حصاد أنشطة التعليم العالي في أسبوع    محافظ الغربية يتابع جاهزية محيط المدارس لاستقبال امتحانات الثانوية العامة بكفر الزيات    «250 جنيهًا للكيلو».. وزارة الزراعة توضح أسعار اللحوم قبل عيد الأضحى 2024    الليمون ب40 جنيهاً والبامية ب50.. أسعار الخضروات في أسواق الإسكندرية اليوم السبت 8 يونيو 2024    مستشار النمسا يدين الاعتداء على رئيسة وزراء الدنمارك    اندلاع حريق كبير جراء قصف إسرائيلي لبلدة حولا حي المرج ووادي الدلافة في جنوب لبنان    الأهلي يتراجع عن ضم يوسف أيمن مدافع الدحيل القطري    مدرب المغرب عن انفعال حكيمي والنصيري أمام زامبيا: أمر إيجابي    مناشدا بارتداء «نسك».. رئيس «بعثة الحج»: مستند تعريفي يحصل الحاج من خلاله على المعلومات    بالصور.. وكيل الأزهر يتفقد لجان امتحانات الثانوية ويشيد بالتزام الطلاب    بسبب ارتفاع درجات الحرارة.. تخفيض سرعة القطارات على معظم خطوط السكة الحديد    ضبط 449 مخالفة عدم ارتداء الخوذة وسحب 1059 رخصة خلال 24 ساعة    حبس تشكيل عصابي ضبط بحوزته 170 كيلو مخدرات و14 قطعة سلاح بالبحيرة    الصحة بغزة تستغيث لتوفير مولدات كهربائية لمستشفيات القطاع    أوكرانيا: عدد قتلى الجيش الروسي يصل إلى 517 ألفا و290 جنديا منذ بدء الحرب    رئيس فلسطين يرحب بدعوة مصر والأردن والأمم المتحدة لحضور مؤتمر الاستجابة الإنسانية بغزة    جمعية رجال الأعمال تناقش تحقيق مستهدفات القطاع الزراعى فى زيادة الصادرات    تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري يتصدر المباحثات المصرية الأذربيجية بالقاهرة    أخبار الأهلي : مصطفى شلبي: شيكابالا أفضل من محمد صلاح    نجم الأهلي يوجه رسالة قوية إلى محمد الشناوي    وزير المالية: توسيع القاعدة الضريبية لدفع جهود الاستثمار في الصحة والتعليم    «التضامن»: تبكير صرف معاش تكافل وكرامة لشهر يونيو 2024    وزير الإسكان يُصدر قرارا بإزالة التعديات عن 5 أفدنة ببرج العرب الجديدة    افتتاح المكتب الوطني للوكالة الفرانكفونية بمصر في جامعة القاهرة الدولية ب6 أكتوبر (تفاصيل)    الحكومة: إصدار وإعادة تفعيل 2796 كارت "تكافل وكرامة"    انتظام امتحانات الثانوية الأزهرية بشمال سيناء دون شكاوى    أسرة قهوجى أوسيم تؤكد عدم وجود شبهة جنائية حول وفاته    النائب العام السعودي: أمن وسلامة الحجاج خط أحمر    لمواليد 8 يونيو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    القاهرة الإخبارية: ليلة مرعبة عاشها نازحو رفح الفلسطينية بسبب قصف الاحتلال    فتح باب التقدم بمسابقة فتحى غانم لمخطوطة القصة القصيرة.. اعرف الشروط    هل يجوز الادخار لحم الأضحية؟.. تعرف على رأي الإفتاء    دار الإفتاء للمتخلفين من العمرة لإدراك الحج: حرام شرعا    كيف تستعد وزارة الصحة لاحتفالات عيد الأضحى والعطلات الصيفية؟    