افتتاح مسجد الوحدة المحلية في ببا ببني سويف (صور)    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    عاجل.. تنبيه مهم للمتقدمين بطلبات تصالح على مخالفات البناء    سعر البصل اليوم الجمعة 17-5-2024.. اعرف الأبيض والأحمر بكام    «تقدر في 10 أيام».. موعد مراجعات الثانوية العامة في مطروح    سحب الأراضي المخصصة ل17 شركة في بحيرة باريس بالوادي الجديد (تفاصيل)    إسرائيل تهاجم محكمة العدل الدولية للتهرب من مأزق رفح الفلسطينية    «المستقلين الجدد»: مصر حجر الزاوية في القرارات المعلنة من قمة البحرين    مراسل «إكسترا نيوز»: المدفعية الإسرائيلية لم تتوقف عن قصف رفح الفلسطينية    وصلت ل1000 جنيه، أسعار تذاكر مباراة الأهلي والترجي في إياب نهائي أفريقيا    فيفا يعقد اجتماعًا عاجلًا لمناقشة حظر إسرائيل من ممارسة كرة القدم بسبب فلسطين    اليوم آخر موعد لرفع ملف الأنشطة ل امتحانات الطلاب المصريين بالخارج    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    معلومات عن المراسل الرياضي أحمد نوير بعد وفاته.. ترك أثرا نبيلا في نفوس أصدقائه    حلا شيحا تهنئ الزعيم عادل إمام في عيد ميلاده: «قالي إنتي الوش الفريش»    إطلاق الإعلان الرسمي لفيلم رفعت عيني للسما تزامنا مع عرضه بمهرجان «كان»    أحمد السقا يطمئن الجمهور على الحالة الصحية لأحمد رزق.. ماذا قال؟    دعاء في الجمعة الثانية من ذي القعدة.. اللهم اجعل أهلي من عبادك الصالحين    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    تناولها أثناء الامتحانات.. 4 مشروبات تساعدك على الحفظ والتركيز    كيف ينظر المسئولون الأمريكيون إلى موقف إسرائيل من رفح الفلسطينية؟    أدنوك تؤكد أهمية تسخير الذكاء الاصطناعي لإتاحة فرص مهمة لقطاع الطاقة    حصاد نشاط وزارة السياحة والآثار في أسبوع    اندلاع حريق هائل داخل مخزن مراتب بالبدرشين    افتتاح عدد من المساجد بقرى صفط الخمار وبنى محمد سلطان بمركز المنيا    مؤتمر جوارديولا: نود أن نتقدم على وست هام بثلاثية.. وأتذكر كلمات الناس بعدم تتويجي بالدوري    آخر موعد لتلقي طلبات المنح دراسية لطلاب الثانوية العامة    توخيل يعلن نهاية مشواره مع بايرن ميونخ    كولر: الترجي فريق كبير.. وهذا ردي على أن الأهلي المرشح الأكبر    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    ما هو الدين الذي تعهد طارق الشناوي بسداده عندما شعر بقرب نهايته؟    إيرادات فيلم عالماشي تتراجع في شباك التذاكر.. كم حقق من إنطلاق عرضه؟    جامعة الأقصر تشارك في ختام البرنامج التدريبي لقادة المستقبل    المفتي: "حياة كريمة" من خصوصيات مصر.. ويجوز التبرع لكل مؤسسة معتمدة من الدولة    البنك المركزي الصيني يعتزم تخصيص 42 مليار دولار لشراء المساكن غير المباعة في الصين    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    كيف يمكنك حفظ اللحوم بشكل صحي مع اقتراب عيد الأضحى 2024؟    اليابان: ليس هناك مؤشرات على سقوط مقذوفات كورية شمالية في المنطقة الاقتصادية الخالصة    حركة فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي العائم منفذ لتهجير الفلسطينيين قسريا    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    وفد اليونسكو يزور المتحف المصري الكبير    إحباط تهريب راكب وزوجته مليون و129 ألف ريال سعودي بمطار برج العرب    تفاصيل حادث الفنان جلال الزكي وسبب انقلاب سيارته    افتتاح تطوير مسجد السيدة زينب وحصاد مشروع مستقبل مصر يتصدر نشاط السيسي الداخلي الأسبوعي    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» موضوع خطبة الجمعة اليوم    النشرة المرورية اليوم| انتظام الحركة المرورية بالقاهرة وسيولة بالشوارع والميادين    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    محمد عبد الجليل: مباراة الأهلي والترجي ستكون مثل لعبة الشطرنج    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف بسمة الفيومي.. طريقة عمل الكرواسون المقلي    لا داع للقلق.. "المصل واللقاح" توجه رسالة عاجلة للمواطنين بشأن متحور FLiRT    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ محمود صديق المنشاوي: مستعد للقراءة في المسجد الأقصي ولو بتأشيرة إسرائيلية

«العائلة القرآنية» أو بيت القرآن.. ذلك هو اللقب الذي اشتهرت به عائلة المنشاوي.. فالأسرة السوهاجية تحمل أكبر عدد من القراء بين أبنائها يقارب الأربعين قارئاً، توارث جميعهم قراءة القرآن أبا عن جد.. آخرهم هو الشيخ صديق رحمه الله وأولاده محمد ومحمود وحامد وهو الوحيد الذي اتجه للعمل بالتربية والتعليم وأحيل إلي المعاش وهو بدرجة وكيل أول وزارة التربية والتعليم.
