الانتخابات التي ينظر إليها كثيرون باعتبارها الأهم في الثلاثين عاما الماضية، احتلت ظاهرة الكوتة جانبا كبيرا من الحدث بعدما أثارته من جدل علي مدي شهور طويلة سياسيا ودستوريا سواء علي مستوي أعضاء البرلمان أنفسهم، أو داخل الأحزاب السياسية أو مؤسسات المجتمع المدني المعنية، ولذلك كان من الملح استعراض القضية بنماذج خاصة واقعية تتعرض إلي الرؤي والأفكار.. ومن هؤلاء ثلاث مرشحات للوطني والمستقل والمعارضة في أسيوط هن علية أبوغدير مرشحة الحزب الوطني «عمال كوتة» وتقول إن أهم القضايا والمشاكل التي تواجه الدائرة هي الفقر وقضية تعليم البنات والبطالة، وأنها سوف تسعي لحل هذه المشاكل عن طريق الاهتمام بالتعليم وجودته بنشر الثقافة والاهتمام بالندوات الثقافية. أما بالنسبة لأجندتها الخاصة بالمرأة فتؤكد أنها جزء من المجتمع لذلك فهي لم تضع أجندة خاصة لها بل أجندة خاصة للأسرة المصرية بأكملها لأنها مرشحة الرجل والمرأة. وستركز فيها كما تقول علي تعليم الفتيات ومواجهة الموروثات القديمة التي تعيق عملية التعليم وإيجاد فرص عمل للشباب من الجنسين لأن من أهم مشاكل الدائرة البطالة، كما ستساعد علي إقامة المشروعات الصغيرة للمرأة المعيلة، حتي تتمكن الأسرة من إيجاد مورد دخل ثابت لها. وعن رأيها في بعض القضايا المثيرة للجدل كتولي المرأة مناصب قيادية في القضاء أو حتي في الدولة، تؤكد أن وصول المرأة إلي منصة القضاء حقها ولا يتعارض مع الدين أو الشريعة لأنه لا يوجد فرق في العمل بين الرجل والمرأة والكل يعمل من أجل وطن واحد، وتشير إلي أن المرأة كانت فقط محتاجة إلي الفرصة حتي تثبت جدارتها، وقد جاءت الفرصة وسيشهد المجتمع بأسره علي دور المرأة في القضاء وسيشجعها علي الاستمرار كما أنني مع وصول المرأة إلي الحكم مادامت أهلاً لذلك وقادرة علي إدارة أمور البلاد. أما عن رأيها في موضوع «كوتة المرأة» فتشير إلي أن الكوتة هدية من الرئيس للمرأة المصرية لمساعدتها في الحصول علي حقها لأن المرأة في الصعيد يصعب أن تأخذ وضعها في ظل الموروثات الثقافية السائدة ضد المرأة هناك لذا فإن الكوتة أتاحت للنساء التنافس علي مقعد البرلمان بعيدا عن الرجال، وستعمل المرأة جاهدة حتي تنجح وتتفوق لتؤكد للرئيس والمجتمع أنها كانت بحاجة إلي هذه الهدية. وحول قضية تولي الأقباط مناصب قيادية في الدولة توضح علية أمينة المرأة وعضو المجلس المحلي أنه لا يوجد تفرقة بين مسلم ومسيحي فكلنا نسيج واحد الفرق بيننا هو عملنا الذي يؤهلنا إلي هذه المناصب. أما بالنسبة لأول موضوع ستطرحه في البرلمان فهو «التعليم الفني» لأنه لا توجد معامل أو ورش لتدريب الخريجين فيها علي الحرف مما يؤدي إلي غياب الخبرة فيما بعد ومن ثم اندثار الحرف نفسها فهذا البرنامج هو موضوعي بالنسبة لمحافظة أسيوط. --- ومن أحزاب المعارضة اخترنا الوفد الذي يخوض الانتخابات بمرشحته «مني قرشي» عضو الهيئة العليا للحزب والتي تخوض الانتخابات علي مقعد «العمال كوتة» أسيوط تقول مني: إن من أهم القضايا التي تواجه دائرتها والتي تضم 11 مركزا البطالة والفقر والمرض. وتشير «مني» إلي أنها ستعمل علي حل هذه المشاكل عن طريق الاستعانة بالجمعيات والمؤسسات الأهلية، فالعمل البرلماني كما تقول مني: ينقسم إلي شقين الأول نقابي، والذي نعمل فيه علي خدمة المواطنين وحل مشاكلهم والثاني تشريعي والذي يقوم فيه العضو بإبداء رأيه في القوانين والتشريعات التي تخص الدولة. وحول أجندتها بالنسبة للمرأة تؤكد مني أن المرأة المعيلة والفقيرة من أهم أولوياتها فضلا عن مشكلة التسرب من التعليم التي تواجه أطفال المحافظة ومشكلة أطفال الشوارع. ولحل