إحالة 7 أطباء للتحقيق خلال جولة تفتيشية مفاجئة بأسيوط    حاكم دونيتسك الروسية: القوات الأوكرانية تكثف قصف المقاطعة بأسلحة بعيدة المدى    بعد حادث وفاته..7 معلومات عن رائد الفضاء الأمريكي ويليام أندرس    عقوبة إفشاء الأسرار الخاصة في القانون    «الصحة» تستعد لموسم المصايف بتكثيف الأنشطة الوقائية في المدن الساحلية    الجيش الأمريكي يدمر خمس مسيرات حوثية وصاروخين وزورق في اليمن    من جديد.. نيللي كريم تثير الجدل بإطلالة جريئة بعد إنفصالها (صور)    مصافحة شيرين لعمرو دياب وغناء أحمد عز ويسرا.. لقطات من زفاف ابنة محمد السعدي    «اهدى علينا شوية».. رسالة خاصة من تركي آل الشيخ ل رضا عبد العال    مواعيد مباريات يورو 2024.. مواجهات نارية منتظرة في بطولة أمم أوروبا    الفرق بين التكبير المطلق والمقيد.. أيهما يسن في عشر ذي الحجة؟    فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع    "المهن الموسيقية" تهدد مسلم بالشطب والتجميد.. تفاصيل    دعاء ثاني أيام العشر من ذي الحجة.. «اللهم ارزقني حسن الإيمان»    كريم محمود عبدالعزيز يشارك جمهوره صورة من محور يحمل اسم والده الراحل    نجيب ساويرس ل ياسمين عز بعد حديثها عن محمد صلاح: «إنتي جايه اشتغلي إيه؟»    حاول قتلها، زوجة "سفاح التجمع" تنهار على الهواء وتروي تفاصيل صادمة عن تصرفاته معها (فيديو)    إبراهيم حسن يكشف كواليس حديثه مع إمام عاشور بعد لقطته "المثيرة للجدل"    مفاجأة.. مكملات زيت السمك تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية    بعد الزيادة الأخيرة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من المنزل    الإفتاء: الحج غير واجب لغير المستطيع ولا يوجب عليه الاستدانة من أجله    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف هبة راشد.. طريقة عمل الجلاش باللحم والجبنة    فريد زهران ل«الشاهد»: ثورة 1952 مستمدة من الفكر السوفيتي وبناءً عليه تم حل الأحزاب ودمج الاتحاد القومي والاشتراكي معًا    منتخب مصر الأولمبي يفوز على كوت ديفوار بهدف ميسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زيارة القدس تطبيع أم فريضة دينية ؟

ولا يزال الجدل مستمرا.. حول الدعوة إلى زيارة القدس كسبيل لوقف مخططات تهويدها، ودعما للقضية الفلسطينية.. حيث انقسمت آراء سياسيين ومفكرين ورجال دين حول هذا الأمر فهناك من يعتبره سندا وواجبا دينيا وشرعيا ، وفريق آخر يعتبرها خطوة على طريق التطبيع تتمناها إسرائيل.. وبين هذا وذاك اختلط الدينى بالسياسى فى هذه القضية الشائكة ، وكما اتفق العرب على ألا يتفقوا.. هنا أيضا اتفق الجميع على الاختلاف !
د. رفعت السعيد - رئيس حزب التجمع - يؤكد أنه بعد 32 عاما من إقامة العلاقات المصرية الإسرائيلية نجد أن الناس لا تعترض على التطبيع السياسى، والدليل أن الجميع يتحدثون عن المجهودات الكبيرة التى يقوم بها وزير الخارجية «أحمد أبو الغيط» ورئيس المخابرات الوزير «عمر سليمان» حول تهدئة الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين والعودة إلى طاولة المفاوضات لإقامة دولة فلسطينية والذهاب إلى الضفة والقدس ولا يعتبر هذا عملا سيئا بل يعتبره الجميع مهمة قومية لحل القضية لا يستطيع أى أحد فى العرب سواء رؤساء أو ملوكا القيام بجزء من مجهودات أبو الغيط وسليمان. «السعيد» تهكم فى المقابل على وصف أن أى زيارات أخرى للقدس والضفة نوع من المقاومة، مؤكدا أنه تطبيع، ففى النهاية الحديث عن المساندة بالزيارات يعتبر «ضحك على الدقون»، قائلا : «فيه ناس عايزة تروح تلعب كرة وده تحايل على الموضوع ولا يوجد فيه حتى نفحة مقاومة»!
