قلاش: مراجعة المؤتمرات السابقة ضرورة لإنجاح المؤتمر العام السادس للنقابة    أماني ضرغام: تكريمي اليوم اهديه لكل إمراة مصرية| فيديو    وزير الدفاع يلتقي قائد القيادة المركزية الأمريكية لبحث الأزمة الراهنة في غزة    البنك المركزي يربط ودائع بقيمة 655.6 مليار جنيه بفائدة تصل إلي 27.75%    مع ضعف الطلب.. استقرار أسعار النفط بسبب التوتر في الشرق الأوسط    تحقق العدالة والكفاءة.. ننشر مبادئ الوثيقة المُقترحة للسياسات الضريبية «2024 2030»    الشعب الجمهورى : ما تفعله إسرائيل من جرائم بشعة ضد قواعد القانون الدولي    موظفة استخبارات سابقة: ادعاءات أمريكا بخطط روسيا لمهاجمة الناتو كاذبة    وزير الخارجية: ضرورة تكثيف الجهود لتخطي أزمة الشغور الرئاسي اللبنان    وسام أبو علي يمنح الأهلي هدف التقدم في شباك الاتحاد    «عبدالمنعم» يتمسك بالإحتراف.. وإدارة الأهلي تنوي رفع قيمة عقده    بعد الإفراج عنه.. أول تعليق من زوجة عصام صاصا    إليسا تطرح ألبومها الجديد «أنا سكتين»    بعدالإعلان عن إصابته بالسرطان.. محمد عبده يطمئن جمهوره: «أنا بصحة جيدة»    خالد الجندى يشيد بمواقف الدولة المصرية فى دعم القضية الفلسطينية    كيف خلق الله الكون؟ رد قوي من محمود الهواري على المنكرين    نائب رئيس جامعة الأزهر السابق: تعليم وتعلم اللغات أمر شرعي    حكم التدخل في خصوصيات الناس.. «الإفتاء» توضح    وزير الصحة يشهد تدريب العاملين بالوزارة على توحيد مفاهيم الجودة    في اليوم العالمي للربو.. مخاطر المرض وسبل الوقاية والعلاج    من المطبخ الفرنسي.. طريقة عمل دجاج كوك في الفرن    السفير المصري ببوليڤيا يهنئ الأقباط بعيد القيامة    جامعة القاهرة تعلن انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض الطويلة    إصابة 4 أشخاص في حادث سقوط سيارة داخل ترعة في قنا    البورصات الخليجية تغلق على تراجع شبه جماعي مع تصاعد التوتر بالشرق الأوسط    وفد النادي الدولي للإعلام الرياضي يزور معهد الصحافة والعلوم الإخبارية في تونس    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    كيف يمكنك ترشيد استهلاك المياه في المنزل؟.. 8 نصائح ضرورية احرص عليها    «مهرجان التذوق».. مسابقة للطهي بين شيفات «الحلو والحادق» في الإسكندرية    وضع حجر أساس شاطئ النادي البحري لهيئة النيابة الإدارية ببيانكي غرب الإسكندرية    انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لتحلية المياه بشرم الشيخ    سب والدته.. المشدد 10 سنوات للمتهم بقتل شقيقه في القليوبية    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    وزير الدفاع البريطاني يطلع البرلمان على الهجوم السيبراني على قاعدة بيانات أفراد القوات المسلحة    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    الرئاسة الفلسطينية تحمل واشنطن تبعات الاجتياح الإسرائيلي لرفح    انطلاق فعاليات المؤتمر السادس للبحوث الطلابية والإبداع بجامعة قناة السويس    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    حفل met gala 2024..نجمة في موقف محرج بسبب فستان الساعة الرملية (فيديو)    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    بعد الإنجاز الأخير.. سام مرسي يتحدث عن مستقبله مع منتخب مصر    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه.. وسبب لجوئه لطبيب نفسي    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    هجوم ناري من الزمالك ضد التحكيم بسبب مباراة سموحة    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسائل كاميليا إلي البابا شنودة


زوجة كاهن ديرمواس كشفت عورات الكنيسة والمجتمع
رسائل كاميليا إلي البابا شنودة
هل فعلا انتهت أزمة زوجة قسيس دير مواس.. كما قالت الصحف؟
محطة الC.N.N وصفت ما حدث بأن مصر تجاوزت أزمة طائفية بعودة زوجة كاهن اختفت قبل أسبوع.
