وزير التعليم: تدريس اللغة الأجنبية الثانية بالمرحلة الإعدادية بالمدارس الحكومية العام المقبل    رئيس الوزراء يتابع موقف منظومة رد الأعباء التصديرية    بوتين يهاتف رئيس إيران المؤقت ويقدم تعازيه في رئيسي: كان شريكا موثوقا    البيت الأبيض: التقارير عن مصادرة معدات وكالة "أسوشيتد برس" في إسرائيل "مقلقة للغاية"    استبعاد راشفورد وهاندرسون.. قائمة منتخب إنجلترا المشاركة في يورو 2024    الزمالك يعلن إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي    بنزيما يُقرب محمد صلاح من الاتحاد السعودي    المشدد 10 سنوات وغرامة ربع مليون ل3 متهمين لتجارتهم في المخدرات بالمنيا    تجديد الروح وتعزيز الروابط: مرحلة الاستعداد لموعد عيد الأضحى المبارك 2024    سامح شكرى لوزيرة خارجية هولندا: نرفض بشكل قاطع سياسات تهجير الفلسطينيين    الفريق أسامة عسكر يلتقي مدير عام فريق الموظفين العسكريين لحلف شمال الأطلنطي    تفاصيل لقاء الرئيس السيسي ومجلس أمناء مكتبة الإسكندرية (فيديو وصور)    رئيس مكتبة الإسكندرية: الرئيس السيسي يلعب دورا كبيرا لتحقيق السلم بالمنطقة    عبارات تهنئة عيد الأضحى 2024.. خليك مميز    ضمن حياة كريمة، قوافل طبية مجانية بواحات الوادي الجديد    لست وحدك يا موتا.. تقرير: يوفنتوس يستهدف التعاقد مع كالافيوري    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    البنك المركزي يسحب سيولة بقيمة 3.7 تريليون جنيه في 5 عطاءات للسوق المفتوحة (تفاصيل)    جنايات المنصورة تحيل أوراق أب ونجليه للمفتى لقتلهم شخصا بسبب خلافات الجيرة    دعاء اشتداد الحر عن النبي.. اغتنمه في هذه الموجة الحارة    أسوان تستعد لإطلاق حملة «اعرف حقك» يونيو المقبل    تعرف على تطورات إصابات لاعبى الزمالك قبل مواجهة مودرن فيوتشر    الجيش الإسرائيلى يعلن اغتيال قائد وحدة صواريخ تابعة لحزب الله فى جنوب لبنان    مصدر سعودي للقناة ال12 العبرية: لا تطبيع مع إسرائيل دون حل الدولتين    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    محكمة بورسعيد تقضي بالسجن 5 سنوات مع النفاذ على قاتل 3 شباب وسيدة    "السرفيس" أزمة تبحث عن حل ببني سويف.. سيارات دون ترخيص يقودها أطفال وبلطجية    العثور على جثة طفل في ترعة بقنا    جيفرى هينتون: الذكاء الاصطناعى سيزيد ثروة الأغنياء فقط    تأجيل محاكمة 12 متهمًا في قضية رشوة وزارة الري ل25 يونيو المقبل    محافظ أسيوط: مواصلة حملات نظافة وصيانة لكشافات الإنارة بحي شرق    برلمانية تطالب بوقف تراخيص تشغيل شركات النقل الذكي لحين التزامها بالضوابط    مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى.. والاحتلال يعتقل 14 فلسطينيا من الضفة    جهاد الدينارى تشارك فى المحور الفكرى "مبدعات تحت القصف" بمهرجان إيزيس    كيت بلانشيت.. أسترالية بقلب فلسطينى    لمواليد برج الثور.