ويوضح السعيد أننا نناقش المسألة من طرف ذيلها... متسائلا: لماذا لا يتوحد الفلسطينيون فتتوحد صفوفهم، حتى يكون على الأقل لديهم حق وسلطة فى إعطائنا تأشيرات دخول للقدس الشرقية.. مضيفا «عندما عاد الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات إلى غزة عقب اتفاقية أوسلو وجه لى دعوة ، وكانت أمنية حياتى أن أرى صديقى عرفات فى غزة، ولكنى رفضت الدعوة لأننى سأدخل بتأشيرة إسرائيلية، هنا شخصيات كثيرة ذهبت وليسوا خونة ولكنها مواقف شخصية.
ويتفق المعاون البطريركى للأقباط الكاثوليك «يوحنا قتلة» مع «السعيد» حول أسباب ضياع القدس. وأن زيارتها ليست تطبيعا وليست أيضا مقاومة، ولكنها إعلان أن الوضع الراهن طبيعى، وهذا منتهى الخطورة لأنك تزور قطعة محتلة من أرضنا وبهذا تعترف بهذا الوجود وإسرائيل تتمنى ذلك، وزيارة القدس ليست فى شريعة المسيحيين، ولكنها تقاليد وزيارات روحية، الأمر نفسه للمسلمين، وإن تمت الزيارة فى هذه الأحيان ستكون دعاية لإسرائيل وفتحا لباب جديد للترويج للصهيونية ونعطيهم بهذا الشكل ميزة ويكتب للعالم كله أن العرب راضون بهذا الأمر لأنهم يحجون للقدس ويزورونها، والعبادة ليست للمسيحيين فى القدس كما يشيع البعض والدليل موجود فى إنجيل يوحنا عندما سألت امرأة سامرية يهودية المسيح عيسى قائلة: أين العباة الحقيقية فى أورشليم أم جبل السامراء؟ فأجابها: العبادة الحقيقية بالروح والحق.
ويستكمل «قلتة»، قائلا: كل مكان هو مسجد وكنيسة، والأماكن المقدسة للتاريخ والتأمل والعبرة فى ظروف لا تدخلها السياسة، ولكننا فى وضع مختلف.. فالقدس فى أيد إسرائيلية!
«محمد بسيونى» - سفير مصر السابق بإسرائيل ورئيس لجنة الأمن القومى والعلاقات الخارجية - يقول:
«فى تقديرى هناك فارق كبير بين تطبيع العلاقات وإبراز التضامن مع قضية القدس، شخصيات بحجم شيخ الأزهر والبابا شنودة يصعب عليها طلب التأشيرة من إسرائيل، والذهاب للقدس لن يتم من جانبهم إلا بعد انسحاب إسرائيل من الأراضى العربية المحتلة، خاصة القدس الشريف».
يشير «بسيونى» إلى عدم وجود مشكلة فى الصلاة بالقدس لأن رمز مصر والعرب الرئيس السادات صلى هناك ، ولكن هل ذهاب العرب للصلاة هناك سيحل القضية! لو كان الأمر هكذا لذهبنا جميعا من الصباح نحصل على تأشيرات إسرائيلية ولكن نعود بها، ولكن الموضوع يحل بالمباحثات ونتمسك بالحل النهائى وهو دولة فلسطينية على حدود .67
«ثروت باسيلى» - الرئيس السابق للمجلس الملى بالكنيسة الأرثوذكسية- يقول : «زيارة مدينة القدس تتوقف على عدة أمور، أهمها الجدوى، والأمر لا يتوقف على كونه تطبيعا مع إسرائيل أو مقاومة لقوات الاحتلال.. نحن بهذا الشكل نعود إلى نقطة الصفر أكثر مما نحن فيه الآن.. فإذا كانت هذه الزيارات تساعد على زيادة الاقتصاد الإسرائيلى فهذا أمر مرفوض بتاتا ، لأنه إذا ذهبنا سيكون بطريقة سياحية، ومن يحصل الرسوم فى جميع الأماكن هى سلطات الاحتلال التى تعود فى النهاية إلى الخزينة الإسرائيلية مما يزيد الدخل القومى الذى يستخدم فى النهاية فى الحرب ضد العرب ، وأضاف : من الممكن أن تستغل إسرائيل هذه الرحلات فى الترويج بأنها دولة سلام.