والحقيقة التي لم تذكرها وسائل الإعلام خاصة الأجنبية منها أنه حادث عادي يقع كل يوم ولكنه تم تحويله إلي أزمة طائفية بفعل فاعل.. فهناك أيادٍ تصر علي تحويل أي مشكلة طرفها قبطي إلي أزمة.
ما يحدث اعتراف من الجميع ومن المسيحيين قبل المسلمين ومن الكنيسة والحكومة بأن الأقباط ليسوا مواطنين كاملي الأهلية.
ليس صحيحا أن النهاية في قضية زوجة قسيس ديرمواس جاءت سعيدة، فالأمر ليس مثل الأفلام السينمائية القديمة والتي تنتهي بعودة البطلة أو البطل وعندها يغادر المتفرجون دار السينما إلي بيوتهم سعداء.
ربما يكون البعض قد ارتاح لهذه النهاية وشعروا أنهم أدوا ما عليهم وأنهم ساهموا في نزع الفتيل قبل أن تنفجر القنبلة، والحقيقة أن النار مازالت مشتعلة تحت الرماد لذا فإن ما حدث درس يجب ألا نتركه.. ورسالة إلي من يهمه الأمر وأولهم البابا شنودة والذي يجب أن يعي رسائل المواطنة كاميليا شحاتة، كما أن المجتمع والأجهزة المسئولة يجب أن تنتبه لدروس هذه الرسالة أيضاً التي ربما ساقها القدر لنا الآن قبل فوات الأوان.
لقد وقع الجميع ضحية ما ضخته كنيسة ديرمواس من معلومات مغلوطة.. ولعبت الصحف ووسائل الإعلام المختلفة دورا رئيسيا في الترويج لحكاية كان مصدرها الوحيد القسيس زوج السيدة المختفية.. ورغم أنه قال في التحقيقات الرسمية إنه لا يتهم أحدا.. إلا أنه سمح هو وأسقف دير مواس بالمظاهرات وفي محاولة لتأكيد القصة المختلقة والمتداولة بين الأقباط، فإن الكاهن أكد في كل تصريحاته أنه لا خلاف مع زوجته وأنهما ينعمان بالحياة السعيدة وأنه تغدي معها وناما بعد ذلك حتي خرج لأحد مهامه الدينية في حين أنه بعد عودة الزوجة السعيدة ثبت أنها هربت من سوء معاملته وأنها لم تجد حلا سوي ترك بيت الزوجية وعدم اللجوء إلي بيت والدها لأنه أعادها لزوجها من قبل عندما اشتكت له في خلاف سابق.
لم يذكر أحد للشباب المتظاهر القادم من مدن المنيا وأسيوط أن كاميليا لها ابنة خالة اسمها لورا كانت متزوجة من كاهن اسمه أمونيوس وهو راعي كنيسة بإحدي قري دير مواس ولكن لورا ضاقت بحياتها الزوجية وقامت بخلع زوجها أمام المحكمة ولم يذكر أحد للشباب الغاضب أن لكاميليا ابن خالة أشهر إسلامه ويقال إنه اضطر لذلك من أجل طلاق زوجته وهذه الوقائع تكشف تماما أن الضغوط في بيت الزوجية دفعت كاميليا إلي الهروب.
لقد لعب صمت الزوج وعدم ذكره الحقيقة.. وتواطؤ الأسقف الذي كان يعرف بالخلافات بين الزوجين دورا في تأجيج مشاعر الغضب لدي شباب الأقباط.
إن نظرة واحدة لما ذكرته الصحف ومواقع الإنترنت يعرفنا إلي أي مدي وصلت بنا الحال وكيف أصبحنا علي حافة المنحدر وفي طريقنا إلي الهاوية.