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    أبو علي يتسلم تصميم قميص المصري الجديد من بوما    أمين الفتوى: قائمة المنقولات الزوجية ليست واجبة    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    خليفة ميسي يقترب من الدوري السعودي    «الرعاية الصحية» تدشن برنامجا تدريبيا بالمستشفيات حول الإصابات الجماعية    أفضل نظام غذائى للأطفال فى موجة الحر.. أطعمة ممنوعة    «غرفة الإسكندرية» تستقبل وفد سعودي لبحث سبل التعاون المشترك    «بيطري المنيا»: تنفيذ 3 قوافل بيطرية مجانية بالقرى الأكثر احتياجًا    وزير الأوقاف: انضمام 12 قارئا لإذاعة القرآن لدعم الأصوات الشابة    أفعال لا تليق.. وقف القارئ الشيخ "السلكاوي" لمدة 3 سنوات وتجميد عضويته بالنقابة    يوسف زيدان يرد على أسامة الأزهري.. هل وافق على إجراء المناظرة؟ (تفاصيل)    المالية: بدء صرف 8 مليارات جنيه «دعم المصدرين» للمستفيدين بمبادرة «السداد النقدي الفوري»    في اليوم العالمي للشاي.. أهم فوائد المشروب الأشهر    «الشراء الموحد»: الشراكة مع «أكياس الدم اليابانية» تشمل التصدير الحصري للشرق الأوسط    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    حفل تأبين الدكتور أحمد فتحي سرور بحضور أسرته.. 21 صورة تكشف التفاصيل    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    أمير هشام: علي معلول يعود للملاعب بعد 4 أشهر على أقصى تقدير    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    مساعد وزير الخارجية الإماراتي: مصر المكون الرئيسي الذي يحفظ أمن المنطقة العربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



6 ساعات مع الاعلامي الأمريكي Dr. OZ


!!!zO rD
روزاليوسف تقضي 6 ساعات مع الإعلامي الأمريكي الشهير Dr. OZ h
ثالث أكثر شخصية تأثيراً في العالم
كنت أظن أنه عندما يبتسم فى وجهى نجم معروف أو يقول لى سياسى نصف معروف كلمتين ودودتين أن هذا نوع من التواضع حتى قابلت دكتور «محمود أوز» صاحب أكبر وأشهر برنامج طبى فى أمريكا حتى أدركت أن كل ما كنت أضفى عليه صفة التواضع هو نسخة مضروبة .. وكثيرة التعقيد.. 6 ساعات قضيتها مع الدكتور أوز لم أشعر خلالها بأنه رجل مهم لدرجة جعلتنى أعيش حالة من الازدواج العقلى..
لا أصدق أن يكون هذا الشخص الذى يتصرف ويتحدث إلينا كأى شخص عادى تماما هو ذلك النجم الأمريكى الذى تمنعه نجوميته من نزول الشارع فى أى ولاية أمريكية.. عندما يقع اختيار دكتور أوز على واحدة من جماهير برنامجه الأمريكى الشهير «zO rD» الحاضر فى الاستوديو لكى تساعده فى إحدى الفقرات كما هى عادته تصرخ من هول الفرح وعادة ما تطلب منه أن تحضنه أو تقبله فتقول له «?uoy guh I naC !!!zO rD» فيضمها دكتور أوز إلى حضنه وسط صريخ الجمهور وحماس نسائه بنبرة تعبر عن أمنياتهن كلهن أن يكن فى مكان هذه السيدة المحظوظة.
وهنا قال دكتور أوز ل«روزاليوسف» إنه يحرص على اختيار النساء غير الجميلات بحيث يكن شبه الجمهور.. حتى يقدم مادة تليفزيونية قريبة من قلب الجمهور.. قال ذلك كاشفا واحدا من أسرار نجاح برنامجه الطبى الضخم، وأخذ يتحدث لنا بعد ذلك كاشفا الكثير والكثير من أسرار المهنة فى تلقائية وبساطة.
مع الاعلامية هويدا ابو هيف اثناء تصوير الحلقة
الدكتور محمود أوز هو ثالث أكثر نجم تأثيرا فى العالم حسب قائمة فوربس لأكثر المشاهير تأثيرا فى العالم، كما أنه واحد ضمن قائمة جامعة هارفارد لأكثر 100 خريج تأثيرا فى العالم. إلى جانب كونه إعلاميا شهيرا فهو جراح ماهر ويشغل منصب نائب رئيس جامعة كولومبيا ويرأس معهد القلب والأوعية الدموية كما يرأس برنامج الطب التكميلى فى مستشفى نيويورك المشيخى.