عائلة المنشاوي فخرا منها بإنجازهم الديني غير المسبوق قاموا بعمل شجرة كبيرة لقراء العائلة.. والغريب في الأمر أن أصواتهم جميعا متقاربة جدا لدرجة يصعب فيها علي المستمع أن يحدد من الذي يقرأ، ويجد المستمع تقارباً شديداً في طريقة الأداء والقراءة، وهم لا يعتبرون هذا تقليدا لبعضهم البعض إنما يعتبرونه ميراثا ونهجا خاصا بهم، يتميز به كل من يحمل لقب «المنشاوي».
الشيخان محمد صديق ومحمود صديق انتهجا نهج والدهما منذ البدايات الأولي واشتهر الشيخ محمد رحمه الله بشهرة واسعة لجمال صوته وأدائه، أما الشيخ محمود الأخ الأصغر فقد كان أصغر قارئ يتقدم للإذاعة وكان عمره آنذاك اثني عشر عاما وتم قبوله بالإذاعة منذ المرة الأولي.. ويعتبر الشيخ محمود أيضا أول قارئ للقرآن عبر شاشات التليفزيون المصري في بداية الستينيات.. وكان هدفه أن يتحرر من تقليد أخيه المرحوم الشيخ محمد ونجح وأصبح له شخصيته المستقلة في القراءة وأسلوبه المميز الذي جعله يقترب كثيرا من قراء القمة إلي أن وصل إليها بالفعل، وأصبح ينافس بصوته وأدائه وجماهيريته فطاحل قراء القرآن الكريم.
الشيخ محمود صديق الشناوي ولد عام 1943 بمحافظة سوهاج، وبدأ حفظ القرآن الكريم، وهو في السادسة من عمره علي والده الشيخ صديق الذي بدأ يلقنه حفظ القرآن وهو ابن أربع سنوات، ويحثه علي حفظ السور الصغيرة، إلي أن أتم حفظ القرآن وهو في العاشرة من عمره ثم تلقي أحكام التلاوة وقرأ القراءات السبعة حتي حصل علي شهادة الإجادة والتخصص فيها.
عائليا فالشيخ محمود صديق المنشاوي يجمع بين زوجتين الأولي الحاجة علية أم أولاده ورفيقة عمره، والتي أخذ موافقتها علي زواجه الثاني - تم منذ خمس سنوات فقط - من الحاجة مني الحاصلة علي ماجستير التربية من جامعة سوهاج، وتعمل مدرسة لغة إنجليزية في إحدي مدارس المحافظة حيث رآها الشيخ محمود عندما ذهب لإحياء حفلة في المدرسة وأعجب بها، ورغم فرق السن بينهما والذي يبلغ عشرين عاما إلا أنها وافقت علي الفور لما يتمتع به الشيخ محمود من شهرة واسعة ولشعورها بأن قراء القرآن الكريم لا يمكن أن يظلموا أحدا قط.