لقد ذكر موقع «الأقباط متحدون» أن مصدرا موثوقا صرح بأنه «رأي زوجة الكاهن المختفية بالجمعية الشرعية الإسلامية بالمنيا» وقال الموقع «إن هذا ما أكدته بعض المصادر الأمنية والكنيسة».. وبالطبع فإن الخبر المختلق لقي رواجا بين الأقباط المتجمهرين وخطورته ليست فقط أن المعلومات خاطئة ولكنه يكشف لنا كيف تدار الأزمات الطائفية، حيث لا تتم محاسبة أحد ولا عقابه علي ما روج من أكاذيب طالما كانت النهاية سعيدة.. لقد قال الموقع إن المتجمهرين أجمعوا علي أنهم لن يفضوا هذا التجمهر ولن يتركوا مقر الكاتدرائية إلا بعد أن ترجع زوجة الكاهن لمنزلها وأنهم سيخرجون للتظاهر والاعتصام بشوارع القاهرة احتجاجا علي الظلم الواقع عليهم وخاصة بعد وعود الأمن والمماطلة والتسويف من قبل المسئولين .
إن نفس المعاني ذكرتها معظم الصحف دون أي تروٍ أو محاولة للبحث عن الحقيقة بل إن مواقع الإنترنت وبعض الصحف ذكرت هتافات الشباب القبطي مثل «يا كاميليا.. يا كاميليا.. إحنا وراكي لآخر الدنيا» «فين العدل فين الحرية.. فينك يا وزير الداخلية».. «فين الأمن والسلام أمن الدولة كلام في كلام».. ورغم أن الأنبا أغابيوس أسقف دير مواس اعتذر عن هذه الهتافات إلا أن قادة الكنيسة اكتفوا بتوجيه الشكر للوزير وللداخلية وأمن الدولة لدورهم في إعادة الزوجة المختفية لأهلها. وكان يجب أن تكون هناك وقفة أكثر جدية من الكنيسة ضد هذه الهتافات التي كانت يمكن أن تؤدي إلي كارثة.. لقد وصل الأمر برد فعل لأقباط المهجر أن ينشر تعليقا علي أحد المواقع لأحد القراء.. «اثبتوا وتشددوا فجميع أقباط مصر ومسيحيي العالم معكم».. إن ما يحدث علي هذه المواقع دعوي للجهاد المسيحي، لقد كتبت مدونة الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية بعض الهتافات التي رددها الشباب القبطي وهي أقل ما توصف به أنها دعوة لحرق البلد.. «دمنا غرق الشوارع.. وحقنا في البلد ضايع - فين بناتنا المختطفات.. ولا عشان مسيحيات» «يا كنيسة يا قيادة.. إحنا جاهزين للشهادة» ولا أدري كيف سمحت قيادات الكنيسة بهذه الهتافات وهل نستطيع إطفاء النار المشتعلة داخل نفوس الشباب القبطي بعد أن أشعلتها الأكاذيب التي تم ترويجها.
لقد كتبت بعض المواقع لأقباط المهجر وقائع غير صحيحة مثل أن الخيط الأول الذي بدأ يمسك به الأقباط يقود إلي اتهام جماعة الإخوان المسلمين تحديدا بعملية الخطف.. الأخطر ما ذكره موقع مدونة الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية تحت عنوان مظاهرات الأقباط لخطف زوجة كاهن في مسلسل انتهاك الحكومة لشرف الأقباط قالت المدونة: «في ملحمة من ملاحم البطولة القبطية لأقباط مصر الأحرار دافع القبطي وحيد مسيحة عن شرفه وشرف ابنته وكل أقباط مصر بقتله الإرهابي المسلم الذي خطف ابنته مريم واغتصبها وأشهر إسلامها فكان جزاؤه الموت.
والموقع هنا يحكي عن جريمة القتل التي ارتكبها وحيد مسيحة في وقت تزامن بالصدفة مع هروب زوجة كاهن ديرمواس من منزلها حيث قام بقتل زوج ابنته التي أشهرت إسلامها.. وتزوجت من المجني عليه وأقامت معه في قليوب بعيدا عن أسرتها في أسيوط.. والواقعة التي يصورها أصحاب الموقع علي أنها بطولة تكشف ادعاءات خطف الفتيات القبطيات فالزوجة التي قتل زوجها أسلمت قبل اقترانها به بل أنها أصرت علي الإقامة مع أهل زوجها المسلمين والاستمرار معهم بدلا من أن تعود إلي أهلها ولو كانت خطفت بالفعل وأجبرت علي الإسلام لأسرعت بالعودة إلي أسرتها المسيحية بعد قتل زوجها.