أمريكا عرفت دكتور أوز.. الجراح الأمريكى تركى الأصل فى برنامج أوبرا وينفرى التى كانت تستضيفه بشكل ثابت على مدار 5 فصول من البرنامج حتى قامت مؤسسة «هاربو» الإعلامية المملوكة لوينفرى بعمل برنامج خاص به تحت اسم (Dr OZ)، الذى استطاع منذ الشهر الأول أن ينافس برنامج الدكتور فيل ويهدد مكانته كأكثر برنامج طبى مشاهدة فى أمريكا.
حكى لى دكتور أوز أثناء تناولنا العشاء على مائدة أحد مطاعم الكباب والكفتة عن استمرار علاقته الحميمة بأوبرا وينفرى التى لا تحب دكتور فيل. وتعجبت جدا مما قاله لى: «عندما علم دكتور فيل أن أوبرا تستعد لإطلاق برنامجى الخاص قام هو بإطلاق برنامج «The Doctors» حتى ينافسنى ويقتسم جمهورى فلا أنافسه.. لكنه ولأنه فعل هذا الأمر على عجلة لم يحسن اختيار مقدمى البرنامج».. سألته: «ولماذا لم يحظ برنامج The Doctors بنفس نجاح برنامجك بالرغم من تقديمه مادة شيقة؟».. أجاب: «لأنه برنامج يقوم على 4 مذيعين، والجمهور يميل أكثر إلى المذيع الواحد الذى يتعلق به ويحبه وينتظر مشاهدته».. عدت وسألته: «وهل قياسات المشاهدة تقول بالفعل أنك تنافس دكتور فيل؟».. أجاب: «نعم.. الفروق بيننا تكون طفيفة جدا والمنافسة قوية».. قلت له: «لابد أن هذه المنافسة تعطيك مذاقا حارا للحياة».. أجاب والحماس ينطلق من عينيه اللامعتين: «نعم!! المنافسة شىء رائع ومحفز قوى».
أتيحت لى فرصة حضور تصوير دكتور أوز لحلقة خاصة مع الإعلامية هويدا أبو هيف مقدمة النسخة العربية من برنامجه على محطة ال mbc. منذ 6 أشهر وقع اختيار mbc على الإعلامية هويدا أبو هيف لتقديم النسخة العربية من البرنامج الأمريكى بالمشاركة مع طبيب سعودى. وبالرغم من أن دكتور أوز جاء إلى مصر لقضاء إجازة مع زوجته «ليسا» وبعض الأصدقاء فإنه لم يمانع من زيارة مقدمة النسخة العربية من برنامجه وتصوير حلقة كاملة معها.
بينما يسير أشباه النجوم فى مصر بثلاثة مساعدين و2 بودى جارد جاء دكتور أوز مع زوجته والمخرجة الإنجليزية التى ظلت تضحك وتتحدث إلى الجميع بلطف طوال الوقت.
أَقدم «تامر الشناوى» الماكيير الخاص ب«محمود سعد» نحو دكتور «أوز» وقام بعمله فى صمت دون تدخل الرجل بكلمة واحدة.. ثم توقف ليسأل «أوز» عن الإضافات التى يريد أن يضعها والتعديلات التى يريد أن يجريها.. فقال له «أوز».. « لا أريد أكثر من ذلك».. فاندهش الماكيير الذى كان ينتظر قائمة من الطلبات والإضافات والإزالات كما تعود حتى أنه ظن أن ربما «الإعلامى الأمريكى الشهير لم يعجبه الأداء المصرى».. فطمأنه «أوز» بابتسامة هادئة قائلا: «هذا رائع جدا.. أنا لست نجما بهوليوود».
قلت لزوجته «ليسا» التى كانت ترتدى فستانا أسود بسيطا جدا: «يبدو أن مهام العمل تلاحقكما وتفسد عليكما حتى إجازاتكما».. أجابتنى بابتسامة هادئة: «بالعكس فإن «مهمت»
- أى محمود بالتركية - يحب جدا أن يفعل ذلك.. إنه يعشق عمله».