وعن هذا يقول الشيخ محمود أنا أعجبت بالحاجة مني لأنها متحضرة ومثقفة ووجدت لديها طلاقة في الحديث، وقبل أن أتقدم لوالدها اتصلت بها تليفونيا لأسالها إن كانت توافق أن تتزوجني ووافقت علي الفور وقالت لي.. أنت الحمد لله سمعة كبيرة، وأنا واثقة أنك لن تظلمني أبدا.
ومن هذا المنطلق ذهبت لأسرتها، واشترطت أن آخذها بالجلباب الذي ترتديه وتكلفت بكل شيء سواء الأشياء الشرعية أم غير الشرعية.. الحمد لله طيلة السنوات الخمس لم أر منها أي شيء يشوب العشرة فهي نعم الزوجة، والذي يرانا يسألني كيف تتزوج يا شيخ محمود من تصغرك بعقدين ؟
فأقول له وما المانع مادام أني لم اشكُ شيئا وهي موافقة.
وماذا عن رفيقة العمر الحاجة علية.. والأبناء ؟
أنا أخذت موافقتها وموافقة الأولاد قبل أن أقدم علي الزواج الثاني ولم يعترض أحد.. فالحاجة كانت مريضة ولم تعد تقدر علي الخدمة.. ولكن رغم موافقتها علي أن أتزوج فإنهما ترفض أن تري ضرتها رغم أنهما تقيمان في عمارة واحدة!
حدثنا عن أبنائك يا شيخ محمود؟
الابن الأصغر صديق خريج كلية الآداب هو الوحيد الذي دخل مجال القراءة وتفرغ لها، ويذهب لإحياء الحفلات والمآتم.. أما باقي إخوته رغم أنهم يحفظون القرآن حفظا كاملا إلا أنهم يعملون في مجالات أخري، فابني الأكبر المستشار أحمد محام عام، وطارق وكيل أول نيابة شرق القاهرة، والمهندس محمد خريج فنية عسكرية ، والمهندس أسامة خريج كلية الهندسة.
والتقطت الحديث الحاجة مني زوجة الشيخ المنشاوي الثانية وقالت: أنا خريجة آداب قسم إنجليزي وأعمل مدرسة إنجليزي في سوهاج، لكن فضلت أن أحصل علي إجازة بدون مرتب لأتفرغ لزوجي، وأنا أعتبر أولاده أولادي لأني لم أنجب منه بعد، وأتمني من الله أن يمن علي بالذرية الصالحة منه.
وعندما سألتها عن فارق السن قالت الشيخ محمود ملئ بالحيوية والشباب اللذين من الصعب توافرهما في الشاب الصغير، ويكفي أنه يغمرني بالحنان، وفي نفس الوقت هو يحتاج لزوجة تسافر معه وتنظم له مواعيد عمله وعلاجه وتترجم له المكاتبات التي تأتيه من الخارج وتقول الحاجة مني: أنا عاتبة علي الإعلام الذي يظهر الزوجة الثانية علي أنها شريرة وتكره أولاد زوجها فأنا علي العكس أحب أولاد الشيخ وأتمني لهم الخير.
أما الشيخ محمود فيتذكر تاريخ حياته ونشأته وحفظه للقرآن فيقول: كان والدي يعمل علي تحفيظي القرآن منذ صغري وكنت أذهب معه إلي الليالي والحفلات وقد لاحظت حب الناس الشديد لوالدي واحترامهم له فأصررت أن أكون مثله.. دخلت الكتاب لأن وقته لم يكن يسمح له بتحفيظي القرآن كله وفي الكتاب أتممت حفظ القرآن كله وسيرة الرسول- صلي الله عليه وسلم- وكان عمري عشر سنوات، ثم التحقت بالأزهر الشريف في سوهاج واجتزت اختبار القرآن بجدارة، وكنت آنذاك أصغر طالب يدخل الأزهر الشريف للدراسة فيه وحصلت علي الابتدائية الأزهرية وكانت الابتدائية قديمًا توازي أكثر من الإعدادية الآن.. كانت الابتدائية قديمًا لها «شنة ورنة».. في ذلك الوقت كان الوالد يصطحبني دائمًا معه في الحفلات والليالي ويجعلني أقرأ معه إلي أن عرفني الناس وبدأوا يطلبونني بمفردي.. ومنذ ذلك الوقت انطلقت في القراءة وكانت أول ليلة أحييها أحصل علي أجر 25 قرشًا في الوقت الذي كان والدي يعطيني مصروفًا شهريًا قرشًا واحدًا، فذهبت إلي والدي وقلت له «خلاص مش عايز مصروف منك تاني».. والآن لو حصلت علي 25 مليونا لن تكون فرحتها مثلما حصلت علي ال25 قرشًا.. وبعد ذلك توالت الأيام وحصلت علي الإعدادية الأزهرية وذهبت للقاهرة لأدرس في المرحلة الثانوية في الأزهر، وكنت دائمًا أحاول أن أوفق ما بين الدراسة والحفلات إلي أن وصلت لكلية أصول الدين، لكني لم أكمل دراستي فيها وخرجت منها في السنة الثانية لأني فضلت أن ألتحق بمعهد القراءات وأصبحت القراءة تمثل شاغلي الأول والأخير، وأعطيت كل جوارحي وكل وقتي ومجهوداتي في القرآن وتعلم القراءات وحصلت علي الشهادة العالية من المعهد وتفرغت للقراءة.
