رجال الأعمال السيناوية يرفضون الإعلان فى صحفها .. وسيناء المستقبل الجريدة الوحيدة التى تصدر بانتظام منذ 20 عاما ! يرى المتابعون للصحافة السيناوية أن شروط القيد فى نقابة الصحفيين هى أول معوق يواجه الصحف الإقليمية .. لأنها لا تعترف بها للقيد فيها، وتعد الصحفيين هى النقابة الوحيدة التى تشترط ممارسة مهنة الصحافة والتعيين فى إحدى الصحف أو المجلات المركزية للقيد فيها .. فى حين أن أى نقابة مهنية تستوعب أعضاءها بمجرد الحصول على المؤهل الدراسى ولا تنتظر تعيينهم حتى تقبلهم .. فلا تشفع دراسة الصحافة أو الإعلام للقيد فيها .. وحتى جدول المنتسبين تم إيقافه منذ عدة دورات .. مما أثر على الصحافة الإقليمية بصفة عامة. فى شمال سيناء .. بدأت محاولات إصدار صحيفة إقليمية فى أوائل الثمانينيات على أيدى متخصصين من العاملين فى الإعلام والثقافة، وكانت فى حجم التابلويد باسم الفيروز .. حيث كانت تهتم بأخبار المحافظة من قرارات وزيارات مسئولين إلى جانب أنشطة بعض المديريات وأجهزة الخدمات الجماهيرية .. وكانت توزع مجانا بعد فشل حصولها على ترخيص من المجلس الأعلى للصحافة، وانتهت بعد أشهر قليلة .. خاصة بعد أن سبقت محافظة جنوبسيناء بإصدار مجلة شهرية بنفس الاسم الفيروز فيئس القائمون عليها من استمرار إصدارها .. تلتها نشرة شهرية من المحافظة باسم شمال سيناء، وكانت تهتم أيضا بقرارات المحافظ وجلسات المجلس الشعبى المحلى للمحافظة وتغطية زيارات الوزراء وكبار المسئولين للمحافظة .. وكانت توزع مجانا بتمويل من المحافظة .. واستمر إصدارها لأكثر من 10 سنوات إلى أن توقفت بعد تغيير اللواء منير شاش محافظ شمال سيناء حينئذ. وواكب ذلك أيضا محاولة جادة على طريق إصدار صحيفة إقليمية، وكانت باسم صوت سيناء أدارها عضو مجلس شعب الأسبق، وأوكل تحريرها إلى بعض مراسلى الصحف القومية بالمحافظة .. وحاول جاهدا الحصول على رخصة المجلس الأعلى للصحافة دون جدوى، واستمر صدورها بضع سنوات حتى توقفت. فيما تواجه سيناء المستقبل صعوبات بالغة فى التمويل بسبب عدم وجود إعلانات .. ويتوقف نشر الإعلانات على أبريل وأكتوبر بمناسبتى العيد القومى ونصر أكتوبر .. بخلاف ذلك لا توجد أية إعلانات أخرى .. حيث يفضل رجال الأعمال ومواطنو سيناء عموما عدم الإنفاق فى الإعلانات. وفى 1997 تم إصدار جريدة باسم البادية العربية استمر إصدارها لعدة أشهر ثم توقفت فى 1998 بسبب التمويل .. إلى أن عادت إلى الصدور مرة أخرى فى 1999 ثم توقفت فى 2000 بسبب التمويل أيضا .. وهى صادرة عن شركة بترخيص أجنبى من قبرص .. ولا يزال ترخيصها قائما حتى الآن .. فى انتظار التمويل. وعن سبب عدم انتظامها فى الصدور يقول صاحبها: إن التمويل هو السبب الرئيسى .. إلى جانب إحجام رجال الأعمال خاصة فى سيناء عن الإعلان فى الصحف المحلية وحاول الحزب الوطنى بالمحافظة إصدار صحيفة شهرية باسم وطنى شمال سيناء إلا أنها توقفت عن الصدور بعد 5 أعداد بسبب صعوبة تمويلها. وهناك بعض الصحف الأخرى غير المنتظمة فى الصدور .. ومنها: صحيفتا: البادية اليوم وسيناء اليوم، وذلك بسبب التمويل أيضا. ويؤكد أحد أصحاب محاولات إصدار صحيفة إقليمية أنه اضطر إلى اللجوء لإحدى الصحف الخاصة وإصدار ملحق بداخلها باسم سيناء،بسبب إجراءات المجلس الأعلى للصحافة وفرض شروط صعبة لإعاقة إصدار الصحف الإقليمية .. وأنه فى النهاية لا يمكنه إصدار الملحق بانتظام بسبب التمويل .. فضلا عن تكاليف الطباعة والورق المرتفعة. ويطالب بتيسير الإجراءات وحرية إصدار الصحف الإقليمية، وأن يتم تشجيعها وقيد العاملين فيها فى نقابة الصحفيين .. وأنه لا مانع من مراقبتها ومتابعة استمرار صدورها. ويرى العاملون فى الصحف السيناوية ضرورة أن يكون لهم كيان يربطهم وأن يتم قبولهم فى النقابة .. خاصة أن منهم خريجى إعلام وصحافة وأصبحت لديهم خبرة كافية فى العمل الصحفى ولا يقلون عن العاملين فى أى صحيفة أو مجلة قومية أو حزبية أو مستقلة .. أو على الأقل إعادة القيد فى عضوية المنتسبين للنقابة. ويؤكد محمد سليم ويعمل مراسلا صحفيا لإحدى الصحف وأحد المحررين العاملين فى جريدة سيناء المستقبل أنه يعمل منذ سنوات فى المجال الصحفى .. إلا أنه غير مقيد فى النقابة بسبب عدم التعيين فى جريدة معينة، ولا تعترف النقابة بالصحف الإقليمية .. وبالرغم من أنه خريج إعلام .. إلا أنه فضل الإقامة فى العريش .. فى حين أن كثيرا من زملائه التحقوا بالصحف فى القاهرة، ويطالب بأن تكون هناك نقابات فرعية بالمحافظات لقيد العاملين فى الصحف الإقليمية أسوة بالنقابات الأخرى كالأطباء والمحامين والمهندسين والتجاريين والزراعيين وغيرهم .. فكل نقابة تقبل خريجيها دون أى شروط، ولكن نقابة الصحفيين تنفرد بقصر قبول خريجى الإعلام على المعينين فقط فى إحدى الصحف .. وهو عكس ما يحدث فى النقابات الأخرى .. كما أن نقابات الصحفيين فى أى دولة تقبل جميع العاملين فى مجال الإعلام سواء صحفا أو مجلات أو إذاعة وتليفزيون. ؟