قدم «أوز» مع هويدا أبو هيف فقرة عن الأكل الصحى من وراء مائدة مليئة بأطباق الخضروات والفاكهة والحمص. وما أن قال المخرج كلمة Stop حتى أخذ أوز طبق الحمص خلسة وأخذ يغمسه بالعيش البلدى بنهم ويدعو كل المحيطين به لمشاركته طلبوا منه ألا يملأ معدته بهذا الطعام حتى يترك مساحة لعشاء الكباب والكفتة.. دون جدوى.
أثناء راحته من التصوير طلبت منه حوارا فرحب بحماس وكاد يشكرنى.. بدأت معه بسؤال هادئ لأمهد لأسئلة أكثر سخونة.. سألته:
أنت دائما تستخدم فى برنامجك عبارات مثل «القاتل السرى».. «المميت الخفى فى منزلك».... «المسبب الأول للموت فى العالم».. ألا ترى أن هذه التعبيرات قد تسبب رعبا للناس أكثر من إفادتهم؟
- أكبر تحدٍ هو أن الناس تظن دائما أنها تعرف كل الإجابات فإذا لم تتمكنى من إقناعهم بأن هناك أمرا ما يجهلونه وعليهم الالتفات إليه فأنت لست على الطريق الصحيح لأنك تقولين المعلومات الطبية على شاشة التليفزيون وليس داخل عيادة.. فيجب أن أقول للناس: «سأقول لكم حقائق لا تعرفونها عن الماء الذى تشربونه أو الفراخ التى تأكلونها»، لكن كل المعلومات الطبية التى أذكرها فى برنامجى تكون صحيحة 100%.. وهذا هو الأهم، ربما تصطحبها موسيقى صاخبة لجذب الانتباه، لكننى لا يمكن أن أقول معلومة طبية مشكوكا فى أمرها.
هل تسمح لى بأن أسألك أسئلة شخصية؟
- بالطبع تفضلى
تجولت عبر بعض المنتديات الإسلامية فوجدت أن كثيرا من المسلمين فخورون بك لأنك دائما ما تعلن أنك مسلم، لكن فى الوقت نفسه هناك البعض الذى يعتبرك نموذجا سيئا لأنك أحيانا تتحدث عن فوائد الخمور فى برنامجك.. ما تعليقك؟
- دون الدخول فى أمور دينية معقدة أنا أرى أن الإسلام ليس بمثابة تعاليم جامدة ومتشددة.. لكن الإسلام هو دين يعلمنا الأمانة، التسامح والتواضع. هناك معلومات علمية قوية جدا تقول إن شرب قدر قليل من الخمر هو أمر صحى.. فلا أستطيع ألا أذكر معلومات تم التوصل إليها على أساس علمى. إذا كنت لا تشرب فلن أنصحك بالشرب، لكن فى الغرب الخمر لها فوائد اجتماعية أيضا فهو الذى تجتمع حوله الأسرة والأصدقاء لتكون هناك روح تشارك وتواصل، وأنا هنا قد أقترح أمورا بديلة لجمع شمل الأسرة كتناول الطعام سويا. الأمر فى نيويورك ليس مثل القاهرة، فلا يمكنك أن تفتح مثل هذا الحوار، لذلك فعلى أن أقابلهم فى المنطقة التى يقفون فيها حتى أتمكن من مساعدتهم.
ما رأيك فى المدرسة التى تعتقد فى وجود حقائق علمية داخل الكتب الدينية «القرآن أو الإنجيل»؟
- لا أعرف، وأفتخر أن أقول إننى لا أعرف. بحثت فى هذا الموضوع وسوف أكون متكبرا إذا أكدت لك أنه لا توجد حكمة شفاء فى الإنجيل أو القرآن. هذا ليس سؤالا يجاب عليه بنعم أو لا، لكننى أومن من قلبى أننا لو تعمقنا فى فهم هذا الأمر سنجد تقاليد علاجية فى الأديان.
لكننى لا أتحدث عن عادات وطقوس علاجية إنما أتحدث عن الذين يؤمنون أن هناك فى الكتب السماوية معلومات علمية كتبت قبل اكتشافها.