«باسيلى» كشف عن ذهابه منذ 15 عاما إلى الأراضى المقدسة بفلسطين عام 1995 عبر رحلة سياحية ، ولكنه يؤكد أنه لم يحصل على تأشيرة إسرائيلية ، وكان يتمنى الذهاب مرة أخرى لما شعر به فى الأماكن المقدسة التى يتمنى أن يزورها ويمارس الشعائر الدينية فى الكنائس وزيارة بيت لحم - مهد المسيح عليه السلام - وأبدى أمنيته أن يذهب كل عام لولا صدور الحظر الكنيسى من البابا شنودة بعدم زيارة الأماكن المقدسة فى فلسطين لأنه يعتبر تطبيعا وأن الزيارة يكون فيها المسلمون والمسيحيون معا فى يد واحدة !
ويشير «باسيلى» إلى أنه لا يوجد تضارب فى إصدار الفتاوى لزيارة القدس ثم المطالبة بعدم الزيارة مثلما أثير حول شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية بأنهما وافقا على دعوة رجال الدين الفلسطينى فى المؤتمر الإسلامى العالمى بالقاهرة بزيارة القدس ، ثم تراجعا عن ذلك ، مؤكدا أن هذا التغيير يعتبر تسييسا، فمن الممكن أن شيخ الأزهر والمفتى كانا يفكران فى الذهاب أملا فى تحقيق خطوات إيجابية ، ولكن المواقف تغيرت بسبب ما طرح من جديد حول أنه لا جدوى فى جميع الأحوال لهذه الزيارة وأنها من الممكن أن تؤثر بالسلب على الشارعين العربى والمصرى ويحدث انقسام عليها مع تصاعد وتيرة الهجمة الشرسة على المقدسات بالخليل والقدس
فى حين ترى النائبة القبطية «جورجيت قلينى» أن زيارة القدس لمجردة الزيارة لن تقدم أو تؤخر، وأن ما يقال عن أنها ستحدث دعما ومساندة للفلسطينيين وضغطا على الإسرائيليين، فهذا من الخيال لأن العقلية الإسرائيلية لا تتعامل بهذا المنطق مثلنا، فمن الممكن أن تكون زيارة رجال دين على قدر فضيلة شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية للقدس أمرا كبيرا وتاريخيا من جانب العقلية العربية، وخاصة الفلسطينيين، ولكن سنجد أن مثل هذه الزيارة تحدث تخبطا وانقساما عربيا مثلما حدث مع زيارة الرئيس السادات :
«جورجيت» رفضت الحصول بأى شكل من الأشكال الحصول على تاشيرة إسرائيلية لزيارة المدينة المقدسة، واصفة ذلك بأنه رجوع لخطوات عديدة واعتراف رسمى لإسرائيل بأن القدس مدينة يهودية إسرائيلية وهى هدية على طبق من ذهب للإسرائيليين، مشيرة إلى أنها من الممكن أن تقبل التأشيرة الإسرائيلية إذا كانت لقوة ستذهب لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.
الكاتب «صلاح عيسى» - رئيس تحرير جريدة القاهرة - اعتبر الذهاب إلى القدس تطبيعا فى المقام الأول ولا يوجد أى مجال هنا للحديث عن المقاومة للإسرائيليين، لأنه يعتبر أن القدس منطقة ما تزال تحت الاحتلال الإسرائيلى بالكامل وخاضعة للكيان الصهيونى، وأضاف قائلا: «بالنسبة لنا كصحفيين» هناك قرار جمعية عمومية يحظر ذهاب أى صحفى إلى الأماكن الخاضعة للاحتلال الإسرائيلى لأنه فى النهاية يحصل على تأشيرة إسرائيلية ويتعامل مع الكيان الصهيونى ، وحتى السفر إلى الضفة الغربية ما يزال محل خلاف ، وأنا أرى أن الحصول على التأشيرة الإسرائيلية فى جواز السفر لا فارق بينها وبين الوثيقة التى تكون خارج الجواز كإذن دخول، فالاثنان وصمة عار!