إن الحكايات المتناثرة عن اختطاف الفتيات القبطيات تحتاج إلي وقفة حاسمة فإذا كانت هناك حالات اختطاف فيجب أن يعاقب الجاني حتي يكون عبرة لغيره أما إذا كانت حالة هروب من الأسرة للزواج بمن تحب فيجب أن يعاقب مروج شائعة الخطف لأنه بيت الفتنة ويشعل النار في المجتمع لمجرد أنه أحس بالعار لأن ابنته أو أخته تزوجت بمسلم.
إن نفس الأمر يجب أن يحدث أيضا إذا ارتبطت فتاة مسلمة بشاب مسيحي وهربت معه وحاول أهلها الترويج لفكرة الخطف وإخفائها في الأديرة.. لقد حاول بعض الأقباط إلقاء اللوم علي أجهزة الأمن في الحادثة الأخيرة مثل القول بأن وزارة الداخلية قادرة خلال ساعات معدودة علي إعادة زوجة الكاهن المختفية أو أن أجهزة الأمن لم تتخذ الإجراءات اللازمة لإعادة الزوجة وكأن وزارة الداخلية تعرف مكانها أو تتواطأ علي اختفائها أو تتقاعس عن القيام بدورها.. إنها نفس الأجهزة التي وجهت لها الكنيسة والبابا شنودة الشكر علي جهودها في إعادة الزوجة الهاربة.
ما حدث هو خلط للأوراق وابتزاز رخيص وتخيلوا ماذا كان يمكن أن يحدث لو كانت هذه الزوجة لم تظهر حتي الآن أو اختفت في مكان لم تستطع أجهزة الأمن الوصول إليه بسهولة أو استدعي الأمر مزيدا من البحث للوصول إلي المكان الذي اختفت فيه.. هل كانت ستستمر المظاهرات والهتافات الحارقة.. هل كان الأمر سيتطور أكثر ويتم الخروج والاعتصام في شوارع القاهرة مثلما قالت بعض المواقع القبطية وما الذي يضمن في هذه الحالة عدم وقوع صدام بين هؤلاء الشباب والأمن ومن الذي يضمن ألا يمتد الأمر إلي مصادمات بين المسلمين والأقباط علي خلفية أكذوبة أسلمة زوجة الكاهن بالقوة واختطافها لإجبارها علي الإسلام.
هذا السيناريو ليس بعيدا وقد يتحقق في المرات القادمة، بل نتوقع أن يحدث قريبا إذا لم نتصد لهذه الظاهرة المؤسفة، خاصة أن هناك من القساوسة والأساقفة من يغذي حالات الاحتقان لدي الأقباط وينمي فيهم ما يسمي بروح الشهادة والاستشهاد وأن الكنيسة القبطية كنيسة شهداء في مقابل ما يتم الترويج له في بعض المواقع الإسلامية بأن الحكومة تخضع للابتزاز القبطي وأنها تدلل المسيحيين وتنحاز لهم علي حساب الأغلبية المسلمة ويدللون علي ذلك بواقعة وفاء قسطنطين والتي مازال البعض يتصور أنها أسلمت وأن الحكومة سلمتها للبابا بعد تهديده بالذهاب للدير وقيام الشباب القبطي بمظاهرات للمطالبة بإعادتها.. وذلك علي خلفية شائعة بأنها خطفت علي يد مسلم رغم أنها تركت بيت الزوجية بعدما لم ينصفها أحد من زوجها والذي كان قسيسا وهي واقعة تتشابه كثيرا مع حادثة كاميليا زوجة قسيس ديرمواس وبطلة القصة الأخيرة.
