نائبي الدائرة السابقين فودة والجوجري بعدما وقف الأخير ضد فودة عندما حاول استقطاع قطعة أرض من حديقة شجرة الدر التي تقع بجوار نادي «الحوار» الذي يتولي فودة موقع رئيس مجلس إدارته. لم يرض الجوجري ذلك وأصر علي الوقوف في وجه فودة ثم أن تنامت العداوة بينهما قبل 5 سنوات، بعدما أكد أن الحديقة ملكية عامة لا يجوز أن يقتطع منها أي شيء لصالح ناد ما.. وهو ما دفع في المقابل فودة لأن يبدأ بالبحث عن تجاوزات الجوجري وأشقائه داخل المحافظة. وكان منها مخالفات البناء للجوجري وأسرته.. واتهامه بالاستيلاء علي أحد الشوارع تمهيدا لضمه للمجمع السكني الذي يبنيه مع أحد رجال الأعمال بالمنصورة. ونجحت الآلة الإعلامية في بعض الجرائد الخاصة التي وجهها فودة في وضع الجوجري موضع المتهم بعد بناء ثلاثة أبراج بأرقي موقع سكني بمدينة المنصورة أحدها ملك والدته وآخر يمتلك له ابن عمه متهمين إياه بعدم تنفيذ القرارات والأحكام القضائية الصادرة في هذا السياق.. وهو ما انعكس علي أسهمه لدي الرأي العام داخل المنصورة. وهكذا شهدت دائرة بندر المنصورة دائرة الجوجري صراعا من نوع خاص علي مقعدي الفئات والعمال في هذه الانتخابات، ولذلك كانت الدعاية فيها أكثر غزارة وتكلفة من أي مكان آخر علي مستوي المحافظة. ورغم اعتقاد الجوجري أنه ذو الحظ الأوفر بين المتنافسين الذين واجهوه وأنه سيكون النائب معتمدا علي أنه صاحب مكانة رفيعة بالبرلمان كوكيل اللجنة التشريعية إلا أن خطة منافسيه كانت أكثر إحكاما وتأثيرا مما وضعه في حسبانه.. فالانتخابات أقرب إلي الحرب.. والحرب «خدعة».. وقد كان خصومه ينتشرون بشكل واسع في ربوع الدائرة معتمدين علي شعبيتهم ودعمهم من قبل بعض المناطق. ومع هذا لا تزال لدي الجوجري قناعة جارفة، بأنه سوف يكون نائب الدائرة في الانتخابات المقبلة!!