ويجب أن نعلم أن الفلسطينيين أنفسهم غير مرحبين بالمقاطعة معتقدين أن قبولها دعم ورفضها انعزال لهم !
ويشير «عيسى» أن التعامل مع قضية القدس حول إمكانية الزيارة هل هى التطبيع أم لا إشكالية بالغة التعقيد خاصة أن المفاوضات حولها تدخل فى قضايا الحل النهائى فى الوقت الذى لم ندخل فيه إلى الحل المبدئى، فلا يجب أن تثير الجهات الدينية من الشيوخ والقساوسة أحاديث حول الزيارة حتى لو للعبادة لأن الأزمة ليست فى هذا المعتقد، ومع ذلك لا يوجد اتجاه رسمى أو سياسى للدولة يمنع سفر المشايخ أو المواطنين أو رجال الأعمال.
وعلق قائلا: من يجد فى سفره تحريكا للمياه الراكدة أو حلا فى السفر إلى القدس بتأشيرة إسرائيلية، فليذهب.. إحنا لما هنسافر هنحررها، وبالنسبة للمسلمين لا يوجد فى أصول العبادة زيارة للقدس ، الزيارة عادة يكون هدفها البركة أو استنشاق عبق التاريخ والماضى لأنها مهد الأنبياء.. وفى النهاية يحجون إلى مكة ، وبالنسبة للأقباط فلها أهمية خاصة ، لأن القدس مكان الحج الوحيد والبابا يحظر السفر !
«هانى عزيز» - أمين عام جمعية محبى مصر السلام - رفض من الأصل زيارة أى مواطن مصرى مادام هناك احتلال إسرائيلى ، وأنه شخصيا يرفض الذهاب للقدس إلا بعد ذهاب شيخ الأزهر ، موضحا: هذا مبدأ أكد عليه البابا بأن الدخول للقدس لن يكون إلا بدخول البابا وشيخ الأزهر يدا بيد.
وأضاف: نحن ملتزمون بهذا الاتفاق ولا نقبل بأى حال من الأحوال تأشيرة إسرائيلية لدخول القدس، وأشك أن تصدر عن شيخ الأزهر موافقة بسفره للقدس لأنى أشك فى هذه الموافقة لأن الأمر يتعلق بالبابا أيضا، وإنما من الممكن أن تكون دعوة تلقائية وكان رد الإمام عليها بتلقائية ولباقة، مش ممكن حد يقولك لازم تزورنى فى بيتى وأنت متأكد إنك مش هتروحله وتقوله لا، الفلسطينيون أخذوا الكلمة على محملها دون النظر إلى الواقع.
د. صبرى عبدالرءوف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - يقول: زيارة المسجد الأقصى واجبة وهذا بناء على حديث رسول الله «صلى الله عليه وسلم» لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدى هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى.. فالمسجد الأقصى هو أحد المساجد التى ينبغى على أمة الإسلام أن تشد الرحال إليها، وإذا كان اليهود قد حجبوا المسلمين عن زيارة المسجد الأقصى فإننا نقول لأمة الإسلام تذكروا إن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومهبط الوحى والرسالات، ومنه عرج الرسول «صلى الله عليه وسلم» إلى السموات العلى، وبالتالى فنحن حينما نمتنع عن زيارته فإننا بذلك نفتح مجالا لليهود على تخريبه وتدميره وإبعاد المسلمين عنه، لهذا نقول: على المجتمع الدولى أن يتدخل لفتح الباب أمام كل زائر لبيت المقدس وبذلك لن تتحكم فيه إسرائيل بصفة مباشرة ولكن تجنب الزيارة يعطى الفرصة للإسرائيليين لتنفيذ مخططاتهم الدنيئة!