هل تعتبر نفسك مقلدًا للوالد؟
- كلنا كإخوة كنا نعتبر الوالد قدوة، فالوالد غزا الصعيد بأكمله ولا يوجد فيه من لا يعرف الشيخ صديق ويعرف طريقة قراءته وسكناته ووقفاته في القراءة، لذلك نحن كإخوة إتعلمنا القرآن وتربينا علي يد والدنا فبدأنا نأخذ طريقته في القراءة ونأخذ أداءه، لكن الوالد أقوي مني بكثير وأنا لا أعتبر نفسي مقلداً لكنني أسير حسب طريقة والدي، أما إذا قرأت بطريقة الشيخ مصطفي إسماعيل مثلاً أو أي شيخ آخر.. هنا أكون مقلداً ووالدي كان يعلمني كيفية القراءة والوقفات، وكان يعطيني العديد من التحذيرات أهمها أن يكون القارئ متواضعاً وملتزماً ولابد أن يكون قدوة لغيره، ومن هنا كسبت حب الناس.
إذن استمددت شهرتك من شهرة والدك الشيخ صديق؟
- لا أنكر هذا لأنه كان يصطحبني معه في المناسبات وعرفني بالناس ومازالت شهرتي مرتبطة باسمه حتي الآن فسمعة الشيخ صديق دائمًا ما تسبقني عندما أذهب إلي أي مكان.
لأنه كان يقرأ القرآن من أجل القرآن ولم يكن يبغي منه أي شيء مادي لدرجة أن أحد الأشخاص أعطي له مليمًا خطأ بعد إحياء إحدي الليالي بدلاً من أن يعطيه جنيهًا ذهبيًا، وعندما اكتشف ذلك ذهب إلي الشيخ معتذرًا وحاول إعطاءه الجنيه الذهبي إلا أن الشيخ رفضه وقال «نصيبي أخذته».
ويؤكد الشيخ محمود أن هذه الواقعة حدثت لوالده وأن بعض المشايخ الآخرين ممكن أن ترويها علي أنها حدثت لهم هم.
هل حفظت المقامات الموسيقية وتقرأ بها؟
- نعم أنا تعلمتها وهي مهمة لقراءة القرآن لكن ليس بالضروري أن يلجأ من يريد أن يتعلمها إلي موسيقي أو معهد الموسيقي لأنه لو لجأ لهم فيجوز أن يبعدوه عن أداء القرآن الحقيقي، ويكون الأساس هو الموسيقي فالموسيقي هي علم يسير بالنغمة، أما القرآن فلا يتماشي مع الموسيقي دائمًا.. مثلاً نغمة السيكا أو الصبا أو النهاوند بتبدأ بشيء معين وتنتهي بشيء آخر ولها حدود في الطريقة ولكن نحاول نقل القرآن وقراءته بما يتماشي مع هذه النغمات.
فالقرآن مرتبط بعدد حركات معينة.. أما الموسيقي فغير مرتبطة بعدد حركات، والأمر مباح فيها لذلك تجد من يتعلم الموسيقي يجوز جداً ألا يعطي الحروف القرآنية حقها ومستحقها في القراءة، فكل ما سيفعله أن ينتبه للنغمات الموسيقية فالأفضل تعلم المقامات الموسيقية ولكن سماعي بدون دراسة.