إن عددا من الإسلاميين يقولون إن وفاء قسطنطين أجبرت علي العودة للمسيحية ويطالبون البابا شنودة بإظهارها، ويذهب البعض إلي أن قسطنطين ماتت أو قتلت داخل الدير وأنه لهذا السبب يرفض البابا شنودة ظهورها وفي نفس الوقت تقول الكنيسة إن وفاء موجودة ومن يذهب إلي دير الأنبا بيشوي حيث تقيم فسوف يراها، ولكن الغالبية لا تعرفها لأن صورتها اختلفت بحكم السن عن الصور التي تنشر لها بالصحف والتي التقطت لها وقت كانت شابة صغيرة.. وكما تلقي فكرة اضطهاد الأقباط رواجا بين الشباب المسيحي فإن الترويج لمقولة أن الدولة تنحاز للأقباط تجد قبولا وصدي لدي البعض في الشارع المسلم ويدلل بعض الشباب المسلم علي ذلك بأن الدولة تسمح للمسيحيين بالتظاهر والهتاف ضد الدولة ووزارة الداخلية رغم أنها لا تسمح بذلك للمسلمين، كما أن الدولة تتناسي تطبيق قانون منع التظاهر داخل دور العبادة علي المسيحيين عند وقوع أزمات خاصة باختفاء فتاة مسيحية أو الاعتداء علي كنيسة أو من أجل بنائها.
إن مثل هذه الأفكار والتي يري كل فريق أنه مضطهد لصالح الفريق الآخر تنذر بوقوع صدام لن تكون نتيجته في صالح أحد، وهي أول الدروس التي يجب أن ننتبه لها في رسالة المواطنة كاميليا.. إن حشد الشباب القبطي وإن كان حتي الآن لم يؤد إلي صدام ففي المستقبل لن يضمن أحد عدم وقوعه ولعل البابا شنودة يدرك خطورة هذا الأمر وأن تكراره في كل القضايا الكبيرة والصغيرة وأحيانا بسبب شائعة ومعلومات غير دقيقة لن يكون في النهاية في صالح الأقباط والكنيسة والوطن عموما.. وإذا كان النظام استجاب في معظم مظاهرات الأقباط لمطالبهم فإن هذا هو المكسب قصير النظر والذي قد يتحول إلي خسائر ضخمة في المستقبل، فمن غير المعقول أن يظن البابا والأقباط أن المعادلة تتضمن فقط المسيحيين والدولة دون أن تتضمن الطرف التالي والأهم بحكم كونهم الأغلبية وهم المسلمون.
الرسالة الثانية :
هذه هي الرسالة الأولي التي بعثت بها المواطنة كاميليا شحاتة إلي البابا والمجتمع والدولة.. أما الرسالة الثانية فهي أن عددا غير قليل من الكهنة يحتاج إلي تأهيل وربما تحتاج طريقة اختيارهم إلي إعادة نظر فالأمر لا يتعلق بمعلومات دينية فقط وإنما بالقدرة علي فهم المجتمع الذي يعيشون فيه وبالسلوك الذي يحكم علاقاتهم.. فمن غير المعقول أن يقدم كهنة علي الكذب بحثا عن مصالحهم الخاصة أو خوفا من افتضاح سر خاص بهم.. لقد كذب القس تداوس عندما أصر علي أنه يعيش حياة زوجية سعيدة وأن زوجته لم تشكُ منه وأنه لا يوجد مبرر لها لترك منزلها من تلقاء نفسها وهو ما ساعد علي تأجيج الشائعات بخطفها أو أسلمتها والقيام بالمظاهرات.