- سأقول لك مثالا «قوة الشفاء باللمس» التى يمارسها بعض رجال الدين المسيحيين هل هى حقيقية أم لا؟ ربما يرى كثيرون أنه درب من الخبل والجنون، لكننا لو درسنا معنى الحياة ربما نصل إلى نتيجة مختلفة. الخلية الصغيرة بها حياة، لكن هذه الخلية لا توجد بها طاقة بدون الغشاء الخارجى.
الخلايا إذا اجتمعت ستخلق عضوا.. هل هذا العضو هو عضو حى؟
نعم وبه كمية من الطاقة، لكننا لا نستطيع أن نقيسها. إذا جمعت هذه الأعضاء داخل جسدك فستتجمع لديك كل الطاقة، لكننى سأظل غير قادر على قياسها. عندما تقوم الأم بإمساك يد طفلها المريض فهى تمده بطاقة، لكننا لا نستطيع قياسها. لذلك فأنا لا أفكر فى حكمة الشفاء فى الأديان على أنهم يدعون إلى طب جديد لم نكتشفه نحن بعد، لكن أرى أن المسألة مسألة طاقة علينا أن نتعامل معها. قمت مؤخرا ببحث فى طاقة ال«كيرليان» التى تخرج من أصابع اليد.. الطاقة موجودة، هذا أمر مؤكد لكن هل هذه الطاقة هى قوة شفاء؟
لا أستطيع أن أجزم.
كان ضيفا ثابتا فى برنامج اوبرا وينفرى
فى العالم الحديث العلماء متكبرون ورجال الدين متكبرون أيضا وأنا أحاول أن أقف بينهما لأقرب وجهات النظر.
هل سبق أن ناقشت ذلك الأمر فى برنامجك؟
- ناقشته فى برنامج أوبرا وسوف أقوم بتقديم حلقة أو اثنتين عن الدين والطب. سوف أطرح السؤال الذى يشكل تحديا ولا أريد أن أصل لإجابة حاسمة، أنا فقط أريد أن أجعل الناس تفهم.
وما الدين الذى ستتحدث عنه؟
- المسيحية، وأعتقد أننى سأستضيف كبار قادة المسيحية فى الولايات المتحدة. «يصمت قليلا» وربما استضيف أيضا قادة دين مسلمين وربما أصمم الحلقة حتى أتمكن من استضافة رجال دين يهود أيضا. أريد تقريب وجهات النظر بين الدين والعلم فهذا الموضوع يثير جدلا كبيرا فى الولايات المتحدة.

مع فريق اعداد النسخة العربية من برامجه
دائما ما تعبر فى حواراتك عن افتخارك بعلمانية الدولة التى تنتمى إليها جذورك.. أعنى تركيا.. لكن طالما ظلت العلمانية فى دولنا العربية والإسلامية كلمة سيئة السمعة ويرى كثيرون أنها تتعارض مع الدين الإسلامى.
- أنا فخور لأننى أومن بأتاتورك الذى أخذ قرارا صعبا جدا وهو إعطاء الناس حرية دينية، وأنا أرى أن هذا هو القرار الأمثل بعدما كانت تركيا واقعة تحت الخلافة الإسلامية. الأديان كثيرا ما تستخدم كسلاح تدميرى ومن الأفضل أن يكون الدين قويا وراسخا داخل قلوب الناس ولا يطبق بمحض القانون.
أعمامى الأتراك يذهبون إلى الحج فى مكة لكنهم يؤمنون بأن قرارات أتاتورك كانت الأصلح لدولتهم.. ومن يعلم ربما تصل الدول العربية إلى نفس النتيجة فى يوم من الأيام.
فى رأيك لماذا تعود الحكومات العلمانية الآن إلى التلويح بالدين واستخدامه؟
- أومن أن الحكومات العلمانية قد فسدت ففقدت ثقة الشعوب وقد لجأت للدين لتحتمى به وتستخدمه كأداة لمحاولة استعادة ثقة الناس.
