فى جمهورية التشيك - ودى تبقى فى قلب «أوروبا» عدل - لاتجد الحريم هناك تعارضاً بين العمل فى السياسة من ناحية؛ وكونهن مزز - جمع مزة - من ناحية أخرى؛ ومن هذا المنطلق وحده قررت هؤلاء النسوة تبنى أجندة مختلفة للعام الجديد ترفع شعار «سياسة المزز»؛ فتذهب المرأة من دول الصبح إلى البرلمان لتمثل الشعب وتثير أهم قضاياه؛ وفى المساء والسهرة تمثل برضه لكن أمام المصورين ولا أجدعها نجمة إغراء أو فيديو كليب عندنا من أجل صورة تثير بها الشعب نفسه هذ المرة. التجربة بدأتها عضوات البرلمان التشيكى، لأنهن من الآخر زعلانين ياولداه من الصورة السلبية التى يتخيلها الناس عن السياسيات باعتبارهن ستات مش قد كده.. وقالبين على رجالة شوية؛ فقررن - بربطة نون النسوة كده - خوض حملة لاستعراض مواهبهن الخفية التى لايعرفها الشعب التشيكى الصديق؛ والدخول علناً فى منافسات حامية مع الممثلات وفتيات الإعلان والموديلز وخلافه، إذ إنه لابد بقى من التقاط صور إيجابية توضح الأنوثة إللى على أصلها؛ ومش كده وبس.. لأ وكمان طبع هذه الصور الإيجابية على بوسترات نتايج السنة الجديدة عشان تبقى سنة تشرح قلب الشعب، سواء اللى انتخبوا هؤلاء النسوة أو حتى اللى استخسروا يصوتوا عليهن! الشىء الغريب بقى فى الموضوع يا كباتن أن الشعب بمجرد ما شم خبر النتايج الشفتشى وما تحويه من دلع سياسى، إذ فجأة الجماهير الغفيرة تنزل عن بكرة أبيها - حلوة قوى مسألة بكرة أبيها دى - المهم تنزل الشوارع والمكتبات تبحث عن نسختها من نتايج 2011 الحزبية المصورة قبل ما السنة تبدأ أصلا، حتى إن الدفعة الأولى خلصت كلها!! منتهى الترويج السياسى النسائى من غير لا كوتة ولا يحزنون! معظم العضوات الموقرات تبع حزب «الشئون الشعبية السياسى»؛ وشوف يا أخى بعد كل اللى اتعمل ده ولسه الحزب يعتبر من أهم الأحزاب المحافظة!! وهو حزب تأسس سنة 2001؛ وتتركز أهدافه فى تطوير أمور السياسة الداخلية؛ ونشاطه أصلاً يتعلق بتطبيق الديمقراطية المباشرة! ويمكن للناخب الاقتراع على السياسات الحزبية المختلفة من خلال الإنترنت؛ والغريب أن هؤلاء العضوات المزز اندهشن بشدة من الاعتراضات اللى نزلت فوق دماغهم.. إشى منظمات المرأة.. وبتوع المجتمع المدنى.. وحقوق الإنسان.. ونشطاء السياسة؛ وكل ده كان ليه على رأى عبدالوهاب؛ قال عشان البوسترات دى بتصب فى تيار تسليع المرأة -بالعين.. أى تحويلها لسلعة - وكأنك يابوزيد ما غزيت!! مزز السياسة التشيكى ماسكتوش وأكدن أنه «مش عشان الحزب محافظ يقوم أعضاؤه يلبسوا الوش الخشب عدم اللامؤاخذة.. إذ إن برضه السياسة لازمها شوية ليونة عشان العملية الديمقراطية تمشى؛ وهى وجهة نظر ليها احترامها بقى، خاصة أن هؤلاء الحريم الحزبى بيقولوا إن الليونة الحزبية هى اللى رفعت مستوى تمثيل المرأة فى البرلمان التشيكى؛ وهن لازلن فى انتظار المزيد من المشاركة الحريمى بعد انتشار المزيد من الأفكار الثورية اللوذعية المهلبية اللى زى دى! كاترينا كلاسنوف مثلاً تبقى نائب المتحدث الرسمى باسم مجلس النواب، شايفة إن البوسترات لما تبقى أبيض وأسود تزود أناقة ورقة وغموض العضوة من دول، كست فى الأول والآخر، بخلاف أنها تظهر فى الوقت نفسه حزمها وثقتها كقيادة سياسية؛ وقد اختارت الأخت النايبة أن تكتفى بباروكة صفرا، وعدم اللامؤاخذة حمالة صدر وجيب قصيرة باللون الأسود؛ وسمت نفسها فتاة يناير! ويظهر أن الحكاية سخنت قوى مع رفيقات الكفاح الحزبى فقامت الأخت «كاترينا كوتشى» كبيرة مفاوضى «حزب الشئون الشعبية» قررت تبقى فتاة «ديسمبر»؛ وعنها ولبست شراب - أى والله يازملا - شراب أسود وبأستك من فوق على توب قصير ساقط من على الكتف لزوم الشكس؛ وخد عندك بقى 12 مزة من رموز الحركة السياسية الحريمى التشيكى اللى بالبيجامة واللى بالشورت واللى بالمايوه؛ وكل واحدة ليها شهر؛ باسمها.. لدرجة أن المواطنين التشيك بدأوا ينسوا الأسماء الأصلية للشهور.. وآدى النتيجة يا سيدى!