ومن المؤكد أيضا أن الأنبا أغابيوس أسقف ديرمواس كان يعلم بهذه الخلافات الزوجية ولكن آثر الصمت.. إن هذا الأمر يذكرني بحادثة وفاء قسطنطين أيضا ويبدو أن عوامل التشابه كثيرة فقد كذب بعض الكهنة علي البابا شنودة وادعوا أن وفاء تم خطفها وإجبارها علي الإسلام وهو ما دفع البابا إلي إعلان غضبه وأنه سيذهب إلي الدير احتجاجا، وفيما بعد وعندما أعادت السلطات وفاء إلي البابا اتضح أنها تركت منزل الزوجية بإرادتها.. ولكن البابا مع ذلك لم يعاقب الكهنة الذين كذبوا عليه وكادوا يعرضونه لأحرج موقف في حياته لولا أن السلطات راعت ذلك، ولا أدري ماذا كان سيفعل البابا وقتها لو خرجت وفاء لتعلن أنها لم تخطف وأنها أرادت أن تعتنق الإسلام بإرادتها وأن أحدا لم يجبرها وأنها عادت مرة أخري إلي المسيحية قبل إشهار إسلامها بإرادتها.. هل كان البابا سيصر علي الاستمرار في الدير وهل كانت هناك جهات ستسانده خاصة منظمات حقوق الإنسان العالمية والكونجرس وهي مؤسسات تعلن إيمانها بحرية الاعتقاد.. إن معاقبة الكهنة الكذبة أمر مهم ليس فقط لمصلحة الوطن ولكن لمصلحة الكنيسة ورعاياها من الأقباط فلا يجوز لكاهن أن يداري عجزه وعدم قدرته علي حل مشاكله الخاصة أو مشاكل رعيته بالأكاذيب وأن يستتر وراء مظاهرات غاضبة..إنه من الغريب أن يحتفل المتجمهرون داخل كاتدرائية دير مواس بعودة الزوجة وأن تطلق الزغاريد وتدق الأجراس وتدوي هتافات الانتصار رغم أن الزوجة هربت بإرادتها وأن الحادثة بعد اكتشاف الحقيقة تدعو للحزن وليس للفرح فالكاهن المنوط به حل مشاكل الرعية لم يستطع أن يحل مشكلته الخاصة ولم يتمكن من الحفاظ علي استقرار بيته.
إن الأمر يحتاج بلا شك إلي وضع قواعد لاختيار الكهنة وعدم تركها لأمزجة الأساقفة.. حقيقة أن البابا وضع قاعدة حق الشعب في اختيار راعيه وأنه لا يجوز اختيار قسيس دون موافقة شعب الكنيسة إلا أن الواقع يقول إن أبناء الكنيسة عادة لا يعترضون علي اختيار الكاهن خاصة أنهم يتوسمون فيه النجاح في مهمته ولكن التجربة أحيانا تثبت عدم دقة الاختيار.. وربما يجب النظر أيضا في سن الكاهن فكلما كان كبيرا في السن زادت تجربته وأعتقد أن نفس الأمر ينطبق علي أئمة المساجد والذين يحتاجون إلي مزيد من الدراسة قبل تولي الوظيفة خاصة أنه عادة ما يلجأ إليهم الأهالي لسؤالهم في أمور حياتهم الخاصة والدينية ومن المنطقي ومن المفترض أنه كلما كبر سنهم كلما زاد علمهم.
الرسالة الثالثة :
الرسالة الثالثة من المواطنة كاميليا إلي البابا شنودة خاصة بالأحوال الشخصية للمسيحيين، فها هي التجربة تثبت أن الأمر يحتاج إلي مزيد من الدراسة قبل إصدار القانون، لقد كانت هناك 8 أسباب للطلاق في لائحة 1938 التي يرفضها البابا شنودة، وكان أحد هذه الأسباب استحكام النفور.. لقد اعترف البابا نفسه ربما دون قصد بوجود مثل هذا النفور واستحالة العشرة بين الزوجين في بعض الحالات عندما أمر بذهاب وفاء قسطنطين إلي الدير وعدم عودتها إلي بيتها وزوجها - الذي توفي بعد الحادثة بسنوات - ولو كان قادرا علي لم الشمل بينهما وإذابة الخلافات لعادت وفاء إلي منزلها وأولادها، فلا يمكن أن يكون سبب ذهابها إلي الدير هو محاولة إقناعها بالمسيحية وعدم الإسلام إذ إن الكنيسة والبابا أكدا أنها لم تشهر إسلامها وهو ما يعني أن عدم قدرتها علي تحمل معاشرة زوجها أحد أسباب وجودها بالدير، لقد تكرر استحكام النفور مع كاميليا في الواقعة الأخيرة بديرمواس فلم تطق الحياة مع زوجها القسيس رغم قصر فترة الزواج التي لم تتجاوز عدة سنوات قليلة ولم تجد مفرا من الهروب من بيت الزوجية في رسالة واضحة، وحتي عندما عادت ذهبت إلي بيت تابع للكنيسة وليس إلي بيت الزوجية.