هل أمريكا وقعت فى غرام دكتور أوز.. ؟
- «يضحك»
اسمح لى باستخدام هذا التعبير.. هل وقع الشعب الأمريكى فى غرام الدكتور «مهمت أوز» لأنك تعيش فى عصر أوباما الرئيس الأمريكى الأسود صاحب الأصول الإسلامية؟
- لكننى ظهرت فى برنامج أوبرا بين عامى 2003 و2004 أى قبل قدوم الرئيس أوباما.
دعنى أضع السؤال بشكل آخر.. إذا كان الدكتور «مهمت أوز» قد ظهر على التليفزيون الأمريكى قبل 20 أو 30 عاما هل كان سيلقى نفس الحفاوة والشهرة؟ - قبل 30 عاما.. كان الأمر سيكون صعبا للغاية. أعتقد أن المجتمع الأمريكى بدأ يشهد المزيد من الانفتاح وأعتقد أن تأسيس علم الطب البديل كان أحد الأسباب. فالطب البديل هو عبارة عن عولمة الطب، حيث نتحدث للناس عن أفكار متعددة ونأتى لهم بالوصفات الطبية المثالية من آسيا والدول العربية، وأنا جزء من ذلك. اليوم الشرق الأوسط يستفيد من هذا الحوار المقام بيننا حول الطب والصحة.
ماذا أيضا غير الطب صنع تغييرا فى العقلية الأمريكية لدرجة تجعله يختار رئيسا أسود ويقع فى عشق إعلامى تركى مسلم؟
زوجة ليسا اوز
- المجتمع بدأ يعود لحالة من التواضع. الأمريكان كانوا يعتقدون أنهم يعرفون كل الإجابات فى الدين والاقتصاد والسياسة، لكنهم عندما انفتحوا على العام اكتشفوا أن الآخرين أيضا لديهم إجابات مختلفة وقد تكون أفضل منهم.
دعنا ننتقل إلى نقطة أخرى.. كنا نظن أن الفساد فى المستشفيات هو أمر مقصور على دولنا النامية، لكننا شاهدنا فى برنامج أوبرا نماذج شبيهة فى الولايات المتحدة.. هل الفساد منتشر بالفعل فى مستشفيات أمريكا أم أن أوبرا تبرز نماذج استثنائية؟
- دعينى أختار توصيفا آخر غير كلمة «فساد» لأن الفساد يكون عن عمد وأنا لا أعتقد أن أيا من المستشفيات لدينا تتعمد الأخطاء إنما هى تقع فى الأخطاء بسبب تكاسل الناس.. لذلك سوف أطلق عليها وصف «القصور فى العمل».
ما الذى يؤدى إلى هذا الإهمال فى دولة كبرى مثل الولايات المتحدة؟
- نحن نشاهد بالفعل أطباء لدينا يعطون تطعيمات خاطئة ويجرون عمليات خاطئة ويصفون علاجات قد تقتل مرضاهم، وهذا يعود فى رأيى إلى التقدم الكبير فى التكنولوجيا الذى يؤدى إلى زيادة الأخطاء، ففى مقابل كل دولار يتم إنفاقه على تطوير الطب هناك دولار آخر يتم صرفه لإصلاح الأخطاء الطبية.. لكننى لا أرى أى أعذار فى هذا الأمر.
أنت قمت باستطلاع ضخم عن الجنس تحدثت عن نتائجه كل وسائل الإعلام فى أمريكا.. هل كان مقصورا على الشعب الأمريكى؟
- إنما كان عبر موقعنا على الإنترنت لكل من يدخل عليه وأجاب عنه حوالى 25 ألف شخص.
وهل ترى أن المشاكل الجنسية فى أمريكا هى مماثلة للمشاكل الجنسية فى دولنا العربية؟
- أؤكد لك أنها متشابهة.. فإن خصية الرجل هى مكمن صحته.. إذا زاد وزنه زادت مشاكله الجنسية كذلك كل النساء فى العالم يصبن بجفاف بعد انقطاع الطمث وأنا أعلم الجميع كيف يستمتعون بحياتهم الجنسية.
لكن ألا ترى أن دول الشرق الأوسط هى دول ذكورية مما قد يؤثر على الحياة الجنسية لتلك الشعوب بشكل مختلف؟ الاعتقاد الشائع بأن الجنس لمتعة الرجال فقط.