هذه المشاكل تؤكد «مني» دور الجمعيات الأهلية التي سيكون لها دور فعال في مساعدتها علي حل هذه المشاكل لأن بالتعاون الجماعي - كما تقول - يمكننا التغلب علي مشاكلنا، كما ستعمل علي إنشاء الكثير من المشروعات الصغيرة لتدريب النساء والأطفال الهاربين من التعليم وأطفال الشوارع بجانب إعادتهم إلي المدارس حتي تتمكن الأسر المعيلة من الاستقرار وإيجاد دخل ثابت لها. وتوضح «مني» أن المنافسة الشرسة التي تواجهها المرأة في الكوتة تصعب وصولها للبرلمان عكس الرجل الذي تضم دائرته مركزا واحدا فقط. أما عن رأيها في تولي المرأة القضاء فتؤكد أنه حقها وهي متأخرة في الحصول عليه، والمفروض أن تكون مصر رائدة وسباقة عن باقي الدول العربية وليس العكس، فأغلب الدول العربية سبقت مصر في تولي المرأة القضاء. وحول مسألة تولي الأقباط مناصب قيادية في الدولة امتنعت «مني» عن الرد ورفضت بشدة ابداء أي تعليق حول هذا الموضوع لأنه سيضر بحملتها الانتخابية. --- ومن المستقلات تقول د.إيمان مهران عضو هيئة تدريس بأكاديمية الفنون: دائرة محافظة أسيوط كبيرة جدا وتضم 10 مراكز وجميعها يعاني من الفقر لأن الحيازة الزراعية قليلة مما نتج عنه فرص عمل قليلة ستقل في المستقبل مما يتطلب سرعة في إنشاء المصانع وتوفير عدد كبير من فرص العمل هذا بالإضافة إلي ضرورة حل مشكلة التعليم وتسرب التلاميذ من الدراسة. وتقول إيمان إنها مؤمنة جدا بأهمية التعليم حتي إن شعارها الانتخابي «نعم بالعلم والتنمية» وتؤكد أنها تحاول أن تعتمد في حملتها علي الشباب لأنهم الأكثر حركة بين الأجيال والأكثر قدرة علي التغيير وتشير إلي أنها تركز في برنامجها الانتخابي علي إعداد كوادر لطرحها في سوق العمل، والعمل علي فتح فرص عمل جديدة وإعداد خريطة لمعرفة مدي احتياج السوق ونوع وشكل الوظائف المطلوبة حتي يتم تقليل البطالة ويكون هناك تناسق بين العرض والطلب. ومع أن د. إيمان مرشحة علي الكوتة إلا أنها تقول إنها ليست مع الكوتة بشكل كلي وذلك لأنها تفصل من وجهة نظرها مقاعد المرأة عن باقي الدوائر ولكنها تقول إنها سوف تواجه كثيرا من المشاكل التي تواجه المرأة من أهمها موضوع الميراث «الرضوي» وهو الذي يمنع أولاد المرأة من الحصول علي حقهم في ميراثهم من الأم في الأرض الزراعية. كما ستواجه مسألة تعليم الفتيات والتسرب منه لأنها تري أن تعليم الفتيات والسيدات سيساعد علي حل الكثير من المشاكل ولكنها تؤكد أنها لن تفصل السيدات عن الوضع العام في المحافظة وستعمل علي حل مشاكل الرجال والنساء كما ستعمل علي تحويل أسيوط إلي بلد سياحي عن طريق تنمية السياحة الدينية عن طريق تحويل مولد العذراء إلي مهرجان دولي والوصول بزائريه من 2 مليون إلي 5 ملايين وعمل مهرجان الإسلام محبة.. عن طريق تحويل مولد أبو تيج إلي مهرجان دولي، وأخيرا إنشاء مهرجان هجن لتسويق العمالة الأسيوطية. وعن رأيها في تولي المرأة القضاء تقول: إنني معه جدا، إننا متأخرون في هذا الجانب الرسمي في الدولة والذي يعمل علي التطوير ولكن أغلب العامة يرجعوننا إلي الوراء، فرفض تولي المرأة القضاء أو أي مناصب قيادية في الدولة انتقص عقلها وحقها في المشاركة، فأنا مع تولي المرأة منصب رئيس جمهورية وأري أنها نجحت في مناصب كثيرة مثل الوزيرة فايزة أبوالنجا التي عكس بعض الوزراء غير الناجحين في وزاراتهم. أما بالنسبة للأقباط فتؤكد أنه لا يجوز تصنيف الناس في المجتمع علي أساس الديانة - فترفض بشدة وضع خانة الديانة في البطاقة مشيرة إلي أن تصنيف الناس علي أساس الدين سيرجعنا إلي الخلف وسيدخلنا في نفق مظلم.. فملف الدين بين العبد وربه ولا يصح حشر السياسة به.