ومن الذي قام بتعليمك المقامات الموسيقية؟
- والدي- رحمه الله- وهو تعلمها من المشايخ الكبار أمثال داود حسني وهم الذين علموا الأجيال الكبيرة في الغناء مثل أم كلثوم وعبدالوهاب لكنه لم يتعلمها كدراسة «دو- ري- مي- فا- صول- لا سي» إنما تعلمها كهواية وسمع فقط.
وبأي مقام يجب أن يبدأ القارئ عند القراءة؟
- بداية قراءة القرآن تكون حسب راحة القارئ المهم ألا تكون هناك قراءة نشاز فالقارئ يجب أن يتعلم ما هو المقام التالي الذي يريد أن ينتقل إليه حتي لا ينشز.. فلا يصح أن ينتقل مثلاً من البياتي إلي السيكا مباشرة، لابد أن يتعلم ما هو المقام الأقرب للبياني ثم ينتقل إليه، فالقارئ لابد أن يكون لديه ذوق وحس ويكون حافظاً للقرآن بمعانيه وحواسه وكيفية نزول الآية ونزلت علي من كل هذا يؤثر في القراءة من شيخ لآخر، فمثلاً مع الفارق الكبير المخرج عندما يقوم بإخراج قصة نجده متفانيا فيها ويأتي بحوادثها كاملة أيضاً مع الفارق لابد للقارئ أن يعلم تماماً كل شيء يخص الآيات فيصورها هو حسب تصوير القرآن حتي تصل إلي السامع لأن الموسيقي مأخوذة من القرآن.
ما ظروف انتقالك إلي القاهرة؟
- المرحوم الشيخ محمد أخي الأكبر كانت قد ذهبت إليه بعثة من الإذاعة لكي تسجل له في الصعيد، أي أن الإذاعة كسرت جميع المبادئ وذهبت هي إليه، فقد جرت العادة المتبعة أن القارئ يتقدم بطلب للشئون الدينية ويتم تحديد موعد له للاختبار هذا عادة ما يحدث لأي قارئ يريد التقدم للإذاعة.
ولكن هذا عكس ما حدث مع أخي محمد صديق رحمه الله فقد أمر رئيس الإذاعة أن تسافر بعثة من الإذاعة لتسجل له في أقصي الصعيد وفعلاً جاءت البعثة في بداية الستينيات، وسجلت له ما يقرب من 12 ساعة ولكن للأسف هذا أحدث حساسية في نفوس بعض القراء، فكيف تسعي الإذاعة إلي محمد صديق المنشاوي في حين أن كبار القراء هم الذين يسعون إلي الإذاعة؟ فالشيخ مصطفي إسماعيل مثلاً وهو يعتبر من عتاة القراء وأيضاً الشيخ أبوالعينين شعيشع تم عمل اختبار لهم قبل قبولهم في الإذاعة ماعدا والدي الشيخ صديق وأخي الشيخ محمد صديق المنشاوي وعندما تم إذاعة القرآن بصوته لمع صيته وازدادت شهرته في مصر علاوة علي كل إذاعات العالم وكان لابد من التواجد في القاهرة بجانب الإذاعة من كثرة الطلبات لأن الإذاعة كانت علي الهواء في ذلك الوقت وكان لابد للقارئ أن يكون متواجداً بصفة دائمة وانتقلنا إلي القاهرة عام 62 وكان عمري آنذاك 17 عاماً وتقدمت للإذاعة وقبل التقديم مباشرة كان يوافق يوم ليلة الإسراء والمعراج ففوجئت بمكالمة من رئيس الإذاعة «محمد حماد في ذلك الوقت» وأيضاً اتصل بي أحمد فراج وطلبوا مني إحياء ليلة الإسراء والمعراج في السيدة زينب وكانت غالبية الوزراء موجودين في ذلك الوقت لحضور هذا الحفل الذي افتتحه الشيخ مصطفي إسماعيل وقمت أنا بختمه وقرأت لمدة سبع دقائق فقط لكن عرفتني معظم الجمهورية من خلال هذه الليلة ومنذ ذلك الحين بدأت شهرتي وتقدمت للإذاعة وتم وضعي في البرنامج وقبولي بعد الاختبار من أول مرة واستقررت منذ السبعينيات في القاهرة وكانت الطلبات كثيرة والشهرة أوسع في القاهرة ففيها الشهرة أسهل والوصول إليها أسهل بكثير.