مع محررة روزاليوسف
- أعلم أن هذا موجود فى عقول العامة، والأمر كان كذلك قديما فى الولايات المتحدة حتى تعلموا أن الجنس أمر صحى وليس أمرا أخلاقيا.. يجب أن نتعلم أن ننقل الجنس من خانة الأخلاق إلى خانة الصحة فإن الحياة الجنسية السعيدة تطيل العمر.
أوبرا ساعدتك على إقامة برنامجك الخاص ولم تخش على نجوميتها.. هل هو أمر معتاد فى بيئة العمل الأمريكية؟ هل الكبار يساعدون الصغار؟ أم يبخلون عليهم بخبرتهم خوفا على مواقعهم؟
- هذا سؤال جيد جدا. فى مجتمعات كثيرة الكبار يأكلون صغارهم.. «يضحك». وفى تركيا الوضع كذلك وأتذكر عندما كنت شابا صغيرا كنت أقول لوالدى أننى أحلم بمكان أجد فيه من يعلموننى لأصبح أفضل منهم وأنا أعلم تلاميذى ليصبحوا أفضل منى.
هل هذا موجود فى الولايات المتحدة؟
- نعم موجود بكثرة.. كل الكبار يعلمون الشباب ليصبحوا أفضل منهم.. هذا التوجه فى العمل يصنع نقلة حضارية لأى مجتمع.
لا توجد أى غيرة؟
- إنما يدركون أن هؤلاء هم المستقبل.. فلماذا يمنعون تقدمهم؟.. نحن ندرك أن الموارد الحقيقية ليست فى البترول والمياه لكنها فى البشر.
لديك نسخة عربية من برنامجك.. هل تعتقد أن مشاكلنا الصحية مماثلة؟ - طبعا.. المشاكل واحدة.. السمنة والمشاكل الجنسية والاكتئاب..
مع زوجته ورحلته الاولى فى مصر
نحن نصاب بالاكتئاب لأننا دول فقيرة لكن لماذا يكتئب الأمريكان؟
- أؤكد لك أن الاكتئاب لا علاقة له بالحالة المادية.. إنما هو أمر يتعلق بالأمل والرؤية المستقبلية. ولأن الدول العربية لاتزال متمسكة بالدين فحتى إذا لم يكن لديها أمل على الأرض فلديها أمل فى الآخرة، لكن كثيرا من الأمريكان لا يؤمنون بالآخرة فيكتئبون.
انتهيت من حوارى مع الدكتور «أوز» وأخذت أدردش مع زوجته «ليسا» التى تتحدث دائما عن عشقه لها وعن أنها السبب وراء نجاحه.. عرفت منها أنها كانت ممثلة مغمورة حتى توقفت عن العمل.. «فى أمريكا إذا تخطيت سن ال30 ولم تنالى شهرة فاعلمى أنك لن تحققى أى نجاح».. تفرغت «ليسا» لأبنائها وزوجها وحققت كل أحلامها فى زوجها حتى إنها هى التى كانت صاحبة فكرة ظهوره على التليفزيون وإقامة برنامج طبى إعلامى..
