مرت ذكراها. ومضت السنون على رحيلها. لكنها كما هى «أيقونة» نضال.. وعلامة جهاد.. وأثر لا تطمسه السنوات «فاطمة اليوسف» التى تنسب إليها المجلة التى بين يديك.. صانعة الصحيفة اليومية التى أعدنا إصدارها بعد سبعين عاما من التوقف.. مؤسسة المدرسة التى تحمل اسمها وقيمها وتراثها وبريقها الذى لن ينطفئ. امرأة عظيمة « نموذج للكفاح والإبداع» عصامية عشقت الفن.. وأدمنت الصحافة.. وأرست فينا روح الانتقاد.. والصلادة .. والمشاكسة فى مختلف الاتجاهات.. وعبأت عقولنا بالحرية.. وقادت على طريقتها المميزة المجتمع إلى التنوير.. إنها السيدة التى مازالت الصفحات تنبض تحت اسمها.. وسوف تبقى. فاطمة محيى الدين اليوسف، التى كانت تعرف فى مرحلتها المسرحية ب«سارة برنار الشرق»، وأصبح اسم شهرتها علامة تجارية تعبر الزمن عقودا وقرنا تلو آخر، أى روزاليوسف، أم معلمنا العظيم الأستاذ إحسان عبد القدوس، وشريكة أستاذنا محمد التابعى فى تأسيس المجلة عام 1925 وراعية العشرات من أساتذة الصحافة.. الذين علمونا عبر قيم انتقلت بين الأجيال. تحية إليها فى ذكراها، سيدة ذات قيمة، مذكورة فى تاريخ مصر.. تاريخ السياسة وتاريخ الصحافة وتاريخ الأعمال وتاريخ النساء.. فقد كانت كل هذا.. اشتبكت فى تفاعلات الأولى.. وصنعت وهج الثانية.. وأسست مؤسسة فى الثالثة.. وكانت نموذجا متمايزا مميزا وفريدا للمرأة فى مصر. رائدة خالدة، انكبت على عملها، وأخلصت لمبادئها، وانشغلت بمعاركها، وأبدعت فى تطوير مهنتها، امرأة مختلفة.. صخرة جرانيتية.. وقمة سامقة.. ونهر مازال يجرى ويفيض.