ما رأيك في القراء الجدد الموجودين علي الساحة الآن؟
- بصراحة لا يوجد أي قارئ منذ السبعينيات إلي الآن جاء بطريقة جديدة والقرآن له أصوله وقواعده إذا حاد عنها القارئ حينئذ لا يكون قارئاً للقرآن الكريم.
وهل القارئ الجديد ملتزم بهذه القواعد والأصول أم أن هناك أملاً أن نري قارئاً جديداً له أسلوبه الخاص به؟
- يوجد أمل لكن يجب أن يكون هناك تقييم ومراقبة ولابد من إنشاء مدرسة تتولي تعليم القارئ أصول وكيفية القراءة وأحكامها ومواعيدها حتي لا يصبح مقلداً فالإذاعة ساعدت علي توضيح تقليد القراء وقديماً كان القراء الذين يقرأون في الإذاعة يأخذون من قراء مغمورين لكن لأننا لم نسمع هؤلاء المغمورين فلا نستطيع أن نقول إن فلاناً يقلده أو يأخذ منه.
وإلي أين وصلت مهنة قراءة القرآن اليوم؟
- للأسف أصبحت مهنة يأكل منها القارئ العيش فقط وليست من أجل أن تكون مهمة ورسالة، فلم يعد قارئ اليوم يقرأ بخشوع أو يعرف معني الآيات التي يقرأها وكل ما يهمه فقط هو حلاوة الصوت بغض النظر عن كيفية قراءة القرآن، لذلك أنا لا أشعر بالقرآن ولا أحس به عند سماعي للقراء الجدد لأني استفدت من القرآن وتعلمت منه جميع المثل العليا التي يفتقدها حالياً القراء الجدد فلقد تربينا منذ الصغر علي مائدة القرآن الكريم وما أوصي به القرآن وكل ما جاء به من تبشير وتحذير تعلمناه ونعمل به.
إذاً ما مستقبل القراءة في مصر؟
- المستقبل غير مبشر فلا يوجد أدب مع الله سبحانه وتعالي من قبل القراء ولا يوجد تعليم حقيقي للقرآن، فقراء اليوم يقرأون من أجل المعيشة والحصول علي الأموال فقط لذلك زالت جميع المعاني الجميلة التي تعلمناها وأصبحت غير موجودة في القارئ الجديد فأخلاقيات القراء تغيرت لذلك لا يوجد خير ولا أمل في الجديد وسنظل عاكفين علي سماع الكاسيت والقراء القدامي.. علاوة علي أن قارئ اليوم نجده يجلس في أماكن غير محترمة علي قارعة الطريق مثلاً علي قهوة يدخل مسرح بزيه الأزهري وهذا لم يكن موجوداً قديماً لذلك أصبحت ألزم المنزل ولا أزور أحداً من قراء اليوم.
هل لديك هوايات أخري غير قراءة القرآن..؟
- أحب سماع عبدالوهاب ومشاهدة المسلسلات الدينية في التليفزيون وأوجه من خلال روزاليوسف نداء للمسئولين في التليفزيون بضرورة عرض الآيات والأحاديث التي ينطق بها الممثل أثناء التمثيل علي أساتذة متخصصين لتصحيح الأخطاء التي غالباً ما تكون موجودة بكثرة في المسلسلات الدينية.
كيف سافرت إلي القدس وما رأيك في الدعوة التي ينادي بها البعض الآن بضرورة سفر المسلمين إلي القدس حتي ولو بتأشيرة إسرائيلية؟
- نعم سافرت إلي القدس عام 97 بدعوة من الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس وسافرت بتأشيرة إسرائيلية ولم أجد أي حرج في ذلك ففي سبيل المسجد الأقصي أنا مستعد أن آخذ تأشيرة إسرائيلية ولا أجد أي مانع في ذلك فمن الذي يستطيع أن يخرج إسرائيل من القدس الآن؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.