سألتها عن كيفية نظرة المجتمع الأمريكى لها كامرأة تقليدية لا تعمل وتجلس فى المنزل لتربية الأبناء.. أجابت: «يوجد نساء مثلى فى الولايات المتحدة.. لست الوحيدة لكن مؤخرا وبسبب الأزمة الاقتصادية كثير من النساء نزلن إلى سوق العمل لمساعدة أزواجهن». «ليسا» التى تزوجت «أوز» وهى لاتزال فى عمر ال21 لا تجد مشكلة فى الزواج من رجل مسلم.. قالت ضاحكة: «لن تكون لدىّ مشكلة فى الزواج من مسلم إلا لو قرر أن يتزوج من 4 نساء».. قالت إن عائلتها لم تمانع إنما أحبته جدا. كما أن «أوز» يشاركها فى الذهاب إلى الكنيسة ولم يعترض على اختيار أبنائهم الأربعة للدين المسيحى.. قالت: «بناتى كأمريكيات مستقلات رفضن وضع المرأة فى الدول الإسلامية واعتبارها فى مكانة أقل من الرجل، لذلك فضلون المسيحية و«مهمت» فضل تركهن على حريتهن» وهنا تذكرت «ليسا» عندما كانت فى الإمارات وأخذ هذا الرجل الملتحى الذى يصطحب زوجته المنقبة فى التحديق فى جسد طفلتها التى لم تكن قد تعدت سن ال15 عاما. استطردت «ليسا» فى الكلام: «أنا و«مهمت» نتشارك فى الذهاب لمعابد البوذيين والهندوس أيضا من أجل أن نعيش الخبرة العالمية لممارسة الدين، وكلانا كان يجد صعوبة فى ذلك لأننا تربينا على أديان تدين عبادة الأصنام.. لكننى لا أؤمن أن هؤلاء يتعبدون للتمثال الواقف أمامهم، إنما هم يبحثون عن المعنى العميق والجوهرى لفكرة الإله. سألتها: «هل تصيبك شعبية زوجك بين النساء بغيرة؟».. أجابت: «لا أغير عندما تقبل عليه النساء لكن عندما أجده يلاطف إحداهن بمبالغة أبدى تبرمى».
تعجبت جدا عندما حكت «ليسا» عن الصعوبات التى واجهتها لزواج ابنتها من شاب من الأرثوذكس الشرقيين بينما هى تنتمى إلى طائفة مسيحية مختلفة.. قالت: «ربما الزواج من مسلم أسهل من زواج اثنين من طائفتين مسيحيتين مختلفتين.. حيث إن والد زوج ابنتى أصر على إقامة حفل الزواج فى كنيسة طائفته».
ابنة «أوز» و«ليسا» تزوجت فى سن ال.24 سألت «ليسا»: «ألا يعتبر ذلك سنا مبكرة بالنسبة للمجتع الأمريكى؟».. أجابت «ليسا»: «بالفعل ففى أمريكا سن الزواج قد ارتفع كثيرا ويصل إلى 32 و33 سنة لكن هذا يؤدى إلى مشاكل فى الإنجاب نتيجة نقص الخصوبة وأنا و«أوز» كنا نرفض فكرة أن تعيش ابنتنا مع صديقها بدون زواج».. سألتها: «هل أنت من أنصار محافظة الفتاة على عذريتها؟».. أجابت: «هذا سيكون أمرا جيدا لكنه مستحيل التحقيق فى أمريكا».
ترى «ليسا» أن دعوة الولايات المتحدة الدول العربية لاحترام حقوق المرأة هى دعاوى كاذبة وترى أن على أمريكا أن تتوقف عن شراء البترول من الدول التى تنتهك حقوق النساء بشكل فج.. لكنها تراجعت وقالت: «ربما الدول العربية تحتاج إلى واحدة مثل الملكة رانيا لكى تنادى بحقوق المرأة وألا تأتيها الدعاوى من خارجها حتى لا ترفضها». بعد أن أقنعنا «أوز» بالتوقف عن أكل الحمص بالعيش البلدى اصطحبناه هو و«ليسا» والمخرجة «ليزا» إلى مطعم الكباب والكفتة الذى يطل على النيل وكانت الجلسة ممتعة جدا لدرجة جعلته يكسر كل القواعد الطبية الصارمة التى يفرضها على نفسه وعلى كل فريق عمله.. حدثنا ضاحكا عن صديقه التركى مدير شركة كوكا كولا الذى يغضب منه طوال الوقت بسبب تحذيراته ضد المشروبات الغازية التى تقصف كمية المبيعات الأمريكية كما حكى لنا عن شركة التأمين التى منعت سفره إلى «هاييتى» إلا فى حالة دفع 10 ملايين دولار عن كل أسبوع يقضيه هناك لأن البرنامج أمن على حياته بمبلغ ضخم.. وودعنا ليعود إلى فندقه لينام وينطلق فى اليوم التالى مع «ليسا» ليستكملا إجازتهما فى الأقصر وأسوان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.