وإذا كان هذا الأمر حدث مع زوجة كاهن من المفترض أنه تم تأهيلها لتحمل مشاق الحياة ومصاعبها وتم تعليمها كيف تكون قدوة لغيرها من السيدات القبطيات، فماذا ستفعل السيدة العادية إذا استحكم النفور بينها وبين زوجها، إن نفس التساؤل حول ماذا تفعل الزوجة الشابة إذا أصيب زوجها بالعجز الجنسي أو بمرض يصعب علاجه أو إذا تغيب الزوج لفترات طويلة وهجر زوجته أو حكم عليه بالسجن لمدة طويلة.. إن الأمر يحتاج إلي دراسة مثل هذه الحالات حتي لا يضطر بعض الأزواج إلي الهروب من المسيحية بحثا عن حل لمشاكلهم الأسرية والاجتماعية، لقد احتج الروم الأرثوذكس لدي وزارة العدل علي استبعادهم من لجنة إعداد القانون وقالوا إن لديهم 8 أسباب للطلاق ولديهم تفسير واسع للآية التي يستند إليها البابا شنودة «لا طلاق إلا لعلة الزني».
وأعتقد أن الحل هو في التوسع في بطلان عقد الزواج كبديل للطلاق، فمن يهجر زوجته أو تهجر زوجها عدة سنوات فقد أخل بعقد الزواج، مما يؤدي إلي بطلانه وفسخه، وإذا أصيب الزوج بالعجز مما يفقده القدرة علي القيام بواجباته فقد أخل ببنود عقد الزواج، إنني هنا أقدم اقتراحا للدراسة يتم الأخذ به لو توافق مع النصوص الدينية وتفسيراتها.
إن تصريحات البابا باعتبار الزواج المدني زني وعدم اعتراف الكنيسة بما يترتب عليه يعني عدم الاعتراف بأولاد هذا الزواج، فأين سيعمد هؤلاء الأزواج أولادهم وماذا لو أرادوا فيما بعد الزواج مرة أخري داخل الكنيسة؟.. الأخطر ما صرح به البابا من أنه لن يسامح الزوج الذي يقع في خطيئة الزني ولن يعطيه تصريحا بالزواج بعد الطلاق مهما طال به الزمن، وهو ما يؤدي إلي انتشار الرذيلة إذ إن هذا الرجل أو السيدة لديه استعداد للوقوع في الخطيئة وربما إذا تم منحه فرصة أخري بعد اختباره لعدة سنوات وحصوله علي شهادة بالتوبة من أب اعترافه لكان هذا أفضل له وللمجتمع، لقد سامح المسيح المرأة الزانية وقال: «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر»، وكثير من القديسين بدأوا حياتهم بالفسق قبل أن يتوبوا ويصبحوا من الصالحين.. إن التضييق علي الأسر المسيحية قد يؤدي إلي مزيد من هروب الزوجات والأزواج إذا ضاقت بهم بيوتهم ولم يستطيعوا إيجاد حل لمشاكلهم أو التوافق مع زوجاتهم أو أزواجهن، لقد زاد العنف في المجتمع المصري وتعددت حوادث القتل بين الأزواج والخوف من زيادة هذه الحالات في الأسر المسيحية إذا زادت الخلافات الزوجية واستحكم النفور بين الزوجين. الرسالة الرابعة
الرسالة الرابعة :
تتعلق بحرية الاعتقاد ومدي الإيمان بها، إن أحد الافتراضات التي طرحت خلال أزمة كاميليا هو أنها تركت بيتها لاعتناقها الإسلام والمظاهرات التي تم تنظيمها كانت تطالب بعودتها بدعوي اختطافها وإجبارها علي الإسلام، لكن بعض المتجمهرين كانوا يدركون أنها لم تخطف، خاصة أن الملابسات تشير إلي ذلك، فالسيدة كاميليا قامت بسحب مدخراتها من البريد وحصلت علي إجازة لمدة أسبوعين وصرفت مستحقاتها من الإدارة التعليمية وأخذت معها مشغولاتها الذهبية، وكل ذلك كان