بعد خمسة أيام فقط انتهت أزمة كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس بظهورها ليلة أمس الأول الجمعة فى مقر أمن الدولة بالقاهرة، ثم اختفائها فى الكنيسة، قبل توجهها إلى «مكان غير معلن لتستجم فيه»، حسب تعبير الأنبا أغابيوس أسقف دير مواس. وعاد فجر أمس السبت نحو مائتى متظاهر من أقباط دير مواس من القاهرة إلى منازلهم، بعد انتهاء أزمه زوجة الكاهن، وكان طريق العودة إلى المنيا سهلا، لم يستغرق سوى خمس ساعات، من الثانية عشرة مساء الجمعة الماضية حتى الخامسة فجر أمس السبت، فأكمنة الشرطة على الطريق الزراعى لم تستوقف العائدين لدير مواس، كما فعلت عندما تحركوا إلى القاهرة للتظاهر فى الكاتدارئية الكبرى بالعباسية قبل ثلاثة أيام للمطالبة بالكشف عن مكان السيدة كاميليا. ظهرت كاميليا شحاتة زوجة الكاهن الشاب تداوس سمعان رزق، فى مكتب أمن الدولة بالقاهرة مساء الجمعة، حيث استلمها أهلها فى صمت، وتحرك الأنبا أغابيوس أسقف دير مواس لمقابلتها فى العاشرة والنصف مساء بدير مواس، ثم ذهبت كاميليا لمكان غير معلن، بعد وصولها الكنيسة، لتستجم، ثم اتصل الأنبا أغابيوس بالمتظاهرين ليعلن فض الاعتصام بعد اكتشاف أن «كاميليا كانت لدى إحدى صديقاتها ولم تكن مخطوفة منذ خمسة أيام»، هذا ما أعلنته الكنيسة وأعلنه رجل الأعمال القبطى وعضو مجلس الشورى المنتخب عيد لبيب، وهى الرواية التى لا ترضى جميع الأطراف. عضو مجلس الشورى عيد لبيب أكد أن كاميليا كانت على خلاف مالى مع زوجها، وأنها سحبت ما تملكه فى دفتر توفير البريد وتركته لزوجها فى المنزل ثم غادرته لتختفى خمسة أيام، نافيا أن تكون كاميليا قد أشهرت إسلامها أو أن يكون الخلاف بينها وبين زوجها وصل إلى هذا الحد. وهو نفس ما أكده رجل الأعمال القبطى هانى عزيز المقرب من البابا بالقول «هذا الموضوع ما هو إلا خلافات زوجية بين الكاهن وزوجته أدت إلى قيام الزوجة بالاختفاء عند أحد اقاربها، ولكن ما لبثت ان هدأت الأمور وقد تم تسليمها إلى أهلها». نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان، على الجانب الآخر، أشاد ب«الدور البارز الذى لعبته أجهزة الأمن والأجهزة القيادية المعنية فى الحكومة من احتواء أزمة اختفاء زوجة كاهن دير مواس «وشدد على ما سماه» الحكمة البالغة التى تحلت بها الأجهزة التنفيذية رفيعة المستوى من أجل فتنة طائفية كانت يمكن أن تعيد تكرار أزمة وفاء قسطنطين»، وطالب البابا شنودة بإصدار قرار بابوى يمنع عمل زوجات الكهنة خارج الكنيسة. الأنبا اغابيوس، مطران مركز ديرمواس قال انه لا يوجد أى سبب دينى فى واقعة اختفاء زوجة الكاهن، وهو عكس ما قاله ل«الشروق» قبل يومين، وأضاف ان الكنيسة كانت على علم بوجود خلافات عائلية بينها وبين زوجها وأن البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية، كان على علم بالواقعة وكان يتابع الموقف أولا بأول. وكان البابا قد أعرب عن شكره لقوات الأمن عن تحركها السريع للوصول إلى زوجة الكاهن المختفية، فضلا عن رفضه الشديد لكل مظاهر «إثارة الفتنة». ونقل عنه أحد أعضاء السكرتارية المرافقين له فى الولاياتالمتحدة أنه أجرى اتصالا هاتفيا بالأنبا أغابيوس وبخه فيه على التصريحات النارية التى أطلقها إبان اشتعال الأزمة، «والتى تسببت فى تهييج الأقباط بلا داع وتظاهرهم فى الكاتدرائية». أما كمال غبريال الناشط الحقوقى صاحب كتاب البرادعى والثورة الخضراء فطالب بمحاسبة المسئولين عن إثارة الرأى العام فى القضية وأضاف «إذا كانت زوجة الكاهن قد تم اختطافها فعلى القضاء محاسبة من اختطفها، وإن كانت على خلاف مع زوجها ورجال المطرانية دفعوا الأقباط للتظاهر، فهذه إثارة وتحريض للرأى العام يجب أن ينال المسئول عنها حسابه».