قبل أن تبرد انتخابات الشوري.. وضعت انتخابات الشعب أوزارها، وبدأت تتشكل ملامح الصراعات بين الراغبين في الترشح، وبالأخص علي قائمة الحزب الوطني.. وهي الحالة الأكثر وضوحًا في دائرة أتميدة بمحافظة الدقهلية، بعد أن سعي المهندس «أسامة الشيخ»- رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون- لتجربة حظه للمرة الثانية بعد إخفاق سابق عام 2000 وإن كان هذه المرة يحاول جاهدًا أن يكون مرشح الحزب الوطني في الدائرة، بعد تواتر أنباء عن عدم التجديد له في رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون في نوفمبر القادم. «الشيخ» رغم عدم تمتعه بشعبية يعول علي مساندة الحزب والتنسيق مع «مرتضي منصور» النائب الأسبق عن الدائرة، والذي كان قد أعلن دعمه ليوسف مقلد في إحدي المناسبات هناك، وأنه سوف يمتنع عن الترشيح في «اتميدة» وسوف يجرب حظه في دائرة الدقي، إلا أن اتفاقاً وتنسيقا بين «الشيخ» و«مرتضي» لدعم الأول في مقابل «يوسف مقلد» أو النائب الحالي «عبدالرحمن بركة». المشهد في «أتميدة» يتصدره المهندس القبطي «يوسف مقلد» من أبناء مدينة «دماص» ويرأس مجلس إدارة مجموعة شركات ومصانع مصر إيطاليا للصناعات الغذائية ومطاحن مصر إيطاليا لصناعة المكرونة بدمياط الجديدة، ويعتبر من أكبر رجال الأعمال في محافظة الدقهلية. اللافت أن «أسامة الشيخ» كان أحد الداعمين بقوة لترشح «مقلد» بل قام بتعليق لافتات تأييد له في الدائرة، إلا أن قراره واستعداده للترشح والسعي للحصول علي غطاء الحزب الوطني يصب في صالح النائب الحالي «عبدالرحمن بركة» الذي سيستفيد من تفتيت الأصوات، حيث ستذهب كوتة أنصار «مرتضي منصور» الممتنع عن الترشح هناك بين «الشيخ» و«مقلد» والتي كانت ستصب جميعها في صالح المرشح القبطي، إلا أن «بركة» المتمرد علي عباءة الحزب ونجح في الدورة السابقة في اقتناص المقعد البرلماني رغم ترشحه كمستقل سوف يستفيد من هذا التفتيت ويعمل علي إدخال الشيخ للمعركة الانتخابية. لا يغيب عن المشهد في الدائرة الملتهبة مرشح الإخوان المسلمين «شفيق الديب» الذي دخل جولة الإعادة في الانتخابات السابقة أمام «بركة» رغم أنه كان متفوقًا في الجولة الأولي، مما يجعل هذه الدائرة وهذا المقعد الأكثر اشتعالاً في انتخابات الشعب القادمة حيث تفاعل معها الأهالي بشكل كبير وتشهد عادة أحداث عنف وبلطجة تزيد من سخونة المشهد.