معروفا للمقربين منها، ومن المؤكد أن عددا من المتظاهرين عرفوا به وهذه التصرفات توحي بأن ابتعادها عن منزل الزوجية كان بإرادتها ولم يجبرها عليه أحد ولم يتم اختطافها كما أشيع، ولهذا فإن هؤلاء كان لديهم افتراض أنها هربت لتشهر إسلامها، وهؤلاء روجوا لعلاقة ربطتها بأحد المدرسين من زملائها وأشاعوا أنه من المنتمين للإخوان المسلمين، ولم يحاول هؤلاء الحفاظ علي سمعة سيدة فاضلة أشاد كل من يعرفها سواء جيرانها أو أقاربها أو زملاؤها في العمل بأخلاقها الحميدة، ورغم ذلك تظاهر هؤلاء مطالبين بعودتها، فهل يمكن إرغام أحد علي اعتناق عقيدة لا يؤمن بها وماذا لو كانت هذه السيدة تريد اعتناق الإسلام هل سيرغمونها بالمظاهرات علي العودة للمسيحية أم كانوا يتخيلون أن الحكومة ستخضع وتخاف من المظاهرات وستجبر كاميليا علي ترك الإسلام والعودة للمسيحية، إن كثيرا من المسلمين باتوا يعتقدون أن المسيحيين يطالبون بالدولة المدنية إذا كانت لصالحهم، وينادون بالدولة الدينية مادامت حققت لهم مطالبهم، لقد نادي المسيحيون والكنيسة والبابا بحرية الاعتقاد عندما ظهرت بعض حالات التنصير مثل محمد حجازي الذي سمي نفسه بيشوي ونجلاء الإمام التي أصبحت كريستين، كما تبنوا هذا المبدأ الحقوقي عندما أبدي بعض الأقباط الذين أسلموا رغبتهم في العودة للمسيحية وأقاموا دعاوي قضائية يطالبون فيها باعتراف مصلحة الأحوال المدنية بديانتهم الحقيقية وإثباتها في بطاقات الهوية، ولكن نفس هؤلاء رفضوا أن تشهر سيدة إسلامها أو تبدي رغبتها في ذلك، وعندما هربت سيدة أخري وظن البعض أنها أسلمت تظاهروا مطالبين بعودتها ونسوا مبدأ حرية الاعتقاد، لقد كان أولي بالبابا أن يطلب من المتظاهرين العودة لبيوتهم وأن يطلب من الكهنة الاهتمام بالرعية حتي لا يتركوا المسيحية، وأن يطلب من الدولة حماية حرية الاعتقاد. إن الحماية الحقيقية للبلد في الدولة المدنية، ولهذا انزعج البعض ومعهم كل الحق عندما صبت تصريحات البابا شنودة في قضية طلاق وزواج الأقباط في طريق الدولة الدينية، وكلنا نذكر ماذا حدث للأقباط عندما قويت شوكة الجماعات المسلحة المتأسلمة «وليست الإسلامية» في الصعيد في التسعينيات من القرن الماضي، وكانت تهدف إلي إقامة دولة دينية ووقتها استهدفت الأقباط والكنائس ووقتها أيضاً لم يكن يجرؤ مسيحي علي التظاهر والمناداة ببناء الكنائس وربما في هذه الفترة كان هناك خطف لفتيات مسيحيات وهو ما يغزل عليه بعض الأقباط الآن، والمؤكد أنه لولا المسير خطوات في اتجاه الدولة المدنية لما ارتفعت الأصوات بالمطالب القبطية مثل حق بناء الكنائس.. إن رسائل المواطنة كاميليا ليست فقط للبابا، ولكنه معني بها بالدرجة الأولي وهي أيضا موجهة للمجتمع كله وللحكومة ولرعاة الدولة المدنية، علينا أن ننتهز الفرصة التي أعطتها لنا كاميليا لنطرح كل الأفكار ونصحح مسارنا ومسيرتنا تجاه الدولة المدنية التي ننشدها فهل ننتهز الفرصة أم تضيع مثل كل الفرص الضائعة من قبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.