وأضاف رءوف: إذا كانت إسرائيل تحتم على الزائرين الحصول على موافقة منها للدخول إلى أراضيها فإننا نقول إن المسجد الأقصى ليس ملكا للمسلمين وحدهم بل هو ملك لجميع الرسالات السماوية المنزلة من السماء، لذلك على جميع الملل والطوائف الدينية أن تزور القدس حتى لا يضيع، مطالبا بضرورة أن تكون هناك هيئة محايدة هى التى تسير أمور الزائرين لأرض المقدس وليس إسرائيل فقط!
د. «صبرى» أوضح قائلا: إننا على استعداد لزيارة المسجد الأقصى لأداء الصلاة فيه فى أقرب وقت ممكن بشرط إتاحة الفرصة لنا ولكن بعزة وبكرامة، وهذه ليست مسئولية دولة وإنما المجتمع الدولى بأثره لحماية جميع المواطنين الذين سوف يزورون القدس وتأمينهم منذ نزولهم الأراضى المقدسة حتى عودتهم لبلادهم مرة أخرى. وأشار إلى أن الصلاة بالمسجد الأقصى تعادل 500 صلاة فى أى مكان آخر وهذا بيان واضح لترغيب الإسلام فى زيارة المسلمين لهذا المسجد العظيم وعدم هجرته مهما كانت الأسباب والمبررات.
الكلام نفسه أكده د. «عبدالحميد الأطرش» رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا - بقوله: ينبغى بل من الضرورى أن يتجه كل المسلمين فى شتى بقاع العالم لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه فالاحتلال اليوم أمر واقعى، وبيت المقدس تحت السيطرة اليهودية منذ عشرات السنين، فلو هجرنا المسجد الأقصى بعدم زيارته بحجة التطبيع فسوف نعطى فرصة لليهود للاستمرار فى مذابحهم.
وقال: لو سمحت الفرصة لزيارة بيت المقدس فلن أتأخر فهذا واجب كل مسلم، فعلينا أن نحافظ على بيت المقدس بكل ما نملك وأنما لا نتركه فى يد اليهود تدنس فيه بحجة ما يتم ترديده من فتاوى متضاربة من شأنها الإضرار بأحوال المسلمين وقيادتهم إلى الوراء!
برر د. «محمد رأفت عثمان» عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر سابقا - هذا الوضع بقوله: «كون العدو الإسرائيلى يمنع الدخول إلى بعض الأماكن المقدسة إلا بتصريح ليس مبررا لعدم ذهاب أصحاب الأديان إلى هذه الأماكن، وهذا يشبه إذا وجد الحجاج فى طريقهم للمدينة المنورة أى عائق فى الطريق فهل يمتنعون عن الزيارة، فلا أجد مبررا واضحا فى كون إسرائيل مسيطرة على بلاد المقدس بأن نمنع المسلمين من زيارته، مضيفا إن الزيارة ليست تطبيعا على الإطلاق وإنما هى من الناحية الدينية قد نعتبرها جهادا فى سبيل الله.
وأشار إلى أننا علينا التمسك بالصبر وعدم اليأس من عودة القدس كاملة للمسلمين، ولكن تركها بهذا الشكل المخزى سيضيع منا القدس بسبب سلبيتنا وعدم دفاعنا عن حقنا الشرعى فى الصلاة فى المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
الشيخ «شوقى عبداللطيف» رئيس الإدارة المركزية للدعوة بوزارة الأوقاف - لم يجد مبررا لعدم جواز الزيارة، حيث أكد لنا أن القدس جزء من كيان الأمة الإسلامية والعربية، وبالتالى ليس هناك مانع من زيارة القدس فى أى توقيت للتأكيد على الهوية العربية الإسلامية، ولكن الأهم من الزيارة هو العمل على استرداد القدس ولم شمل الفصائل الفلسطينية واجتماعها على كلمة واحدة، فضلا عن وحدة الأمة الإسلامية جميعها ولكن لا أعتقد أن الزيارة ستحل هذه الأزمة القائمة وليست هناك أى فتوى تمنع المسلمين أو الأقباط من زيارة أحد رموزهم المقدسة، ولكن الزيارة من وجهة نظرى لن تحل شيئا، بل ربما تزيد الأمور تعقيدا فى النهاية.
تساءل د. عبدالمعطى بيومى - عضو مجمع البحوث الإسلامية - كيف تعد الزيارة مقاومة وهى استسلام لإسرائيل فمادامت القدس تحت العلم والسيطرة الإسرائيلية فدخول أى شخص فيها إذلال لكرامته وقال: لن ندخل القدس ونصلى فى المسجد الأقصى إلا فاتحين لها بإذن الله، وعلى هذا فإن الزيارة ليست واجبة على الإطلاق مادام العلم الإسرائيلى مازال يرفرف على أراضيها.
وأضاف: الفلسطينيون معذورون فلا يجوز أن يخرجوا من أراضيهم لأنهم فى حالة حرب دائمة وبالتالى فالجهاد واجب عليهم وجوبا مباشرا، وعلينا مساندتهم ليس بالزيارة وإنما بمؤازرتهم بعدم ضياع حقوقهم أو التفريط فى كرامتهم وتسليم أرواحهم لسيطرة إسرائيل، لذلك أقول أن من يريد أن يسافر إلى القدس لزيارته فهذا ذل وهوان لأن إسرائيل تملك القدس الآن، وليس معنى عدم استطاعتنا تحرير «بيت المقدس» هو الوقوع فى خطأ أكبر، مشيرا إلى أن الزيارة تطبيع ذليل وليست لها أى علاقة بالمقاومة مهما كانت المبررات من وراء الزيارة لأن القدس حاليا يسيطر عليها العلم الإسرائيلى وبالتالى فلا يجوز دخول القدس لأنها حرام مادمنا لسنا فاتحين لها.
من جهته، أكد المفكر القبطى «جمال أسعد» إن زيارة القدس هى قضية دينية وسياسية ملتبسة وعلينا ألا ننكر أن هناك استغلالا لهذا الأمر، فمن الجانب الدينى لا يوجد أى مبرر يلزم المسيحيين بزيارة القدس لأن زيارة القدس ليست سنة كما هى فى الدين الإسلامى، ولكن تصريح البابا شنودة المستمر بمنع زيارة الأقباط للقدس من الناحية الدينية لأنه يعتبر الزيارة تطبيعا، لذلك أعتقد أن الزيارة نوع من التطبيع مهما كان شكلها! وأضاف: من الناحية السياسية أنا ضد الزيارة لأنها تطبيع ولكن أنا كمفكر ضد البابا فى أن يفرض عقوبات كنسية لأن الرأى السياسى الذى يؤمن به لا يجوز أن يلزم به كل مسيحى فمن يقتنع سياسيا بعدم زيارة المقدس فنحن نؤيده وإنما فى نفس الوقت لا نكفر من يريد أن يذهب للعبادة فهذا تدخل واضح بين الدين والسياسة الذى من شأنه أن يضيع منا القدس، ولكن أتساءل: هل إذا قام كل من المسيحيين والمسلمين بزيارة القدس فهل سيساهم هذا فى تحريرها.. إذن القضية ليست فى زيارة القدس وإنما فى المجتمع الدولى الذى يفشل فى وقف إسرائيل عن القيام بأعمالها الوحشية ضد الآمنين، لذلك أعتقد أن زيارة المسيحيين والمسلمين للقدس قد ترفع الروح المعنوية لليهود وهذا ما تتمناه بكل قياداتها فتحاول طول الوقت أن تسحب العرب إليها بأى وسيلة وتتحجج بأى دعوى لكسب تأييد المجتمع الدولى معها.
القس د. اكرام لمعى أستاذ مقارنة الأديان بكلية اللاهوت - قال: كفانا الحديث عن هذه الأمور، فعلينا تجاوز الزمن، فالعالم كله يتجه نحو السلام والحوار ونحن نفكر فى أن نزور أم لا، فالزيارة يمكن أن نعتبرها نوعا من أنواع المقاومة المشروعة، فتسييس الأمور الدينية هو الذى يجعلنا دائما نعود إلى الوراء، فالسادات بشجاعته استطاع أن يزور القدس وفتح الباب، وقد لاقى ترحيبا كبيرا من العالم كله لأنها أنهت حالة الصراع، بل أسفرت عن نتائج سياسية فاستطعنا إعادة الأرض من جديد!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.